عبر الممر الإنساني إلى قبرص.. بدء مخطط التهجير القسري لأهالي غزة
تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT
نقلت قناة كان العبرية، عن رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قولها: «نقترب جدًا من فتح ممر إنساني من قبرص إلى غزة، وسيبدأ العمل التجريبي اليوم، ونأمل أن يبدأ تشغيل الممر بشكل فعلي السبت أو الأحد».
يأتي ذلك بعد أن أعلن رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، أمس عن نية الجيش الأمريكي إنشاء ميناء في غزة يمكن من خلاله نقل المساعدات إلى أهالي القطاع.
وأوضحت القناة، أن السعودية تستضيف بعد غدٍ الأحد اجتماعًا سداسيًا عربيًا لبحث إنهاء الحرب في غزة، وإدخال المساعدات، والمرحلة المقبلة لإقامة دولة فلسطينية.
في تصريح خاص لـ«الأسبوع»، أكد مصدر رفيع المستوى في قيادة حماس، أن الحركة لديها معلومات يقينية بأن مشروع الميناء جاد، وأن تكلفته ستتخطى المليار دولار تعهدت دولة شرق أوسطية بدفعه، وأن من يقفون وراء فكرة الميناء يريدون إضعاف الروابط التي تجمع أهل غزة بمصر، وإخراج معبر رفح من الخدمة، وتشجيع من يرغب من الغزاويين، في خطوة تالية، على الخروج إلى دول يتم حاليا التنسيق معها بالفعل.
وبسؤال العميد أركان حرب متقاعد في الجيش اللبناني الدكتور أمين حطيط، قال: «إن مشروع الميناء يأتي كخطوة ترى الولايات المتحدة وإسرائيل أنها تمثل ردًا على موقف مصر المبدئي الرافض لمخطط التهجير القسري لأهل غزة، ورفضها لكل الإغراءات الأمريكية التي عرضتها واشنطن على القاهرة للقبول بالتهجير، والتي بلغت بحسب المعلومات المتوفرة إعفاء مصر من كامل ديونها الخارجية».
العميد الدكتور حطيط، حذر بقوة من مخطط تآمري متكامل يستهدف أمن مصر، التي يتهدد الخطر أمنها جراء العدوان على غزة، وما يحدث في السودان، وما حدث في ليبيا، ناهيك عن وجود الكيان على حدودها، فضلا عن محاولات إحياء مشروع «قناة بن جوريون»، وإقامة الطريق التجاري من الهند إلى الخليج والسعودية وفلسطين المحتلة، وصولا إلى اليونان، والذي عطله طوفان الأقصى.
الطريق التجاريكان المشروع، تم الإعلان عنه في قمة مجموعة العشرين في الهند، والتي عقدت يومي التاسع والعاشر من شهر سبتمبر 2023 وتحمست له واشنطن ورأته منافسا لما يعرف بمشروع (الحزام والطريق)، الذي أطلقته الصين قبل 11 عاما، وترى واشنطن أن مشروع «ممر الهند» دفاع عن نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كما أنه يمثل تحديًا حقيقيًا لنفوذ الصين، وكذلك روسيا التي بدأت في نقل بضائعها بريًا إلى السعودية عبر إيران، ضمن ممر العبور الدولي بين الشمال والجنوب (INSTC).
قناة بن جوريونأما مشروع قناة بن جوريون، فيهدف الكيان الصهيوني منه ربط البحر الأحمر والبحر المتوسط، من خلال قناتين مستقلتين، واحدة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، والثانية من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر.
وتبدأ القناة من الطرف الجنوبي عند خليج العقبة، مرورًا بمدينة إيلات الساحلية، وصولًا إلى وادي العربة لمسافة حوالي 100 كيلومتر بين جبال النقب، والمرتفعات الأردنية، ثم غربًا قبيل حوض البحر الميت، لتتجه عبر سلسلة جبال النقب ثم شمالاً مرة أخرى، لتلتف حول قطاع غزة، وصولا إلى البحر المتوسط.
يذكر أن السرية، رُفعت في شهر سبتمبر 1993، عن وثيقة وضعتها وزارة الطاقة الأمريكية ومختبر لورانس ليفرمور الوطني، تضمنت خطة لاستخدام 520 تفجيرًا نوويًا تحت الأرض، للمساعدة في عملية الحفر عبر التلال في صحراء النقب، ودللت الوثيقة إلى مشروع قناة بن غوريون الذي اعتبر بمثابة الحلم للقادة الصهاينة، كونها ستربط - بحسب المخطط- خليج العقبة، بالبحر الأبيض المتوسط.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أزمة السودان الأمن القومي المصري الجيش الأمريكي الجيش المصري الرئيس الأمريكي جو بايدن الكيان الصهيوني المملكة العربية السعودية الولايات المتحدة الأمريكية جمهورية مصر العربية حصار مصر دور مصر التاريخي في القضية الفلسطينية طوفان الأقصى عملية طوفان الأقصى قناة السويس قناة بن جوريون البحر المتوسط قناة بن
إقرأ أيضاً:
دراسة سعودية تثبت تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة
قدّم علماء من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) أدلة علمية قاطعة تُثبت أن البحر الأحمر جفّ بالكامل قبل نحو 6.2 مليون سنة، قبل أن يُعاد ملؤه فجأة إثر فيضان كارثي ضخم من المحيط الهندي، في حدثٍ غيّر شكل المنطقة الجيولوجي إلى الأبد.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Communications Earth & Environment العلمية، حيث تمكّن فريق الباحثين من تحديد الإطار الزمني الدقيق لهذا التحوّل الجيولوجي الهائل، الذي شكّل نقطة فاصلة في تاريخ البحر الأحمر.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دراسة سعودية تثبت تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة
واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات التصوير الزلزالي وتحليل الأحافير الدقيقة وتقنيات التأريخ الجغرافي الكيميائي، ليكتشفوا أن الجفاف وإعادة الغمر وقعا في فترة قصيرة نسبيًا لا تتجاوز مئة ألف عام — وهي مدة تُعد وجيزة للغاية بمقاييس الأحداث الجيولوجية.
وقالت الدكتورة تيهانا بنسا، الباحثة الرئيسة في كاوست:"تكشف نتائجنا أن حوض البحر الأحمر شهد أحد أكثر الأحداث البيئية تطرفًا على وجه الأرض، إذ جفّ تمامًا ثم غُمر فجأة قبل نحو 6.2 مليون سنة. لقد غيّر ذلك الفيضان شكل الحوض وأعاد إليه الحياة البحرية، مؤسسًا الاتصال الدائم بين البحر الأحمر والمحيط الهندي".
في بدايات تكوّنه، كان البحر الأحمر متصلًا بالبحر الأبيض المتوسط من الشمال عبر حاجز ضحل، لكن هذا الاتصال انقطع لاحقًا، ما أدى إلى جفاف البحر الأحمر وتحوله إلى صحراء ملحية قاحلة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دراسة سعودية تثبت تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة
أما من الجنوب، فكانت سلسلة بركانية قرب جزر حنيش تفصله عن مياه المحيط الهندي.
لكن قبل نحو 6.2 مليون سنة، اخترقت مياه المحيط هذا الحاجز في فيضان هائل، نحت خندقًا بحريًا بطول 320 كيلومترًا، لا يزال أثره واضحًا حتى اليوم في قاع البحر.
وخلال فترة قصيرة، امتلأ الحوض من جديد وعادت إليه المياه، لتتشكل الظروف البحرية الطبيعية في أقل من مئة ألف عام، وذلك قبل نحو مليون سنة من فيضان زانكلي الذي أعاد ملء البحر الأبيض المتوسط.
وتشير الدراسات إلى أن البحر الأحمر نشأ نتيجة انفصال الصفيحة العربية عن الإفريقية قبل نحو 30 مليون سنة، وكان في بدايته واديًا صدعيًا ضيقًا تحول تدريجيًا إلى خليج واسع بعد أن غمرته مياه البحر الأبيض المتوسط قبل 23 مليون سنة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } دراسة سعودية تثبت تعرض البحر الأحمر لجفاف تام قبل 6 ملايين سنة
وازدهرت آنذاك الحياة البحرية، كما تشهد على ذلك الشعاب المرجانية الأحفورية الممتدة قرب ضبا وأملج.
لكن مع مرور الزمن، أدت الحرارة المرتفعة وضعف دوران المياه إلى زيادة الملوحة، ما تسبب في انقراض واسع للكائنات البحرية بين 15 و6 ملايين سنة مضت.
تراكمت إثر ذلك طبقات الملح والجبس حتى جف البحر تمامًا، قبل أن يعيده الفيضان القادم من المحيط الهندي إلى الحياة التي ما زالت تزدهر في شعابه المرجانية حتى اليوم.
يُعد البحر الأحمر اليوم مختبرًا طبيعيًا فريدًا لدراسة نشوء المحيطات وتفاعل المناخ مع الحركات التكتونية، بفضل تاريخه المعقّد وغناه الجيولوجي.
وتبرز نتائج الدراسة الجديدة مدى الترابط بين تاريخ البحر الأحمر وتغيرات المحيطات العالمية، مؤكدين أن المنطقة مرّت بظروف بيئية قاسية لكنها استطاعت استعادة توازنها البيئي على المدى الطويل.
البروفيسور عبد القادر عفيفي، أستاذ هندسة وعلوم أنظمة الأرض في كاوست
وقال البروفيسور عبد القادر عفيفي، أستاذ هندسة وعلوم أنظمة الأرض في كاوست وأحد المشاركين في البحث: وقال البروفيسور عبد القادر عفيفي، أستاذ هندسة وعلوم أنظمة الأرض في كاوست، وهو أحد المشاركين في الدراسة "تُضيف هذه الورقة إلى فهمنا لعمليات تكوّن المحيطات واتساعها على كوكب الأرض، كما تُعزز المكانة الريادية لجامعة كاوست في أبحاث البحر الأحمر".