جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-19@06:22:40 GMT

رمضان وسلاح المقاطعة وأطفال غزة

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

رمضان وسلاح المقاطعة وأطفال غزة

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

(1)

شهر رمضان يطرُق الأبواب، يعلن عن قدومٍ جديد، ولكنه مختلف هذه المرة، حيث الأمة الإسلامية ممزقة شر ممزق، وحيث بدت سوءة كثير من وجوه المسلمين؛ بل وانكشف اللثام عن دول إسلامية وعربية كانت تتدثر بعباءة الإسلام، وتعلن ثبوت هلال الشهر، وتصوم، وتقوم، وتدعو من على منابر الجوامع لنصرة المسجد الأقصى، ولكن ها هي اليوم دون زيف، أو خجل، تُظهر جاهليتها الأولى، وتتبرأ من المجاهدين، وتعين المحتلين، وتناصر الغاصبين، وتساعد على إبادة الفلسطينيين، تُبدي الخوف على المدنيين، وفي نفس الوقت تضيِّق الخناق على المقاومين، وتكيد لهم المكائد، وتنصب لهم المصائد، وتعين عليهم عدوهم، فأيّ بلاء حلّ بهذه الأمة، وأي فتنة تعيش فيها، وأّي وهن وذل وانكسار وصلت إليه بعض الأنظمة العربية؟!

(2)

يأتي شهر رمضان وفي يده ألف عتاب، وفي عينيه ألف سؤال، وفوق رأسه ألف دهشة، وهو يرى قمة الذل العربي والإسلامي، ويراقب مشاهد الأطفال، والنساء والشيوخ في فلسطين وهم يقتلون، ويبادون، ويموتون جوعًا، وعطشًا، ومرضًا، والعالم يتفرج عليهم، والعرب يطلبون العون من عدوهم، ويستغيثون بالقتلة، ويرفعون رايات الاستسلام المقيت، وكأنهم أعجاز نخل خاوية، لا حراك فيها، ولا عِزة لها، فأي صوم لمن يساند القاتل، وأي قيام لمن يعين الغاصب، وأي دعوة تجاب لمن هو خانع، عاجز، ينافق الصهاينة، ويطلب من الولايات المتحدة- التي لا بصر لها ولا بصيرة- النصرة على حليفتها المارقة؟!

أي رمضان هذا الذي يمكن أن نبتهج فيه هذا العام، وإخوتنا في فلسطين على باب الجزّار ينتظرون دورهم واحدًا واحدًا، ونحن ننظر إليهم على استحياء ونساعد في ذبحهم بصمتنا المريب؟!

(3)

"سلاح المقاطعة"، سلاح من لا سلاح له، وهو أضعف الإيمان، يحمله حتى غير المسلمين، ممن اقتنعوا أن إسرائيل كيان غاصب، محتل، مجرم، غير مُتحضِّر بالمَرّة، حتى هذا السلاح البسيط تخلّت عنه بعض الدول الإسلامية، وتخلّى عنه أفرادها بفعل إعلام هابط، وعلماء لم يُجيزوه، والتفوا عليه، وحرّمه بعضهم، لكن ظل سلاح النبلاء من الدول- ومنهم هذا البلد الطيب- وظل سلاح المؤمنين بالقضية الفلسطينية، فهو ليس مجرد واجب ديني؛ بل هو واجب أخلاقي، وإنساني، يجب أن يظل مرفوعًا، لأنه يحارب تلك الشركات الصهيونية وأشياعها، الذين يدعمون كيانًا مهزوزًا، ومجرمًا.

لذلك، فسلاح المقاطعة، هو سلاح مقاومة، وهو أحد الأسلحة الفعّالة التي تصيب الكيان الصهيوني في مقتل، وتكبده خسائر اقتصادية هائلة، ولتفعيل هذا "الخيار" ما علينا سوى الامتناع عن شراء منتجات شركات داعمة لإسرائيل، والتوجه إلى بديل أكثر تحضرًا، واحترامًا لقيم المسلمين.

فلا تجعل مائدة إفطارك ممزوجة بدم طفل فلسطيني، ولا تجعل صيامك مجرد جوع وعطش في النهار، وهرولة لمطاهم وشركات تعين عدوك على قتل أخيك في فلسطين في الليل، وتذكر أنه "ليس من المسلمين من لا يهمه أمرهم".

قل "لا" للمنتجات الداعمة لإسرائيل، وذلك أضعف الإيمان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«حكماء المسلمين» يشارك بإطلاق وثيقة لدعم المسنين

أطلق «مجلس حكماء المسلمين» و«الأكاديمية البابوية للحياة» في الفاتيكان والجمعية الأمريكية للمتقاعدين، وفي أول نشاط رسمي للفاتيكان في عهد البابا ليو الرابع عشر، وثيقة لدعم وحماية كبار السن والحفاظ على كرامتهم.
تأتي الوثيقة ضمن رؤية موحدة، ترتكز على ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لدعم كبار السن وحقهم في الاستقلالية ووقايتهم من جميع أشكال التمييز.
تنص الوثيقة - التي وقع عليها المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للمجلس، والمطران فنشنسو باليا، رئيس الأكاديمية، والدكتور ميخيا مينتر جوردان، الرئيس التنفيذي للجمعية الأمريكية للمتقاعدين، على توفير آليات تمكِّن كبار السن من اتخاذ الخيارات المناسبة لأنفسهم وأسرهم، وأن تتاح لهم إمكانية الحصول على رعاية صحية عالية الجودة، تركز على احتياجاتهم الشخصية، وتُراعي اختياراتهم الفردية.
وقال عبد السلام: هذه الوثيقة تهدف للعناية بكبار السنِّ والحفاظ على كرامتهم لأنهم ذاكرة المجتمعات الإنسانية الحافظة لهويتها وتجاربها المتراكمة، وسجلّ حيّ من الحكمة والخبرات. ونقل الحكمة والخبرة عبر الأجيال يعزز مناعة المجتمعات أمام الأزمات، ويؤسِّس لمستقبل متوازن.
وأكد أن المجلس الذي يتخذ أبوظبي مقرّاً، سيعمل على تقديم الدعم اللازم لتعزيز المبادئ والقيم الواردة وتفعيلها بهذه الوثيقة المهمة.
وتؤكد الوثيقة، التي تعد الأولى في الاهتمام بكبار السن، أهمية دور الأسر في دعم كبار السن، مع القناعة العميقة بأن للمؤسسات والحكومات والمجتمعات مسؤولية أخلاقية واجتماعية في تعزيز الازدهار والرفاه الطويل الأمد لجميع الفئات العمرية. وينبغي أن يعمل القادة العالميون والمؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني على الانخراط والمساهمة في توجيه صانعي السياسات الوطنية ودعمهم لتبني سياسات تخدم المجتمعات. (وام)

مقالات مشابهة

  • يكرهون المسلمين ويقتدون بإسرائيل.. من هم الهندوتفا الهندية؟
  • هل سيتعلم قادة “حزب الدعوة”من قادة”الاخوان المسلمين”في مصر !
  • رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفد مقاطعة جواندونج الصينية لبحث التعاون
  • بزشكيان: مواجهة الظلم واجب على المسلمين
  • الاتحاد للطيران تفتح أبواب أبوظبي للإسرائيليين رغم المقاطعة الجوية العالمية
  • رمضان أبو جزر: سانشيز رمز أوروبي لدعم فلسطين.. وإسبانيا تقود تحركات لمعاقبة إسرائيل
  • «حكماء المسلمين» يشارك بإطلاق وثيقة لدعم المسنين
  • تجمع العلماء المسلمين في لبنان يشيد بتضامن الشعب اليمني مع فلسطين
  • يوم الجمعة… روحانية خاصة ومكانة عظيمة في قلوب المسلمين
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. ذكرى النكبة وأطفال غزة بين مسمار جحا وشوربة المسامير