بوابة الوفد:
2025-05-25@07:14:15 GMT

معركة رأس الحكمة العالمية

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

تناول الجميع صفقة مدينة رأس الحكمة من منظور استثمارى فقط، وتلك ليست هى الحقيقة، بل الحقيقة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحرب التى تواجهها الدولة المصرية منذ 2010 وإلى وقتنا هذا، وتلك الحقبة هى إرهاصات لحرب تاريخية من الغرب الاستعمارى الذى يتلون ويتنوع ويتغير داخل ثياب وأسماء مختلفة لكن المضمون والهدف واحد وهو السيطرة على مصر لاستمرار قوتهم وتواجدهم الدائم.

منذ اختفاء إمبراطورية الأجداد «الفراعنة» أصبحت مصر الرحم للمخاض عن أى إمبراطورية أو قوى عظمى تولد أو تموت، والسبب يرجع إلى موقعها الجغرافى كحجر زاوية مهم يربط قارات العالم بجانب أنها الدرب والمسار إلى الموارد الطبيعية والثروات للمنطقة، الإمبراطورية الرومانية، الفرس، المغول، العثمانيون، بريطانيا وأخيرًا أمريكا معظمهم ولد ورحل من رحم مصر، وفى كل ذلك اتفق الجميع وما زالوا يتفقون على أن تظل مصر كذلك حتى يتسنى لهم حلم الصراع على القوة.

وفى أصعب حروب التاريخ التى تدور بين الصهيونية العالمية وأدواتها المتمثلة فى الاستعمار القديم الحديث، وفى الصورة أمريكا وذيولها فى الغرب، ضد روسيا والصين هكذا واجهت مصر إرهاصات ذلك الصراع المتمثل فى تطويقها بحزام نارى مشتعل يحاول جرها إلى اللهيب لإحراقها ومن ثم الاستيلاء عليها، وذلك لضمان الاستمرار أو على الأقل جودة المساومة على هو قادم.

ومن هنا لابد أن نقدم التحية والتقدير والتهنئة أيضا للشعب المصرى العظيم والقيادة السياسية والقوات المسلحة المصرية والشرطة، وكل الجهات الأمنية والسيادية، على عبقرية التعامل مع تلك الحرب والخروج من دائرة اللهيب دون الاحتراق، وإجبار جميع المتصارعين على حكم العالم من النظامين بجعل مصر شريكا وليس طريقا فى ما هو قادم، هكذا هو التحليل السليم لصفقة مدينة رأس الحكمة والتى افضى الصراع إلى الاتفاق على إقامتها لتكون باكورة للكثير من المشروعات المتنوعة التى ستسحب عمالقة الشركات العالمية للتوطين الاستثمارى المتنوع فى مصر.

مدينة رأس الحكمة ستكون مدينة رقمية من الجيل المتقدم تعمل كمرتكز تجارى لدول المنطقة، وربطها بالملاحة فى قناة السويس لتكون ملتقى لطريق الحرير الصينى ومرتكزه قناة السويس وتمدده على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط لخدمة أوروبا وآسيا وأفريقيا، وذلك بعد تكامل بعض المشروعات على سواحل البحر الأحمر والمتوسط وربطهما بتلك المدينة داخل مصر، ولذا طبقا لتلك الرؤية قد انتهى اقتراح طريق الهند الأسيوى الذى اعلن عنه الرئيس الأمريكى فى قمة العشرين العام الماضى والذى سيمر بالسعودية والإمارات وإسرائيل ومن ثم أوروبا وهنا سبب الحرب فى غزة التى كانت تهدف إلى إقامة مدينة رقمية فى سواحل غزة على البحر المتوسط على شاكلة مدينة رأس الحكمة، تدير قناة بن جورين الاسرائيلية المزمع حفرها وتربط التجارة مع الخليج ودول الشام، وتتلاقى مع طريق الهند الأسيوى المعلن عنه والوصول إلى أوروبا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السيطرة على مصر الدولة المصرية مصر مدینة رأس الحکمة

إقرأ أيضاً:

السيدة خالصة.. حين تمشي الحكمة على الأرض ثم تصعد إلى السماء

 

 

زكريا الحسني

في محطات الحياة، تمرُّ علينا وجوه كثيرة، نُصادفها في الزمان والمكان، فتترك فينا أثرا ثم ترحل. لكنّ بعض الوجوه لا تكتفي بالمرور أو ترك الأثر؛ بل تتجاوزهما إلى السكون في القلب، بحيث تُقيم فيه برصيدها العالي من الرزانة، ومن الطيبة، وبالنور الخاص الذي يشعُّ من النفوس النبيلة.. هكذا كانت السيدة خالصة بنت نصر بن يعرب البوسعيدي- رحمها الله- والدة السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المُعظم- أبقاها الله.

لم تكن فقط خالتي، ولا مجرد جارةٍ عشتُ بالقرب منها في طفولتي؛ بل كانت حضورًا هادئًا في حياتنا، كأنَّها ظلٌ أمّ ثانية أطول من الثانية المعتادة، تمشي بيننا ببصيرة، تتحدث بفمٍ من القلب. أتذكرها جيدًا، كما لو أنَّ الزمن عاد بي إلى ذلك الحيّ؛ حيث كانت البيوت مُتقاربة، والقلوب أكثر قربًا. كنت صغيرًا، أطرق بابها حاملًا ما أوصتني به أمي، وأجد عندها دائمًا الوجه المُشرق، والابتسامة الهادئة، وكأنَّ الدنيا مهما تعقدت، تتوقف عند عتبتها لتتنفس بعض الطمأنينة.

كانت امرأةً بسيطة في مظهرها، عظيمة في جوهرها.

لم تكن كثيرة الكلام، ولكن متى تكلّمت، سكنت القلوب؛ لأنَّها كانت تتحدث بحكمة من جرّب، وصبرُ من رأى، ورِضا من فهم سرّ الحياة. كانت تعرف كيف تواسي دون أن تفرض، وكيف تُرشد دون أن تُحرج، وكيف تفيض بالأمومة حتى على من لم تلدهم.

وما من لحظة مرّت بها إلّا وكانت راسخة، ثابتة، كجبلٍ وديعٍ يحتضن من حوله بالظل والسكينة. لم تكن تهتزّ في المِحن، ولا تتبدل في الأزمات؛ بل كانت مصدر اتزانٍ وهدوء، تستمده من إيمان عميق، ورضا داخلي لا يتزعزع.

جُمعتْ في شخصها صفات الأمّ الحنون، والمرأة القوية، والإنسانة التي تقابل الجميع بابتسامة، دون أن تنقص هيبةً، أو تتخلى عن وقار. لم تكن يومًا تبحث عن الأضواء، لكنها كانت الضوء الذي يهتدي به من حولها دون أن يشعر.

ولا نبالغ إن قلنا إنّ البيت الذي سكنته، لم يكن مجرد جدران وسقف؛ بل كان موئلًا للطمأنينة، ملتقى للمُحبين، ومرسى لكل من أرهقته الحياة. كانت قد صنعت فيه كهفاً للحنان، وللبركة، يمنح الأثر الذي لا يُمحى.

وإن كان يُعرف الإنسان من أثره، فإنَّ خالتي "خالصة" تركت فيمن عرفوها بصمةً لا تُنسى، وذاكرةً لا يشوبها النسيان. وكانت ثمرة حياتها، السيدة الجليلة "عهد"، الشاهدة على هذا المجد الصامت، وعلى تلك التربية العميقة التي لا تنبت إلا من قلبٍ صادق، ويدٍ خفيّة تصنع العظمة دون أن تتحدث عنها.

واليوم.. وقد عادت روحها إلى بارئها، لا أملكُ سوى أن أرفع يديّ بالدعاء: اللهم، يا من خلقت الطُهر وأودعته في بعض الناس، اغمر روحها بنور رحمتك، وارفع مقامها عندك، واجعل قبرها روضةً من رياض الجنة، فمن كانت بهذا النقاء، لا يليق بها إلا جوارك، يا واسع الرحمة، يا أرحم الراحمين.

مقالات مشابهة

  • حديث روسي عن وثيقة لتسوية الصراع وأوكرانيا لا تعلم
  • تعليق إمام عاشور على صورته مع كهربا
  • غزة تخوض معركة نزف الدم
  • الفاضل الجبوري مُدعي الحكمة والمتسلق على أبوابها فر هارباً مُعرداً نحو نيالا
  • السيدة خالصة.. حين تمشي الحكمة على الأرض ثم تصعد إلى السماء
  • السودان مهدد للسلم الإقليمي والعالمي
  • وهل يخدع الإنسان نفسه؟!
  • الصراع بالكونغو الديمقراطية يجبر عشرات الصحفيين على الفرار
  • مدبولي يتابع مستجدات تطوير مدينة رأس الحكمة بالساحل الشمالي الغربي
  • التصعيد اليمني يضيف تحدياً جديداً على العدو الصهيوني .. تفاصيل التحوّل الاستراتيجي في معادلة الصراع