د. عبدالله الغذامي يكتب: الشاشة واستفزاز الضيف
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
ربما نقول إنها نظريةٌ إعلامية وهي الحس العام بأن استفزاز الضيف في المنصات الإعلامية يفضي لاستخراج إجابات مثيرة ومطلوبة من الجمهور مما يلفت النظر للمادة الإعلامية، خاصة إذا حدث الاستفزاز في لحظة غير متوقعة من الضيف ومن الجمهور معاً، كأن تكون نبشاً عن مسألة قديمة طمرها النسيان ولم يعد الضيف نفسه يقول بها أو تجاوزها إلى غيرها، فيحدث أن يظهر المذيع بوصفه خبيراً بأمور الضيف وبواطن سيرته فيضع الضيف والجمهور في لحظة اندهاش فجائي، وتتحفز رغبات المشاهدين بانتظار ما سيحدث للضيف ونوعية رد فعله.
وهذه ممارسة إعلامية كسبت مصداقيتها من طرب الجماهير لها ومن شيوع المقاطع التي تسجل الحدث وتستجلب له التعليقات خاصة مع زمن تويتر (X) من حيث تيسير شيوع المقاطع مع إغراء التعليقات عليها، ويحدث أن تتحول إلى وسم (هاشتاق)، قد يتضمن السخرية في أحيان كثير مع بعض التشفّي، بمثل ما يتضمن مواقف مع أو ضد المذيع، وتصبح القضية حدثاً لحظوياً لافتاً. وتبقى صورة المذيع محل توقع مستمر بأنه صياد ماهر يلتقط الفرص السانحة ليوقع بالضيف ويجعله يترنح معنوياً وأحياناً جسدياً، إذ تظهر لغة الجسد بأشد حالاتها مما يزيد من فضول المشاهدة. وكم من مرة وقع فيها بعض الضيوف والضيفات في مقالب شائكة يكون ثمنها المعنوي باهظاً، وأحياناً يكون الثمن مادياً وحقوقياً، وهذه أيام تشبه تاريخياً ما نسميه بأيام العرب وهي أزمنة حروب أهلية عربية كانت تقع غالباً بسبب كلمة كانت عابرةً، ولكنها ترتد لتكون كلمةً قاتلة تورث الحزازات وتصنع الحروب وتسفك الدماء.
وفي زمننا هذا أصبحت الحروب الإعلامية سمةً ثقافية ينتظرها الجمهور، وإن كان يستنكرها باللسان ولكنه يطرب لها ويراها تكسر روتين الجد والرتابة وتتشفى فيها من المشاهير الذين يقعون عادةً تحت طائلة المحسودين بسبب نجاحاتهم غير المبررة أحياناً، فإذا وقع أحدهم أصبح الحدث مطلوباً لأنه عرّى شخصاً ما وبيّن أنه ليس بشيء حسب تقييم اللحظة.
وهذه تقوم على لعبة ذهنية يقتنصها المذيع بينما الضيف يحاذر من غلطة تنهي مقامه أو سمعته أو منصبه. ولذا أصبحت من الثقافة الإعلامية بين شخصية المذيع وشخصية الضيف وحقوق المشاهدة. والسؤال: هل الإعلام لخدمة الضيف كشخص أم خدمة القضية أم إبراز شخصية المذيع، وكلها حقوق تحضر في آن واحد، وفي زحمة نفسية وعقلية تتصارع فيها الرغبات ولا تخلو من بعض الرهبة، ومحاولة اختراق جدار الستر، واقتحام القلعة المحصنة، وفي كل الأحوال فالإيقاع بالضيف يعد مكسباً إعلامياً، بينما ستكون مجاملة الضيف خسارةً إعلامية.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الغذامي عبدالله الغذامي
إقرأ أيضاً:
إعلامية شهيرة: الحكومة المصرية لا تقتصر فقط على دعم محدودي الدخل
أكدت الإعلامية بسمة وهبة، على أنّ ملف الحماية الاجتماعية في مصر يحظى باهتمام كبير في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية وارتفاع الأسعار التي يعاني منها المواطنون، خاصة محدودو الدخل ومعدومو الدخل في القرى والمناطق النائية.
وأشارت إلى أن الحكومة المصرية لا تقتصر فقط على دعم محدودي الدخل، بل تمتد جهودها لتشمل الأسر التي لا تملك دخلًا على الإطلاق.
تحقيق الحماية الاجتماعيةوأضافت، مقدمة برنامج "90 دقيقة"، عبر قناة "المحور"، أن هناك أكثر من 22 برنامجًا للحماية الاجتماعية تعمل الحكومة على تنفيذها بتكلفة سنوية تصل إلى 635 مليار جنيه، ما يعكس حجم الدعم الذي تقدمه الدولة لتحقيق الحماية الاجتماعية للمواطنين.
برنامج تكافل وكرامةولفتت، إلى أن برنامج "تكافل وكرامة" فقط يغطي نحو خمسة ملايين أسرة، وهو ما يعني أن عدد المستفيدين من الدعم يصل إلى عشرات الملايين من المواطنين الذين يحصلون على دخل ثابت يضمن لهم استقرارًا اقتصاديًا.
مواجهة التحديات الاقتصاديةوأكدت بسمة وهبة أن الدعم المقدم يتم بشكل منتظم ودقيق، حيث يتم تحويل المبالغ شهريًا عبر البطاقات الذكية، مما يضمن وصول الدعم مباشرة إلى مستحقيه دون تأخير أو انقطاع، موضحة، أن هذا الدعم الثابت هو نتاج ثورة 30 يونيو، التي أسست لبنية قوية من الحماية الاجتماعية، مما يعزز استقرار المواطنين في مواجهة التحديات الاقتصادية.
وختمت بسمة بتسليط الضوء على أهمية الاستمرارية في تنفيذ هذه البرامج، والتأكيد على أن الحكومة تواصل العمل لضمان وصول الدعم إلى كل محتاج، مؤكدة أن الحماية الاجتماعية ليست فقط وسيلة للتخفيف من معاناة المواطنين، بل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.