هيومن رايتس ووتش: تركيا تتحمل مسؤولية جرائم حرب محتملة في سوريا
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرًا يوم الخميس، قالت فيه إن تركيا تتحمل المسؤولية عن بعض الانتهاكات وجرائم الحرب المحتملة المرتكبة في سوريا، معظمها ضد السكان الأكراد في شمال سوريا.
وقالت المنظمة، ومقرها نيويورك، إن الانتهاكات ارتكبتها القوات التركية وكذلك الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة في المناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا.
ولم يصدر رد فوري من تركيا بشأن الاتهامات التي جاءت في تقرير جديد من هيومن رايتس ووتش يقع في 74 صفحة.
وقال التقرير إن تركيا، باعتبارها "قوة احتلال في شمال سوريا"، تتحمل مسؤولية استعادة النظام العام والسلامة وحماية السكان ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
منذ عام 2016، شنت تركيا ثلاث عمليات كبرى داخل سوريا، مستهدفة الميليشيا الكردية الرئيسية في سوريا - وحدات حماية الشعب أو YPG، وهو فصيل مدعوم من الولايات المتحدة تعتبره تركيا منظمة إرهابية وامتدادًا لحزب العمال الكردستاني المحظور"PKK".
وأدت التوغلات التركية والقتال الذي تلاها إلى نزوح مئات الآلاف من الأكراد. وقال بعض الذين بقوا لـ هيومن رايتس ووتش إنهم عانوا من انتهاكات على يد القوات التركية وتحالف من مقاتلي المعارضة الذين سلحتهم وتمولهم أنقرة.
وقال آدم كوغل، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "الانتهاكات المستمرة، بما في ذلك التعذيب والاختفاء القسري لأولئك الذين يعيشون تحت السلطة التركية في شمال سوريا، ستستمر ما لم تتحمل تركيا نفسها المسؤولية وتتحرك لوقفها".
قال كوغل: "المسؤولون الأتراك ليسوا مجرد متفرجين على الانتهاكات، بل يتحملون المسؤولية كقوة احتلال. في بعض الحالات، كان المسؤولون الأتراك متورطين بشكل مباشر في جرائم حرب واضحة".
ويوثق التقرير – الذي يحمل عنوان "كل شيء بقوة السلاح: الانتهاكات والإفلات من العقاب في شمال سوريا الذي تحتله تركيا" – مزاعم الاختطاف والاعتقالات التعسفية والاحتجاز غير القانوني والعنف الجنسي والتعذيب. وتقول هيومن رايتس ووتش إنها وجدت أيضًا أن "الجيش التركي ووكالات المخابرات متورطة في تنفيذ الانتهاكات والإشراف عليها."
وقالت هيومن رايتس ووتش إن "تركيا فشلت في ضمان سلامة ورفاهية السكان المدنيين، وإن حياة 1.4 مليون من سكان المنطقة تتسم بالخروج على القانون وانعدام الأمن."
هيومن رايتس ووتش: إخلاء رفح من السكان له عواقب كارثية.. والجنائية الدولية قلقة من التوغل المحتملتونسيون يتضامنون مع مهاجرين أفارقة وهيومن رايتس ووتش تطالب بوضع حد لطردهم إلى الصحراءهيومن رايتس ووتش: 20 سنة مضت ولا تعويضات أمريكية لضحايا التعذيب في سجن أبو غريب ولا سبيل لرفع دعوىوقال التقرير إن النساء الكرديات المعتقلات أبلغن عن تعرضهن للعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب، وتم احتجاز أطفال لا تتجاوز أعمارهم ستة أشهر إلى جانب أمهاتهم.
وخلصت هيومن رايتس ووتش إلى أن المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب المحتملة "في الأراضي التي تحتلها تركيا لا تزال بعيدة المنال".
وقالت تركيا إنها ستقيم منطقة آمنة في شمال سوريا حيث يمكن لبعض اللاجئين الذين تستضيفهم داخل تركيا العودة إلى ديارهم. وتستضيف تركيا حوالي 3.6 مليون سوري فروا من الحرب الأهلية التي استمرت عشر سنوات في بلادهم.
قال كوغل: "لقد سهّل احتلال تركيا لأجزاء من شمال سوريا خلق مناخ خارج عن القانون من الانتهاكات والإفلات من العقاب - إنه أبعد شيء ممكن عن "المنطقة الآمنة".
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وزير خارجية النمسا يدعو من لبنان إلى وقف الحرب في غزة وعدم التصعيد بين إسرائيل وحزب الله قال لهم القائد: "غادروا أنا لا أثق بكم".. الجيش الإسرائيلي يطرد 9 من جنوده في غزة فيديو: أوكرانيا تتبرع بأكثر من سبعة آلاف طن من القمح للسودان هيومن رايتس ووتش تركيا حزب العمال الكردستاني سوريا حقوق الإنسانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: هيومن رايتس ووتش تركيا حزب العمال الكردستاني سوريا حقوق الإنسان إسرائيل غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين احتجاجات فرنسا قطاع غزة الشرق الأوسط إسبانيا روسيا إسرائيل غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطين احتجاجات هیومن رایتس ووتش فی شمال سوریا یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
تحذيرات أمريكية عبر قنوات ترامب: واشنطن لن تتحمل كلفة المجاعة الجماعية في غزة
يمانيون../
في تطور لافت يعكس تحوّلًا تكتيكيًّا في موقف بعض الدوائر الأمريكية من العدوان الصهيوني على غزة، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن شخصيات مقرّبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوصلت رسائل مباشرة إلى كيان العدو الصهيوني، تحذر فيها من مغبة استمرار الحرب الوحشية على قطاع غزة، وتلوّح بإمكانية “التخلي عن إسرائيل” إذا لم يتم وقف العدوان.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بـ”المطّلع” أن رجال ترامب أبلغوا سلطات الاحتلال بوضوح أنّه “في حال لم تتوقف الحرب على غزة، فإن الولايات المتحدة – وتحديداً تحت إدارة ترامب في حال عودته – قد تتخلى عن دعمها التقليدي”.
ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد الانتقادات الدولية للجرائم الإسرائيلية في غزة، والتي دخلت أسبوعها الثلاثين، وسط أوضاع إنسانية كارثية تؤكد المنظمات الدولية أنها تتجه نحو مجاعة جماعية. ومع ذلك، يصرّ رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو على المضي في العدوان، معلنًا عن نية حكومته “السيطرة الكاملة على قطاع غزة”، متجاهلاً التهديدات الغربية والمخاوف من عزلة دولية خانقة.
وتوضح واشنطن بوست أن تصريحات نتنياهو حول عدم السماح بوصول المجاعة إلى غزة “لأسباب عملية ودبلوماسية”، تعبّر عن إدراك متأخر للغضب الدولي المتصاعد، لا سيما من إدارة بايدن التي وجدت نفسها في موقف حرج بسبب المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين.
وفي هذا السياق، اعتبرت الصحيفة أن تعبير “الخط الأحمر” الذي استخدمه نتنياهو عند حديثه عن المجاعة المحتملة في غزة، يعكس خشية إسرائيل من فقدان الدعم الأمريكي، والذي يشكل عماد تفوقها العسكري والسياسي في المنطقة.
وفيما أعلن الاحتلال عن إدخال عدد ضئيل من الشاحنات الإنسانية إلى غزة، أكدت مصادر إغاثية للصحيفة أن الغارات والقصف الجوي المستمر، لا سيما في خان يونس، تعرقل أي محاولة لإعادة تشغيل المعابر أو إيصال مساعدات حقيقية.
من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الحديث عن إدخال مساعدات هو محض دعاية فارغة، موضحًا أن الشاحنات التسع التي تم الترويج لها مؤخرًا لا تمثل سوى 0.02% مما يحتاجه القطاع فعليًّا، حيث لم تدخل أي مساعدات كافية منذ أكثر من 80 يومًا.
وبينما تعاني غزة من أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها المعاصر، تشير تقارير أخرى إلى أن دولًا أوروبية – منها بريطانيا وفرنسا وكندا – بدأت بالضغط على كيان الاحتلال، مهددة باتخاذ إجراءات عملية إذا لم يتوقف الهجوم فورًا، في مؤشر على تبدل المزاج الدولي حيال استمرار الحرب.
ومع تفاقم الوضع الميداني، يبدو أن خطاب التخلي الأمريكي الذي حمله رجال ترامب يحمل في طيّاته رسالة مزدوجة: ضغط انتخابي داخلي يسعى لتلميع صورة الجمهوريين أمام الناخب الأمريكي، ورسالة خارجية تضع الكيان الإسرائيلي أمام لحظة حساب طال تأجيلها.