جامعة المنصورة تناقش "المستجدات القانونية والشرعية في مجال نقل وزراعة الأعضاء البشرية" بحضور المفتي (صور)
تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT
نظمت كلية الحقوق بجامعة المنصورة ندوة بعنوان "المستجدات القانونية والشرعية فى مجال نقل وزراعة الأعضاء البشرية" بحضور فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام مفتى الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء على مستوى العالم، الدكتور شريف يوسف خاطر رئيس جامعة المنصورة، الدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، والدكتور محمد عطية نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، الدكتور محمد عبد العظيم نائب رئيس الجامعة لشئون المجتمع والبيئة، الدكتور أحمد شوقي أبو خطوة أستاذ القانون الجنائي وعميد كلية الحقوق الأسبق والمحامي بالنقض، المستشار / محمد عبد المحسن رئيس نادي قضاه مصر، المستشار الدكتور مجدي سلامة رئيس محكمة جنايات الإسكندرية، الدكتور وليد الشناوي عميد كلية الحقوق، والسادة العمداء، ومحمد عبد اللطيف أمين عام الجامعة، الدكتور علاء التميمى وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ومنظم الندوة والوكلاء، الأستاذ الدكتور محمد عبد الوهاب المشرف على برنامج زراعة الكبد وأعضاء جهات والهيئات القضائية وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم.
وفى بداية كلمته رحب الدكتور شريف يوسف خاطر بفضيلة مفتى الديار المصرية والحضور مؤكدًا أن جامعة المنصورة قلعة الطب فى مصر ومنارة العلم ويشار إليها بالبنان في العديد من المحافل المحلية والإقليمية والدولية وهذا ما نراه فى مختلف التصنيفات العالمية من صداره الجامعة فى أخر التصنيفات الدولية،كما حققت الجامعة انجازًا كبيرًا وتصدرت المراكز الأولى فى مجال زراعة الأعضاء وبخاصة زراعة الكلى والكبد فى مصر.
وأوضح أن زراعة ونقل الأعضاء البشرية تعتبر من الموضوعات الشائكة التي بدأت في الظهور في الوقت المعاصر ولقد أخذت جامعة المنصورة عاصمة الطب فى مصر على عاتقها تنظيم تلك الندوة والتى تستهدف مناقشة المستجدات الخاصة بمدى جواز التوصية بنقل الأعضاء بعد الوفاة، خاصة وأن هذا الأمر إذا تم وفق ضوابطه القانونية والشرعية سوف يشكل تقدمًا جديدًا فى مجال العلاج الطبي لكثير من الأمراض المزمنة، بعيدًا عن الاتجار فى الأعضاء البشرية.
مشيرًا أن العالم في الوقت الحالي يشهد تطورًا كبيرًا وهامًا في المجال الطبي والعلمي، حيث ظهرت تقنيات ووسائل علاجية ساهمت في انقاذ العديد من الأرواح البشرية ومن بين هذه الوسائل هي عملية نقل وزرع الاعضاء والخلايا والأنسجة البشرية، ولكن وعلى الرغم من إيجابيات هذه الوسائل الطبية إلا أنه يجب على المشرع وفقهاء الشريعة الاسلامية ضبطها بقصد الحد من اللجوء إليها دون وجود ضرورة طبية.
وعبر الدكتور أيمن مختار سعادته البالغة لتواجده في رحاب جامعة المنصورة التي تحتل مكانة علمية كبيرة والتي أنجبت لمصر الكثير من العلماء والوزراء والمبدعين والمفكرين والتي بفضل تميزهم أصبحت المنصورة عاصمة مصر الطبية وأصبحت الدقهلية قلعة للعلم والعلماء.
كما عبر عن فخره واعتزازه لمشاركته في هذه الندوة العلمية شديدة الأهمية في رحاب كلية الحقوق العريقة التي انجبت لمصر علماء وأعلام في القانون والقضاء، مشيرًا إلى أن القضية التي يناقشها المؤتمر من أهم القضايا المعاصرة ومحط اهتمام الجميع من الناحية الشرعية والقانونية.
وأكد المحافظ أن جامعة المنصورة شريك أساسي مع المحافظة في تقديم كافة الخدمات للمواطنين وفي مقدمتها الرعاية الصحية بالإضافة إلي مشاركتها في تطوير العديد من القطاعات الخدمية.
وأشار الدكتور وليد الشناوى أن كليةُ الحقوقِ أولتْ اهتمامَها بأبرزِ هذه الظواهرِ والمشكلاتِ، وأخضعتها للبحثِ والتحليلِ بُغيةَ التوصلِ إلى مقترحاتٍ وتوصياتٍ تكونُ عونًا لمتخذي القراراتِ وواضعي السياساتِ، وقد رأتْ الكليةُ، أن عرض موضوع نقلِ وزراعةِ الأعضاءِ البشرية، وذلك لمناقشةِ الضوابطِ والإجراءاتِ والمحظوراتِ الواجبِ مراعاتُها في مجالِ ممارسةِ هذه العمليات، وبحثِ ما إذا كان القانونُ الحالي- قانون تنظيم الأعضاء البشرية رقم 5 لسنة 2010، وبحثُ ما إذا كان هذا القانونُ يواجه مشكلاتٍ أو عقباتٍ في التطبيقِ العملي، وما إذا كان يحتاجُ إلى تعديلاتٍ.
وأشار الدكتور علاء التميمى أن البشرية تشهد تقدمًا سريعًا وملموسا فى شئون الحياة ومن أهم هذه المعطيات قضية نقل الأعضاء البشرية وهى من القضايا الشائكة التى تعددت وتضاربت حولها الآراء بين مؤيد ومعارض، ولقد أثارت عملية نقل وزراعة الأعضاء العديد من المشكلات على المستويات الأخلاقية والدينية والطبية والقانونية، وعلى الرغم من صدور قانون تنظيم الأعضاء البشرية رقم 5 لسنة 2010المعدل بالقانون رقم 142 لسنة 2017 ولائحته التنفيذية، حيث يعد بمثابة بازغة أمل للقضاء على التجارة الغير مشروعة للأعضاء البشرية الا أن الجدل حول هذه القضية يشغل مساحة كبيرة من اهتمامات النخبة، ولقد أولت القيادة السياسية اهتمام كبيرًا بملف زراعة الأعضاء ويتم حاليًا انشاء مركز مصرى لزراعة ونقل الأعضاء وفقًا للمعايير العالمية لخدمة المرضى والتخفيف عن كاهلم وأسرهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جامعة المنصورة محمد عبد الوهاب المنصورة محافظ الدقهلية الأمانة العامة محمد عبد العظيم الأعضاء البشرية الديار المصرية الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية الأعضاء البشریة جامعة المنصورة زراعة الأعضاء کلیة الحقوق نقل الأعضاء العدید من محمد عبد
إقرأ أيضاً:
البروفيسور المجاهد.. الرئيس المؤسس
ارتبط اسمه بجامعة ذمار، كيف لا وهو المؤسس لها، وأول رئيس تولى مهام رئاستها، لذا لا أبالغ إن قلت: إنه الأب الروحي لهذه الجامعة العريقة التي وضع مداميك أساساتها، وجذر قواعدها، واجتهد كثيرا في تسوير حرمها الجامعي، رغم كل العقبات والعراقيل التي اعترضت مساره، والتي فرضت عليه الدخول في أتون صراعات مع قوى النفوذ والتسلط ومافيا الأراضي، انتصر عليهم في نهاية المطاف، ليبدأ بعد مرحلة التسوير، المرحلة الأهم المتمثلة في تنفيذ المخطط المعماري الخاص بكليات ومنشآت ومرافق الجامعة المختلفة، لتبدأ ذمار الجامعة انطلاقتها الوثابة بعد أن ظلت لسنوات عبارة عن كلية للتربية تابعة لجامعة صنعاء.
سخَّر كل وقته وجهده وعلاقاته من أجل أن تكون جامعة منارة للعلم والعلماء، وقبلة للباحثين عن التعليم الجامعي النوعي، ومن أجل ذلك عمل على استقدام نخبة من الأكاديميين العرب للقيام بمهمة تدريس الطلاب والطالبات في مختلف كليات الجامعة وأقسامها، بالإضافة إلى الكادر الأكاديمي اليمني، وهو الأمر الذي انعكس على نوعية وجودة المخرجات التعليمية للجامعة، حيث شكلت هذه المخرجات البذرة والنواة لتأهيل كوكبة من المعيدين الذين التحقوا بالتعليم العالي وحصلوا على شهادات علمية من مختلف الجامعات العربية والعالمية، ليعودوا لحقل التعليم الجامعي في رحاب جامعة ذمار، وسط حالة من الارتياح التي كان يشعر بها، وكان يشعر بالسعادة وهو يشاهد جامعة ذمار تنافس الجامعات اليمنية في كثير من المجالات والمعايير حتى بعد مغادرته لها وتعيينه في مجلس الشورى.
إنه البروفيسور الراحل عبدالله محمد المجاهد -رضوان الله عليه- الوطني الغيور، والأكاديمي الحصيف، والإداري المحنك ، الذي كان يمثل مرجعية إدارية فريدة من نوعها، جمع بين الذكاء والفطنة والفراسة والنباهة والنشاط والحيوية والعزيمة والإصرار وقوة الشخصية، وهي سمات قلَّ أن تجتمع في شخص واحد، ومما لا شك فيه أن كل هذه السمات والسجايا التي تحلى بها الفقيد المجاهد خلال رئاسته جامعة ذمار كان لها أبلغ الأثر في مسار بناء جامعة ذمار، حيث نجح بامتياز مع مرتبة الشرف، في إدارة هذا الصرح العلمي الشامخ، بكل كفاءة واقتدار، رغم التعقيدات والمنغصات التي كانت حاضرة في المشهد الذماري حينها، والتي كانت كفيلة بتثبيط عزيمته وتسلل اليأس والإحباط إلى داخله، ولكنه كان قوياً وأكثر صلابة، وتغلب عليها بدهاء الأكاديمي المستنير، والإداري المحنك، ونجح في تطويع وترويض تلكم البيئة وتحويلها إلى بيئة حاضنة للعلم والمعرفة، لتبدأ جامعة ذمار رسالتها التنويرية المتميزة والرائدة، وهو إنجاز يحسب له ولكل المخلصين من أبناء جامعة ذمار الذين كانوا عند مستوى المسؤولية.
لقد غادرنا البروفيسور المجاهد بعد أن ترك بصمة كبيرة، وسفراً خالداً في مسيرة جامعة ذمار، ستظل تتناقله الأجيال القادمة جيلاً بعد جيل، لن تنسى ذمار المحافظة، وذمار الجامعة، هذه القامة الوطنية الخالدة في تاريخها، كل الشواهد اليوم تحكي عن عظمة هذا الرجل، الذي حمل ذات يوم بندقيته للدفاع عن حرم جامعة ذمار لأنه كان يرى في هذا المشروع بوابة النهوض والتطور والرقي والتقدم قياساً على المخرجات التي سترفد بها الوطن، لم يقتطع له أرضاً من حرمها، ولم يبنِ له بيتاً عليها، بل كان حريصاً على كل شبر من أرضها، وعلى كل حجرة من أحجار مبانيها، وكأنها جامعته الخاصة.
وفي ذكرى أربعينيته، فإننا مهما قلنا، ومهما كتبنا، لن نفي البروفيسور الراحل عبدالله محمد المجاهد حقه، وهكذا حال العظماء، دائماً يخلد التاريخ ذكرهم، بمواقفهم التي سطروها في حياتهم، ومآثرهم التي خلدوها بعد وفاتهم، والمار من أمام جامعة ذمار، يستوقفه سورها الكبير، وبنيتها التحتية الضخمة، والمتابع للتصنيفات العلمية والأكاديمية والبحثية التي وصلت إليها هذه الجامعة يقف احتراماً وتقديراً لكل من أسهم في صنع هذا التميز، وتحقيق هذا الإنجاز، وفي مقدمتهم الرئيس المؤسس البروفيسور عبدالله محمد المجاهد، رحمة الله تغشاه، وطيب الله ثراه، وجعل الجنة سكناه.
خلاصة الخلاصة: في ذكرى أربعينية فقيد الوطن الكبير البروفيسور عبدالله محمد المجاهد مؤسس وأول رئيس لجامعة ذمار، وأبرز المؤسسين لكلية الزراعة بجامعة صنعاء، وأحد أبرز الأعضاء الفاعلين بمجلس الشورى، أتطلع إلى أن تبادر جامعة ذمار بإطلاق اسم الفقيد على قاعة من قاعاتها الكبرى وإقامة فعالية تأبينية وفاء وتخليداً للفقيد الراحل يتم خلالها طباعة كتاب يسلط الضوء على مآثره ومواقفه الوطنية المشهودة التي ستظل شواهدها وبصماتها حاضرة في كل المواقع والمهام والمسؤوليات التي تولاها الفقيد المجاهد والتي ستظل ملهمة للأجيال المتعاقبة جيلاً بعد جيل.