تفاصيل صادمة حول مقتل الطالبة رميلة الشرعبي داخل سيارتها في صنعاء
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
تزامنًا مع انشغال الرأي العام المصري بقضية انتحار طالبة جامعة العريش نيرة صلاح إثر تعرضها للابتزاز الإلكتروني، صُدم الشارع اليمني اليوم بجريمة مماثلة بعد العثور على الطالبة رميلة الشرعبي جثة هامدة داخل سيارتها وسط أنباء عن تعرضها للقتل.
ووفقًا للتقارير الأمنية الأولية، فقد عثرت شرطة مدينة حدة، الواقعة في الجنوب الغربي من صنعاء، على الطالبة رميلة عبدالملك إسماعيل الشرعبي جثة هامدة داخل سيارتها، بعد 4 أيام من اختفائها.
وكشفت التقارير الأولية أن الطالبة في كلية الصيدلة بجامعة الرازي قد اختفت منذ يوم الأحد الماضي، 25 فبراير 2024، قبل العثور على جثتها المُتعفنة داخل سيارتها يوم الخميس في أحد أحياء مدينة حدة.
وأضافت أن الطالبة رميلة كانت تدرس في المستوى الرابع بقسم الصيدلة في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الرازي واختفت منذ 4 أيام، عقب خروجها من الجامعة.
آخر مكالمة للطالبة رميلة الشرعبيووفقًا للتحقيقات الأولية، فقد كانت الضحية قد اتصلت بوالدتها الدكتورة لنا الشرعبي، ظهر الأحد، بشكل اعتيادي، وطلبت منها الإسراع في تحضير وجبة الغداء، لكنها لم تعد للمنزل منذ ذلك الحين.
وفي الوقت الذي انتشرت فيه تفاصيل القصة، بدأ روّاد منصات التواصل الاجتماعي تداول تفاصيل لم يتسن لموقع البوابة التحقق من صحتها، وهي أن الضحية كانت قد تلقت تهديدات بالقتل من قبل زملاءها في الجامعة.
ووفقًا لهذه الأنباء المتداولة، فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقًا في الحادثة، واستدعت 6 من زملاءها في الجامعة للتحقيق معهم.
ومن المتوقع صدور نتائج أولية للتحقيقات في ملابسات القضية ونتيجة الطب الشرعي خلال الساعات المقبلة.
جامعة الرازي تعزي أسرة الطالبة رميلة الشرعبيقدمت جامعة الرازي تعازيها الحارة لأسرة الطالبة الراحل رميلة الشرعبي، في بيان جاء فيه:
وقالت جامعة الرازي في خطاب التعزية: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى يتقدم رئيس الجامعة باسمه ونيابة عن رئيس مجلس الأمناء وكل طلاب وطالبات الجامعة وأعضاء هيئة التدريس، بأخلص وأعمق التعازي والمواساة إلى أسرة الطالبة الفقيدة/ رميلة عبدالملك الشرعبي، سنة رابعة بقسم الصيدلة بكلية الطب والعلوم الصحية.
وأضاف البيان: "اذ نعزي بهذا المصاب، نؤكد ان فقدان الطالبة/ رميلة هو خسارة كبيرة على الجامعة وعائلتها، فقد كانت الفقيدة رحمة الله تغشاها طالبة مجتهدة وملتزمة بأنظمة ولوائح الجامعة وحسنة السيرة والسلوك".
وتأتي تعزية جامعة الرازي لوالد الطالبة المقتولة في محاولة لتحسين صورة الجامعة بعد تزايد المطالبات الطالبية بإغلاق الجامعة بعد اتهامها بالتواطئ في جريمة مقتل رميلة الشرعبي وخاصة بعد ابلاغها للجامعة بأنها تلقت تهديدات بالقتل من قبل زميلاتها أكثر من مرة لكن دون جدوى .
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: داخل سیارتها جامعة الرازی
إقرأ أيضاً:
هارفارد في مرمى الاستبداد.. معركة التعليم والفكر الحر في وجه إدارة ترامب
في زمنٍ تتصاعد فيه التحديات السياسية والاجتماعية داخل الولايات المتحدة، تبرز المؤسسات الأكاديمية الكبرى ليس فقط كمراكز للعلم والمعرفة، بل كحصون للديمقراطية ومراكز لمقاومة تغول السلطة. وتتحول هذه الجامعات، في لحظات الصراع، من قاعات دراسية إلى جبهات دفاع عن حرية الفكر واستقلال التعليم. واليوم، تتعرض جامعة هارفارد، أعرق مؤسسات التعليم العالي في أمريكا والعالم، لهجوم سياسي غير مسبوق من إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مما يجعل صمودها اختبارًا حاسمًا لمستقبل الحريات الأكاديمية في البلاد.
شهد حفل التخرج السنوي في جامعة هارفارد، يوم الأحد 1 يونيو 2025، أجواءً مشحونة بالقلق والتحدي، رغم الاحتفال المعتاد بالأثواب والقبعات القرمزية. فقد ألقى رئيس الجامعة، آلان جاربر، كلمة رحّب فيها بالخريجين والمجتمع الأكاديمي، وضمّنها رسائل ضمنية حازمة أكدت على أهمية الطلاب الدوليين ودورهم الحيوي في بقاء الجامعة صرحًا عالميًا.
جاءت تصريحاته ردًا غير مباشر على تهديدات إدارة ترامب الهادفة إلى تقليص الوجود الدولي في مؤسسات التعليم الأمريكية.
منذ تأسيسها عام 1636، وقبل أن تولد الدولة الأمريكية نفسها، كانت هارفارد رمزًا للحرية الأكاديمية والتفوق المعرفي. واليوم، تواجه إدارة ترامب هذه المؤسسة التاريخية بوابل من الإجراءات العقابية، ضمن حملة أوسع لتطويع المؤسسات التي تُتهم بمناهضة أجندتها السياسية. ويتجلى هذا الصراع في محاولات للسيطرة على برامج القبول، وفرض رقابة خارجية على مناهج التعليم، وهو ما اعتبره الأكاديميون محاولة خطيرة لكسر استقلال الجامعات الحرة.
في خطابه خلال الحفل، وصف نجم كرة السلة الأمريكي السابق، كريم عبد الجبار، هارفارد بأنها "حصن للمعارضة ضد ترامب"، مشيرًا إلى أنها تمثل صمام الأمان الأخير للحرية وسط موجة من الضغوط التي تستهدف الدستور الأمريكي في جوهره.
اتهمت إدارة ترامب الجامعة بالتمييز والإخفاق الأمني، وهو ما اعتبره محللون مبررات واهية لهجوم سياسي ذي طابع انتقامي. ففي أبريل الماضي، وجهت الإدارة طلبات صادمة بإجراء عمليات تدقيق خارجية وإعادة هيكلة البرامج، الأمر الذي رفضه رئيس الجامعة واعتبره انتهاكًا خطيرًا للحرية الأكاديمية. كما أقدمت الإدارة على تجميد تمويلات فيدرالية بقيمة 3 مليارات دولار كانت مخصصة للأبحاث التي تقودها الجامعة، ما أدى إلى اندلاع معركة قضائية حامية.
ضربة لقلب الجامعةضمن أدوات الضغط، قررت إدارة ترامب وقف قبول الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد، وإجبار المقيدين حاليًا على الانتقال إلى جامعات أخرى تحت طائلة فقدان الوضع القانوني في البلاد. ويُشكل الطلاب الأجانب أكثر من ربع طلاب الجامعة، ويعدون مصدرًا رئيسيًا للإبداع العلمي والاستقرار المالي. ويرى النقاد أن هذه الخطوة تهدد بتقويض مكانة أمريكا كوجهة للعلم والبحث، وستدفع أفضل العقول نحو دول أخرى أكثر ترحيبًا.
صراع تمويل ومعركة قانونيةرفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية حصلت بموجبها على وقف مؤقت لتلك الإجراءات، لكنها ما زالت في خضم معركة قانونية طويلة. وتلوّح إدارة ترامب بخطوات تصعيدية، منها سحب الإعفاءات الضريبية التي تستفيد منها الجامعة، ما قد يكبدها خسائر مالية كبيرة ويؤثر سلبًا على قدرتها على دعم الطلاب محدودي الدخل. وتشير تقارير إلى تورط شخصيات سياسية مثل جيه دي فانس وستيفن ميلر في هذه الهجمات، ضمن مساعٍ لتخويف الجامعات التي تُعد معاقل فكرية معارضة.
فيما اختارت بعض الجامعات تقديم تنازلات لتفادي قطع التمويل، تصرّ جامعة هارفارد على الصمود، مستندة إلى صندوق مالي ضخم يتجاوز 53 مليار دولار، ما يمنحها هامشًا أكبر للمقاومة القانونية والسياسية. ويرى الأكاديميون أن القضية تتجاوز هارفارد، وتمثل اختبارًا لمستقبل التعليم العالي الحر في أمريكا.
وتُشير الإحصائيات إلى أن ترامب خسر 96% من القضايا المرفوعة ضده في المحاكم الفيدرالية، وهو ما يمنح أنصار الجامعة أملًا في أن تنتهي هذه المعركة لصالح سيادة القانون والحريات.
إن ما يجري اليوم بين جامعة هارفارد وإدارة الرئيس ترامب ليس مجرد خلاف إداري، بل معركة فاصلة بين منطق الاستبداد ومبدأ الحرية، بين قمع التنوع وتمجيد الانغلاق. وإذا كانت هارفارد قد عاشت مئات السنين شاهدة على ميلاد الديمقراطية الأمريكية، فهي اليوم تخوض معركة من أجل إنقاذها. وسواء انتهت ولاية ترامب أم لا، فإن صمود هذه الجامعة العريقة سيبقى رمزًا لمنارة علمية وفكرية تتحدى الرياح العاتية، حاملة شعارها الأبدي: "الحقيقة".