سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الضوء على القيود التي يواجهها الكثير من الفلسطينيين من أجل الوصول إلى المسجد الأقصى، خصوصا مع بداية شهر رمضان المقدس لدى المسلمين.

ويخشى الكثيرون من قيود إضافية قد تفرضها إسرائيل على دخول المسجد الأقصى وباحته، وهو الموقع الذي يصل عدد زواره تقريبا إلى 200 ألف شخص يوميًا.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن دخول الأفراد إلى المسجد الأقصى "يتم بعد تدقيق أمني مشدد بسبب الواقع الحالي، ولمنع أي اضطرابات"، لكن بحسب الصحيفة، لم توضح الشرطة ما إذا كان سيتم منع بعض المصلين وخصوصا الشباب، من دخول المسجد أيام الجمعة.

وأوضح الفتى المقدسي، يوسف صديق (13 عاما)، أن الشرطة الإسرائيلية تمنعه من دخول مجمع المسجد الأقصى أغلب أيام الجمعة.

وانتشرت مقاطع فيديو، الأحد، تشير إلى منع الكثير من الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى، بعدما حاولوا الوصول إليه للصلاة في أول ليلة من شهر رمضان.

وحذر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الإثنين، خلال مؤتمر صحفي، من أن تحرك إسرائيل "لتقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى يدفع نحو وضع متفجر".

تغطية صحفية: مشهد من اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين عقب محاولتهم الدخول للمسجد الأقصى المُبارك. pic.twitter.com/xrrNXjET2g

— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) March 10, 2024

ونقلت نيويورك تايمز عن مدير العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، محمد الأشهب، أنه "لم يتم السماح إلا للمسلمين الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة بالدخول خلال الأسابيع الأولى من الحرب".

وأضاف أن عدد الحضور في صلاة الجمعة حينها وصل إلى ألف شخص تقريبا، بدلا من 50 ألف مصل. ولفت إلى أنه على الرغم من تحسن الوضع منذ ذلك الوقت، فإن "العديد من المسلمين يتم منعهم حتى الآن".

ويخشى الفلسطينيون على مستقبل المسجد وباحته، في ظل حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، بحسب نيويورك تايمز.

ويمر الفلسطينيون كل يوم جمعة، بثلاث مراحل من الحواجز للشرطة الإسرائيلية، حيث يتم فحص الهويات تفتيش الحقائب، ويتم منع أشخاص من المرور، وفق الصحيفة.

وردا على اتهامات المنع، نشر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أوفير غندلمان، الأحد، مقطع فيديو لما قال إنها "صلاة المغرب في الحرم الشريف، وخلافا للتقارير الكاذبة التي تم ترويجها في وسائل الإعلام العربية.. تم السماح لجميع المصلين من جميع الأعمار بالدخول إلى باحات الحرم والمسجد الأقصى وأداء الصلاة".

إنتهت قبل قليل صلاة المغرب في الحرم الشريف. كما ترون, وخلافا للتقارير الكاذبة التي تم ترويجها في بعض وسائل الاعلام العربية المحرضة, تم السماح لجميع المصلين من جميع الأعمار بالدخول إلى باحات الحرم والمسجد الأقصى وأداء الصلاة فيها.#رمضان كريم. pic.twitter.com/2eMQm8IYys

— Ofir Gendelman (@ofirgendelman) March 10, 2024

وفي تقرير نيويورك تايمز، قال عبد العزيز سبيتان (30 عاما)، إنه تم إبعاده لدى محاولته الدخول من باب الأسباط، أحد المداخل السبعة للمنطقة، وأشار إلى أن "عددا من أصدقائه منعوا من الدخول حينما حاولوا ذلك عبر بوابات أخرى".

وكان المواطن المقدسي يحضر بشكل مستمر صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، لكن لم يتمكن من الوصول لأداء الصلاة ولو لمرة واحدة منذ السابع من أكتوبر، وفق الصحيفة. وتابع: "إنه بيت الله وبيت أجدادنا. كمسلمين، هذا الأمر مهم".

وعلى مدار الأسابيع الماضية، كان من يتم منعهم من الصلاة داخل المسجد الأقصى يتجمعون في الشوارع ويؤدون الصلاة، لكن بدا الأمر أكثر صعوبة، الجمعة، حينما أبعدتهم الشرطة الإسرائيلية إلى خارج أسوار البلدة القديمة بالقدس.

وطالما كان المسجد الأقصى ومحيطه، منطقة توتر خلال شهر رمضان، ففي عام 2021، تسببت اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، في تصعيد لمدة أسبوعين مع حماس في قطاع غزة. وحينما داهمت الشرطة في الربيع الماضي المنطقة لإخلاء متظاهرين حبسوا أنفسهم داخل المسجد، اندلعت جولة قتال أخرى مع حماس.

رمضان يحل على المسجد الأقصى في أجواء من "الخوف وعدم اليقين" قبل ساعات من شهر رمضان المقدس عند المسلمين، يستعد الفلسطينيون والإسرائيليون كل على طريقته فيما يتعلق بترتيبات المسجد الأقصى في القدس، والاستعدادات لهذا الشهر في ظل "خوف وعدم يقين" مما قد يحدث.

وعلى النقيض من الأعوام السابقة، لم يتم وضع الزخارف المعتادة حول البلدة القديمة، وسادت نبرة كئيبة مماثلة في بلدات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، حيث قتل نحو 400 فلسطيني في اشتباكات مع قوات الأمن أو المستوطنين اليهود منذ بداية حرب غزة.

من جانبها، تقول إسرائيل إن العمليات العسكرية التي تقوم بها في الضفة الغربية، تهدف إلى "القبض على مطلوبين بجرائم إرهابية".

وقال عمار سدر، أحد وجهاء البلدة القديمة في حديث لوكالة رويترز: "لقد قررنا هذا العام عدم تزيين البلدة القديمة بالقدس احتراما لدماء أطفالنا وشيوخنا".

وأفاد بيان في الخامس من مارس الجاري، لمكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، أن الحكومة "تعتزم السماح للمصلين بدخول الحرم القدسي في الأسبوع الأول من رمضان، كما في السنوات السابقة".

وقال مكتب نتانياهو في بيان نقلته فرانس برس: "خلال الأسبوع الأول من رمضان، سيسمح للمصلين بدخول جبل الهيكل (الحرم القدسي) بأعداد مماثلة لتلك المسموح بها في السنوات الماضية.. سيحصل تقييم للوضع على صعيدي الأمن والسلامة" أسبوعا بأسبوع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الشرطة الإسرائیلیة البلدة القدیمة نیویورک تایمز المسجد الأقصى شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى من جديد

أقدم عشرات المستوطنين اليهود، اليوم الثلاثاء، على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت محافظة القدس، بأن 960 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية أمام قبة الصخرة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إنه يجب وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن الاتصالات مع سوريا لم تصل إلى مستوى التفاهمات.

ويأتي ذلك تزامناً مع الاعتداءات الإسرائيلية المُتكررة على سوريا. 

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

وذكرت مصادر إعلام سورية، اليوم الثلاثاء، أن مواطنين اثنين تعرضا للغصابة جراء إطلاق الاحتلال النار على المدنيين في ريف القنيطرة.

وقال جيش الاحتلال إن قواته أطلقت النار في القنيطرة لفرض الأمن.

وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تُنفذ توغلاً باتجاه بلدتي جبا وخان أرنبة في ريف القنيطرة.

ويأتي ذلك استمراراً للعدوان الإسرائيلي على سوريا المُتواصل منذ فترة ليست بالقصيرة. 

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مقابلة مع موقع بوليتيكو، إن عدداً من الدول الأوروبية "لن تكون قابلة للاستمرار" ما لم تُجرِ تغييرات جذرية في سياسات الحدود الخاصة بها، مشدداً على أن ملف الهجرة سيبقى من القضايا المحورية في علاقات واشنطن مع الأوروبيين.

وأكد ترامب أن دعم الخفض الفوري لأسعار الفائدة سيكون معياراً أساسياً في اختياره المرشح لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في إشارة واضحة إلى اتجاهه نحو الضغط لتعديل السياسات النقدية الأميركية.

وفي ملف الأمن، كشف ترامب أنه قد يوسّع نطاق العمليات العسكرية لمكافحة المخدرات في أميركا اللاتينية، لتشمل دولاً مثل المكسيك وكولومبيا، بهدف مواجهة شبكات التهريب وتعزيز التعاون الأمني الإقليمي.

وحذّرت حركة حماس من خطورة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، مؤكدة أن الظروف الحالية تستدعي إطلاق عملية إغاثة عاجلة لتوفير احتياجات النازحين الأساسية.
وقالت الحركة إن الخيام المتهالكة التي تقيم فيها آلاف العائلات غير صالحة لتحمّل الأمطار أو الظروف الجوية القاسية، الأمر الذي يهدد بزيادة المعاناة الإنسانية.
ودعت حماس إلى تحرّك دولي فوري لتفادي الآثار الخطيرة للمنخفض الجوي الجديد المتوقع خلال الساعات المقبلة، مشددة على ضرورة توفير حماية وإسناد عاجل للمدنيين في ظل استمرار العدوان ونقص خدمات الإيواء.

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" استشهاد 165 طفلاً في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدة أن ما يجري يعكس انهياراً غير مسبوق في الوضع الصحي للأطفال.
وحذّرت المنظمة من أن استمرار القيود على وصول المساعدات يفاقم الكارثة الإنسانية، ودعت إلى وقف فوري لقتل الأطفال وضمان تدفق الإغاثة دون عوائق.

وقالت "يونيسف" إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء في غزة "مرتفعة للغاية"، مشيرة إلى أن مراكزها الصحية استقبلت 9300 طفل يعانون سوء التغذية الحاد.
وأضافت المنظمة أن 4 آلاف طفل ينتظرون الإجلاء الطبي العاجل للعلاج خارج القطاع، مؤكدة أن التأخر في تقديم الرعاية يشكّل تهديداً مباشراً لحياتهم ويستدعي تدخلاً دولياً فورياً.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إن جيش الاحتلال حدد مناطق خضراء للأمريكيين ضمن الخط الأصفر برفح لبناء بنية تحتية للسكان.

وأضافت :"لن يدخل المناطق الخضراء برفح إلا العائلات الفلسطينية التي لا ترتبط بحماس".

واتهمت حركة حماس، اليوم، جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدم الالتزام ببنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن أي نقاش حول المرحلة الثانية لن يُبحث قبل التنفيذ الكامل لما تم الاتفاق عليه.

وقالت الحركة إن الاحتلال يواصل هدم منازل الفلسطينيين داخل ما يعرف بالخط الأصفر، في امتداد للأعمال العسكرية التي كان يفترض أن تتوقف منذ اليوم الأول للاتفاق، معتبرة أن تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي تكشف بوضوح خرقاً واضحاً للالتزامات المتفق عليها.

وأكدت حماس رفضها للتصريحات الإسرائيلية التي ادعت أن "الخط الأصفر" يمثل حدود غزة الجديدة، مشددة على أن هذه الادعاءات باطلة وتمثل محاولة لفرض وقائع جديدة تتعارض مع الاتفاق ومع حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشاد محمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، بحجم التأييد الدولي للقرارات الأخرى الصادرة لصالح فلسطين، مؤكداً أنها تعكس رفض المجتمع الدولي لانتهاكات الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • ماذا ينتظر الأقصى خلال عيد الأنوار اليهودي الوشيك؟
  • إصابة طبيب برصاص الاحتلال واستمرار اقتحامات الحرم القدسي
  • مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسًا تلمودية
  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى
  • نحو ألف مستوطن يقتحمون الأقصى بحماية جيش الاحتلال
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى من جديد
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك