نظمت كليات التقنية العليا في العين بالتعاون مع سوق أبوظبي للأوراق المالية هاكاثون ” نبتكر من أجل غد أفضل” والذي شارك فيه طلاب وطالبات من مختلف التخصصات لإيجاد حلول مبتكرة تتعلق بالقطاع المالي و الاستثمار.

يعتبر هذا الهاكاثون.. الثاني من نوعه الذي تنظمه الكليات في العين بالتزامن مع شهر الإمارات للابتكار وفي كل عام يتم التركيز على وضع الطلبة أمام تحديات تتعلق بأحد القطاعات.

وتم خلال العام الحالي التنافس على تحد يتعلق بابتكار حلول لإرشاد و توجيه المستثمرين المبتدئين الراغبين في الاستثمار مع سوق أبوظبي للأوراق المالية و مساعدتهم على معرفة كيفية الاستثمار الصحيح والفعال و الناجح في الأسهم.

ومن بين 6 فرق متنافسة فاز بالمركز الأول مشروع “منصة أبوظبي للأوراق المالية لتدريب المستثمرين” و هي منصة تفاعلية لتدريب المستثمرين الجدد ومساعدتهم على اكتساب المهارات والمعلومات الضرورية لإنجاح عملية استثمارهم.

وتحتوي المنصة على مجموعة من الخدمات التفاعلية و الرقمية التي يمكن أن يستفيد منها المستثمر لتحقيق أهدافه الاستثمارية.

والمركز الثاني كان لتطبيق “شاور” وهي منصة تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي لتدريب المستثمرين مع ربط هذا التطبيق بالموقع الرسمي لسوق أبوظبي للأوراق المالية بهدف تعزيز وعي ومعرفة المستثمرين.

في حين فاز بالمركز الثالث منصة “شارك” وهي منصة تفاعلية تقدم مجموعة من الخدمات للمستثمرين مثل دليل الاستثمار و الاستثمار الشخصي و تقييم الخطر الاستثماري، ومجتمع المستثمرين.

ومن خلال هذه المنصة يمكن للمستثمرين الحصول على جميع المعلومات والنصائح التي تدعم وصولهم للاستثمار الصحيح في سوق الأسهم.

وعبر الدكتور شوقي خرباش المدير التنفيذي لكليات التقنية العليا في العين عن سعادته بتنظيم هاكاثون “نبتكر لأجل غد أفضل” والذي يعد من الفعليات السنوية المهمة التي تنظمها الكليات ويسهم في تعزيز ثقافة التفكير الخلاق والإبداع لدى الطلبة كونه يضعهم في تحديات واقعية ترتبط بأحد القطاعات الحيوية كالقطاع الصحي أو الهندسي أو المالي.

وأشار إلى أنه يمثل أيضا فرصة للعمل بشكل مترابط مع مؤسسات العمل والصناعة ما يجعلها على اطلاع على برامج الكليات ومستوى معارف ومهارات الطلبة التطبيقية إلى جانب فتح المجال للطلبة لرؤية جانب من سوق العمل وتحدياته ومتطلباته المهارية.

وأضاف أن الهاكاثون هذا العام جرى بالتعاون مع سوق أبوظبي للأرواق المالية وقدم ممثلوه معلومات للطلبة حول السوق ودعوهم إلى طرح حلول مبتكرة تساعد المستثمرين الجدد على الاستثمار الصحيح والفعال في سوق الأسهم.

وأوضح أن الطلبة اعتمدوا على مهاراتهم المعرفية والتكنولوجية خاصة ما يتعلق منها بالذكاء الاصطناعي، وصاغوا أفكاراً مبتكرة لتطبيقات ومنصات تفاعلية تمكن المستثمر الجديد من فهم آلية عمل سوق الأوراق المالية وكيفية الاستثمار فيه بما يقلل من مخاوفه ويعزز من وعيه وقدرته على الاستمرار والنجاح.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

قراءة أكاديمية في تحوّلات التقنية ومواقف الناس

تشهد تقنيات الذكاء الاصطناعي توسعًا لافتًا في مختلف مجالات الحياة، من الطب والتعليم إلى الإبداع الرقمي والخدمات اليومية.

«عُمان» حاورت المهندس رائف بن علي الزكواني، مدرب الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل، لقراءة المشهد من زاوية أكاديمية تسلط الضوء على مواقف الأفراد، وواقع الاستخدام، وحدود التحدي بين الإنسان والتقنية.

أكد المهندس رائف بن علي الزكواني، مدرب الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل، أن السنوات الأخيرة شهدت تناميًا ملحوظًا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، حتى وإن لم يدركه المجتمع أو الأفراد بوضوح، مشيرًا إلى أن هذا الحضور بدأ قبل طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي أثارت اهتمام العالم. وأوضح أن أدوات مثل «سيري» و«أليكسا» و«مساعد جوجل» كانت حاضرة في الهواتف والساعات الذكية قبل أن تُطلق شركة OpenAI نموذج ChatGPT عام 2022، الذي مثل تحولًا جذريًا من حيث الانتشار والمعرفة العامة بهذه التقنية. وبيّن أن الشركة أصدرت نماذج سابقة مثل GPT-1 وGPT-2، لكن نموذج 3.5 هو من أحدث التغيير الحقيقي في علاقة الناس بالذكاء الاصطناعي، إذ أصبح متاحًا وسهل الاستخدام للجمهور العام، بقدرة على المحادثة الطبيعية والإبداع في مجالات متعددة، مما سلط الضوء بشكل غير مسبوق على إمكانات هذه النماذج اللغوية.

وأشار الزكواني إلى أن شركة OpenAI واصلت تطوير قدراتها لتطلق في مارس 2023 النموذج الأقوى GPT-4، الذي تجاوز التعامل مع النصوص، ليشمل تحليل الصور وتوليدها، إلى جانب قدرات استدلالية وإبداعية متقدمة. وأكد أن هذه النماذج ساهمت في تحول جوهري في طريقة إنجاز المهام المعرفية والإبداعية، مثل كتابة التقارير، تلخيص المستندات الطويلة، إعداد محتوى التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، بل والمساعدة في البحث الأكاديمي عبر تنظيم المعلومات وصياغة الفرضيات، وإنشاء المحتوى الرقمي الإعلامي والتسويقي، بالإضافة إلى دعم المبرمجين في كتابة وتصحيح الأكواد.

ونوّه المهندس رائف إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يتوقف عند النصوص، بل أصبح متعدد الوسائط، وقادرًا على فهم وتحليل الصور والبيانات المرئية، كما أن التفاعل الصوتي أصبح أحد أبرز وظائفه، حيث بات بالإمكان التحدث مع النماذج وتلقي ردود منطوقة، مما يجعل الاستخدام أكثر مرونة، خصوصًا أثناء التنقل أو في الحالات التي يصعب فيها استخدام اليدين. كما أشار إلى ميزة «النماذج المخصصة» التي تتيح تكييف الأداة حسب احتياجات المستخدم، سواء كمساعد طهي أو دليل دراسي أو محلل بيانات، ما يعمّق من وجود الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية.

التحديات

وفي المقابل، أكد الزكواني أن هذه القوة المتنامية تصاحبها تحديات كبيرة، أبرزها خطر المعلومات المضللة الناتجة عن قدرة بعض النماذج على توليد محتوى مزيف واقعي يصعب تمييزه، إضافة إلى التحيزات الكامنة في البيانات التي تدربت عليها هذه النماذج، مما يثير قضايا تتعلق بالعدالة والإنصاف. وبيّن أن هناك مخاوف متزايدة بشأن حقوق الملكية الفكرية، وأصالة المحتوى المنتج، وتأثير ذلك على المهن التي تعتمد على المهارات التي باتت هذه النماذج تؤديها. ودعا إلى رفع مستوى الوعي والكفاءة الرقمية لتقييم مخرجات الذكاء الاصطناعي بعين نقدية، وتطوير أطر أخلاقية وتشريعية تنظم استخدام هذه الأدوات، وتحمي المجتمع من آثارها السلبية.

تفاوت الثقة

وأوضح أن تفاوت ثقة الناس في الذكاء الاصطناعي أمر طبيعي، مشيرًا إلى أن التاريخ التقني شهد مواقف مشابهة، حيث لم تتقبل بعض فئات المجتمع دخول الحواسيب أو الهواتف الذكية لحياتها اليومية، وهو ما يعود غالبًا إلى غياب الثقافة الرقمية. وأضاف أن من العوامل التي تزعزع الثقة غموض آلية عمل النماذج ونقص الشفافية في قراراتها، إلى جانب المخاوف من استخدام البيانات الشخصية، وغياب الأطر التنظيمية الدولية، فضلًا عن القلق من فقدان الوظائف نتيجة الأتمتة ووكلاء الذكاء الاصطناعي. كما نبّه إلى أن تجربة المستخدم مع هذه الأدوات، وطريقة تناول وسائل الإعلام لها، تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل تصور الناس وثقتهم بهذه التقنية.

الذكاء الاصطناعي في الطب

وفي القطاع الصحي، بيّن الزكواني أن تعزيز ثقة المرضى بأدوات الذكاء الاصطناعي يتطلب وقتًا وشفافية عالية، ودقة في النتائج من العوامل مهمه في كسب ثقة المريض إلى جانب تفعيل الجانب الأخلاقي في جمع البيانات وتحليلها. وأشار إلى إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي في المراحل المبكرة من التشخيص، عبر قياس المؤشرات الحيوية وتحليل فحوصات الدم وتنظيم مخططات القلب وتوليد تقارير أولية، مع التأكيد على أن التقرير النهائي يجب أن يُراجع ويُعتمد من طبيب بشري. كما أكد أن الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة للطبيب لا بديل عنه، وأنه يمكن أن يضيف قيمة حقيقية في تحليل البيانات الضخمة واكتشاف الأنماط الطبية، إلا أن البعد الإنساني، وفهم السياق الاجتماعي والنفسي للمريض، يظل دورًا حصريًا للطبيب.

ولفت إلى التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة، خصوصًا في ما يتعلق بالتحيز في البيانات، والتمييز بين الفئات العمرية أو الاجتماعية، إلى جانب التحديات القانونية المرتبطة بالخصوصية، داعيًا إلى أقصى درجات الحماية والوضوح في موافقة المرضى على استخدام بياناتهم.

الذكاء الاصطناعي في التعليم

وفي التعليم، أشار الزكواني إلى أن الذكاء الاصطناعي غيّر بشكل جوهري علاقة الطالب بالمعلومة، حيث أصبحت أدوات مثل ChatGPT وGemini deepseek توفر وصولًا فوريًا للمعلومة، وتساعد على تلخيص المحتوى، وتحويله إلى أنماط مرئية أو صوتية، مما يعزز الفهم لدى الطلبة ذوي الأنماط المختلفة. وأكد أن هذه الأدوات تسهم في تسريع التعلم، وتعزيز القدرة على فهم النصوص، وتوليد الأسئلة، وإعادة صياغة المعلومات، مما يغيّر دور المعلم ليصبح موجهًا ومطورًا للمهارات. كما دعا إلى تحديث المناهج لتشمل المهارات الرقمية والتفكير النقدي، وتطوير أساليب التقييم بما يتناسب مع أدوات العصر.

ونوّه إلى أهمية تحقيق توازن تربوي في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الإفراط في الاعتماد عليها قد يُضعف المهارات الأساسية مثل التفكير الإبداعي، والتحليل، والكتابة، والاستيعاب العميق. وأكد على ضرورة تدريب الطلبة على التفاعل النقدي مع مخرجات الذكاء الاصطناعي، وعدم اعتبارها سلطة نهائية، بل أدوات قابلة للتدقيق والمراجعة.

الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي

وعن قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى إبداعي، أكد الزكواني أنها تطورت بشكل مذهل، خصوصًا في النصوص والصور والموسيقى، لكنّه بيّن أن هذا الإبداع يظل شكليًا، لأنه يفتقر إلى الوعي، والمشاعر، والنية الداخلية. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يشعر ليكتب، بل يحاكي الأنماط التي ارتبطت بالمشاعر في البيانات التي تدرب عليها. كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُشكّل خطرًا على بعض أعمال المبدعين، إذا ما تم استخدامه بديلا عن العمل الإنساني، لكنه أيضًا يمكن أن يكون أداة محفزة ومساندة للإنتاج الإبداعي، إذا استُخدم بوعي وحدود واضحة.

وبيّن أن الفارق الجوهري بين الإبداع البشري والإبداع الآلي يكمن في المصدر والدافع؛ فبينما ينبع الأول من الذات والتجربة والوعي، يعتمد الثاني على تحليل البيانات بناءً على أوامر بشرية. وأوضح أن العمل الإنساني غالبًا ما يحمل نية ورسالة متجذرة، بينما يفتقر العمل الذي يولده الذكاء الاصطناعي لهذه الأبعاد، ويبقى تفسيره معنويًا من منظور بشري فقط.

المستقبل والتوجهات العامة

وعن مستقبل العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، يرى المهندس رائف الزكواني أنها ستتجه نحو التكامل، حيث ستزداد الشراكة بين الإنسان والآلة، وسيتطلب ذلك تطوير مهارات جديدة، تعزز التعاون مع وكلاء أذكياء وروبوتات قادرة على أداء مهام متعددة.

وتوقع الزكواني أن يشهد العقد القادم تحولات كبيرة في مجالات مثل الرعاية الصحية، التعليم، الصناعة، الإعلام، وخدمة الزبائن، حيث سيساهم الذكاء الاصطناعي في تقديم حلول أسرع وأكثر تخصيصًا وكفاءة.

دعوة للتعامل الواعي

واختتم مدرب الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل، المهندس رائف الزكواني رأيه بتوجيه رسالة إلى الناس دعا فيها إلى التعامل الواعي مع هذه التقنية، من خلال فهمها، واستخدامها لتعزيز القدرات لا لاستبدالها، والانتباه إلى جوانب الخصوصية، وأخلاقيات البيانات، وتقييم مخرجات الذكاء الاصطناعي بعين نقدية، مؤكدًا أن هذه الأداة يجب أن تبقى خادمة للإنسان، لا موجّهة له.

مقالات مشابهة

  • قراءة أكاديمية في تحوّلات التقنية ومواقف الناس
  • الخلاف بين ترامب وماسك عزز شعبية منصة “إكس”
  • قضاء أبوظبي تنظم مبادرة بهجة العيد لنزلاء مراكز الإصلاح وأسرهم
  • “الشؤون الإسلامية” تنظم محاضرتين توعويتين في مسجد الخيف
  • مدير عام «أوقاف أبوظبي» لـ «الاتحاد»: 6 مستهدفات رئيسة لاستراتيجيات الاستثمار الفعالة في «أوقاف أبوظبي»
  • “الفيفا” تعتزم اعتماد تقنيات مبتكرة جديدة خلال منافسات كأس العالم للأندية
  • النحاس العربي إلى الواجهة.. من المغرب إلى عمان احتياطيات تُغري المستثمرين
  • “فيفا” يعتمد تقنيات مبتكرة بالذكاء الاصطناعي في “كأس العالم للأندية 2025”
  • سوريون شاركوا بمشروع “قيمي ترسم هويتي” مكرمون في قطر
  • مراكش..إقبال غير مسبوق من المستثمرين والسياح الأجانب على اقتناء العقارات