رئيس مؤسسة العالمين الإندونيسية يشيد بتجربة ” الشؤون الإسلامية والأوقاف”
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
بحث سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالندب في مقر الهيئة الرئيس بأبوظبي اليوم مع معالي الدكتور شفر الدين كامبو، رئيس مؤسسة العالمين، نائب رئيس عام ديوان المساجد بجمهورية إندونيسيا، تعزيز العلاقات المشتركة في الجانب الديني وتبادل الخبرات والتنسيق المشترك لتأهيل الكوادر الدينية وتمكينها من إيصال المعاني السامية للدين الإسلامي الحنيف.
حضر اللقاء سعادة محمد سعيد النيادي، مدير عام الهيئة ، وعدد من المسؤولين.
ورحب الدكتور الدرعي بالضيف والوفد المرافق له، كما عرَّف بجهود دولة الإمارات في ترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الشعوب ونشر السلام، والآلية التي تتبعها الهيئة لعكس الوجه المشرق للدين الإسلامي وتعاليمه السمحة عبر منصاتها التوعوية الثقافية المختلفة، وإيصال خدماتها للمجتمع بصورة حضارية فعّالة.
من جانبه أشاد معالي رئيس مؤسسة العالمين، بجهود دولة الإمارات في تعزيز العلاقات الأخوية بين الشعوب، وتجربة الهيئة ومواكبتها لروح العصر وتطوراته، وتسخير التقنية لخدمة أهدافها التوعوية، معرباً عن تطلعه لتدعيم وتنمية العلاقات في الشأن الديني بين الجانبين.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
طائر الفينيق
جاء تفكك يوغسلافيا الدولة الموحدة إلى سبع دول هي صربيا ، كرواتيا، البوسنة والهرسك ، الجبل الأسود، كوسوفو وسلوفينيا ومقدونييا لعدة أسباب منها وأهمها:
– عدم تجذر الهوية اليوغوسلافية الجامعة في مخيال ووجدان المواطن اليوغسلافي ،فكان هناك هويات متعددة أقوى من المواطن اليوغسلافي مثل الصربي والبوسني والكرواتي والسلوفيني والكوسوفي وأبناء الجبل الأسود والمسادوني.
– تفكك الاتحاد السوفيتي الحليف القوي لدولة يوغسلافيا الموحدة.
– سيطرة الصرب على أكثر من 60 % تقريبا من مقدرات الدولة مما خلق شعورا بالغبن عند باقي الأقاليم.
– التدخل الأجنبي، خاصة أمريكا والأفغان العرب في حرب إقليم كوسوفو.
– المجازر والمعارك التي حدثت وأهمها مجزرة سريبرينيتسا.
كل هذه العوامل لم تدع مجالا لبقاء يوغسلافيا دولة موحدة وكان إجباريا الانفصال الذي طالب به الجميع.. فكان على الشعوب السبعة المكونة السابقة لدولة يوغسلافيا إفراز قيادات تقود سفينتها في الظروف الصعبة والأمواج العالية المتلاطمة.
ولأن الشعوب تلجأ في الأزمات العميقة الي المثقف، وليس إلي السياسي، لأن المثقف هو من ينتج قيمة مضافة للمجتمع والدولة، وهو من يؤمن بالقضية وهو من يزرع الأمل ويخاف التاريخ ولا يساوم على المبدأ.. عكس السياسي الذي يميل الي عقد الصفقات.
فكل شعب التف حول مثقف ومفكر وطني منهم:
الصرب التفوا حول رادوفان كاراديتش وهو شاعر رغم تحوله إلى دكتاتور، ولكنه، في نظر شعبه يعتبر بطلا قوميا.
والبوسنيون لجؤو إلى علي عزت بيغوفيتش، وهو مثقف ومفكر.
أما في كوسوفو فقد اختاروا روائي هو إبراهيم روجوفا. والكروات اختاروا الكاتب والمثقف المعروف فرانيو توجمان.
وبالمثل وليس بعيدا عن البلقان في دولة تشيكا الوليدة بعد تفكك دولة تشيكوسلوفاكيا، اختارت الجماهير الكاتب المسرحي فاتسلاف هافل من خلال الانتخابات أول رئيس لدولة تشيكيا هافل؛ الذي قيل عنه في مماته “كان الراحل رجل دولة عظيما وكان لكلمته وزن في السياسة والمجتمع”.
كتب هافل مسرحية شهيرة بعنوان “المغادرة” تدور السخرية التي تمتليء بها هذه المسرحية حول زعيم سياسي استقال من منصبه لكنه رفض مغادرة مسكنه الحكومي، ووصف بعض النقاد المسرحية بأنها أفضل أعماله.
هذه هي سيرة بعض الشعوب التي شعرت أن كيانها مهدد في الوجود، لذلك اختارت خيار صعبا وموجعا وهو الانفصال من اجل البقاء ودفعت بالمثقف العضوي لقيادتها في هذه المهمة العظيمة.
وها هي دول البلقان ودولتي تشيكيا وسلوفاكيا تُبعث من جديد مثل طائر الفنيق الذي يبعث من الرماد.
هكذا هي الشعوب العظيمة التي لا تستسلم للمحن وتقاوم الضعف والوهن بإيمانها بنفسها وقيادة أبطالها التي يلتف حولهم الشعب في مهمة كبيرة ولكنها ليست مستحيلة.
لقد نجحت شعوب البلقان، بقيادة مثقفيها في لحظات الحسم، في انتزاع حقها في الوجود المستقل وكتابة فصول جديدة لهويتها. لقد نهض طائر الفينيق من رماد الحرب والاضطهاد، مُظهراً قدرة هائلة على الصمود والتجدد. لكن الرحلة لم تنتهِ. التحول من ثورة التحرير إلى بناء دولة ديمقراطية مزدهرة وعادلة للجميع، ومن الهوية القومية الدفاعية إلى هوية وطنية جامعة ومتصالحة مع الجوار، هو التحدي الأكبر الذي لا يزال يواجه هذه الدول الفتية. إنها رحلة تتطلب ليس فقط شجاعة الحرب، بل حكمة البناء، وصبر المصالحة، واستمرار دور المثقف الناقد البناء، حارساً للضمير الجمعي ومرشداً نحو مستقبل لا يكرر أخطاء الماضي.
إن قدرة هذه الدول على تجاوز مخلفات الصراع وبناء مستقبل مشترك في قلب أوروبا ستكون الدليل الحقيقي على أن طائر الفينيق لم ينهض من الرماد فحسب، بل استطاع أن يحلق عالياً في سماء الحرية والاستقرار والازدهار الحقيقي
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.