أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

أصدر المكتب التنفيذي لجمعية الدفاع عن حقوق الانسان، أمس الجمعة 8 مارس، بيانا سطر من خلاله مطالبه النهائية في إطار التفاعل مع النقاش العمومي بشأن قانون الأسرة، وذلك خلال إحياء الجمعية الحقوقية لليوم العالمي للمرأة، تحت شعار " لا عدالة دون مساواة حقيقية".

وجددت جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، تضامنها مع المرأة في كل مكان و مع المرأة المغربية خاصة و مع المرأة في البادية بشكل خاص جدا، من أجل تمكينها من كل حقوق الإنسان و مساواتها بالرجل و مساواة المرأة في البادية و القرية بالمرأة في المدن.

واستحضرت الجمعية "كباقي مكونات الحركة الحقوقية الوطنية والكونية، الدور الفعال والرائد للمرأة الذي لعبته في المساهمة في بناء المجتمعات عموما والمجتمع المغربي خصوصا"، مشيرة إلى أنه "انطلاقا من مرجعيتها الكونية لحقوق الإنسان، كانت قد نظمت عدة لقاءات وندوات وطنية ومحلية  خلال مسيرتها الحقوقية منذ 22 سنة حول مدونة الاسرة، و استحضرت مقتضياتها المخالفة لحقوق الانسان خلال مؤتمراتها، بل وصاغت مشروعا متكاملا في الموضوع، لذا فهي معنية بالتعديلات المزمع إدخالها على مدونة الاسرة".

وأكدت الجمعية مطالبها التى جاءت في بيانها المؤرخ في 8 أكتوبر 2023 جملة وتفصيلا، مكررة المطالب الواردة فيه ومضيفة عليه مقترحات أخرى، قدمتها كمطالب نهائية في الصدد لأخذها بعين الاعتبار في حالة ما إذا أقصيت من التشاور والتشارك كآليتين حقوقيتين في مجال التنمية وحقوق الانسان والإعداد لقواعد أسرة مغربية معاصرة وحداثية وحقوقية.

وشدد المكون الحقوقي المغربي على أنه يضع نصب أعين الجميع المقاربة الكونية غير التجزيئية وغير التفضيلية للحقوق، وكذا ديباجة الدستور المغربي المؤكدة على مبادئ حقوق الانسان و كذا خصوصية الشعب المغرب كشعب أمازيغي في محيطه الافريقي والمتوسطي ،مثمنا الموقف الملكي الحازم في ضرورة التغيير من أجل مجتمع مغربي موحد وعادل متخلصا من القيم الشرقية الاقطاعية المتخلفة للانطلاق نحو الدمقراطية و التقدم والتطور.

وطالبت جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، بتوحيد مدونة أسرية واحدة لجميع المغاربة مسلمين ويهود و مسيحيين وأقليات دينية وغير دينية، وجعلها مدونة مدنية بالأساس، بأسس حقوقية وبالقواعد المشتركة السمحة بين الديانات الابراهيمية التي لا تخالف مبادئ حقوق الانسان.

ونادت بضرورة إقرار مبدأ المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في كل أمر؛  الارث (إلغاء الإرث بالعصبة ...) الزواج (مثلا أن تتزوج بغير المسلم كما يحق للرجل المسلم - توحيد سن الزواج بين الذكر والأنثى ومنع زواج القاصرات) والطلاق والنفقة والولاية على الأبناء والنيابة عليهم والحضانة والنسب (بإدخال الاسم العائلي للأم سيرا على القانون المقارن؛ أوروبا مثلا) وتولي جميع المناصب التي يتولاها الرجل سواء الدينية أو السياسية أو الإدارية أو العسكرية... ومساواة المرأة بالرجل في أمور ،ومساواة الرجل بالمرأة في أمور أخرى، حيث أوردت كمثال مساواة الرجل بالمرأة في عدم التعدد، (أي منع الرجل من التعدد مساواة مع المرأة)والباقي واضح.

وفي رابع المطالب، طالبت الجمعية بالاعتماد في النسب على العلاقة البيولوجية إلى جانب العلاقة الزوجية بالاقرار أوالخبرة او بالامتناع عن الخبرة، تنفيذا لمبدأ رفع الميز بين البنوة البيولوجية و الشرعية، وإعدام ما يسمى بأبناء الزنا قانونا و قضاءً وفقها وواقعا، مع حذف جميع المصطلحات والتعابير الموروثة عن القاموس الفيودالي/ الاقطاعي المحقر للمرأة والطفل، وجعل المدونة الجديدة تمنح من الجهاز المفاهيمي للمنظومة الحقوقية، بالإضافة إلى تقاسم المسؤولية، الند للند في التربية والتعليم.

ودعى البيان إلى حماية المرأة بوصفها عنصرا ضعيفا عموما في المجتمع المغربي نفقة في الزواج أو الطلاق أو التطليق إذا كانت معسرة وبناء على بحث قضائي لا تكون السرية فاعلة فيه في مجال الأسرة  من ناحية معرفة الوضع المالي لكلا طرفي الزواج، مع اعتماد مقاربة علمية طبية بالنسبة لمدة الحمل في اعتماد النسب، ومنح حق الاستفادة من الارث للأبناء بالتبني أو المسجلين كأبناء بيولوجيين وفق القواعد أعلاه، مع ضمان حق الوالدين والأرملة في الإرث بشكل يضمن كرامة الجميع كل في موقعه.

وأكد البيان على ضرورة اعتبار الخبرة الجينية وسيلة قانونية لإثبات النسب أو نفيه، تسهيلا لتسجيل المواليد في الحالة المدنية في اسم والديهم بغض النظر عن وجود عقد الزواج مكتوب من عدمه  أو في فترة الخطوبة أو الاقرار، واعتماد النسب الناتج عن الاغتصاب  أو نتيجة أي واقعة أخرى مع استبعاد نهائيا ما اعتبر في الفقه العتيق قاعدة عدم اجتماع الحد والنسب، وتسهيل التسجيل في الحالة المدنية داخل أجل سنة تمديدا لأجل شهر من تاريخ الولادة و بتصريح الوالدين فقط بعد التثبت من هويتهما.

ويتمثل المطلب الأخير في تسهيل إجراءات الزواج بين الراشدين وتسجيله، وذلك بإبرامه و تسجيله في كل مؤسسة رسمية و قانونية ذات الصلة وإبرامه أمام الموثق والمحامي فضلا عن العدول فرادى دون لزوم عدلين اثنين.

وأهابت الهيأة التنفيذية للجمعية بكل فروعها بإطلاق دينامية للنقاش الحقوقي حول أوضاع المرأة والطفل و الانخراط في كل المبادرات الكبرى حول تعديل قانون الأسرة وتجديد أحوالها.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: حقوق الانسان حقوق الإنسان مع المرأة المرأة فی

إقرأ أيضاً:

بريطانية تكشف أطلال قلعة منسية وسط وادٍ بالسعودية..ما حكايتها؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مشهد جوي مثير للإعجاب، تبرز أطلال قلعة منسيّة وسط واد صحراوي في السعودية، حيث كانت تتمتع بدور مهم في حماية أحد أقدم دروب الحج، أي درب الحج الشامي (شاهد الفيديو أعلاه).

واستطاعت مدونة السفر البريطانية، شيلا راسل، من توثيق مشهد القلعة القديمة من الأعلى بواسطة كاميرا طائرة من دون طيّار "الدرون".

ذكرت هيئة التراث السعودية أنه على بعد نحو 180 كيلومترًا من المدينة المنورة، تجلس القلعة على هضبة صخرية مطلّة على وادي هديّة، وهو امتدادٌ لمجمّع أودية خيبر التي تصب في البحر الأحمر.

يعود تاريخ تشييد هذه القلعة إلى العصر الإسلامي المتأخر، في أوساط القرن الثاني عشر الهجري، تحديدا في عام 1151 هجري.

تسعى مدونة السفر البريطانية، التي تُقيم بالسعودية، إلى استكشاف الجواهر الخفية في جميع أنحاء المملكة.

قالت راسل لموقع CNN بالعربية: "أعشق استكشاف وتوثيق تاريخ المملكة العربية السعودية، وثقافتها وجمالها الطبيعي، وقد حظيت بزيارة هديّة عدة مرات"، موضحة أنها كنت تعرف بعض الحقائق عن القلعة، ولكنها كانت عازمة على كشف أسرار هذا الحصن القديم، 

وأضافت مدونة السفر البريطانية: "لم أكن أعرف الكثير حتى تعمّقت في قراءة الروايات التي تعود إلى مئات السنين، في محاولة لتجميع جزء صغير من تاريخها، وقد عدت لزيارتها مرة أخرى بهدف توثيقها من زاوية أخرى".

وعن تاريخ القلعة، تحكي راسل أنه "لسنوات عديدة، كانت هذه القلعة بمثابة محطة توقّف على أحد أقدم الطرق التي يستخدمها الحجاج، والمعروفة باسم درب الحج الشامي، الذي يخرج من الشام باتجاه الجزيرة العربية وصولاً للمدينة المنورة ومكة". 

أشارت هيئة التراث السعودية إلى أن "هذا الدرب يُعد من أقدم دروب الحج نظرا لأنه أقيم بالأساس على مسار القوافل التجارية التي كانت تتنقل في مختلف أنحاء جزيرة العرب إلى بلاد الشام والعكس، والتي بلغت أوجها في الفترة التي سبقت ظهور الإسلام".

ورأت مدونة السفر البريطانية أن الأمر المثير يتمثل بحقيقة أن المسلمين حاليًا يتوجهون لأداء فريضة الحج على متن الرحلات الجوية، بينما قديما كانت أفواج كبيرة تسافر بواسطة قوافل بطيئة الحركة، تستغرق شهورا  في الغالب لإكمال الرحلة.

وتتذكر راسل أنه بينما كانت تقف بجوار هذه القلعة، وتنظر عبر الوادي الفسيح، كان بوسعها تخيّل مشهد الحجاج وهم ينصبون الخيام بشكل مؤقت على مدّ البصر.

وأشارت مدونة السفر البريطانية إلى أن السجلّات التي طالعتها تذكر أن قوافل الحجاج كانت تمكث عند قلعة هديّة لمدة يومين، حيث كان الحجاج يتجهون إلى هناك بهدف شراء المؤن من مدينة خيبر، موضحة أنه "لا بد من أن الوصول إلى هذه الواحة الخصبة كان بمثابة متعة (للحجاج) بعد عناء السفر عبر الصحراء".

من السماء، يختلف مشهد القلعة التي تبلغ مساحتها ألفي متر مربع كليًا عن شكلها من الأرض، إذ يبرز شكلها غير المنتظم مع أبراجها في الزوايا.

وأوضحت هيئة التراث السعودي أن القلعة كانت تضم 4 أبراج بزواياها، لكن أحدها تعرّض للانهيار، ولم يتبق سوى 3 فقط، لافتة إلى أنها كانت تستخدم لحماية قوافل الحجيج والتجارة القادمة من الشام والمغادرة من المدينة المنورة.

أشارت راسل إلى أن هذا المنظور يبرز بوضوح شديد الثقب الهائل في الجدار الذي اخترقته مياه الوادي أثناء تساقط الأمطار.

View this post on Instagram

A post shared by SaudiTravelNotes by Sheila شيلا (@sauditravelnotes)

نشرت مدونة السفر البريطانية مقطع فيديو عن توثيقها لقلعة "هديّة" عبر مدونتها على "انستغرام"،  حيث تحرص على مشاركة متابعيها جميع الوجهات والتجارب التي تخوضها في المملكة.  

وقالت راسل: "تحظى الحصون والقلاع بشعبية كبيرة في جميع البلدان، ولكن لا يزال هناك الكثير منها مجهولا بالنسبة للكثيرين في السعودية".، مؤكدة أنه "لا يزال هناك الكثير لأتعلّمه وأشاركه، ليس فقط عن المباني والمواقع، ولكن أيضًا عن الأشخاص وقصصهم".

السعوديةالمدينة المنورةمكةنشر الأربعاء، 12 يونيو / حزيران 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • «المصريين الأفارقة» تطالب الحكومة بمنح المشروعات الصناعية المستهدفة حزمة حوافز
  • بريطانية تكشف أطلال قلعة منسية وسط وادٍ بالسعودية..ما حكايتها؟
  • أسباب فقدان الصداقات بعد الزواج
  • حاول إنشاء أول ناد للمثليين في باكستان.. وهذا ما حدث له
  • "يسمح بتبادل القبل فقط".. إرسال رجل حاول إنشاء ناد للمثليين في باكستان إلى مستشفى للأمراض العقلية!
  • رابطة حقوقية: أحكام الحوثيين إعدام 30 مختطفا مسيسة تفتقر
  • مؤسسة ق قضايا المرأة تطالب بقانون أكثر عدالة لكل أفراد الأسرة
  • اجتماع يناقش مقترحات قانونية حول المرأة ويقر إحالة بعض المواد إلى دار الإفتاء
  • جمعية البر بالشرقية تؤهل المقبلين على الزواج
  • حقوق الانسان تدين مجزرة الاحتلال في النصيرات