دراسة: تزايد حظوظ القوى اليمينية بالانتخابات الأوروبية
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةقبل بضعة أشهر من الانتخابات المرتقبة للبرلمان الأوروبي مطلع يونيو المقبل، كشفت دراسة حديثة النقاب عن تزايد حظوظ القوى اليمينية العازمة على خوض هذا المعترك، إلى حد يجعل منها تهديداً جدياً للأحزاب السياسية الكبرى في القارة، التي تهيمن منذ عقود على الجانب الأكبر من مقاعد البرلمان.
وأشارت الدراسة، التي استندت إلى بيانات تم جمعها من الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى أن كتلة «حزب الشعب الأوروبي» اليمينية المعتدلة، والتي تمثل ائتلافاً شعبوياً يضم سياسيين ذوي توجهات يمينية متشددة بجانب آخرين أقل تشدداً، ربما تحصل على الأغلبية في انتخابات البرلمان، للمرة الأولى على الإطلاق.
وبحسب نتائج الدراسة، التي أعدها مركز «المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية» للأبحاث؛ من المنتظر أن تحتفظ تلك الكتلة على أقل تقدير، بسيطرتها على غالبية المقاعد، دون أن يلغي ذلك توقعات أخرى، تشير إلى إمكانية أن تنتزع منها الصدارة، قوى يمينية أكثر تشدداً.
ووفقاً للنتائج نفسها، قد تصبح كتلة «الهوية والديمقراطية»، التي تأسست عام 2019، وتضم نواباً يمثلون أحزاباً يمينية متشددة، الرابح الأكبر في الانتخابات المقبلة، وأن يزيد عدد مقاعدها بواقع 40 على الأقل، لتحتل بذلك المركز الثالث، على قائمة الكتل الرئيسة، في المجلس التشريعي الأوروبي. وتعكس هذه التوقعات ما يصفه مراقبون بتراجع بدأ منذ أمد بعيد في مستوى شعبية الأحزاب الكبرى في أوروبا، وذلك بموازاة صعود نجم القوى السياسية الأصغر والأشد يمينية في مختلف أنحاء القارة، وهو التوجه الذي رُصِدَ على المستوييْن الوطني والقاريّ، خلال السنوات القليلة الماضية.
ويحذر المراقبون من أن ذلك الوضع بات يمثل تحدياً كبيراً للأحزاب التقليدية، ذات توجهات اليمين المعتدل ويسار الوسط، والتي تجنبت حتى الآن بلورة أي تحالفات مع القوى اليمينية المتشددة، ما يستدعي من هذه الأحزاب «الاستيقاظ»، والإنصات بشكل أكبر لمطالب الناخبين وأولوياتهم.
وفي تصريحات نشرها موقع «جيو تي في نيوز» الإلكتروني، شدد المحللون على أن الهيمنة المتوقعة للتيارات الأشد يمينية على البرلمان الأوروبي ستؤثر على عملية صنع السياسة في أروقة الاتحاد، لا سيما حيال الملفات الشائكة، كالهجرة والتغير المناخي، بما يتطلب من القوى التقليدية استنفار قواها لتأكيد أنها القادرة على حماية الحقوق الأساسية للأوروبيين، وليس قوى اليمين المتشدد. وبالنظر إلى أن البرلمان الأوروبي، الذي يُنتخب مرة كل 5 سنوات، يتولى إصدار التشريعات وإقرار الميزانية التي تقترحها عليه المفوضية الأوروبية، تتوقع الدراسة أن يقود أي تغيير كبير في تشكيلته إلى إحداث تأثيرات ملموسة، على الأجندة السياسية للاتحاد الأوروبي، والاتجاه المستقبلي للتشريعات الصادرة عنه. ووفقا لتوقعات الدراسة ذاتها، يُنتظر أن تتصدر الأحزاب الشعبوية المناوئة للاتحاد الأوروبي الانتخابات التشريعية في 9 من الدول الأعضاء فيه، بما في ذلك فرنسا، في حين يُتوقع أن تأتي هذه القوى في المركز الثاني أو الثالث في بُلدان مثل ألمانيا وإسبانيا والسويد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البرلمان الأوروبي الانتخابات الأوروبية الاتحاد الأوروبي
إقرأ أيضاً:
دراسة: علاج قصير المدى قد ينهي معاناة مرضى سرطان الدم
شهد مجال علاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL)، أحد أكثر أنواع سرطانات الدم شيوعا في العالم، تطورا مهما بعد إعلان نتائج دراسة دولية جديدة قد تعيد رسم ملامح البروتوكولات العلاجية المتبعة حاليا.
وتأتي هذه النتائج، التي نُشرت في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين" الطبية، لتفتح بابا واسعا من الأمل أمام مئات الآلاف حول العالم ممّن يخضعون لعلاج طويل الأمد وما يرافقه من آثار جانبية مرهقة وتكاليف مرتفعة.
شملت الدراسة، التي قادتها مجموعة ألمانية متخصصة في أبحاث أمراض الدم وبمشاركة 174 مركزًا طبيًا في عدة دول، 909 مرضى جرى توزيعهم على ثلاثة مجموعات علاجية: الأولى تلقت العلاج التقليدي المستمر بحبوب إمبروفيكا (Ibrutinib)، بينما تلقت المجموعة الثانية علاجًا مركبًا من إمبروفيكا وفينتوكالكس لمدة 15 شهرًا، فيما عولجت المجموعة الثالثة بمزيج من فينتوكالكس وعلاج بيولوجي يُعطى عن طريق الحقن، لمدة 12 شهرًا فقط، وتمت متابعة جميع المرضى لما يقارب ثلاث سنوات بعد انتهاء فترة العلاج الزمني.
وكشفت النتائج أن العلاجات قصيرة المدى حققت فعالية مماثلة للعلاج اليومي المستمر في إيقاف تطور المرض، إذ ظل نحو 80 بالمئة من المرضى في كل المجموعات الثلاث من دون عودة للمرض خلال فترة المتابعة، وتعد هذه النسبة مفاجأة علمية لافتة، كونها تثبت للمرة الأولى أن العلاج الموقّت ليس أقل كفاءة من العلاج المتواصل الذي يُعد معيارًا طبيًا لدى معظم الأنظمة الصحية.
وأشار أحد الأطباء المشرفين على الدراسة، إلى أن أهمية الاكتشاف الجديد لا تقتصر على الفعالية، بل تمتد لتقليل المخاطر المرتبطة بالعلاج المستمر، خصوصًا تلك المتعلقة بتلف القلب، وهو أحد الآثار الجانبية المعروفة لبعض العلاجات المستخدمة حاليًا، "إمكانية إيقاف العلاج بعد فترة قصيرة نسبيًا، مع الحفاظ على نفس مستوى الفعالية، تُعد تحولًا جذريًا قد يُغيّر حياة المرضى والأطباء معًا".
ويعتبر سرطان الدم الليمفاوي المزمن أكثر أنواع سرطانات الدم شيوعًا في العديد من الدول، ويتطور ببطء شديد بحيث يكتشف في كثير من الأحيان صدفة عبر فحوصات الدم الروتينية.
ولجأت الدراسة الجديدة إلى استخدام مؤشرات حساسة للغاية يمكنها اكتشاف خلية سرطانية واحدة بين مليون خلية، وهو معيار لم يكن متاحًا في أغلب الدراسات السابقة، وأظهرت هذه التحاليل ميزة إضافية للعلاجات محدودة المدة مقارنة بالعلاج المستمر، ما يشير إلى إمكانية تحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل عبر بروتوكولات علاجية أكثر اختصارًا وأقل عبئًا.
ويؤكد الباحثون أن أهمية هذه الدراسة تكمن في أنها الأولى التي تجري مقارنة مباشرة بين نهجين علاجيين كانا يستخدمان سابقًا دون وجود حسم علمي حول أيهما أكثر جدوى، كما أن إنجاز الدراسة على يد باحثين مستقلين وليس شركات دواء، يعزز من قوتها ومصداقيتها، خصوصًا أنها اعتمدت على بيانات ضخمة وتقييمات طويلة المدى.
وأشارت النتائج إلى أن التحول الذي بدأ في العقد الأخير من العلاج الكيميائي إلى العلاجات البيولوجية الموجهة قد دخل مرحلة جديدة أكثر تطورًا.