شدد محللون وخبراء في الشأن الإنساني على ضرورة كسر الحصار الإسرائيلي المفروض برا وبحرا وجوا على قطاع غزة بإرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى أهالي القطاع، وطالبوا بفرض عقوبات على إسرائيل.

ولأن إسرائيل تعيق إدخال المساعدات إلى الفلسطينيين برا وجوا وبحرا وبكل الوسائل، فإن الحل في نظر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي يكمن في قافلة إنسانية لكسر الحصار وتتحدى الاحتلال، وتساءل: هل تجرأ إسرائل على قصف قافلة تحمل أعلام 57 دولة عربية وإسلامية وما معها دول أخرى مثل البرازيل وغيرها؟

الأمر الثاني هو أن يفرض العالم عقوبات على إسرائيل، التي قال البرغوثي إنها لن تتراجع ما لم تدفع الثمن من خلال فرض عقوبات دولية عليها، فمثلا كولومبيا منعت استيراد السلاح من إسرائيل، وهو القرار الذي سيسبب للاحتلال خسائر كبيرة.

وبالإضافة إلى خيار العقوبات، يرى البرغوثي أنه من الأهمية بمكان ممارسة الضغط على محكمة العدل الدولية لتصدر قرارا بوقف العدوان والجريمة الكبرى التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

وقال الخبير بالشأن الإنساني ومدير جمعية "غزي دِسْتِك" للعمل الإنساني عبد الماجد العالول إن ما يجري تداوله في أوساط المنظمات الإنسانية هو الممر البحري كون السفن قادرة على حمل مساعدات كبيرة. وأشار إلى اقتراح من الإدارة الأميركية يقضي بإنشاء ممر بحري إنساني إلى غزة، بالإضافة إلى خيارات أخرى منها أن تبادر المنظمات الإنسانية بإرسال سفن محملة بالمساعدات بهدف الضغط لإنشاء ممر إنساني بحري.

أما الخيار الآخر لكسر الحصار عن غزة -يضيف العالول- فيتعلق بأن تقوم جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بتنفيذ القرارات التي أكدوا فيها على ضرورة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل كامل، ويكون ذلك بتجميع قافلة كبيرة تضم دولا متعددة لإدخال قوافل المساعدات بغض النظر عن موقف الاحتلال.

وشدد على ضرورة الضغط على الإدارة الأميركية كي تمارس بدورها ضغطها على الاحتلال حتى يتم إدخال المساعدات عبر معبر رفح البري أو عبر المعابر الأخرى مثل معبر بيت حانون أو كرم أبو سالم، وأكد الخبير في الشأن الإنساني أنهم يحتاجون إلى ما يزيد عن ألف شاحنة يوميا حتى يمكن استدراك الوضع القائم حاليا في القطاع الفلسطيني.

وبرأي البرغوثي، فإن الأمر لا يحتاج إلى ممر بحري ولو أرادت إسرائيل أن تتعاون، فالأردن مستعد لفتح خط بري يمر عبر معبر بيت حانون (إيريز) وليس بالضرورة الذهاب عبر رفح لإدخال المساعدات.

مجزرة شارع الرشيد في غزة (الجزيرة) إستراتيجية قادمة

ومن جهته، حذر أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور رائد نعيرات من أن حرب التجويع التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين ستتحول إلى إستراتيجية قادمة كما حدث في موضوع المستشفيات، حيث أنكر الاحتلال في البداية استهدافه للمستشفيات ثم حاصرها ودمرها.

ولا يستبعد نعيرات أن يكون استهداف المدنيين عبر سلاح التجويع هدفه الضغط على المفاوض الفلسطيني كي يتنازل عن مطالبه، لكنه أكد أن هذا السلاح يعبر عن العجز والفشل العسكري الإسرائيلي في ميدان المعركة في غزة.

ومن جهة أخرى، أجمع ضيوف برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" على أن الفيتو الأميركي هو الذي يشجع إسرائيل على الاستمرار في عدوانها على الفلسطينيين وعلى تقتيلهم عبر سلاح التجويع والقصف. وقال البرغوثي إن إلقاء الأميركيين المساعدات إلى غزة عبر الجو هو دليل ضعفهم.

يذكر أن السفير الأميركي السابق في الشرق الأوسط روبرت فورد صرح في وقت سابق بأن إسرائيل أهانت الولايات المتحدة الأميركية عندما اضطرتها لإنزال المساعدات من الجو لغزة، وقال إن "إسرائيل باتت تتعامل معنا كتعاملها مع الأردن ومصر".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل في مرمى الانتقادات الأوروبية.. الحصار الإنساني بغزة عار

تتواصل الانتقادات الدولية تجاه إسرائيل بسبب منعها لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إضافة إلى مشاهد المعاناة والحرمان التي يعيشها الفلسطينيون بالقطاع، في حين تستمر إسرائيل بعرقلة مرور شاحنات المساعدات.

وذكر وزير خارجية بلجيكا ماكسيم بريفو أن الصور من قطاع غزة تثير الغضب، وأن الحصار الإنساني عار، وتجويع السكان عمدا جريمة حرب.

من جهتها، استدعت الخارجية السويدية السفير الإسرائيلي في ستوكهولم للمرة الثانية خلال 24 ساعة لتجديد التأكيد على ضرورة أن تضمن الحكومة الإسرائيلية بشكل فوري، ودون عوائق، وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقالت الخارجية السويدية إن منع دخول الغذاء والمساعدات إلى المدنيين أمر لا يمكن تبريره، وإن ما يحدث حاليا يمثل أسوأ وضع إنساني منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2003.

بدوره، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، اليوم الثلاثاء، إنه يشعر بقلق عميق إزاء تكثيف الجيش الإسرائيلي لأنشطته في قطاع غزة، وبالرعب إزاء المعاناة الرهيبة التي يعيشها المدنيون في القطاع.

وفي مؤتمر صحفي عقده في مدينة توركو الفنلندية مع رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو، أكد المستشار ميرتس أنهم يواصلون الدفاع عن حق إسرائيل في الوجود دون أي استثناءات، لكنهم يشعرون بالقلق أيضا بشأن الوضع في غزة.

إعلان

وأضاف "لا تناقض في القول إننا نشعر بقلق بالغ إزاء تكثيف الجيش الإسرائيلي لأنشطته العسكرية في غزة، وبالوقت نفسه نشعر بالرعب إزاء المعاناة الرهيبة التي يعيشها السكان المدنيون هناك".

وأوضح أنهم في حوار وثيق مع الحكومة الإسرائيلية، ويطلبون منها السماح بدخول المساعدات الإنسانية وضمان الأمن الغذائي وضمان إمدادات المياه والغذاء للسكان في غزة.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس قال إنه يشعر بالرعب إزاء المعاناة الرهيبة التي يعيشها المدنيون في غزة (الفرنسية) وقف الإبادة الجماعية

من جهته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه يجب أن تتوقف الإبادة الجماعية والمأساة الإنسانية في غزة حالا، وإلا فإن من المستحيل منع الفوضى التي ستعم إسرائيل أيضا.

وأضاف فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أن على المجتمع الدولي أن يبذل ما بوسعه من جهد للنجاح مجددا في الاختبار الذي رسب فيه.

كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي تستهدف البنية التحتية المدنية، أمر مرفوض بشدة.

وقالت إن دعم المفوضية الأوروبية لحقّ إسرائيل في الأمن والدفاع عن النفس مستمر، لكنّ التصعيد واستخدام القوة بشكل غير متناسب ضدّ المدنيين لا يمكن تبريره بموجب القانون الإنساني والدولي.

وأطلق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل على خلفية الانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان في غزة، بعدما أيدت 17 من دوله الـ27 الخطوة.

دعم إغاثة القطاع

في السياق ذاته، دعت السعودية إلى "تضافر الجهود الدولية لدعم الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة"، وفق ما أفاد به وزير الخارجية فيصل بن فرحان، اليوم الثلاثاء، في كلمة ألقاها خلال قمة خليجية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" بالعاصمة الماليزية كوالالمبور.

وجدد ابن فرحان "تأكيد المملكة على الالتزام بحل عادل وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية".

إعلان

ودعا إلى "تضافر الجهود الدولية لتعزيز السلام، ودعم الإغاثة الإنسانية في غزة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال معالجة التوترات السياسية والإنسانية بشكل شامل".

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: خطة توزيع المساعدات في غزة «تشتيت للانتباه»
  • استخدمت إسرائيل ضدهم سلاح التجويع.. اقتحام مركز توزيع مساعدات
  • إسرائيل في مرمى الانتقادات الأوروبية.. الحصار الإنساني بغزة عار
  • عاجل. وزير خارجية ألمانيا موبخا إسرائيل: ما يجري في غزة غير مقبول ولا يجب أن يكون التضامن بالإجبار
  • محللون: الموقف العربي شجع إسرائيل على ارتكاب كل هذه الجرائم
  • السويد والنرويج تنتقدان إسرائيل بسبب الوضع الإنساني في غزة
  • الدول الإسكندنافية غاضبة بشأن مساعدات غزة ويطالبون إسرائيل بضمان التدفق الفوري
  • إذاعة جيش إسرائيل: آلية توزيع مساعدات بغزة تبدأ الاثنين مع “ثغرات كبيرة”
  • صحف عالمية: إسرائيل تحاول قتل أمل الغزيين لكنها تكرر إخفاقات الماضي
  • حماس تتهم إسرائيل بتعمد تجويع غزة وتؤكد تمسكها بدور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات