لبنان ٢٤:
2025-12-13@11:00:25 GMT
التيار يسحب البساط المسيحي من تحت حزب الله
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
لم يعد التمايز الذي يقوم به "التيار الوطني الحرّ" في خطابه السياسي مع "حزب الله" يقع في اطار المناورة او تحسين الشروط، بل بات طلاقا بالمعنى الكامل للكلمة، اذ ان العونيين من اعلى هرمهم، اي الرئيس السابق ميشال عون، الى الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مع إستثناءات قليلة، باتوا على خلاف علني شامل مع حارة حريك التي لم تدخل حتى الآن في اي جدال اعلامي مع الحليف السابق.
انتقل "التيار الوطني الحرّ" بقيادة رئيسه جبران باسيل في خلال اشهر، من كونه حليفاً كاملاً لـ"حزب الله" إلى طرف متمايز معه في القضايا الداخلية ووصل في الايام الماضية الى الخلاف الكامل حتى في القضايا الاستراتيجية، بمعنى آخر بات خصوم الحزب، مثل تيار المستقبل او الحزب التقدمي الاشتراكي يرفعون خطاباً أقرب إليه من خطاب حليفه البرتقالي الذي بات ينافس "القوات اللبنانية" بخصومتها مع الضاحية الجنوبية.
يعمل العونيون على اظهار الخلاف وتظهيره من دون اي سبب مباشر، اذ ان المعركة الحاصلة في الجنوب لا تشكل بشكلها الحالي اي مادة خلاف ضمن حسابات التحالف السابقة، لكن "التيار" دخل في كباش اعلامي من طرف واحد وأخذ بتصعيده بشكل تدريجي حتى وصلت الأمور إلى خطاب باسيل الاخير الذي قال فيه أن صوته "أعلى من صوت المدفع" على شاكلة "اذا بدك فييّ غطي عالمقدح" في مسرحية "شي فاشل" لزياد الرحباني.
لم يطلب "حزب الله" من باسيل عدم الاعلان عن الخلاف الحاصل في موضوع وحدة الساحات ولم يقل اي من مسؤولي الحزب علناً او في جلسات خاصة مع التيار (المقطوعة حالياً) ان صوت المعركة أعلى من الخلافات السياسية، بل على العكس يتعامل الحزب ببرودة مطلقة مع الاصوات المعارضة التي تعرف أن مسألة الاشتباك العسكري في الجنوب بات مادة للمفاوضات الدولية ولا يمكن لاي طرف داخلي التأثير عليه بها.
لكن على قاعدة "علّي وخود جمهور" قرر باسيل رفع صوته أعلى من صوت المدفع، وأعلن الطلاق، كما فعل عمه الرئيس السابق ميشال عون مع الحزب، ولعل هذه الخطوة تسحب البساط المسيحي عن "حزب الله" في لحظة المعركة العسكرية، علماً ان اختيار اللحظة لم يكن موفقاً، اذ ان خسارة الحزب المسيحيين في السياسة لم يعد مؤذيا كما كان عليه عام ٢٠٠٦ مثلا، خصوصا ان الحزب بات لديه غطاء سني ودرزي لا بأس به ولم يعد هناك امكانية لعزله.
وعليه بات "التيار" ورئيسه امام ازمة فعلية، فهم بلا ادنى شك يحاولون ارباك "حزب الله" في هذه اللحظة الحساسة وهذا يحصل وان بشكل نسبي، لكن مستوى الضغط الذي يحقق الموقف العوني لا يرتقي الى درجة تجعل الحزب يتنازل لباسيل سياسيا او رئاسيا، وفي الوقت نفسه لا يستطيع باسيل التراجع عن هجومه على الحزب من دون حجة بالغة الوضوح والا سيكون الخاسر الاكبر امام الرأي العام. المصدر: خاص
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بينحزب الله وحاكم مصرف لبنان: هواجس متبادلة قيد البحث
كتب عماد مرمل في" الجمهورية": من الواضح أنّ أعداء «حزب الله» وخصومه يحاولون إمساكه من اليد التي توجعه، مفترضين أنّ زيادة الضغط على «البيئة الحاضنة» يمكن أن تؤدي إما إلى فك ارتباطها الوثيق به، وبالتالي نزع أحد أهم أسلحته، وإما إلى دفعه نحو تقديم تنازلات جوهرية بغية إراحة ناسه. حتى الآن، استطاع «الحزب» التكيّف مع الضغوط المتصاعدة وامتصاص جزء أساسي من مفاعيلها، من دون أن ينكر قساوتها وتأثيراتها.ويتوقع «الحزب» استمرار محاولات التضييق عليه وعلى جمهوره بأشكال شتى، وصولاً إلى احتمال إصدار قرار بإقفال مؤسسة «القرض الحسن» إذا فقد البعض صوابه السياسي، الأمر الذي دعاه إلى عقد اجتماعات تنظيمية داخلية بعيداً من الأضواء للبحث في تطورات هذا الملف، ودرس الوسائل السياسية والقانونية الممكن اعتمادها لمواجهة الموقف. ويعتبر «الحزب» أنّ هناك في الداخل من يستسهل اللعب بالنار، ويزايد على الأميركيين أنفسهم في «التفنن» باعتماد تدابير تتجاوز القوانين المرعية الإجراء، وتنطوي على محاولة لقطع الأوكسيجين، عن منتمين إلى البيئة الأوسع لـ«الحزب»، ما يهدّد في رأيه بتداعيات على الأمن الاجتماعي والسلم الأهلي.
وينبّه «الحزب» إلى أنّ الضغط يولّد الانفجار في نهاية المطاف، داعياً المعنيين إلى التدقيق جيداً في قراراتهم، لأنّ من غير المقبول أن يصبح مصير شريحة من المواطنين مرهوناً بشحطة قلم.
وإزاء تصاعد الضغوط، عُقد قبل فترة لقاء بين حاكم مصرف لبنان كريم سعيد وعضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، الذي شرح المخاطر المتأتية من إجراءات المصرف المركزي في حق بيئة «الحزب» ومنتسبيه، منبّهاً إلى أنّها تنطوي على عملية «خنق» مرفوضة. واستغرب فياض خلال لقائه بالحاكم أن تتعدى قرارات «المركزي» حدود إقفال حسابات مصرفية بالدولار إلى مجالات أبعد، من نوع وضع هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان إشارات على ملكيات خاصة.
ولفت فياض انتباه الحاكم إلى أنّ الاقتصاد النقدي (الكاش) ليس سوى نتيجة تلقائية لإخراج المؤسسات الصحية والتربوية والاجتماعية والدعوية التابعة لـ«الحزب» من النظام المصرفي اللبناني، ما اضطرها قسراً إلى إيجاد بديل من خلال اعتماد اقتصاد «الكاش» لضمان استمرار دورتها المالية، متسائلاً: إذا كان التعاطي مع هذا وذاك ممنوعاً، فهل المطلوب خنق بيئة بكاملها؟ ويبدو أنّ اجتماعاً آخر يتم تحضيره بين فياض وسعيد لاستكمال البحث ومناقشة الهواجس المتبادلة، علماً أنّ سفر «الحاكم» أدّى إلى تأخير انعقاده لبعض الوقت.
وتحذّر الأوساط القريبة من «حزب الله» من محاذير تقاطع الاستهدافات الداخلية والخارجية له ولبيئته، ناصحة باستدراك الوضع قبل تفاقمه أكثر.
مواضيع ذات صلة هذا ما بحثه دريان مع حاكم مصرف لبنان ورئيس لجنة الرقابة على المصارف Lebanon 24 هذا ما بحثه دريان مع حاكم مصرف لبنان ورئيس لجنة الرقابة على المصارف