صحيفة التغيير السودانية:
2024-06-12@13:23:30 GMT

المجاعة تدق الأبواب

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

المجاعة تدق الأبواب

صلاح جلال

الزملاء والأصدقاء فى منبر زملاء الهند الوطنيين التحية لكم جميعاً لدعوتى للمشاركة فى هذا المنبر الحيوى والجاد لكوكبة من العقول المستنيرة الوطنية التى ترفض الحرب وتعمل على وقفها ، وأشكر لكم جمعى وصديق درب النضال الطويل الأستاذ ياسر عرمان ، لقد خصصت هذا العمود اليوم لمخاطبتكم لإستنهاض همتكم لنعمل سويا فى التعبئة والحشد والإستنفار الحميد ، من أجل وقف هذه الحرب اللعينة التى أزهقت أرواح الألوف ودمرت البنيات التحتية ونهبت ممتلكات المواطنين وأستباحت أعراضهم ، لايجب علينا إستغلال آثار الحرب على الأحياء والأشياء من إجل التحشيد لمزيد من الحرب ، بل يجب توظيفها لقفل المصنع الذى ينتج الإنتهاكات ،و بحشد كل الناس فى صف وقف الحرب وتحقيق السلام المتفاوض عليه ، للخروج من مستنقع حرب لا رابح فيها مهما تطاولت أيامها وشهورها وسنواتها لابد أن تنتهى على طاولة مفاوضات هذه سُنة الحياة وتجارب التاريخ.

الزملا الأعزاء البلاد مقبلة على مجاعة حقيقية كل مؤشراتها تقول أنها مجاعة مدمرة غير مسبوقة لاتشبة آخر مجاعة ونقص حاد فى الطعام كالتي حدثت فى العام ١٩٨٣م ولكن من الممكن أن تحمل ملامح مجاعة سنة ستة التى أكل فيها بعض الناس جثامين الموتى ، ولم تسلم القطط والكلاب وتتبع الفقراء بيوت النمل للحصول على مخزون من طعامها هذه المجاعة القادمة تهديد جدى لوجود شعب السودان على قيد الحياة ، كلام جد ليست تهويل وخطر حقيقى لايحتمل الإستخفاف أو التأجيل ، لايمكن أن نكون واقفين دون تحرك مدنى كبير لمواجهة السبب الذى قادنا للمجاعة وهى الحرب الراهنة وتحلل الدولة .

لابد لنا لمواجهة هذا المنعطف الحاد من عمل مدنى جاد للضغط على طرفى الحرب اليوم قبل الغد لإيقاف هذه المهزلة فوراً ، بالإصطفاف المدنى فى كل المناطق الممكنة والآمنة للمناداة بوقف الحرب ، لابد من المظاهرات الحاشدة أمام السفارات بالخارج فى كل دول العالم من الجاليات السودانية للمطالبة بالوقف الفورى للحرب ، لابد من العمل المنظم فى الخارج لتعبئة أكبر حركة تضامن مع شعبنا لمواجهة مخاطر هذه المجاعة وسط الشعوب الصديقة والمحبة للخير والسلام ، خيارنا كمدنيين هو التنظيم والحركة بالداخل والخارج ، الصمت ليس خيار وهو الدفع نحو الهاوية ، الأمور وصلت حد إنقاذ حياة الملايين أو الموت ، الحياة أصبحت مستحيلة ، تقرير مساعد الأمين للأمم المتحدة للشئون الإنسانية يحمل مؤشرات مرعبة تقول ٩٥% من عدد السكان متأثرين بنقص الغذاء و حوالى ٢٥ مليون نسمة لايملكون وجبة يومية بانتظام ، منهم الآن ٥ مليون فى حالة جوع لدرجة الموت بينهم أكثر من ٣ مليون طفل ، قضايا أساسية بدأت تسقط من سلم الأولويات المشافى والعلاج والأدوية المنقذة للحياة أصبحت معدومة ، و إنقطاع ١٩ مليون طفل عن التعليم أصبحت حقيقة كعاهة مستديمة تصادر بها الحرب العبثية الحاضر والمستقبل.

مواقع الهشاشة السابقة حيث فقراء هامش المدن والأطفال فى معسكرات النزوح يموتون يومياً بالعشرات ، المواطن المغلوب يدفع الآن فواتير الحرب موت مجانى فى معسكرات اللجؤ والنزوح مشهد مفزع يفوق تصورات كافكا للرعب لايحتمل السكوت أو الإبطاء .

بينما الفريق البرهان وقيادات الحرب من كبار الجنرالات والقادة وأسرهم مازالت ضرورياتهم مؤمنة مع بعض الرفاهية

وقيادات الدعم السريع كذلك ، الجمرة بتحرق الواطيها وهو المواطن العادى صاحب المصلحة الحقيقية فى وقف الحرب يجب أن تتحزم القوة المدنية للنضال وتستعد لدفع ثمن مقاومتها للحرب مهما كانت التكلفة والمخاطر من أجل أن تكون صوت من لاصوت لهم ، ويفرض عليهم الموت بلا ضوضاء وإزعاج لقادة الحرب ولورداتها من كبار الجنرالات ، ومن خلفهم بعض المترفين أغنياء كل العصور الذين ينادون على الفقراء لحمل السلاح وأسرهم فى تركيا وماليزيا وقطر والقاهرة وأطفالهم فى المدارس والمشافى الخاصة جاهزة لإستقبالهم فى أى طوارئ صحية .

ختامة

الزملاء،والزميلات يجب علينا الآن النهوض والإستنفار فى الداخل والخارج لإنقاذ الشعب الفضل من براثن الحرب العبثية، لنشمر سواعد الجد للنضال المُر من أجل وقف هذه الحرب وحمل أطرافها غير المسئولة لمائدة التفاوض فوراً بلا إبطاء لوقف العدائيات بأعجل ما تيسر ، والعمل على تأمين وصول الطعام والدواء للمحتاجين فورا ، وتأمين إعادة التلاميذ للتعليم وإعادة المؤسسات الصحية للعمل ، ومن ثم الشروع فى عملية سياسية تعالج قضايا العودة للحكم المدنى الديمقراطى الذى تقوده القوى المدنية ، ويجبر طرفى الحرب القوات المسلحة والدعم السريع الخروج من المشهد السياسى والعودة للثكنات لإكمال متطلبات الترتيبات الأمنية ، لتأسيس قوات مسلحة موحدة ومهنية قومية التكوين من القمة للقاعدة ، لتبدأ بلادنا سطر جديد فى مسار التقدم والإستقرار والإزدهار، لن يحدث كل ذلك دون تنظيم حركة جماهيرية مدنية واسعة فى الداخل والخارج تقود النضال لإجبار المتنطعين من جنرالات الحرب وجرهم لطاولات التفاوض لتحقيق وقف القتال ، وهو مطلب الشعب

لقد قال الخليفة العادل عمر ابن الخطاب لاخير فى أمر جلل أبرم من غير شورى ، لقد وجدنا أنفسنا فى حرب لم نستشار فى إشعالها وليست خيارنا، يجب أن تقف فوراً نقطة سطر جديد.

الوسومصلاح جلال

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صلاح جلال

إقرأ أيضاً:

من «الموت إلى الموت» .. الصحراء “تتربص” بالفارين من حرب السودان

أدت صعوبة الحصول على تأشيرة الدخول الرسمية لدولة مصر إلى اتجاه أعداد من السودانيين إلى خيار السفر عبر التهريب براً، للوصول إلى الأراضي المصرية، وسط تحذيرات من مخاطر عدة تواجه سالكي هذا الخيار

التغيير:(وكالات)

مع تصاعد حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ترتفع معدلات النزوح إلى ولايات سودانية آمنة، بينما يختار سودانيون آخرون الفرار إلى دول الجوار، مثل تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، هربا من القتال.

وتعد مصر وجهة مفضلة لكثير من الهاربين من جحيم الحرب، لكن الوصول إليها لم يعد سهلا على نحو ما كان عليه الأمر قبل الحرب، إذ يتعذر على كثيرين الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي المصرية.

وأدت صعوبة الحصول على تأشيرة الدخول الرسمية، إلى اتجاه أعداد من السودانيين إلى خيار السفر عبر التهريب براً، للوصول إلى الأراضي المصرية، وسط تحذيرات من مخاطر عدة تواجه سالكي هذا الخيار.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن عدد السودانيين الذين وصلوا إلى مصر منذ اندلاع الحرب، بلغ أكثر من 317 ألف لاجئ.

وقالت المفوضية إن أكثر من 100 ألف شخص آخرين تواصوا مع مكاتب التسجيل التابعة لها في القاهرة والإسكندرية، طلبا لخدماتها.

وقاد تزايد رحلات تهريب السودانيين إلى مصر مؤخرا، إلى ارتفاع التحذيرات من جهات حكومية سودانية ومن ناشطين، عن مخاطر تواجه سالكي هذا الخيار.

وأعلن قنصل السودان في أسوان، عبد القادر عبد الله، عن وفاة عدد من السودانيين بعد إصابتهم بضربات الشمس، وبعد تعرضهم للعطش، حينما كانوا في طريقهم إلى مصر بطرق غير قانونية.

ونقلت وكالة السودان للأنباء عن عبد الله قوله، إن “مستشفيات مصرية استقبلت جثامين عدد من السودانيين قضوا بالعطش وبضربات الشمس وبالحوادث المروية”، محذرا من استخدام الطرق غير القانونية للدخول والخروج من مصر.

وفي المقابل تداول ناشطون مقطع فيديو يُظهر عددا من السودانيين يعانون حالة من العطش، بعد أن تعطلت المركبة التي كانت تقلهم إلى مصر، بينما قضى بعضهم.

وظهرت في مقطع الفيديو مجموعة من النساء والرجال والأطفال، وهم مستلقون على الأرض، بعضهم بلا حراك، بينما يكابد بعضهم لتحريك أطرافه، أو للكلام والتجاوب مع الأشخاص الذين عثروا عليهم في الطريق الصحراوي.

كما تداول النشطاء مقطع فيديو آخر لعدد من جثامين سودانيين قضوا أثناء رحلتهم إلى مصر بالتهريب، في مشرحة أسوان، بينما ذكر متحدث في مقطع الفيديو أن عدد الجثمانين بلغ 45 جثمانا.

وذكرت صحف ومواقع إخبارية سودانية، بينها موقع “سودان بلس” وصحيفة “السوداني”، أن ما لا يقل عن 50 سودانيا لقوا مصرعهم في أثناء عبورهم إلى مصر، برا عبر التهريب.

ووقّع السودان ومصر في يناير 2004 اتفاقا يضمن حرية التنقل وحرية الإقامة وحرية العمل وحرية التملك، بين البلدين، في ما عُرف باسم اتفاقية الحريات الأربع.

وبعد توقيع الاتفاق أصبح مكفولا لمواطني البلدين السفر دون قيود أو تأشيرات، ما عدا لمن يتجاوز عمرهم 16 عاما، ولا يزيد عن 49 عاما من السودانيين الراغبين في الدخول إلى مصر.

وعقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، ألزمت مصر السودانيين الحصول على موافقة أمنية من سفارتها وقنصلياتها في عدد من المدن السودانية.

وقال الناشط المجتمعي السوداني، عثمان الطيب، إن “أعداد ضحايا التهريب في زيادة مستمرة”، مؤكدا في حديثه لموقع الحرة أن “كثيرا من السودانيين يقعون ضحايا لأصحاب الضمائر السيئة من سائقي المركبات”.

وأشار الطيب إلى أن بعض أصحاب المركبات، يسلكون طرقا ومسارات صحراوية خطرة، وفي كثير من المرات ينتظرون لساعات في عز النهار، في انتظار مغيب الشمس، هربا من أعين السلطات، مما يعرض الركاب لضربات الشمس التي تُزهق أرواح كثيرين منهم.

وأضاف أن “معظم المركبات التي تعمل في تهريب السودانيين ليست مسقوفة، إذ يتم وضع الركاب في الأحواض الخلفية المفتوحة، مما يعرضهم لحرارة الشمس التي تسجل معدلات مرتفعة حاليا في مصر.

ولفت الناشط المجتمعي المقيم في مصر منذ سنوات، إلى أنه حضر إلى أسوان ضمن مبادرة “عشانكم” (من أجلكم) للمساعدة على تقديم العون للضحايا وذويهم، ضمن مشروع المبادرة التي تنشط منذ شهور لمساعدة الذين أجبرتهم حرب السودان على الفرار إلى مصر.

ناشط: وفاة ما لا يقل عن 20 شخصا من جراء ضربات الشمس والحوادث المرورية والعطش

وأكد وفاة ما لا يقل عن 20 شخصا من جراء ضربات الشمس والحوادث المرورية والعطش، متوقعا زيادة حصيلة الضحايا “مع إصرار الكثيرين على انتهاج طريق التهريب للوصول إلى مصر”.

وناشد الطيب السودانيون تجنُّب الوصول إلى مصر عبر التهريب، مشيرا إلى أن مخاطر هذا المسلك كبيرة، ولا تتوقف عند تربُّص الموت والصحراء بهم، إذ إن “الوصول إلى مصر بغير الطرق الرسمية يضع الشخص في خانة المخالفة القانونية، ما لم يقم بتوفيق أوضاعه في مفوضية اللاجئين”.

وعلى إثر الأخبار التي تتحدث عن مصرع عشرات السودانيين، أطلق ناشطون حملة في موقع التواصل الاجتماعي، تدعو السودانيين لعدم السفر إلى مصر عبر التهريب، “لما في ذلك من مخاطر كبيرة”.

قانوني:تزايد أعداد السودانيين الهاربين إلى مصر، جاء بسبب تمدد رقعة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى ولايات أخرى

بدوره، أرجع الخبير القانوني السوداني، معز حضرة، تزايد أعداد السودانيين الهاربين إلى مصر، إلى تمدد رقعة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى ولايات أخرى كانت خارج دائرة الصراع.

وقال حضرة لموقع الحرة، إن “ملايين السودانيين نزحوا إلى ولايات مثل الجزيرة وسنار وغيرها، ولكن الحرب لاحقتهم هناك، ومن لم تهدده المواجهات المباشرة بين الطرفين، فإنه بات في مرمى الطائرات المسيرة”.

يتفق حضرة مع الطيب على أن المخاطر لا تتوقف عند خطورة الطريق الصحراوي، مشيرا إلى أن الدخول إلى مصر، وأي بلد آخر، دون تأشيرة رسمية، يعرّض الشخص للمساءلة القانونية.

ولفت إلى أن توفيق الأوضاع بالنسبة للذين دخلوا إلى مصر بالتهريب، رهين بموافقة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، منوها إلى أن “إجراءات المفوضية بطيئة جدا وتحتاج إلى مدة طويلة، قد تمتد إلى 8 شهور، أو أكثر”.

وأضاف أنه “خلال فترة انتظار توفيق الأوضاع، من الممكن أن يواجه الشخص الذي وصل إلى مصر عبر التهريب، عقوبة السجن والغرامة، والترحيل، حال وقع في أيدي السلطات المصرية”.

وكشف الخبير القانوني عن “شكوى تقدم بها عدد من المحامين والقانونيين السودانيين إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جنيف، بسبب بطء الإجراءات في فرع المفوضية في مصر، مقارنة مع فروعها في أوغندا وكينيا، حيث لجأ عدد من السودانيين”.

وأضاف “ما يأسف له المرء أن عمليات التهريب مستمرة من السودان إلى مصر، ونخشى أن يتصاعد عدد الضحايا، وأن يجد السودانيون أنفسهم يفرون من الموت إلى الموت”.

وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص وإصابة آلاف آخرين، بينما دفعت سكانه إلى حافة المجاعة.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، إن عدد النازحين داخليا في السودان وصل إلى أكثر من 10 ملايين شخص.

وأوضحت المنظمة أن العدد يشمل 2.83 مليون شخص نزحوا من منازلهم قبل بدء الحرب الحالية، بسبب الصراعات المحلية المتعددة التي حدثت في السنوات الأخيرة.

وأشارت المنظمة الأممية إلى أن أكثر من مليوني شخص آخرين لجأوا إلى الخارج، معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.

ويعني عدد اللاجئين خارجيا، والنازحون داخلياً، أن أكثر من ربع سكان السودان البالغ عددهم 47 مليون نسمة نزحوا من ديارهم.

نقلاً عن موقع الحرة

الوسومآثار الحرب في السودان اللاجئون السودانيون حرب الجيش و الدعم السريع مصر

مقالات مشابهة

  • من «الموت إلى الموت» .. الصحراء “تتربص” بالفارين من حرب السودان
  • “من الموت إلى الموت”.. الصحراء “تتربص” بالفارين من حرب السودان
  • دبلوماسي أمريكي يوضّح المانع الأساسي أمام إعلان المجاعة في السودان
  • وزير خارجية الأردن: مؤتمر الاستجابة يوجه رسالة للعالم بأن الحرب على غزة يجب أن تتوقف فورا
  • وزير خارجية الأردن: رسالة مؤتمر الاستجابة للعالم هي ضرورة توقف الحرب على غزة فورا
  • لافروف: الحرب الإسرائيلية على غزة يجب أن تتوقف فوراً
  • السودان على حافة المجاعة.. والوكالات الأممية تدق ناقوس الخطر قبل الكارثة (فيديو)
  • 6 دول تجري تدريبات عسكرية.. هل الحرب العالمية على الأبواب؟
  • هذا ما فعلت بنا الإنقاذ
  • غانتس يستقيل من حكومة الحرب الإسرائيلية ويدعو نتنياهو للانتخابات فورا