كشفت صور أقمار  اصطناعية حصلت عليها صحيفة "تلغراف" البريطانية، عن وجود توسعات هائلة في المقابر العسكرية في روسيا، مما يشير إلى التكلفة البشرية الباهظة التي تكبدتها قوات الكرملين جراء غزوها لأوكرانيا منذ 24 فبراير 2022.

وأظهرت الصور وجود توسعات كبرى في المقابر المرتبطة بوحدات النخبة، مثل فرقة الحرس المحمولة جوا، وفرقة الحرس الآلية، ومرتزقة شركة فاغنر العسكرية.

وعلى الرغم من أن موسكو لا تقدم أرقاما واضحة عن خسائرها من الجنود في جبهات القتال، فإن الصور، التي قدمتها شركة "ماكسار تكنولوجيز"، تؤكد التقديرات الغربية بشأن وقوع أعداد كبيرة من القتلى بين صفوف القوات الغازية.

فعلى سبيل المثال، تُظهر صور قسم واحد فقط من مقبرة تولا في موسكو، أن عدد القبور تضاعف 4 مرات تقريبًا بين أكتوبر 2021 وأبريل 2023.

كما تمت إضافة قسم جديد تمامًا لمقبرة بوغورودسكوي القريبة خلال تلك الفترة، مما أدى إلى مضاعفة حجمها 3 مرات على ما يبدو.

القنابل المجنحة.. روسيا تعدل على ذخائر قديمة لاستخدامها في أوكرانيا تظهر لقطات مصورة انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي لجوء القوات الروسية لتكتيكات جديدة في الحرب على كييف عبر استخدام قنابل ضخمة مزود بأجنحة لضرب هداف في عمق أوكرانيا.

وتقع المقبرتان بالقرب من مدينة ريازان غربي روسيا، حيث تتمركز وحدات من الفرقة 106 المحمولة جواً، وفقًا لشركة ماكسار، وهي شركة خاصة للأقمار الاصطناعية، ويقع مقرها في الولايات المتحدة.

وشاركت قوات من تلك الفرقة في أولى المعارك خلال غزو أوكرانيا، كما شاركت لاحقًا في عمليات قتالية بمنطقة باخموت، إلى جانب مقاتلي مجموعة فاغنر.

وتشير تقديرات المخابرات الغربية، إلى أن ما يصل إلى 20 ألف جندي روسي قتلوا في المعارك التي شهدتها باخموت، حسب تلغراف.

خسائر فادحة.. ومكاسب قليلة

وأوضح الضابط السابق بمخابرات الجيش البريطاني، الكولونيل فيليب إنغرام، أن الصور التي وثقت التوسع بالمقابر، تظهر "الثمن الباهظ الذي يدفعه المجندون الروس".

وتابع: "لست متفاجئًا من التوسع الواضح في المقابر القريبة من القواعد العسكرية، حيث تخسر روسيا أكثر من 900 جندي يوميًا في الوقت الحالي لتحقيق الحد الأدنى من المكاسب الإقليمية".

أوكرانيا تعتزم تسريح عدد من المجندين في الجيش وقع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، مرسوما يسمح بتسريح مجندين انضموا إلى الجيش قبل بدء الغزو الروسي، في فبراير 2022، وأكملوا خدمتهم، في وقت تواجه كييف صعوبة في التجنيد. 

وزعم أن "الخسائر الروسية في معركة أفديفكا، حيث مات أكثر من 16000 من جنودهم، أكبر دليل على ذلك".

وتختلف تقديرات عدد الجنود الروس الذين قضوا في القتال في أوكرانيا بشكل كبير، إذ تشير دراسة حديثة أجرتها وسيلتا الإعلام الروسيتان المستقلتان "ميديازونا" و"ميدوزا" إلى أن العدد يصل إلى 88 ألف قتيل حتى نهاية عام 2023، واستندتا في أرقامهما إلى النعي العام وسجلات الميراث الرسمية.

وتتوافق هذه التقديرات مع تقديرات وزارة الدفاع البريطانية، التي تقول إن ما يصل إلى 70 ألف جندي روسي لقوا حتفهم.

وتعتقد الولايات المتحدة أن الرقم قد يصل إلى 120 ألف شخص، في حين أشار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الشهر الماضي، إلى أن العدد يصل إلى 180 ألف قتيل.

وحوالي ربع الجنود الروس الذين قتلوا كانوا يخدمون في وحدات عسكرية نظامية، وربع آخر من الجنود أو المتطوعين المعبأين حديثا، والباقي من السجناء الذين تلقوا عروضا بالعفو عنهم والحصول على مزايا مادية كبيرة مقابل الذهاب إلى جبهات القتال.

وقال إنغرام: "الحقيقة بالنسبة للشعب الروسي هي أن التوسع في حجم هذه المقابر لا يعكس بشكل كامل الأعداد الحقيقية للموتى الروس، فقد جرى دفن العديد من الجثث في ساحة المعركة".

وزاد: "استعادة القتلى الروس وإعادتهم إلى وطنهم ليست أولوية لموسكو، حتى يبقى الحجم الحقيقي للضحايا بعيدًا عن أعين الجمهور، مما يوفر على الكرملين دفع تعويضات للعائلات الثكلى".

وتوقع ذلك الخبير العسكري أن يشهد هذا العام وصول عدد القتلى من كلا الجانبين إلى المليون في المجموع.

وتشمل المقابر الأخرى التي تظهر في الصور، مقبرة بلغني، بالقرب من فيودوسيا في شبه جزيرة القرم، ومقبرة ميخائيلوفسك، بالقرب من ستافروبول، في شبه جزيرة القرم أيضًا.

وكلاهما مرتبطان بفرقة الحرس السابع المحمولة جواً، التي شاركت في الحرب على أوكرانيا منذ البداية.

وشاركت قوات من الوحدة في هجوم جنوبي أوكرانيا ومعركتي خيرسون وميكوليف، حيث ورد أنهم تكبدوا خسائر فادحة.

وفقدت نفس الوحدة 49 جنديًا بيوم واحد خلال العام الماضي.

وكان نخبة المظليين الروس يخدمون مع فوج "VDV 247"، وهو جزء من فرقة الحرس السابع المحمولة جواً، عندما قُتلوا في معركة بالقرب من ستارومايورسكي، وهي قرية في دونيتسك.

وذكرت وسائل إعلام روسية في مارس 2022، أن القائد العام للفرقة، أندريه سوخوفيتسكي، لقي حتفه في القتال.

وترتبط مقبرة ألابينو بالوحدات التي تشكل فرقة البندقية الآلية للحرس الثاني. ويبدو من الصور أنه جرى توسيعها لإيواء جثامين جنود الفرقة الذين لقوا حتفهم في الحرب.

وأخذت الفرقة دورًا صغيرًا في هجوم على شمالي أوكرانيا عام 2022، وفي حصار تشيرنيهيف الفاشل الذي استمر لمدة شهر.

وخلال الحصار في فبراير 2022، قُتل أكثر من 150 جنديًا من الوحدة وأسرت القوات الأوكرانية حوالي 300 آخرين، وفق "تلغراف".

وترتبط مقبرتا باكينسكايا وبيريزوفسكي بمرتزقة فاغنر، ويعتقد أنها تحتوي على قبور العديد من عناصرهم القتلى. وقد أظهرت كلا المقبرتين توسعًا كبيرًا منذ فبراير 2022.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المحمولة جوا فبرایر 2022 بالقرب من یصل إلى

إقرأ أيضاً:

فتح 360 .. روسيا تحصل على دعم من إيران لشن هجوم شرس ضد أوكرانيا

تستعد إيران لتسليم منصات إطلاق صواريخ بالستية قصيرة المدى، قالت الولايات المتحدة إن طهران أرسلتها إلى روسيا العام الماضي؛ لاستخدامها ضد أوكرانيا، وذلك وفقًا لمسؤولين أمنيين غربيين ومسؤول إقليمي.

منصات صواريخ إيرانية في روسيا

قالت وكالة رويترز، إن منصات الصواريخ الإيرانية "فتح-360"، في حال تسليمها؛ ستسهم في دعم الهجوم الروسي الشرس على جارتها، ويؤكد عمق العلاقات الأمنية بين موسكو وطهران.

ويتكوف: تخصيب إيران اليورانيوم خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدةإيران تنفي وجود منشأة نووية سرية وتتهم إسرائيل بتعطيل المحادثات مع أمريكا

وقال محللون إن منصة "فتح-360"، التي يبلغ مداها 75 ميلاً (120 كيلومترًا)، ستمنح قوات موسكو سلاحًا جديدًا لإطلاقه على القوات الأوكرانية في الخطوط الأمامية، والأهداف العسكرية القريبة، والمراكز السكانية القريبة من الحدود مع روسيا.

وكشفت الولايات المتحدة، في سبتمبر الماضي، أن إيران سلمت الصواريخ إلى روسيا على متن 9 سفن ترفع العلم الروسي- والتي فرضت عليها عقوبات- وأبلغت 3 مصادر، رويترز، في ذلك الوقت، أن منصات الإطلاق لم تكن مشمولة.

وصرح مسؤولو الأمن الغربيون والمسؤول الإقليمي، بأن تسليم منصات إطلاق “فتح-360”، وشيك.

ونفت روسيا وإيران سابقًا، أن تكون طهران قد شحنت الصواريخ أو أي أسلحة أخرى للمساعدة في الحرب ضد أوكرانيا التي اندلعت في فبراير 2022.

زيلينسكي يبلغ ترامب استعداده لإجراء محادثات مع روسياترامب يدعو لهدنة غير مشروطة بين روسيا وأوكرانيا.. ويتوعد المخالفالطائرات الإيرانية المسيرة

يقول مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون وأوروبيون، إن إيران زودت روسيا بآلاف الطائرات دون طيار، وقذائف المدفعية.

وفي إشارة واضحة إلى صواريخ "فتح-360"؛ صرّح الجنرال كريستوفر كافولي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، للمشرعين الأمريكيين، الشهر الماضي، بأن إيران تبرعت لروسيا بأكثر من 400 صاروخ بالستي قصير المدى.

ولم ترد أي تقارير علنية عن نقل إيران أي أنواع أخرى من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى إلى موسكو، أو عن استخدام القوات الروسية لصواريخ "فتح-360".

طباعة شارك فتح 360 هجوم شرس ضد أوكرانيا روسيا ايران منصات صواريخ منصات صواريخ إيرانية وزارة الدفاع الروسية مجلس الأمن القومي الأمريكي الطائرات الإيرانية المسيرة

مقالات مشابهة

  • بوتين يقترح إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول ولكن.. دون شروط مسبقة
  • ماكرون لا يستبعد إمكانية نشر قوات عسكرية غربية في أوكرانيا
  • انتهاء وقف اطلاق النار الذي أعلنته روسيا لمدة 72 ساعة في أوكرانيا
  • الكرملين: روسيا تدرس مقترح وقف إطلاق النار مع أوكرانيا
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • روسيا تشترط وقف تسليح أوكرانيا قبل أي هدنة
  • فتح 360 .. روسيا تحصل على دعم من إيران لشن هجوم شرس ضد أوكرانيا
  • ضبط 3 طلاب بتهمة اغتصاب فتاة في المقابر
  • بوتين يشيد ببسالة الجنود الروس في أوكرانيا في احتفالات ذكرى الانتصار على النازية
  • شعر أحمر.. هنا الزاهد تظهر بلوك جديد| شاهد