زُهقت الكثير من أرواح الفلسطينيين وسط شارع الرشيد في غزة، فجر الخميس، بعدما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على مواطنين عُزل لا تحمل نواياهم سوى انتظار المساعدات والعثور على كيس طحين، لإطعام أسرهم التي تتضور جوعًا، وتحول الانتظار لمذبحة للمئات من المواطنين وتناثر على الأرض طحينا مغمسا بالدماء.

أثارت مجزرة شارع الرشيد موجة تنديد واسعة من جميع دول العالم العربية والأجنبية، وأعلن الهلال الأحمر في غزة أن أكثر من 100 فلسطيني قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية بينما كانوا ينتظرون للحصول على مساعدات الخميس، لكن إسرائيل شككت في عدد القتلى وقالت إن كثيرين منهم لاقوا حتفهم لأن شاحنات المساعدات دهستهم.

وعجزت الفرق الطبية في غزة، عن التعامل مع حجم ونوعية الإصابات، خاصة بعد نقل عشرات الجرحى إلى مستشفى الشفاء، الذي يعمل بشكل جزئي فقط بعد الغارات الإسرائيلية عليه.

 

تعليق إسرائيل على مجزرة شارع رشيد

بينما شككت إسرائيل من تصريحات الفرق الطبية في غزة، وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن حادثين منفصلين وقعا أثناء مرور قافلة الشاحنات من جنوب غزة إلى شمالها على طول الطريق الساحلي الرئيسي، بعدما حاصر مئات الفلسطنيين في الحادث الأول شاحنات المساعدات، أسفر عنه إصابة ومقتل العشرات بسبب التدافع، وفي الحادث الثاني عند مغادرة الشاحنات اقترب بعض الأشخاص من الجنود فأطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء، ثم أطلقوا النار على من شكلوا عليهم تهديدا ولم يبتعدوا.

وعلق متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، على الحادث بأنه"مأساة" نتجت عن اندفاع سائقي توصيل المساعدات وسط الحشد المتزايد.

أما أفيخاي قال عبر منصة "إكس" : إن فلسطينيين اعترضوا شاحنات مساعدات مما سبب في مقتل العشرات نتيجة الازدحام الشديد والدهس.

 

أمريكا تحقق في حادث شارع رشيد

وصف البيت الأبيض، الحادث بالخطير، وأعلن أنه سيبحث في التقارير بشأن ما حصل، وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة تتحقق من "الروايتين المتضاربتين" عن إطلاق نار وقع عند نقطة توزيع مساعدات في غزة، مؤكدا أن من شأن ما حصل أن يعقّد مفاوضات وقف إطلاق النار.

ونشر مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بيان قال فيه: نبلغ تعازينا لفقدان أرواح الأبرياء ونقر بالوضع الإنساني السيئ في غزة، حيث يحاول الفلسطينيون الأبرياء إطعام أسرهم، وهذا يسلط الضوء على أهمية توسيع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وتواصلها، بما في ذلك من خلال وقف مؤقت محتمل لإطلاق النار.

 وأعلنت الخارجية الأميركية، أنها تسعى بشكل عاجل للحصول على معلومات إضافية حول ما حدث بالضبط، مقدمة تعازيها لذوي الضحايا، مضيفة: نحن على تواصل مع الحكومة الإسرائيلية منذ وقت مبكر من هذا الصباح وعلمنا أن التحقيق جار. وسنتابع هذا التحقيق من كثب ونضغط للحصول على أجوبة.

 

ودعت الخارجية، إسرائيل لفتح أكبر عدد ممكن من نقاط العبور، وتمكين التوزيع الآمن لتلك المساعدات في جميع أنحاء غزة، واتخاذ كافة الإجراءات الممكنة للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.

 

كولومبيا تقرر تعليق شراء الإسلحة من إسرائيل

قررت كولومبيا تعليق شراء الأسلحة التي تصنعها إسرائيل، وهي أحد الموردين الرئيسين لقوات الأمن في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، وقال الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، عبر منصة إكس: "أثناء انتظار الغذاء، قُتل أكثر من 100 فلسطيني على يد (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، يسمى هذا إبادة جماعية ويذكرنا بالهولوكوست، برغم أن القوى العالمية لا تريد الاعتراف بذلك،  لهذا السبب، علَّقت كولومبيا جميع مشترياتها من الأسلحة من إسرائيل".

 

الصين تدين مجزرة شارع الرشيد

أدانت الصين، اليوم الجمعة، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في "شارع الرشيد" بمدينة غزة، بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات.

وأكدت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، أن الصين تشعر بالصدمة حيال هذه الحادثة وتدينها بشدّة، نعرب عن حزننا على الضحايا وتعاطفنا مع الجرحى، الصين تحضّ الأطراف المعنية، وخصوصا إسرائيل، على وقف إطلاق النار ووضع حد للقتال فورا وحماية سلامة المدنيين بشكل جدي وضمان إمكانية دخول المساعدات الإنسانية وتجنّب كارثة إنسانية أكثر خطورة.

 

إسبانيا تطالب باحترام القانون الإنساني

طالبت إسبانيا ، اليوم الجمعة، بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، منددة بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في "شارع الرشيد" بمدينة غزة، وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، عبر منصة إكس إن "الطبيعة غير المقبولة لما حدث في غزة، حيث يموت العشرات من المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، تؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار، المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل دون عوائق .

 

جرية ضد الإنسانية

قالت تركيا، إن الحادث بمثابة "جريمة جديدة ضد الإنسانية" وأعلنت الخارجية التركية في بيان: "إسرائيل أضافت جريمة جديدة إلى جرائمها ضد الإنسانية، حقيقة أن إسرائيل، التي حكمت على سكان غزة بالمجاعة، استهدفت هذه المرة مدنيين أبرياء يقفون في طوابير للحصول على المساعدات الإنسانية، دليل على أن (إسرائيل) تتعمد تدمير الشعب الفلسطيني بمجمله".

 فرنسا: سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة

قال الرئيس الفرنسي ماكرون في منشور على منصة إكس: سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة حيث استُهدف مدنيون من قبل جنود إسرائيليين، أُعرِبُ عن إدانتي الأشدّ لعمليات إطلاق النار هذه وأطالب بالحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي.

وأعلنت وزير الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، في بيان: تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية الالتزام بقواعد القانون الدولي وحماية توزيع المساعدات الإنسانية على السكان المدنيين.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كيس طحين شارع الرشيد مجزرة شارع الرشيد غزة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل القوات الإسرائيلية الهلال الأحمر في غزة أفيخاي أمريكا المساعدات الإنسانیة إطلاق النار شارع الرشید للحصول على مجزرة شارع فی غزة

إقرأ أيضاً:

صرخة تحت النار: أب فلسطيني ينتشل طفله المحترق من بين الركام في مجزرة جديدة بخان يونس

في مشهد يختصر حجم المأساة في قطاع غزة، وثقت عدسات المراسلين لحظات مروعة لأب فلسطيني يحاول بشجاعة يائسة إنقاذ طفله من ألسنة اللهب، بعدما اندلع حريق هائل جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، مساء السبت.

الخيام التي كانت توصف بـ"الآمنة" بحسب تصريحات الجيش الإسرائيلي، تحولت إلى كتل من النار والرماد بعد أن طالتها غارات مكثفة، وسط اكتظاظ بعائلات فرت من جحيم القصف في شمال القطاع لتواجه مصيراً مشابهاً في الجنوبالكاميرات التقطت لحظة مأساوية لأب يبحث وسط الجثث والنيران عن ابنه، يحاول احتضانه رغم اشتعال النيران من حوله، في صورة تجسد الواقع المرير الذي يعيشه المدنيون في غزة، حيث لم تعد هناك أماكن آمنة.

وبحسب مصادر طبية، أسفرت الغارات عن سقوط 34 شهيداً على الأقل، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى عشرات الجرحى الذين أصيبوا بحروق خطيرة. وتتفاقم المأساة مع غياب الماء والغذاء وتهالك الخدمات الطبية، في وقت تواصل فيه الحرب الإسرائيلية حصد أرواح الأبرياء بلا هوادة.

هذا المشهد الموجع ليس الأول من نوعه، بل هو جزء من سلسلة مجازر يومية تستهدف المدنيين في غزة، حيث تحولت أماكن اللجوء إلى ساحات موت، وسط صمت دولي مطبق، وعجز واضح عن وقف حمام الدم.

فلسطينخان يونسحرب غزةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • رفض دولي واسع لخطة إسرائيل بشأن مساعدات غزة ومطالب ‏بوقف فوري لإطلاق النار
  • إسرائيل أحرقت النازحين نياما في مجزرة حي الدرج
  • الخارجية الفرنسية: تسهيل إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة غير كاف
  • دول أوروبية وكندا تعلن اتخاذ إجراءات إذا لم توقف “إسرائيل” هجومها على غزة
  • الصفدي: يجب على “إسرائيل” السماح للمنظمات التابعة للأمم المتحدة بتوزيع المساعدات
  • صحيفة "إسرائيل هيوم": استئناف المساعدات إلى غزة جزء من التفاهمات المتعلقة بالإفراج عن الرهينة عيدان ألكسندر
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: ننسق مع شركة أمريكية لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة بتاريخ 24 مايو الجاري
  • السفير حسام زكي: قمة بغداد تبنت ضرورة وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل
  • صرخة تحت النار: أب فلسطيني ينتشل طفله المحترق من بين الركام في مجزرة جديدة بخان يونس
  • المتحدثة باسم «الخارجية» الأميركية لـ«الاتحاد»: ملتزمون بدعم تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة