تنظم مكتبة مصر الجديدة، بنادي الشمس الرياضي، الخميس المقبل ندوة تحت عنوان "ثقافة العلاج النفسى الذاتى ومواجهة الضغوط واثر الصيام على ضبط السلوك الانسانى"، يحاضر فيها  الدكتور رامز طه استشارى الطب النفسى. 

تتناول الندوة في عدة محاور ما هى الضغوط التى تحاصرنا، وما هى الامراض العديدة التى تسببها ابتداء من الاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب ونوبات اهلع والمخاوف والوساوس وغيرها، إلى الاضطرابات البدنية والجسمية مثل قرحة المعدة؛ ضعف جهاز المناعة، ارتفاع ضغط الدم ، امراض القلب والسكتة الدماغية.

كما تتناول الندوة سيكولوجية الصوم واثر الصيام على ضبط السلوك النفسى والتخلص من الانفعالات السلبية والاكتئاب، ومدى تأثير الصيام على النواقل العصبية خاصة الدوبامين والسير وتونين مما يحسن الحالة المزاجية ويزيل اعراض التوتر والاكتئاب.

يتطرق الدكتور رامز طه عمليا وتفاعليا مع الحضور الى الاساليب المستخدمة في العلاج النفسى الذاتى وفى مقدمتها اسلوب ملاحظة الذات وتسجيل تلك الافكار ثم ايقافها او طردها أو ابدالها، التدريب على الاسترخاء المتكرر والتأمل، التدريب على التنفس العميق ببطء، التدريب على تعديل الحوار الذاتى وتغيير ما يقوله الفرد لنفسه من جمل وعبارات سلبية متشائمة، استخدام اسلوب التدعيم ومكافئة الذات كلما نجحت في التخلص من فكرة سلبية او تغلبت على موقف محبط او استطعت الترفع على الصغائر وما يواجهك من فتن ومكائد خاصة فى مجال العمل، اتباع جدول يومى ينظم حياتك واهدافك وعلاقاتك الطيبة الودودة بالمحيطين بك ، التدريب على اللامبالاة وعدم اعطاء المواقف المؤلمة اكثر من حقها فى التفكير والاهتمام ، ممارسة الرياضة يوميا "المشى لمدة ربع ساعة مثلا ثم زيادتها بالتدريج" يفرز هرمون الاندورفين وغيره من الهرمونات التى تقلل اثر هرمونات التوتر الضارة مثل الكورتيزول والادرينالين.

7501078a-9ba4-4820-a33d-646c3b8a022a

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مكتبة مصر الجديدة السلوك الانسانى استشاري الطب النفسي التدریب على

إقرأ أيضاً:

الأمراض النفسية ... أزمة صامتة تهدد العالم

 

 

 

د. عبدالعزيز بن محمد الصوافي **

في عالمٍ مُضطربٍ يتسارع فيه كل شيء، تظل الصحة النفسية واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا، لكنها غالبًا ما تُهمَل خلف ستار الأولويات الأخرى، ووفقًا لتقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية، يُعاني أكثر من مليار شخص حول العالم من اضطرابات نفسية مختلفة؛ أبرزها: القلق والاكتئاب والوسواس القهري؛ مما يجعلها في المرتبة الثانية كمسببات للإعاقة طويلة الأمد عالميًا.

هذه الاضطرابات لا يقتصر تأثيرها على المعاناة الفردية؛ بل تمتد لتشكل عبئًا اقتصاديًا واجتماعيًا هائلًا؛ إذ تُشير التقديرات إلى أن الاكتئاب والقلق وغيرها من الأمراض النفسية الأخرى تُكلف الاقتصاد العالمي نحو تريليون دولار أمريكي (أي 385 مليار ريال عُماني) تقريبًا سنويًا نتيجة انخفاض الإنتاجية وتزايد حالات التغيب عن العمل.

وتكشف الأرقام المعلنة حجم الأزمة وحدتها؛ حيث يُعاني حوالي 5.7% من البالغين حول العالم من مشاكل تتعلق بالاكتئاب والقلق والوسواس القهري وغيرها من الأمراض النفسية، مع ارتفاع هذه النسبة بين النساء مقارنة بالرجال؛ إذ تصل إلى 6.9% لدى النساء مقابل 4.6% لدى الرجال. أما القلق؛ مرض العصر، فيُعد من أكثر الاضطرابات شيوعًا في عالم اليوم، ويؤثر على جميع الفئات العمرية بلا استثناء. ورغم وجود علاجات وعقاقير فعّالة ومجربة، فإنَّ أكثر من 75% من المصابين في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط لا يحصلون على أي دعم ورعاية نفسية، بسبب نقص الاستثمار في مجال تقديم خدمات الصحة النفسية وبسبب النظرة الاجتماعية السلبية للمريض النفسي (الوصمة الاجتماعية) وهو ما يدفعهم للتردد في الكشف عن معاناتهم أو اللجوء إلى المتخصصين طلبًا للعلاج والمساعدة. الأمر الذي يُودي إلى تعمق وتطور حالاتهم ومشاكلهم النفسية.

تأثير هذه الاضطرابات يتجاوز الصحة الفردية ليصل إلى بيئات العمل والإنتاج؛ حيث أكدت الكثير من الدراسات العلمية المنشورة أن الموظفين الذين يعانون من مشاكل نفسية يتغيبون عن العمل بمعدل يزيد بـ 3.5 مرات عن زملائهم الأصحاء، مما ينعكس سلبًا على الأداء والإنتاج المؤسسي. في هذا السياق، أظهرت تقارير دولية متخصصة أن كثير من الموظفين يعانون من أعراض نفسية تتراوح بين البسيطة والحرجة، في حين أنه أقل من 50% منهم يشعرون بأن مؤسساتهم تتعامل معهم بجدية أو تقدم لهم الدعم النفسي والعلاجي الكافي.

والدراسات العلمية في المجال الطبي أكدت أن الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والوسواس القهري تؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر؛ مما يرفع احتمالية الإصابة بأمراض جسدية مثل الضغط والسكري والصداع النصفي وأمراض القلب والقولون العصبي. وتشير الأدلة الطبية إلى أن إهمال وتجاهل العلاج النفسي يُضعف المناعة ويزيد من الألم المزمن ويؤثر مباشرة في جودة الصحة البدنية.

وفي الواقع المشاهد، كم من مريض نفسي أنهى حياته بالانتحار، أو أثر سلبًا على حياة الآخرين من حوله بسبب حالته النفسية المعقدة، في وقت كان العلاج النفسي كفيلًا بمعالجة المشكلة من جذورها أو التخفيف من حدتها على أقل تقدير. فكثير من حالات الطلاق والعنف والتفكك الأسري تعود أسبابها إلى أمراض نفسية ووساوس قهرية ليست بالمستعصية في حقيقتها، لو تم الالتفات إليها في بداياتها والتعامل معها على يد خبراء وأطباء ومستشارين نفسيين وسلوكيين. وفي هذا السياق، تُشير الإحصائيات إلى أن حوالي 727 ألف شخص حول العالم يفقدون حياتهم سنويًا بسبب اللجوء للانتحار. وتؤكد المنظمات الصحية الدولية أن العديد من هذه الحالات كان يمكن إنقاذها واحتوائها لو تم تشخيص أعراضها في وقت مبكر وتلقت الرعاية والعناية اللازمة من الشخص المناسب وفي الوقت المناسب وفي المكان المناسب.

هذه الحقائق تفرض سؤالًا جوهريًا ومباشرًا: هل يمكننا الاستمرار في تجاهل الصحة النفسية؟ الإجابة واضحة؛ الاستثمار في الصحة النفسية وكسر وصمة المرض الاجتماعية ليس رفاهية، بل ضرورة وأولوية استراتيجية. إنه استثمار في الإنسان، في المجتمعات، وفي الاقتصادات، وفي المستقبل. ومع استمرار ارتفاع معدلات الإصابة بالقلق والاكتئاب والوسواس القهري والأمراض النفسية الأخرى، يُصبح التحرك العاجل والمدروس لتوسيع نطاق خدمات الصحة النفسية، وتعزيز جهودها، وتبني سياسات وقائية وتوعوية أمرًا لا يحتمل التأجيل ولا المساومة. لذا، فليكن شعارنا جميعًا "نحو صحة نفسية مُستدامة للجميع".

باحث أكاديمي

مقالات مشابهة

  • الدولار الأسترالي يقفز إلى أعلى مستوى في 3 أشهر بعد تثبيت الفائدة
  • شهر الخير والبركات.. موعد رمضان 2026 وعدد ساعات الصيام
  • الاكتفاء الذاتى.. معركة المصريين لاسترداد الأمن الغذائى
  • الأمراض النفسية ... أزمة صامتة تهدد العالم
  • بدء التدريب العملي لتمريض مستشفى الصحة النفسية بإشراف أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسماعيلية الجديدة
  • تعاني من اكتئاب.. دفاع سارة خليفة يطالب بعرضها على الطب النفسى
  • مكتبة مصر الجديدة تستضيف حفل توقيع رواية "The Rightful Queen"
  • د. مهاب مجاهد يوجه نصيحة مهمة للحفاظ على التوازن النفسي
  • الحسابات الفلكية تحدد بدء رمضان 2026 وساعات الصيام بالدول العربية
  • تراجع الضغوط الاميركية و 90 مليون دولار للجيش