حشود جماهيرية واسعة.. آخر تطورات الأوضاع في السودان
تاريخ النشر: 15th, December 2025 GMT
يشهد السودان تطورات متسارعة على المستويات العسكرية والسياسية والإنسانية، في ظل استمرار الحرب بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع، وتزايد الانخراط الإقليمي والدولي في محاولة لاحتواء الأزمة، وسط أوضاع معيشية وإنسانية بالغة التعقيد.
حشود جماهيرية واسعة دعمًا للقوات المسلحة
شهدت عدد من ولايات السودان، أمس السبت، خروج حشود جماهيرية ضخمة عبّرت عن تجديد الولاء والدعم الكامل للقوات المسلحة السودانية، في مشهد يعكس تماسك قطاعات واسعة من الشارع خلف المؤسسة العسكرية في معركتها المستمرة.
وفي السياق ذاته، وجّه رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رسالة شكر وتقدير للشعب السوداني، ثمّن فيها المساندة الشعبية واعتبرها عاملًا حاسمًا في صمود القوات المسلحة واستمرارها في أداء واجبها الوطني.
روسيا تعرض الوساطة لإنهاء الصراع
دوليًا، أعلنت روسيا استعدادها للعب دور الوسيط في جهود إنهاء الحرب بالسودان، حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماع مع السفراء المعتمدين في موسكو، دعم بلاده لأي مسار سياسي يفضي إلى وقف القتال والحفاظ على وحدة الدولة السودانية.
استهداف الأمم المتحدة في كادقلي وتصعيد خطير
ميدانيًا، شهدت مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان تطورًا بالغ الخطورة، بعد أن استهدفت طائرات مسيّرة تابعة لمليشيا الجنجويد والحركة الشعبية – جناح الحلو مقرًا لإحدى منظمات الأمم المتحدة، ما أسفر عن مقتل أربعة من العاملين الدوليين.
وأدان رئيس الوزراء كامل إدريس الهجوم بأشد العبارات، واعتبره جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مؤكدًا أن استهداف المنظمات الأممية يمثل تصعيدًا يهدد الوجود الإنساني في مناطق النزاع.
الأبيض تحت القصف… ضحايا مدنيون
وفي ولاية شمال كردفان، قُتل شخصان وأصيب عشرة آخرون جراء هجوم بطائرة مسيّرة استهدف مدينة الأبيض، في تصعيد جديد يُنسب لمليشيا الدعم السريع، ضمن محاولات مستمرة لإرباك المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية.
في المقابل، كشف الجيش عن خطط لفتح الطريق القومي بين الأبيض والدلنج، في خطوة تهدف إلى تأمين الإمدادات وفك الحصار عن عدد من المناطق.
دارفور والاتحاد الأوروبي: تحركات دبلوماسية
على الصعيد الخارجي، استهل مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، جولة أوروبية بلقاء رسمي في مقر وزارة الخارجية الألمانية ببرلين، مع مديرة إدارة إفريقيا جنوب الصحراء والساحل، حيث ناقش تطورات الأوضاع الإنسانية والأمنية في الإقليم.
كما التقت النائب العام السوداني انتصار أحمد عبد العال بنائبة مدعي المحكمة الجنائية الدولية نزهت شميم خان في لاهاي، لبحث التعاون في ملفات التحقيق المتعلقة بجرائم دارفور.
حرق شاحنات غذاء وتهديد الأمن الإنساني
واصلت مليشيا الدعم السريع انتهاكاتها بحق المدنيين، حيث أقدمت على حرق شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية، مع تهديدات بحرق جميع الشاحنات المتجهة إلى مدينة الدبة، في خطوة تزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية وتُفاقم خطر المجاعة.
تحذير للجالية السودانية في مصر
أصدرت الجالية السودانية في جمهورية مصر العربية تنبيهًا مهمًا دعت فيه السودانيين المقيمين إلى عدم الاستجابة لدعوات التجمّع غير المرخصة أمام ما يُعرف بـ“بيت السودان” في منطقة السيدة زينب، حرصًا على السلامة والالتزام بالقوانين المحلية.
زيارة سعودية غامضة إلى بورتسودان
في تطور لافت، وصل وفد سعودي عبر طائرة خاصة إلى مطار بورتسودان، السبت، في زيارة قصيرة لم يُكشف عن تفاصيلها رسميًا، قبل أن يغادر بعد ساعات، ما فتح باب التكهنات حول طبيعة الزيارة ومضامينها.
اتهامات خطيرة بشأن موانئ البحر الأحمر
صرّح قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية بأن دولة الإمارات خططت للاستيلاء على موانئ السودان على ساحل البحر الأحمر، في اتهام خطير يُنذر بتداعيات سياسية وإقليمية واسعة.
قرارات مصيرية في قطاع التعليم العالي
تعليميًا، اشتكى طلاب جامعة المشرق ببحري من رفع رسوم التسجيل إلى مليار جنيه، مطالبين وزير التعليم العالي بالتدخل العاجل.
وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة التعليم العالي قرارًا حاسمًا بعدم الاعتراف بأي شهادات PDF غير مؤمنة دوليًا، في خطوة تستهدف ضبط جودة الشهادات الأكاديمية.
تطورات خدمية وأجواء باردة
أعلن وكيل الطاقة السابق د. محي الدين نعيم استعداده لتسليم مهامه رسميًا، في إطار الترتيبات الإدارية الجارية.
كما توقعت هيئة الأرصاد الجوية السودانية تأثر معظم أنحاء البلاد بموجة طقس بارد اعتبارًا من اليوم الأحد، مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، خاصة في ولايات الشمال والوسط.
في النهاية يعيش السودان مرحلة مفصلية تتداخل فيها نيران الحرب، والتحركات الدبلوماسية، والأزمات الإنسانية والخدمية، وسط مخاوف متزايدة من اتساع رقعة الصراع، في مقابل مساعٍ إقليمية ودولية لا تزال تبحث عن نافذة أمل لوقف النزيف المستمر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أخر تطورات الأوضاع في السودان السودان اليوم الحرب في السودان القوات المسلحة السودانية مليشيا الدعم السريع عبد الفتاح البرهان سيرغي لافروف كادقلي استهداف الأمم المتحدة في السودان جنوب كردفان الأبيض تحت القصف شمال كردفان دارفور مني أركو مناوي المحكمة الجنائية الدولية لاهاي الأزمة الإنسانية في السودان الجالية السودانية في مصر بورتسودان الزيارة السعودية إلى السودان موانئ البحر الاحمر الطقس في السودان
إقرأ أيضاً:
حاكم دارفور يحدد خطوات لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة
حاكم دارفور مني أركو مناوي وضع “إعادة زمام الأمور إلى أهل السودان عبر رفع يد الإمارات تمامًا” على رأس مطلوبات إنهاء الحرب.
بورتسودان: التغيير
قال حاكم إقليم دارفور، رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، إنه لإنهاء الحرب في البلاد، وإعادة بناء الدولة على أسس سليمة، هناك سبع خطوات يجب اتباعها والالتزام بها، مع فتح الباب للحوار مع كل من كانت لهم مصالح مشتركة مع السودان.
وتطاول أمد الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ ابريل 2023م، ما دفع حركات دارفور التي كانت التزمت الحياد في البداية إلى الاصطفاف مع أحد الطرفين، واختار مناوي رفقة بعض الحركات الانحياز لجانب الجيش.
الإمارات والدعم السريعوقال مناوي في كلمة وجهها للشعب السوداني- تزامناً مع وقفات لدعم الجيش في عدد من الولايات اليوم السبت- إنه من أجل إنهاء الحرب التي وصفها بـ”الظالمة التي فرضت علينا”، يجب الالتزام أولاً بـ”إعادة زمام الأمور إلى أهل السودان، عبر رفع يد الإمارات تمامًا، وإنهاء تواجدها في أرضنا، أجوائنا، وبحرنا”، وثانياً طرد عناصر الدعم السريع من المناطق السكنية، المدارس، المستشفيات، والمرافق العامة، وإخلاء الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدن والأسواق ورياض الأطفال، حتى تعود الحياة إلى طبيعتها”- حسب تعبيره.
وأشار إلى أن الأمر الثالث هو “إعادة تسليم المعابر الدولية والحدود والمطارات إلى السلطة الشرعية، لمنع أي خرق أو انتهاك لسيادة السودان”، والرابع “إطلاق سراح جميع المختطفين، وإعادة فتح سجون الدعم السريع أمام الصليب الأحمر الدولي، لضمان حقوق المعتقلين”.
ومضى مناوي إلى القول إن الأمر الخامس هو “فض الارتباط بكل المرتزقة الذين جلبتهم دول العالم، سواء من الخارج أو من الداخل”، والسادس “جمع المقاتلين السودانيين في أماكن محددة من أجل ترتيب إجراءات الهدنة وتوفير الفرصة للسلام”، والأمر السابع “محاسبة كل من ارتكبوا جرائم الإبادة الجماعية، وفي مقدمتهم قادة الدعم السريع (تأسيس)، وكل من كان لهم يد في تدمير السودان”- حسب وصفه.
الاحترام المتبادلوقال مناوي مخاطباً السودانيين: “أيها الشعب، بهذه الخطوات نعيد بناء دولتنا على أسس متينة، ونفتح الباب للحوار مع كل من كانت لهم مصالح مشتركة مع السودان، في بيئة من الاحترام المتبادل، حيث لا مجال لاستغلال إرادتنا”.
وذكر مناوي في خطابه للسودانيين: “لقد فرضت عليكم قوى الشر معركة لا ناقة لكم فيها ولا جمل، فكنتم أنتم المدافعون عن كرامتكم، أرضكم، وتاريخكم، بكل شجاعة وعزيمة”.
وأضاف: “أيها الشعب السوداني العظيم، أنتم اليوم في صدارة العالم الثالث في تعريف الديمقراطية وإدارة التعدد والتنوع، وفي معركة إنسانية كبيرة عكست كل القيم الإنسانية”.
وتابع مناوي: “لقد أصبحتم أساتذة في مجالكم، قادة في شتى الميادين، من أطباء إلى تجار، من مفكرين إلى كتاب، وأبناء شعبكم من صنعوا أمجاد الأمم”.
الوسومإعادة بناء الدولة إنهاء الحرب الإمارات الجيش السوداني الحرب السودان المعتقلات حركة جيش تحرير السودان قوات الدعم السريع مني أركو مناوي