الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد: منظر البط والفطير المشلتت جعلنى أؤذن لصلاة المغرب قبل الميعاد
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
يحكى الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد، الحاصل على جائزة النيل فى الآداب، وجائزة كتارا، ونجيب محفوظ فى الرواية أن والده كان رجلًا متدينًا لكنه فى مسألة الصيام لم يكن يضغط عليهم وهم أطفال يصومون، لذا فإن أول مرة صام رمضان كان وعمره اثنى عشر عامًا.
ويشير «عبد المجيد» إلى أنه حتى فى هذه السن فإن والده كان يقول له إذا جعت: كل.
فالدين يُسر ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
ويتذكر هذه الحكاية فيقول: فى مرة جاء رمضان فى الصيف، وزارتنا جدتى من الأرياف محملة بالبط والأوز والفطير المشلتت جاهزًا للأكل. وفى هذا اليوم لم تطبخ أمى شيئًا وإنما أعددت لنا فقط مشروب القمر الدين. وكنا ننتظر مدفع الإفطار قبل الإفطار بعشر دقائق، وفى هذا اليوم وضعت أمى الطعام على المائدة قبل الإفطار بنصف ساعة، وجلس أبى أمام الطبلية يقرأ القرآن، وجلست أمى فى غرفة داخلية تتحدث مع جدتى، وجلست أختاى الأكبر منى أمام الطبلية فى أدب. فى ذلك اليوم كنت أريد أن أثبت لنفسى قدرتى على الصيام، لكن منظر البطة والأرز المعمر والفطير وعسل النحل لم يكن من الممكن مقاومته. وانسحبت سريعًا من البيت وكان هناك مسجد صغير بجوارنا يؤذن فيه المؤذن بلا ميكرفون، ووقفت تحت النافذة وأذنت أذان المغرب. رفعت صوتى بقدر ما أستطيع وانتهيت من الأذان بسرعة ودخلت إلى البيت، فرأيت الجميع يشربون قمر الدين، وجلست وشربت معهم وأكلت، ولاحظت أن أبى ينظر إلى أكثر من مرة، وفجأة توقفت أمى عن الأكل وقالت: أستغفر الله العظيم. مين ابن الحرام اللى ادن وخلانا نفطر قبل الميعاد. ونظر إلى أبى وقال: خلاص إحنا مغلطناش وحسابنا عليه عند ربنا. كملوا أكل. وأكملنا جميعًا الأكل وبعد ذلك أخذنى أبى إلى غرفته وقال لى هامسًا: ما تعملش كده تانى. قلت له فى براءة: أنا عملت إيه. قال لى: أذنت وأنا عارف صوتك. بس ما اخدتش بالى فى الأول علشان كنت مشغول بقراءة القرآن. أنا قلت لك قبل كده، لو جعت كل، لكن ما تأذنش قبل الميعاد.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
رحيل "أم إبراهيم"... الدراما السورية تودّع فدوى محسن عن 84 عامًا
فقدت الساحة الفنية السورية واحدة من أبرز وجوهها النسائية، برحيل الفنانة القديرة فدوى محسن عن عمر ناهز 84 عامًا، وفق ما أعلنت نقابة الفنانين في سوريا عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك".
وأشارت النقابة إلى أنها ستعلن لاحقًا تفاصيل مراسم التشييع والدفن.
ونعاها نجلها الفنان هاني البكار بكلمات مؤثرة على حسابه في "إنستغرام"، قائلاً: "أمي في ذمة الله.. الله يرحمك يا أمي.. رحتي لعند أرحم الراحمين."
مسيرة فنية... وتهميش في الختام
وُلدت فدوى محسن في 26 فبراير 1941 في مدينة دير الزور، وانطلقت في عالم الفن خلال منتصف الثمانينات، لكنها حققت شهرتها الواسعة من خلال مشاركتها في مسلسل "طرابيش" عام 1992، ولاحقًا بدور "أم إبراهيم" في سلسلة "باب الحارة" الذي علّق في ذاكرة الجمهور العربي.
قدّمت الراحلة عشرات الأدوار في أعمال درامية وسينمائية تركت بصمتها، من بينها: "ما ملكت أيمانكم"، "قلوب صغيرة"، "صرخة روح"، "العبابيد"، "تل اللوز"، "عودة غوار الأصدقاء"، و"أبناء القهر".
ورغم عطائها الطويل، عانت فدوى محسن من الإقصاء في السنوات الأخيرة، إذ لم تُدرج ضمن قوائم التكريم في بعض الفعاليات، وهو ما أشار إليه ابنها بحرقة. في المقابل، أكدت تماضر غانم، رئيس فرع دمشق لنقابة الفنانين، أن النقابة كرّمتها في منزلها احترامًا لمسيرتها.
وداعًا لصوت الأم الحنون
برحيل فدوى محسن، تفقد الدراما السورية إحدى نوافذها الأصيلة التي جسّدت دور الأم والمرأة الدمشقية بعفوية وصدق، تاركة وراءها إرثًا فنيًا سيظل حاضرًا في ذاكرة المشاهد العربي.