وزير الأوقاف : جميل الاستعداد لرمضان والأجمل التحضر للقاء الله عز وجل
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
التقى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة اليوم الجمعة بقيادات الدعوة وأئمة محافظة بني سويف، وذلك بمسجد عبد الفتاح يوسف الكبير بصفط راشين بإدارة أوقاف ببا ببني سويف.
وفي كلمته هنأ وزير الأوقاف الحضور بقرب حلول شهر رمضان المبارك، كما هنأ الحضور باكتمال هذا الصرح العظيم (مسجد عبد الفتاح يوسف الكبير)، مؤكدًا أنه إذا أردت أن تعرف أصالة الرجل فانظر إلى حنينه لوطنه وارتباطه به وحبه له، سواء أكان وطنًا عامًا أم مكانه الذي نشأء فيه.
وأكد وزير الأوقاف على أهمية الاستعداد لشهر رمضان المبارك، فجميل أن نستعد لرمضان، والأجمل منه أن نستعد للقاء الله (عز وجل)، فرمضان يعتبر وسيلة، فهو سبيلنا إلى الله وطريقنا إليه، فليس رمضان مقصودًا لذاته وإنما لما هو أبعد، فزيارة القبور شرعت لترقيق القلوب، وشتان بين زيارة القبور عامة، وزيارة قبور الأهل والخاصة ومن نشأت بينهم وتربيت على أيديهم، فالعظة هنا أشد وأبلغ.
واكد على ضرورة أن يكون الداعية خير مثال على تجسيد دعوته، فعندما يخالف فعل الداعية قوله يكون صادًا عن سبيل الله، وقد قالوا حال رجل في ألف أو حال امرأة في ألف خير من كلام ألف لرجل أو امرأة، فالداعية يدعو الناس بأخلاقه وتصرفاته قبل أقواله ومواعظه، فيمكن للمنافق خداع بعض الناس كل الوقت، ويمكن أن يخدع كل الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكن أن تخدع كل الناس كل الوقت، يقول الشاعر:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
واضاف أن من قصر في عمله وقتًا أو إهمالًا، فهو يأكل سحتًا، يقول أحد الحكماء: يا ابن آدم أنت في حاجة إلى نصيبك من الدنيا ، ولكنك إلى نصيبك من الباقية أحوج، فإن أنت بدأت بنصيبك من الآخرة وكانت عينك على طاعة الله مَرَّ بنصيبك من الدنيا فانتظمه انتظامًا فأصلح الله لك أمر الدنيا والآخرة، وإن أنت بدأت بنصيبك من الدنيا على حساب نصيبك من الآخرة ضيعت نصيبك من الآخرة وكنت في نصيبك من الدنيا على خطر، وليس لك منه إلا ما كتب لك.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلا على محبة الله للعبد
أجاب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن سؤال حول قول الرجل المؤمن لصاحب الجنتين في سورة الكهف: «فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ»، موضحًا أن التعبير القرآني يحمل أدبًا رفيعًا، إذ قال «فعسى ربي» مراعاة لمشاعر صاحبه حتى لا يدفعه إلى التطاول أو الاعتراض بقوله: «لا، ربك وحدك!»، فيرد عليه المؤمن بأدب: «ربي لوحدي وخير لي»، مؤكداً أن كلمة «خيرًا من جنتك» لا تُفهم على أنها جنة في الدنيا، لأن نعم الدنيا زائلة مهما عظمت، بينما المقصود هو الخير الأبقى في الآخرة، جنة الخلد التي لا تزول ولا تتبدل.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الأربعاء، أن طلب الرجل المؤمن ليس بالضرورة قصره على نعيم الدنيا أو الآخرة فقط، فالآية تحتمل رجاء الخير في الدارين، لكن نهاية السياق القرآني ترجّح أن «الخير» المقصود هو نعيم الآخرة؛ بدليل أن المؤمن نفسه قال بعدها مباشرة: «وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا»، أي أنه يعلم أن نعيم الدنيا قد يزول، وأن ما يبقى هو النعيم الدائم.
وبيّن أن الفرق بين عطايا الدنيا والآخرة واسع، فالدنيا نعيمها زائل، محدودة، ويأتي معها تعبٌ وتكليف وحفظ ورعاية، وقد تكون اختبارًا للمؤمن والكافر معًا، بينما عطاء الآخرة باقٍ لا يزول، ولا مشقة فيه، وهو جزاءٌ خالصٌ للمؤمنين وحدهم، بلا حسد ولا تبعة ولا حساب.
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن عطاء الدنيا لا يدل على محبة الله، فقد يعطيها الله لمن يحب ولمن لا يحب، بينما عطاء الآخرة دليل على الرضا والمحبة الإلهية، وأن نعيم الدنيا مرتبط بالموت ويعقبه حساب، بينما نعيم الآخرة لا موت فيه ولا انقطاع ولا سؤال عن كيفية حفظه وإنفاقه.
وأكد أن قول المؤمن: «خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ» لا يمكن أن يُفهم على أنه يطلب «جنينة مثلها»، لأن المِثل لا يكون خيرًا، أما «الخيرية» فلا تتحقق إلا في النعيم الأبدي، ومن ثم فإن المقصود بالآية هو دار البقاء وثواب الآخرة، لا جنة الدنيا المحدودة التي قد تصبح «صعيدًا زلقًا» في لحظة بحسابٍ إلهي دقيق.