ترأس وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس في السرايا الحكومية أعمال اللجنة التنسيقية لخطة العمل الشبابية التي تضم ممثلين عن مختلف الوزارات والمؤسسات العامة، والمنسق الوطني لدى رئاسة مجلس الوزراء هبة نشابة، وممثل اليونيسيف في لبنان إدوارد بيجبيدير.     وخلال الاجتماع، أكد كلاس أن "اللجنة التنسيقية لخطة العمل الشبابية سوف تمثل المدماك الأول الطبيعي نحو تطبيق السياسة الشبابية اللبنانية، التي تعتبر من الأفضل في المنطقة، وهي تحتاج الى وضعها على سكّة التطبيق لخدمة الشباب اللبناني ومساعدتهم على بناء مستقبلهم".



وقال:  "في ١٣ أيلول ٢٠٢٢ احتفلنا في السرايا الكبير، بإطلاق خطة عمل السياسة الوطنية للشباب التي أقرها مجلس الوزراء، وهي نتيجة عمل متواصل من قبل الوزارة، وبالشراكة مع منظمتي اليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية، وهي إنجاز حضاري يعتز به لبنان، ونعتز أننا نقدمه للأجيال".

وأضاف: "اليوم نعلن من السراي الكبير، بإرادة من دولة الرئيس نجيب ميقاتي، مباشرة عمل اللجنة التنسيقة، لخطة عمل السياسة الوطنية للشباب، التي تضم 20 توصية ذات أولوية، هي خلاصة تخطيطات ورؤى متكاملة نتيجة عدد واسع من التدخلات، على شكل مشاريع ومبادرات تمتد على فترة ثلاث سنوات، وتتماشى مع الأولويات الخمس لوثيقة السياسة الشبابية في لبنان 2012، وهي الخصائص السكانية والهجرة، العمل والمشاركة الاقتصادية، الاندماج الاجتماعي والمشاركة السياسية، التربية والثقافة، والشباب والصحة".

وتابع: "إنه الوقت للوفاء بالوعد، والتعهد أمام أجيالنا، بالعمل على تطبيق الاقتراحات وفق الأولويات الواردة في خطة العمل، لتكون خطّةَ نهوض مجتمعية شاملة، بالتشارك مع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة، والشباب أنفسهم".

واختتم الاجتماع بشرح من المنسق العام للجنة، رئيس مصلحة الشباب في الوزارة جوزف سعد الله الذي شرح مراحل تطور السياسة الشبابية في لبنان، داعياً أعضاء اللجنة الى "المساعدة على وضع سُلّم أولويات سريعة، كي تمضي الامور سريعاً في الاتجاه الصحيح."

من جهة ثانية، استقبل الوزير كلاس، في حضور المدير العام للمنشآت محمد عويدات، رئيس "الاتحاد اللبناني الرياضي للصم" مارك قسطنطين والمسؤولة الاعلامية والمترجمة باميلا شاهين.

وجاء ذلك، قبل مغادرة قسطنطين الى تركيا للمشاركة في "المؤتمر الإستثنائي وورشة العمل لتعديل وتطوير بعض القوانين" الذي ينظمه الاتحاد العالمي لرياضات الصم (ICSD) في ٩ و ١٠ آذار الجاري. 

واطّلع قسطنطين الوزير كلاس على اهمية هذه المشاركة، "التي تهدف ايضاً الى تسجيل لبنان رسمياً لدى الاتحاد الدولي، وفتح باب المشاركة في دورات "الالعاب الاولمبية للصم (Deaflympics)" المقبلة للرياضيين المميزين من الصم."

وتقام الالعاب الاولمبية للصم في مختلف انواع الرياضة مثل السباحة والركض والرماية والجمباز والعاب القوى والجودو، وسواها، وتمنى قسطنطين ان تتمكن الوزارة من دعم هذا الإتحاد ومواكبة المواهب الشابة عند الصم في لبنان.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الحقائق تغير معادلات السياسة

زين العابدين صالح عبد الرحمن
يقول دستوفسكي ( أحيانا الناس لا يريدون سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أوهامهم تتحطم)
أن الأغلبية من قيادات العمل السياسي في دول العالم الثالث التي تعجز عن تحقيق مخططاتها لا تبحث عن الأسباب التي أدت إلي الفشل، خاصة إذا كان الفعل الذي يراد تنفيذه يخالف ما ترفعه من شعارات الفضيلة و الحرية و الديمقراطية و غيرها من الشعارات التي يسهل ترديدها دون أن تكون هناك كفاءات قادرة على تنزيلها على الأرض.. لذلك تجدهم يلجأوا إلي تغيب الحقيقة عندما يشعروا أن مخططهم قد فشل.. فالذين يبحثون عن شماعة لكي يعلقون عليها أخطائهم.. يشعرون في دواخلهم بحالة الضعف و قلة الكفاءة و الخبرة و الخوار و الهزيمة النفسية التي تدفعهم على التضليل و محاولة تغييب الحقيقة.. أن الحرب لم تدمر فقط البنية التحتية للبلد، و نهب و سرقة ممتلكات المواطنين و التعدي على أعراضهم و ضياع ارواحهم.. و لكنها كشفت استعدادهم للكذب دون تردد و مداراة الحقيقة..
صباح يوم 15 إبريل 2023م كان قائد الميليشيا داخل عربته الحربية بالقرب من القصر الجمهوري يتوعد بقتل و اعتقال البرهان و كباشي و محمد عثمان الحسين و انهم أصبحوا على مرمى فوهات بنادق عناصر الميليشيا، و أكد أنها لحظات و ينقضي الأمر و ينفض السامر.. كانت الميليشيا تسيطر على كل شيء داخل الخرطوم قبل تفجير الصراع و فشلت في انجاز مهمة الانقلاب.. إذا راجعنا الانقلابات السابقة التي نجحت جميعها سيطرت فقط على " القيادة العامة و إغلاق الكباري و المطار و السيطرة على الإذاعة و التلفزيون فقط و ينجح الانقلاب.. أما الميليشيا كانت تسيطر على كل ذلك و غيرها و أكثر من 80 ألف مقاتل داخل العاصمة و فشل انقلابها يستغلون أكثر من 4 ألف عربة مجهزة بالمدافع و الاسلحة الثقيلة.. و عندما شعرت أنها فشلت، الأمر الذي يؤكد قلة خبرتها و ضعف قدراتها العسكرية في التنفيذ، لجأت للكذب بهدف التضليل أن الحركة الإسلامية وراء اشعال الحرب و هي وراء الانقلاب.. البعض يقول أن القيادات العسكرية جميعها تابع للحركة الإسلامية و هي وراء الانقلاب.. إذا كانت هي التي تقبض على مفاصل السلطة لماذا تريد أن تنفذ انقلابا عسكريا على نفسها؟
أن طرد عناصر الميليشيا من مباني الهيئة القومية للإذاعة و التلفزيون و سيطرة الجيش عليها كشفت حقيقة الذي جرى يوم 15 إبريل 2023م، بوجود مستشار الميليشيا يوسف عزت في مباني للهيئة و هو يحمل بيانات كانت معدة سلفا للبث يوم الانقلاب، مما يؤكد حقيقة الذي جرى يوم 15 إبريل 2023م بأنه انقلابا عسكريا.. هنا تتغير المعادلة السياسية؛ لآن الانقلاب ليس صنيعة الميليشيا وحدها بل قد تكون شاركتها قيادات سياسية، حتى الآن غير معروف إذا كانت هذه القيادات قد شاركت بقرار فردي منها أو بعلم أحزابها.. أن الحقائق الجديدة تبين القصد من المسعى السياسي.. فإذا كانت القيادات ضالعة في الانقلاب تصبح غير مؤهلة لقيادة عمل سياسي من أجل التحول الديمقراطي، و أن عملية تزيف الحقائق تجعلها غير نزيهة و لا تملك الشفافية التي تجعل الآخرين يثقون فيها، فكل المواقف بنيت بأن الحرب طلقات أطلقتها عناصر إسلامية تابعة إلي على كرتي،، رغم أن السبب الرئيس هو إنقلاب عسكري من قبل الميليشيا، و أن تغير المعلومات يؤدي إلي تغيير في كلية الفكرة السابقة..
أن حالة الاستقطاب الحادة في الشارع السياسي؛ و التي كانت جارية منذ سقوط الإنقاذ في 11 إبريل 2019م ، كانت لا تقف على معلومات حقيقية، كلها حالة غضب تتبني عليها شعارات يمليها فعل وردة فعل غيب الكثير من الحقائق، فأصبح العقل عاجز أن يجاري ضخ من المعلومات التي لا تسندها أي حقائق على الأرض فقط أن تكون مع أو ضد.. الآن بدأت تتكشف الحقائق بأن الذي جرى هو انقلاب عسكري.. و أول الخيط بالضرورة يقود إلي أخره، لآن أغلبية الشعب يريدون معرفة الحقائق مجردة، و بعيدة عن التبريرات التي غدت ثقافة عامة للقوى السياسية جميعها..
و الذي دائما أكرره في المقالات، أن كثرة الشعارات في الساحة السياسية تعتبر دليل ضعف و فقر ثقافي و معرفي في المؤسسات الحزبية، لآن عملية التغيير تحتاج إلي فكر يقود عملية التحول الديمقراطي لكي يخلق حوارا فكريا بين جميع التيارات الفكرية، حتى يرسخ لمبدأ أحترام الرأي و الرأي الأخر، و في نفس الوقت ينتج ثقافة ديمقراطية تنداح على الثقافة الشمولية المتراكمة من جراء استمرارية النظم السياسية الشمولية لعقود في البلاد، فالقوى السياسية إذا كانت شحيحة في إنتاج الثقافة الديمقراطية داخل مؤسساتها و في تعاملها مع الأخر، لا تستطيع أن تكون جديرة بقيادة عملية التحول الديمقراطي.. فالديمقراطية لا تؤسس على تزيف المعلومات، و على شعارات تعلم القيادات قبل غيرها إنها لا تملك القدرة على تنزيلها على الأرض، أن أغلبية القوى السياسية فقيرة الإنتاج الثقافي و المعرفي و الفكري..
أن فئة واسعة من المثقفين و الإعلاميين بنت قناعتها على الذي يدور في الساحة السياسية من معلومات الميليشيا و إدعاءاتها الكاذبة، و هي غير مستعدة أن تغيير هذه القناعة لأنها لم تتعود طوال تاريخها أن تراجع نفسها أو تمارس المنهج النقدي، الكل يعشق منهج التبرير لأنه يعلق الخطأ على شماعات و ليس على الأفراد الذين أرتكبوا الأخطاء. و مهما تكشفت الحقائق سيظل الكل يكابر، هذه الثقافة ستظل قائمة و تؤدي مستقبلا إلي فشل أي مشروع سياسي يمكن أن ينهض بالبلاد.. " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالتغيير و البعد عن التبرير وحده هو الذي يغير معالات السياسية و يؤدي لثقافة جديدة في المجتمع.. كل واحد أو تنظيم يجب أن يعلم أنه يملك جزء من الحقيقة التي يملك الأخر جزءها المتبقي.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • بيرم من باريس: لبنان لا يُحكم من طائفة ولا من حزب
  • وكيل الشباب والرياضة بالإسكندرية تجتمع بمديري الإدارات ومراكز الشباب
  • توصية برلمانية بتهيئة البنية التشريعية لحوكمة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات
  • حصاد قرن من السياسة في مصر
  • الحقائق تغير معادلات السياسة
  • إصابة أستاذين بتسمم غذائي خلال إحدى تكوينات مؤسسات الريادة باليوسفية
  • حسام حسن يدرس العودة لخطة فيتوريا في مواجهة غينيا بيساو
  • تحت عنوان كاسكيت الدرك... كلاس في عيد قوى الأمن: نحن نندَهُ نطلبُ وهي تستجيب
  • السيسي شجَّع على الالتحاق به.. أبو هشيمة يستعرض تقرير الشيوخ بشأن الشباب والذكاء الاصطناعي
  • أبو هشيمة: الدراسة تبحث تأثيرات الذكاء الاصطناعي على فرص العمل لدى الشباب