قام المرشدون الدينيون والمرشدات الدينيات لبعثة الحج الجزائرية مهمة تفويج الحجاج الجزائريين لرمي جمرة العقبة الكبرى في أول أيام عيد الأضحى.

وجاءت هذه العملية وفق الجدول الزمني المخصص لحجاج الجزائر.

وقد حرص المرشدون على مرافقة الحجاج ميدانيًا منذ لحظة مغادرتهم المخيمات، مع تقديم الشروحات اللازمة حول كيفية أداء هذه الشعيرة العظيمة، والتأكيد على الجوانب الفقهية المتعلقة بها، خاصة ما يخص عدد الحصى، والدعاء المشروع أثناء أداء الشعيرة.

وأكد بيان وزارة الشؤون الدينية والاوقاف أن المرشدون حرصوا على توجيه الحجاج إلى التحلي بالهدوء وتجنب التدافع، وضبط النفس أثناء تنقلهم في المشعر، بما يضمن سلامتهم وأداءهم للمناسك في أجواء يسودها النظام والسكينة.

كما واصل المرشدون الدينيون والمرشدات الدينيات لبعثة الحج الجزائرية أداء مهامهم الإرشادية بمخيمات منى، في إطار جهود متواصلة لتوفير الرعاية والتوجيه الميداني لحجاج بيت الله الحرام.

وتُعدّ مهمة المرشدين في هذا السياق أكثر من مجرد توجيه تنظيمي، بل تشمل تقديم الدعم للحجاج، لاسيما لفئة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يجدون في هؤلاء المرشدين سندًا يوميًا يعينهم على قضاء حوائجهم، ويذلل أمامهم مشقة التنقل في الظروف المناخية الصعبة التي تميّز هذه المرحلة من المناسك.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

مأزق الوحدة العربية الكبرى

في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.

ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.

إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.

إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».

مقالات مشابهة

  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • البحث الجنائي في العقبة يضبط لصاً سرق حواجز معدنية للأشغال قبل نقلها للجبال
  • مقتل لاعب مغربي برصاص البحرية الجزائرية في محاولة هجرة قرب السعيدية
  • تكريم مطاري الطائف وعرعر الدوليين لجهودهما في استقبال وتوديع الحجاج لموسم حج 1446هـ
  • الدكتور احمد زياد الحجاج .. مبارك التخرج
  • نقل أكثر من 19 مليون مسافر وحاج جوًا خلال موسم حج 1446هـ
  • استقبل الفجر الجزائرية 2025 التردد الجديد لمشاهدة "المؤسس عثمان"
  • مَن الأعلى أجرا في الدوريات الأوروبية الـ5 الكبرى؟
  • بروفة الترابيزة مهمة.. يوسف معاطي: ممكن أدخل في أداء الممثل
  • سقوط شجرة معمرة في أحد شوارع العقبة دون أضرار بشرية / فيديو