الحكومة اليمنية: تصعيد الحوثي في البحر الأحمر هروب من أي التزامات داخلية
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
قالت الحكومة اليمنية -المعترف بها دوليا- إن محاولة تضليل جماعة الحوثي للعالم وربط ما تنفذه من عمليات إرهابية في البحر الأحمر بما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو استمرار لنهجها المتوقع في الهروب من أي التزامات داخلية ومواصلة عبثها بمصالح الشعب اليمني لخدمة النظام الإيراني واجندته التوسعية في المنطقة.
جاء ذلك خلال اجتماع للحكومة برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور احمد عوض بن مبارك، اليوم الاحد، في العاصمة المؤقتة عدن، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.
وكرس الاجتماع لمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، وإصدار عدد من القرارات بشأنها، إضافة الى الأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية المرتبطة بحياة المواطنين، مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.
وخلال الاجتماع أاطلع مجلس الوزراء من وزير المياه والبيئة على أنشطة وخطط خلية إدارة أزمة السفينة "روبيمار"، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمجتمع الإقليمي والدولي لاحتواء التداعيات البيئية الكارثية والتلوث جراء غرق السفينة التي استهدفتها جماعة الحوثي
واشار إلى تفعيل خطة الطوارئ الوطنية وانتشار الفرق الميدانية للخبراء في المنطقة والشواطئ لمراقبة التلوث وأخذ العينات الدورية، ووصول خبراء الأمم المتحدة للمساعدة في تقييم تداعيات هذه الكارثة البيئية.
وحدد مجلس الوزراء أوقات الدوام الرسمي لموظفي الدولة خلال شهر رمضان المبارك 1445هـ، بناءا على مذكرة وزير الخدمة المدنية والتأمينات.. وأقر بدء الدوام الرسمي الساعة العاشرة صباحا وينتهي الساعة الثالثة عصرا، وأجاز لوحدات الخدمة العامة التي لا يتناسب هذا التوقيت مع طبيعة عملها ان تحدد التوقيت المناسب لبداية ونهاية دوام موظفيها على ان لا تقل ساعات الدوام عن 5 ساعات في أي حال من الأحوال.
ورفع مجلس الوزراء برقية تهنئة إلى فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وأعضاء المجلس وجميع ابناء الشعب اليمني في الداخل والخارج والأمة العربية والإسلامية، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك.. مؤكدا ضرورة إحياء قيم التكافل والتراحم والتآخي في هذا الشهر الفضيل والعمل بتكاتف على تجاوز الظروف العصيبة وتخفيف معاناة الشعب اليمني التي تسببت بها مليشيا الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على السلطة الشرعية واشعالها للحرب.
وجدد مجلس الوزراء دعوة اليمن للمجتمع الدولي الى ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني والوقف الفوري لإطلاق النار وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين، ووقف قرار الاحتلال ببناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية.
وأكد الموقف الثابت لليمن في الوقوف الى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
كما رحب بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار في السودان الشقيق، خلال شهر رمضان المبارك، واهمية ذلك في حقن الدماء ودعم جهود تحقيق السلام.
وأحاط رئيس الوزراء وزير الخارجية في مستهل الاجتماع، أعضاء المجلس، بنتائج زيارته الى جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة بناءا على دعوة من الحكومة الروسية، والمواضيع والملفات التي مناقشتها على مختلف المستويات.
ووجه الوزارات والجهات المعنية بمتابعة انجاز ما تم الاتفاق عليه بين البلدين الصديقين خاصة في مجالات الكهرباء والطاقة والصناعة والنفط وغيرها من المجالات.. مشيرا الى مستجدات الأوضاع على المستوى السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي والخدمي.
وتطرق بن مبارك، الى الإجراءات والاولويات التي تعمل عليها الحكومة بموجب توجيهات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وأعضاء المجلس، لتخفيف حدة تداعيات هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية على المنشآت النفطية وتوقف تصدير النفط الخام منذ 16 شهرا، وفي المقدمة تحسين موقف العملة الوطنية، وضمان استدامة الخدمات، ودفع رواتب الموظفين.. لافتا الى ان المواطن وحياته المعيشية هو محور اهتمام الحكومة، وجوهر خططها وبرامجها الخدمية والانمائية في مختلف القطاعات.
وشدد على مضي الحكومة وبعزيمة لا تلين في تسريع مسار الإصلاحات ومكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة، والعمل على إعادة الاعتبار للدولة وهيبتها وسلطتها واحترام مؤسساتها بالتوازي مع معركة انهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن عدن الحكومة البحر الأحمر مليشيا الحوثي شهر رمضان المبارک مجلس الوزراء
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" من البحر الأحمر.. ما المشاكل والاخفاقات التي واجهتها؟ (ترجمة خاصة)
كشفت تقارير غربية عن انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان من البحر الأحمر بعد خسارتها ثلاث طائرات مقاتلة.
ونقل موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي مسؤول دفاعي أمريكي قوله إن حاملة الطائرات موجودة حاليًا في البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من أن التاريخ الدقيق لعودتها إلى ميناءها لا يزال غير مؤكد.
وحسب مجلة " إيكونوميست" فإن حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان عادت أخيرًا إلى موطنها بعد مهمة طويلة وصعبة في البحر الأحمر.
وذكرت أن حاملة الطائرات التي شاركت في عمليات قتالية ضد الحوثيين في اليمن، فقدت ثلاث طائرات مقاتلة خلال مهمتها، كما تعرضت لاصطدام مع سفينة تجارية. والآن، وبعد أشهر في البحر وحوادث متعددة، غادرت ترومان البحر الأحمر، وهي تبحر عبره في طريق عودتها إلى نورفولك بولاية فرجينيا.
وسلطت المجلة البريطانية الضوء على المشاكل والصعوبات التي واجهت حاملة الطائرات "ترومان" في البحر الأحمر:
ماذا حدث خلال مهمة حاملة الطائرات هاري إس ترومان في البحر الأحمر؟
كان نشر حاملة الطائرات هاري إس ترومان جزءًا من الجهود العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وخاصةً في دعم عملية "راف رايدر" - وهي حملة قصف استهدفت قوات الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن. كانت ترومان واحدة من حاملتي طائرات شاركتا في العملية، التي بدأت في وقت سابق من هذا العام واستمرت عدة أسابيع قبل أن تقرر إدارة بايدن تعليق المهمة في أوائل مايو.
خلال فترة وجودها في المنطقة، شاركت حاملة الطائرات في عمليات مكثفة، حيث شنت مهام جوية وحافظت على وجود بحري في منطقة صراع حرجة. لكن المهمة لم تخلُ من انتكاسات.
كيف فقدت حاملة الطائرات الأمريكية ترومان ثلاث طائرات مقاتلة؟
تحول انتشار حاملة الطائرات ترومان إلى كارثة عندما فقدت السفينة ثلاث طائرات مقاتلة من طراز F/A-18 في حوادث منفصلة، مما أثار مخاوف أمنية خطيرة.
1. تصادم في البحر الأبيض المتوسط: في منتصف فبراير، اصطدمت حاملة الطائرات بسفينة تجارية كبيرة بالقرب من بورسعيد، مصر. تسبب الاصطدام في أضرار للسفينة، مما أجبرها على التوجه إلى قاعدة بحرية أمريكية لإجراء إصلاحات. أدى هذا الحادث إلى إقالة قائد حاملة الطائرات ترومان، على الرغم من أن تفاصيل التصادم لا تزال محدودة.
2. سقوط طائرة نفاثة وجرار سحب في البحر: في وقت لاحق، في أبريل، أثناء عودة السفينة إلى البحر الأحمر، سقطت طائرة مقاتلة وجرار سحب في المحيط. كانت طائرة F/A-18 تُنقل في حظيرة الطائرات عندما وقع الحادث. نجا بحار بأعجوبة من الإصابة بعد أن قفز من قمرة القيادة قبل لحظات من انزلاق الطائرة في البحر. أشارت التقارير إلى أن السفينة كانت تتخذ إجراءات مراوغة في ذلك الوقت، مما قد يكون ساهم في الحادث.
3. فشل كابل التوقف: بعد أكثر من أسبوع بقليل، تحطمت طائرة F/A-18 أخرى في البحر أثناء محاولة هبوط. انقطع كابل الإيقاف - وهو نظام أمان رئيسي يُستخدم لإيقاف الطائرات عند هبوطها على سطح السفينة - بعد أن فشل في الإمساك بخطاف ذيل الطائرة المقاتلة. ولحسن الحظ، قفز الطياران بالمظلة وأُنقذا بطائرة هليكوبتر.
لماذا أُرسلت حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان إلى البحر الأحمر؟
أُرسلت حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان إلى البحر الأحمر كجزء من استراتيجية أمريكية أوسع لمواجهة التهديدات في الشرق الأوسط. وكان الهدف من وجودها إظهار القوة والحفاظ على الاستقرار في المياه التي شهدت تزايدًا في هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة من قِبل قوات الحوثيين. دعمت عمليات السفينة الغارات الجوية خلال عملية "الراكب الخشن"، حيث استهدفت القوات الأمريكية مواقع الإطلاق وأنظمة الرادار وغيرها من الأصول العسكرية في اليمن.
وضعت هذه المهمة طاقم السفينة تحت ضغط كبير لأشهر، خاصة مع تصاعد التوترات وتكثيف الهجمات على السفن التجارية في المنطقة. وقد أبرز إرسال حاملة الطائرات ترومان المخاطر التي تواجهها القوات البحرية الأمريكية خلال مثل هذه العمليات القتالية.
ما هو التالي لحاملة الطائرات الأمريكية هاري إس. ترومان؟
الآن، وبعد عودة حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان إلى نورفولك، يُرجّح أن تُجري البحرية مراجعة شاملة لانتشارها، بما في ذلك خسائر الطائرات وحادث الاصطدام السابق. ومن المتوقع أن تدرس التحقيقات تسلسل الحوادث، واتخاذ القرارات التشغيلية، وما إذا كانت بروتوكولات السلامة بحاجة إلى تحسين.
بعودة حاملة الطائرات ترومان، تُصبح حاملة الطائرات الأمريكية كارل فينسون هي الوحيدة العاملة حاليًا في المنطقة. وقد جُهزت فينسون بمقاتلة الشبح F-35C، وهي طائرة أحدث وأكثر تطورًا مُصممة لعمليات حاملات الطائرات، مما قد يؤثر على قرارات نشر حاملات الطائرات في المستقبل.
ماذا يعني هذا لعمليات البحرية الأمريكية المستقبلية؟
قد يكون لنشر حاملة الطائرات ترومان المضطرب آثار طويلة المدى. فخسارة ثلاث طائرات مقاتلة - تُقدر قيمة كل منها بعشرات الملايين من الدولارات - والأضرار التي لحقت بحاملة طائرات بقيمة 6 مليارات دولار، تُثير مخاوف بشأن الجاهزية التشغيلية والسلامة في البحر. كما تُسلط الضوء على تحديات الحفاظ على وجود عسكري قوي في المياه المُعرّضة للصراعات مثل البحر الأحمر.
مع استمرار تطور الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، قد تُعدّل البحرية دورات الانتشار، ومعايير التدريب، وأساليب التعامل مع المعدات لمنع وقوع حوادث مماثلة. في الوقت الحالي، ينصبّ التركيز على إعادة ترومان وطاقمها إلى الوطن بأمان بعد واحدة من أكثر عمليات الانتشار أهمية في التاريخ الحديث.