البابا فرنسيس: “الراية البيضاء” في التفاوض ليست ضعفاً
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
حضّ البابا فرنسيس طرفي الحرب الدائرة في أوكرانيا على “التفاوض قبل أن تزداد الأمور سوءاً”، وذلك في مقابلة بثّها التلفزيون السويسري السبت.
وسئل البابا، 87 عاماً، في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة العامة RTS حول نقاش دائر في أوكرانيا بشأن ما إذا يجب الاستسلام للغزو الروسي، أو ما إذا سيضفي ذلك شرعية على منطق الأقوى.
وقال البابا فرنسيس في المقابلة التي أجريت معه في مطلع فبراير (شباط): “أعتقد أن الأقوى هم أولئك الذين يلتفتون للوضع، ويفكرون في الناس، ولديهم الشجاعة لرفع الراية البيضاء والتفاوض”.
وفي معرض حديثه عن الحرب عموماً، بما في ذلك تلك الدائرة بين حماس وإسرائيل، قال الحبر الأعظم إن “المفاوضات ليست استسلاماً أبداً. إنها الشجاعة لعدم دفع بلد ما إلى الانتحار”.
وأضاف “كلمة تفاوض هي كلمة شجاعة. عندما ترى أنك مهزوم، وأن الأمور لا تنجح، عليك أن تتحلى بالشجاعة للتفاوض”.
وإذ أقر البابا بأن المقاربة التي يشير إليها قد تشعر البعض بالخجل، لفت إلى العدد الكبير للأرواح التي تزهق.
وقال: “اليوم، على سبيل المثال مع الحرب في أوكرانيا، هناك الكثير ممن يريدون العمل كوسطاء. تركيا على سبيل المثال”.
وأضاف “لا تخجلوا من التفاوض قبل أن تزداد الأمور سوءاً”.
ولدى سؤاله عن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس والتي سبق أن حمّل الطرفين مسؤوليتها، قال: “الحرب يصنعها طرفان لا طرف واحد. الطرفان اللذان يشنان الحرب هما عديما المسؤولية”.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: موافقة حماس وإسرائيل على التفاوض يعزز فرص إنهاء الحرب
اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن موافقة إسرائيل وحماس على التفاوض تعزز فرص إنهاء الحرب ووقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، والتراجع الحاد في المساعدات الإنسانية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري اليوم (السبت) إن حماس قبلت إطارا مقترحا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا وإطلاق سراح رهائن في غزة، والذي من شأنه، في حال إبرامه، أن يطلق فورا مفاوضات تدعمها الولايات المتحدة بين الحركة وإسرائيل بهدف إنهاء الحرب بشكل دائم.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين عرب قولهم إن بنود المقترح الجديد، الذي أعده المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، إلى جانب وسطاء من مصر وقطر، تدعو أيضًا، من بين أمور أخرى، إلى تبادل 10 رهائن أحياء مقابل عدد أكبر من السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
مفاوضات على صفيح نووي| وشروط وضغوط بين إيران وأميركا وسط ترقب دولي.. تفاصيل
رئيس إيران: دول المنطقة اتخذت مواقف مسؤولة خلال الحرب مع إسرائيل
وأعلنت حماس، مساء الجمعة، أنها قدمت ردها للوسطاء، وأنها "مستعدة تمامًا وجادة للدخول فورًا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار".
وقالت الصحيفة إنه في حين أن الجانبين بحاجة إلى مناقشة عدد من التفاصيل قبل توقيع أي اتفاق، فإن موافقتهما على الشروط الأساسية تمثل أفضل أمل لوقف أكثر من ثلاثة أشهر من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، والتخفيض الحاد في الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء.
وتعثرت المفاوضات بين إسرائيل وحماس لأشهر بسبب مطلب حماس بأن يؤدي أي اتفاق في نهاية المطاف إلى إنهاء الحرب، وهو أمر رفضت إسرائيل الالتزام به.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاهتمام عاد إلى ذلك الصراع بعد أن انتهى الهجوم الإسرائيلي غير المتوازن على البرنامج النووي الإيراني وقيادته العسكرية بوقف إطلاق النار بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ودفع ترامب باتجاه وقف إطلاق النار في غزة الأسبوع الماضي، وقال في وقت سابق من هذا الأسبوع إن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة للتوصل إلى اتفاق.
وأوضح ترامب: "آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأنه لن يتحسن الوضع، بل سيزداد سوءًا".
وفي حديثه للصحفيين مساء الجمعة، قال ترامب إنه لم يُطلع على الوضع الراهن للمفاوضات، لكنه "متفائل للغاية" بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل.
ووفقا للصحيفة، يأتي هذا التقدم في الوقت الذي تواجه فيه حماس ضغوطا متزايدة في غزة من الفلسطينيين العاديين الذين سئموا الجوع والتهديد الدائم بالغارات الجوية من القوات الإسرائيلية بينما تجد الحركة نفسها الآن في عزلة متزايدة، حيث قُتل معظم قادة حماس العسكريين في غزة على يد القوات الإسرائيلية.
وفي إسرائيل، تتظاهر عائلات الرهائن منذ شهور، مطالبة بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق لإعادة ذويهم.
وبموجب الاقتراح، ستدخل كميات أكبر من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، على الرغم من أنه لم يتضح بعد كيفية توزيعها.
ويدعو الاقتراح حماس إلى إطلاق سراح 10 من أصل حوالي 20 رهينة تعتقد إسرائيل أنهم ما زالوا على قيد الحياة، بالإضافة إلى جثث بعض الرهائن المتوفين البالغ عددهم حوالي 30 رهينة. وينص الاقتراح على أن حماس ستطلق سراح ثمانية رهائن أحياء في اليوم الأول من الاتفاق، واثنين في اليوم الخمسين.
وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح عدد كبير من الفلسطينيين الذين تحتجزهم، وتلتزم بوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا. وخلال هذه الفترة، تنسحب القوات الإسرائيلية تدريجيًا من المناطق المتفق عليها في القطاع.
ويأتي هذا الجهد الجديد للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة بعد فشل عدة جهود سابقة خاصة بعدما أوقفت إسرائيل وحماس مؤخرًا القتال لمدة شهرين بدءًا من يناير، لكن إسرائيل لم تدخل في محادثات لإنهاء الحرب، وعادت إلى القتال.
ويقول محللون لـ "وول ستريت جورنال" إن انتصار إسرائيل السريع في هجوما ضد إيران قد منح نتنياهو مجالًا سياسيًا للتوصل إلى اتفاق كما تواجه إسرائيل ضغوطًا دبلوماسية من حلفائها لإنهاء القتال في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية هناك.
والآن، يتعين على الجانبين الانتهاء من الخطوات التالية، بما في ذلك تقديم إسرائيل قائمة بأسماء الرهائن الذين تريد إطلاق سراحهم، والاتفاق على هوية وعدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المقابل، وكمية المساعدات التي ستدخل غزة.