قبلة الرجل لزوجته في نهار رمضان هل تفسد الصوم؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
قبلة الرجل لزوجته في رمضان.. من الأسئلة الشائعة التي يبحث عن إجابتها الكثير، قبل دخول شهر رمضان، هو ما حكم تقبيل الزوج لزوجته في نهار رمضان، وهل هذا يفسد الصيام؟
من جانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية، حكم تقبيل الزوج لزوجته في نهار رمضان قائلة: «تقبيل الزوجة بقصد اللذة مكروهٌ للصائم عند جمهور الفقهاء، لِمَا قد يجر إليه من فساد الصوم، وتكون القبلة حرامًا إن غلب على ظنه أنه يُنْزِل بها».
وأضافت دار الإفتاء، أنه لا يُكرَه التقبيل إن كان بغير قصد اللذة، كقصد الرحمة أو الوداع إلا إن كان الصائم لا يملك نفسه، فإن ملك نفسه فلا حرج عليه، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ»، أخرجه مسلم في صحيحه.
الأدلة على قبلة الرجل لزوجته في رمضانوقالت «الإفتاء»، عن أَبي هريرة رضي الله عنه: «أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ الْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ، فَرَخَّصَ لَهُ، وَأَتَاهُ آخَرُ فَسَأَلَهُ فَنَهَاهُ، فَإِذَا الَّذِي رَخَّصَ لَهُ شَيْخٌ، وَالَّذِي نَهَاهُ شَابٌّ»، أخرجه أبو داود في سننه.
كما استشهدت الإفتاء بقول الإمام النووي في «المجموع شرح المهذب» (6/ 355): «قال المصنف: تكره القبلة علَى من حركت شهوته وهو صائم، ولا تكره لِغَيْرِهِ، لَكِنَّ الْأَوْلَى تَرْكُهَا، وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الشَّيْخِ وَالشَّابِّ فِي ذَلِكَ، فَالِاعْتِبَارُ بِتَحْرِيكِ الشَّهْوَةِ وَخَوْفِ الْإِنْزَالِ، فَإِنْ حَرَّكَتْ شَهْوَةَ شَابٍّ أَوْ شَيْخٍ قَوِيٍّ كُرِهَتْ، وَإِنْ لَمْ تُحَرِّكْهَا لِشَيْخٍ أَوْ شَابٍّ ضَعِيفٍ لَمْ تُكْرَهْ، وَالْأَوْلَى تَرْكُهَا، وَسَوَاءٌ قَبَّلَ الْخَدَّ أَوْ الْفَمَ أَوْ غَيْرَهُمَا، وَهَكَذَا الْمُبَاشَرَةُ بِالْيَدِ وَالْمُعَانَقَةُ لَهُمَا حُكْمُ الْقُبْلَةِ، ثُمَّ الْكَرَاهَةُ فِي حَقِّ مَنْ حَرَّكَتْ شهوته كراهة تحريم عند المنصف وشيخه القاضي أبى الطيب والعبدري وَغَيْرِهِمْ».
وتابعت: وَقَالَ آخَرُونَ: كَرَاهَةُ تَنْزِيهٍ مَا لَمْ يُنْزِلْ، وَصَحَّحَهُ الْمُتَوَلِّي. قَالَ الرَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُ: الْأَصَحُّ كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ، وَإِذَا قَبَّلَ وَلَمْ يُنْزِلْ لَمْ يَبْطُلْ صَوْمُهُ بِلَا خِلَافٍ عِنْدَنَا، سَوَاءٌ قُلْنَا كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ أَوْ تَنْزِيهٍ. فَرْعٌ فِي مَذَاهِبِ الْعُلَمَاءِ فِي الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ، ذَكَرْنَا أَنَّ مَذْهَبَنَا كَرَاهَتُهَا لِمَنْ حَرَّكَتْ شَهْوَتَهُ، وَلَا تُكْرَهُ لِغَيْرِهِ، وَالْأَوْلَى تَرْكُهَا، فَإِنْ قَبَّلَ مَنْ تُحَرِّكُ شَهْوَتَهُ وَلَمْ يُنْزِلْ لَمْ يَبْطُلْ صَوْمُهُ، كما قال ابن المنذر: رَخَّصَ فِي الْقُبْلَةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةُ وَعَطَاءٌ وَالشَّعْبِيُّ والحسن وأحمد وإسحق، قال: وكان سعد بن أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه لَا يَرَى بِالْمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ بَأْسًا".
اقرأ أيضاًهل يجوز الإفطار في رمضان للمسافر؟.. الإفتاء تجيب
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان.. دعاء استقبال شهر رمضان
دار الإفتاء المصرية: نستطلع هلال شهر رمضان الأحد القادم
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية لزوجته فی ک ر اه ة
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الجمع بين الهدي والأضحية؟ دار الإفتاء تجيب
يسأل بعض الحجاج عن إجابة سؤال: هل يجوز الجمع بين الهدي والأضحية؟ حيث أنهم يتعرضون لمثل هذه المواقف خلال أداء مناسك الحج وتزامنا مع عيد الأضحى المبارك.
فمثلا لو سافرتْ للحج، هل يجوز لك الجمع بين نية الهدى والأضحية، وهنا أكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز ذبح الهدي في أثناء الحج بنيَّة الأضحية مع الهدي.
وأكدت دار الإفتاء، أنَّ كلَّا منهما مختلف، فالأضحية: هي ما يُذْبَح تَقرُّبًا إلى الله تعالى في أيام العيد، وهي سُنَّة وليست واجبة.
أَمَّا ما يُذْبَح في الحج، فهو إمَّا هدي تمتُّع، أو هدي القِرَان، أو ما يُذْبَح لترك واجب من واجبات الحج، أو كفَّارة عن فعل محظور مِن ممنوعات الحج، وكل ذلك واجبٌ وليس سُنَّة.
وأكدت دار الإفتاء، أنه لا يلزم الحاج أضحية في بلده ولا في غيرها، لكن يجوز له -إن أراد- أن يضحي في أثناء حجه مع نسكه أو يوكل من يذبح عنه في بلده أو غيرها، وإن كان عوده من الحج قبل انتهاء وقت الذبح أمكنه ذبح الأضحية بنفسه إذا رجع، ولا يجوز ذبح الهدي بنية الأضحية مع الهدي؛ لأن سبب مشروعية كل منها مختلف ولا يقبل التداخل.
وأوضحت أنه لا يجوز ذبح الهدي في أثناء الحج بنية الأضحية مع الهدي؛ لأن سبب مشروعية كل منها مختلف ولا يقبل التداخل، فالأضحية مشروعة لشكر الله تعالى لبقاء الحياة إلى هذه الأيام الفاضلة على سبيل الندب، أما ما يذبح في الحج فهو إما هدي تمتع، وهو لشكر الله تعالى على الجمع بين نسكي العمرة والحج والتحلل بينهما، وهو واجب، وإما هدي القران، وهو للجمع بين الحج والعمرة في سَفرة واحدة، وهو واجب أيضًا، وإما ما يذبح لترك واجب من واجبات الحج، أو كفارة عن فعل محظور من ممنوعات الحج، وكلاهما واجب، وإما ما يهدى تطوعًا لفقراء الحرم، وكل هذا مباين للغرض من الأضحية.