عبد العزيز البوجدايني يحول المركز السينمائي من إدارة شبح إلى فضاء للإبداع
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
زنقة 20 | علي التومي
توالت النكبات تباعا حول مآل المركز السينمائي المغربي، بعد رحيل الفيلسوف “نور الدين الصايل” الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل رفعة الفن المغربي وتبوئه مكانة عالمية تليق به، إلا أنه وبعد أفول نجمه وترجله تمزقت خارطة طريقه واتسعت الهوة بين الإرادة التي سطرها والواقع المرير الذي تلاه.
وبعد سنوات من التسيير العشوائي لأهم مؤسسة سينمائية مغربية؛ وبعد تعاقب وزراء الثقافة الواحد تلو الآخر، جاء الدور على الشاب ” المهدي بنسعيد” الذي أعلنها جهارا نهارا، وفي ظرف وجيز ثورة ثقافية مغربية من شمال المملكة إلى جنوبها، محققا ما عجز عنه سابقوه؛ رابطا بعمله الليل بالنهار من أجل البلاد والعباد، ومتأبطا خيرة الكفاءات ؛ متسلحين بشعار “الوطن أولا”.
ومن بين هذه الكفاءات برز إسم الرجل المخضرم والمحنك “عبد العزيز البوجدايني” الذي ظل طيلة سنوات خلت رجلا للمهمات الصعبة داخل وزارة الإتصال، مشتغلا في هدوء وصمت مطبق.
لم يكن “البوجدايني” بعيدا عن مجال السينما بالمطلق، لاعتبارات عديدة، أولها كون قطاع الإتصال هو الوصي المباشر على المركز السينمائي المغربي؛ وأن المسؤوليات التي سبق وأنيطت بالرجل تجعله بشكل لا مواربة فيه عاملا أساسيا داخل الفعل السينمائي المغربي.
قدم “البوجدايني” إلى المركز السينمائي المغربي مديرا بالإنابة؛ وخلال فترة قصيرة تنفس صناع السينما الصعداء، بوجود مسؤول مشرع بابه أمام الجميع، في وقت علقت فيه آمالهم واضطهدت طموحاتهم وفروا مدبرين.
جاء “البوجدايني” الذي يعتبره السينمائيون الحقيقيون المخلص من الهلاك، في وقت عاث فيه آخرون فسادا ممن ألفوا الريع بسبق إصرار وترصد، وهو ما جعله يقف أمام مخططاتهم البئيسة سدا منيعا، متسلحا بصدق إيمانه وشفافيته ونبله وشجاعته في اتخاذ قرارات حاسمة هوت بمن ظنوا أنهم محميون إلى أسفل الدرك، فجعلهم يتخبطون ذات اليمين وذات الشمال كالديك المذبوح.
ولم يبخل الرجل جهدا في تطهير المؤسسة أولا، بنصرة المظلومين والإنتصار لهم؛ وإعادة ترتيب أوراق بعثرت خلال مراحل سابقة، ليعود النور الداخلي للمركز السينمائي المغربي مشعا بعد سنوات من العتمة، وتعود المياه إلى مجاريها رويدا رويدا.
ورغم أن طريق الرجل لم يكن أبدا مفروشا بالورود؛ إلا أن الارتياح الذي عكسه في الأوساط السينمائية؛ يفرض عليه مواصلة المسيرة التي بدأها وكلف بها؛ ففي عهده فقط بدأت السينما المغربية تشق طريقها نحو العالمية.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: السینمائی المغربی المرکز السینمائی
إقرأ أيضاً:
6 ملاحظات على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 46
أعلن الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن تفاصيل الدورة 46 خلال مؤتمر صحفي كشف عن كثير من التفاصيل التى تعبر بشكل أو بآخر عن خريطة المهرجان أو أهدافه فى هذه الدورة.
ومن خلال ذلك نرصد فى التقرير التالى أبرز هذه الملاحظات.
أزمة البوستر الرسميشهدت الساعات التي سبقت انطلاق المؤتمر الصحفي للمهرجان أزمة مفاجئة، بعدما أعلنت الإدارة عن البوستر الرسمي للدورة الـ46.
البوستر واجه موجة واسعة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ألوانه التي فسرها البعض بأنها تشبه قوس قزح، ما أثار جدلاً حادًا ودفع إدارة المهرجان إلى سحب البوستر فورًا، وإصدار بيان توضيحي أكدت فيه أنه غير رسمي، وأن تصميمًا جديدًا سيتم الكشف عنه خلال الأيام المقبلة.
جدل حول لجان التحكيمكما تعرضت إدارة المهرجان لانتقادات لاذعة بعد إعلان تشكيل لجان التحكيم، خاصة لجنتي أسبوع النقاد والأفلام القصيرة، اللتين ضمتا الممثلتين سلمى أبو ضيف وتارا عماد.
الجدل جاء بسبب اعتقاد كثيرين أن خبرتهما السينمائية لا تزال محدودة ولا تؤهلهما لعضوية لجان تحكيم في مهرجان دولي بحجم مهرجان القاهرة.
تسريب أسماء المكرمينقبل ساعات من انعقاد المؤتمر الصحفي، تم تسريب عدد من أسماء الفنانين المكرمين في هذه الدورة، ما أحدث حالة من الجدل داخل أروقة المهرجان.
تسريب الأسماء فسر من قبل البعض باعتباره اختراقًا إداريًا أو مؤشرًا على ضعف الانضباط التنظيمي، وهو أمر لم تعهده إدارة المهرجان في السنوات الأخيرة، خاصة أن الإعلان عن المكرمين يعد من أبرز لحظات المهرجان وأكثرها ترقبًا.
إشادة باختيارات الأفلام خارج المسابقةرغم الجدل الذي صاحب بعض قرارات المهرجان، إلا أن إدارة الدورة الـ46 نالت إشادة واسعة على اختياراتها للأفلام المعروضة في قسم “العروض الخاصة خارج المسابقة”.
القائمة ضمت أعمالًا عالمية حاصلة على جوائز من مهرجانات كبرى مثل كان وبرلين وفينيسيا، من أبرزها فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة كوثر بن هنية، الفائز بجائزة الهرم الفضي في فينيسيا، وفيلم “المسار الأزرق” للمخرج البرازيلي غابرييل ماسكارو، الفائز بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي الدولي.
التكريمات في محلهاأما على صعيد التكريمات، فقد جاءت الاختيارات منطقية ومدروسة، تعكس وعيًا بالدور الثقافي والإنساني للمهرجان.
من أبرز المكرمين هذا العام الفنانة الفلسطينية هيام عباس، في خطوة رآها كثيرون تأكيدًا على موقف المهرجان الداعم للقضية الفلسطينية، ورسالة رمزية تحمل تقديرًا للفن المقاوم والإنساني في الوقت ذاته.
الاصرار على الدعم المصري فقطمن الإيجابيات التى تحسب أيضا لمهرجان القاهرة وهي الاعتماد بشكل أساسي على الدعم والتمويل المصري دون غيره وذلك كما صرح رئيس المهرجان بأنه مهرجان قومي ولا يصح ان يعتمد على تمويل خارجي.