خادمات المنازل.. سخرة «لا» تعرف قانون العمل
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
الديب: مشروع القانون أحيل إلى لجنة القوى العاملة ولم يناقش حتى الآنعزت: مبدأ «البيوت لها حرمة» يصعب مهمة مفتش العمليحيى: الزواج المبكر وأمية البنات من أهم الأسباب
خادمات المنازل.. يشكلن نسبة ليست هينة من العمالة فى مصر ورغم من ذلك تم إقصاؤهن من قانون العمل..
فهن يشعرن دائما بالدونية والخزى والعار من مهنتهن.
وفى ذات الوقت وخلف أبواب المنازل المغلقة يتم استخدام بعضهن فى أنشطة غير مشروعة، وأخريات تواجهن معاملة سيئة غير آدمية من قبل بعض الأسر من معدومى الضمير والحس الإنسانى.
ولأنهن لا يتمتعن بأى حقوق قانونية أو صحية أو اجتماعية أو حقوقية وتحت ضغط «الحوجة للقمة العيش» يصمتن.. ولا أحد يعلم عنهن شيئاً إلا فى حالات نادرة.
«عاملات المنازل.. هن الفئة العمالية الوحيدة الأكثر معاناة.. فحقهن مهضوم، 8 دول عربية أصدَرت قوانين تنظم العمالة المنزلية بينما حتى الآن لا يوجد فى مصر أى مظلة قانونية لهم»!!
على مدار أكثر من ٨ سنوات تقدم ٦٠ عضواً من أعضاء البرلمان وفى مقدمتهم النائبة نشوى الديب بمشروع قانون ينظم ويحفظ حقوق عاملات المنازل ولم يخرج حتى الآن للنور سوى تصريح من وزير العمل الأسبوع الماضى بإعداد مشروع قانون للعمالة المنزلية..
فهل سنكتفى طيلة الوقت بالحديث والكتابة وتقديم مشاريع كمسكنات ام سيصدر قانون جذرى وفعال؟
وما هى أسباب استثنائهن من قانون العمل منذ أكثر من ٩٠ عاماً وحتى الآن؟ وما دور الدولة فى حماية ورعاية أكثر الفئات دعما ومساعدة للأسرة؟
قالت النائبة نشوى الديب عضو مجلس النواب إنه فى عام ٢٠١٨ تقدمت بمشروع قانون لتنظيم تشغيل العمالة المنزلية فى الفصل التشريعى السابق وأعادت تقديمه مرة ثانية عام ٢٠٢٠، وتم إجراء حوار مجتمعى كبير وناجح، ثم تمت إحالته إلى لجنة القوى العاملة واللجنة التشريعية ولكن لم يناقش.
وبسؤال رئيس اللجنة قال إنه سيتم مناقشته بعد قانون العمل وللأسف توقف الحديث عنه مؤخرا رغم أن الرئيس عبدالفتاح السيسى طالب بعمل حوار مجتمعى على قانون العمل.
أما منى عزت رئيس مجلس أمناء مؤسسة نون لرعاية الأسرة فقالت: «للأسف عاملات المنازل لا يخضعن لقانون العمل بل مستثناة منه، على مدار ما يقرب من ٩٠ عاماً وحتى الآن! بسبب منظور المشرع القائم على أن البيوت لها حرمة وخصوصية ومن الصعب أن يدخل مفتش العمل التابع لوزارة العمل إلى البيوت للتفتيش عن معاملة الأسر لعاملات النظافة أو لسؤالهن عن أى مشاكل يتعرضن لها من قبل الأسرة.. أو حتى تقييم معاملتهن إن كن يعاملن معاملة لائقة أم لا.. لأن القانون به الضبطية القضائية».
وأضافت: فى السنوات القليلة الماضية تقدم عدد من نواب البرلمان وفى مقدمتهم النائبة نشوى الديب بإعداد مشروع قانون لعاملات المنازل، ولكنه ظل حبيس الأدراج.. والآن تعكف وزارة العمل من خلال لجنة مشكلة لإعداد مشروع قانون لعاملات المنازل.
أيضا اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر أعدت عقد مدنيا يمكن أن تستخدمه عامله المنزل لضمان حقوقها.. يوقع عليه من قبل العاملة وصاحب المنزل. ويعتبر هذا العقد مبادرة طيبة من الدولة لفكرة الاعتراف بحقوق العاملات بوجود عقود تنظيم علاقات العمل..
وطالبت بسن قانون للخادمات يحميهن.. ويوعيهن بأن لهن حقا فى تشكيل نقابة تدافع عن مطالبهن بموجب قانون ٢١٣ الخاص بالتنظيمات النقابة العمالية الصادر عام ٢٠١٧.
كما أن لهن الحق فى التأمين الاجتماعى بموجب قانون التأمينات الاجتماعية، مؤكدة على ضرورة تغيير الصورة الذهنية عن مهنة عاملات المنازل، وكيف نقدمهن للمجتمع بصورة تحفظ لهن كرامتهم، ولا تجعلهن يخجلن من هذه المهن التى تقوم بدور مهم وأساسى فى دعم ومساعدة الأسرة؟
وأشارت منى عزت إلى عدم وجود جهود مبذولة لحصر أعداد عاملات المنازل، وبالتالى لا يوجد إحصائيات لهن، لأنها عمالة دوارة غير ثابتة.. بمعنى أن العاملة من الممكن أن تعمل اليوم فى منزل وغدا تعمل عملا آخر ثم تعود مرة اخرى لعمل المنازل.
ونوهت رئيس مؤسسة نون لرعاية الأسرة إلى وجود عدة أماكن لتوظيف عاملات المنازل منها شركات خاصة ومكاتب خاصة لو من خلال الجمعيات الأهلية عن طريق مراكز خدمة المرأة العاملة التابعة لوزارة التضامن.
ومن جانبها شددت الدكتورة رانيا يحيى رئيس لجنة الفنون والآداب بالمجلس القومى للمرأة على أهمية دور الإعلام والفن فى توعية عاملات المنازل والحفاظ على حقوقهن، مع ضرورة زيادة عدد المبادرات والحملات التوعوية للحد من المخاطر التى يتعرض لها هؤلاء العاملات.. مؤكدة أن الدراما المصرية عليها مسئولية ومهمة كبيرة فى الاستنارة والوعى المجتمعى التى يجب أن تركز على أصل مشكلة عاملات المنازل والتى تكمن فى الزواج المبكر والعادات والتقاليد الموروثة وعدم إكمال تعليم البنات.
وترى «يحيى» أن كثيرا من السيدات تضطرها الظروف لإعالة أسرتها للعديد من الأسباب منها الطلاق، وغياب الزوج أو وجوده مع عدم قدرته على الإنفاق، وزواج القاصرات، وعدم إتمام تعليمهن، وعدم توفير فرص عمل كل هذه العوامل تجبر المرأة على العمل فى المنازل وكثير من الأحيان يؤثر هذا العمل على كرامتها ونفسيتها.
وأضافت: «رغم أن بعض الأعمال الدرامية استطاعت أن تطرح صوت بعض العاملات فى البيوت وتقدم ما يتعرضن له من عنف وتحرش واعتداء، وكيف يتم التعامل معهن بطريقة مهينة غير لائقة، وأن بعض الناس يتعامل بشكل غير إنسانى وغير آدمى وبه استغلال لصحة العاملة وقدرتها الجسدية.. إلا أننا فى حاجه لمزيد من تسليط الضوء فى التوعية والإرشاد».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تعرف قانون العمل العمالة فى مصر حقوق قانونية
إقرأ أيضاً:
وزير العمل: مصر قطعت شوطًا كبيرًا في مكافحة عمل الأطفال
أكد محمد جبران، وزير العمل، أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في ملف مكافحة عمل الأطفال، مشيرا إلى أنه منذ إطلاق الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال ودعم الأسرة، حرصنا على تشكيل اللجنة التوجيهية التي عملت بشكل دؤوب لسنوات عديدة لتحقيق أهدافها.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير العمل، اليوم الثلاثاء، في فعاليات اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال لعام 2025، والذي تُنظَّمه الوزارة، ومنظمة العمل الدولية بالقاهرة، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين، وذلك تحت شعار: «التقدم واضح، لكن أمامنا المزيد: فلنُسرِع الجهود».
وأضاف جبران أننا قمنا بتفعيل آليات الرقابة والتفتيش على المنشآت لضمان عدم تشغيل الأطفال في القطاعات المحظورة قانونًا ولضبط المخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، هذا بالإضافة إلى تطوير آليات التفتيش.
وأكد الوزير على الرفض القاطع من جانب الحكومة المصرية لأي ممارسات تنتهك حقوق الطفل، وعلى رأسها استغلالهم في بيئات عمل خطرة وغير آمنة، سواء لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، مشددا على أن مكافحة عمل الأطفال تمثل أولوية وطنية، مدعومة بإرادة سياسية واضحة، تُترجم إلى خطط ومبادرات عملية على أرض الواقع.
وأوضح حرص مصر على الوفاء بالتزاماتها الدولية والعمل على تحويل هذه الالتزامات إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع فقد حرصت مصر على تنفيذ اتفاقيتي منظمة العمل الدولية رقم 138 و182، حيث صدر القرار الوزاري رقم 118 لسنة 2015 بشأن الأعمال الخطرة المحظور تشغيل الأطفال بها.
وتابع أن قانون العمل 14 لسنة 2025 يتضمن أحكامًا صارمة لحماية الأطفال، حيث تم حظر تشغيل الأطفال قبل بلوغهم خمس عشرة سنة، وجواز تدريبهم متى بلغت سنهم أربع عشرة سنة بما لا يعوقهم عن مواصلة التعليم مع فرض عقوبات رادعة على المخالفين وضمان بيئة عمل آمنة لكافة العاملين دون استثناء أي فئة، كما حرص على تقديم الرعاية والحماية للطفل المعاق.
وتضمنت الفعاليات كلمات افتتاحية لممثلي الوزراء و المسؤولين، وكلمة لايريك أوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، علاوة على عرض فيلم تسجيلي يوثق قصص نجاح حقيقية، ومسرحية تفاعلية من تقديم أطفال شاركوا في برنامج صرخة التدريبي، التابع لمنظمة العمل الدولية، وتوقيع رمزي لتعهد وطني يهدف إلى تسريع الجهود المبذولة للقضاء على عمل الأطفال.
اقرأ أيضاًوزير العمل: 1787 فرصة عمل بمشروع محطة الضبعة النووية
وزير العمل لراديو النيل: بدء تطبيق قانون العمل الجديد أول سبتمبر.. والبطالة تراجعت إلى 6.3%