حاخام إسرائيلي: أوقفوا الحرب على غزة!
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
طالب حاخام إسرائيلي بوقف حرب غزة، مشددا على استحالة تحقيق هدفي هذه الحرب المعلنين، فلا حماس يمكن القضاء عليها، ولا الأسرى تمكن إعادتهم أحياء إلى إسرائيل، بل إن الأخبار المتداولة تقول إن ما بين ربعهم وثلثهم لم يعودوا على قيد الحياة، حسب قوله.
وأوضح مايكل بودن، وهو رئيس سابق للمجلس الإسرائيلي لحاخامات الإصلاح، أن إسرائيل كانت محقة في شنها الحرب، ولكن بعد مرور 5 أشهر، حان وقت المحاسبة وإعادة تقييم ما حصل لتحديد ما هو ممكن فعليا.
وحذّر بودن -في مقال كتبه في مدونة بصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"- من أن الأزمة الإنسانية في غزة لا يمكن إلا أن تتفاقم أكثر وأن العالم يحمّل إسرائيل المسؤولية، بما في ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي دعم إسرائيل منذ البداية، بل وسافر إليها لإظهار تضامنه معها في بداية الحرب، مبرزا أن بايدن لم يعد يوافق على الطريقة التي تدار بها الأمور.
واعترف بودن، وهو حاخام بمدينة هود هشارون بإسرائيل، بأن دوافع بايدن قد تكون داخلية تتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن هذا لا يعني أن إسرائيل تستطيع أن تتجاهل مخاوفه، على حد تعبيره.
لكن الأهم من ذلك، حسب بودن، هو أن إسرائيل نفسها تحتاج إلى وقف الحرب "فنحن أمة تحت الحصار.. ولا تزال معظم شركات الطيران الأجنبية تبتعد عنا، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو حقيقة أن شمال وجنوب بلادنا أصبحا غير صالحين للسكن.. ولم يضطر مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الفرار من منازلهم فحسب، بل حُرموا أيضا من سبل عيشهم. فإلى متى يمكن لدولة أن تعيش هكذا؟"، يتساءل الحاخام.
وهنا أوضح أنه يتفهم سبب استمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الحرب، "لأنها عندما تنتهي، سيكون عليه أن يجيب على لجنة تحقيق ستتناول دوره في الأحداث التي أدت إلى طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسيتعين عليه أيضا التعامل مع المحاكمات الجارية التي يتهم فيها بالاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة".
لكنّ الكاتب أبرز في مقاله أن دوافع نتنياهو ينبغي ألا تكون سببا لاستمرار بيني غانتس وغادي آيزنكوت في دعم حكومته الائتلافية.
واختتم الكاتب مقاله بحث غانتس وآيزنكوت على الاستقالة قائلا: "حان الوقت بالنسبة لهما للاستقالة من الحكومة وفرض إجراء انتخابات، وقد يتساءل البعض كيف يمكن لإسرائيل أن تذهب إلى صناديق الاقتراع في زمن الحرب، لكننا أجرينا للتو انتخابات بلدية، ولم تنهر بلادنا"، حسب قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
معطيات إسرائيلية: أكثر من مئة ألف إسرائيلي مصابين باضطرابات نفسية بسبب الحرب
مع دخول العدوان الدموي شهره التاسع عشر، فما زالت تبعاته وآثاره بادية على جمهور الإسرائيليين، مما باتوا مختلين عقليا، ومرضى نفسيا، وغير أكفاء، فضلا عن تحولهم لمزيد من القسوة وغير الإنسانية.
أورين هيلمان، رئيس جمعية "كيشر" لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة، كشف أنه "منذ فشل الدولة في التصدي لهجوم السابع من أكتوبر 2023، يسير أكثر من 100 ألف إسرائيلي وإسرائيلية لا خدوش على أجسادهم أو وجوههم، لكن أرواحهم مليئة بالندوب، أرواحهم مجروحة، في الداخل، هم مُحطّمون، لا ينامون ليلًا، ويبكون نهارًا، ولم يتمكنوا من العودة لحياتهم الطبيعية لأكثر من عام ونصف".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21"، أنه "وفقا لبيانات التأمين الوطني، بحلول السابع من أكتوبر تأثّر 7000 إسرائيلي لأعمال المقاومة المعادية، ولكن منذ الفشل وحتى اليوم، وقع 67 ألف آخرون لهذه الأعمال، وربما أكثر، وهناك 13 ألف جريح في صفوف الجيش، ويُتوقع أن يصل هذا العدد لـ20 ألف جريح آخر، إضافة لذلك، يُبلغ 12% من جنود الاحتياط في حرب "السيوف الحديدية" عن أعراض متعددة لاضطراب ما بعد الصدمة".
وأشار إلى أن "هذه البيانات المُقلقة تشير لتأثير نفسي خطير ودائم لخدمة الاحتياط في القتال، وتُثير تساؤلات جدية حول لياقة العائدين من القتال، ومدى استعداد الدولة لرعايتهم، وإذا جمعنا كل هذه الأرقام الصعبة فسنصل لأكثر من 100 ألف إسرائيلي يعانون من إعاقات جديدة بسبب فشل أكتوبر، ومعظمهم يعانون من إعاقات واضحة مثل اضطراب ما بعد الصدمة، وإعاقات ذهنية غير مرئية للعالم الخارجي، مستوطنون نجوا من مذبحة حفل "نوفا" بمستوطنة ريعيم صباح السابع من أكتوبر".
وأوضح أن "جميع هؤلاء الإسرائيليين ما زالوا يحملون ندوب المعركة، صحيح أنهم خرجوا سالمين أجسادًا، لكنهم محطمين أرواحًا، بعضهم فقدوا أطفالهم أو آباءهم أو عائلاتهم بأكملها، والأسوأ من ذلك كله أن المجتمع الإسرائيلي، لن يفهم ما حصل، بل وأكثر من ذلك، يعتقد أحيانًا أنهم مختلون عقليًا، مرضى نفسيًا، غير أكفاء، بل هناك وزراء قساة، غير إنسانيين، ومذيعون تلفزيونيون يستغلون إعاقة الإسرائيليين بسبب الحرب للسخرية منهم، واستبعادهم، وانتقادهم".
وأكد أن "التجاهل الحكومي العلني لهؤلاء المصابين بسبب الحرب، هو فشل اجتماعي ذريع، والمجتمع الإسرائيلي ليس أقلّ ذنبًا في هذا من الدولة، الأمر الذي يتطلب من الإسرائيليين عموما أن يخجلوا من مشاعرهم، وصعوباتهم، وآلامهم، وضعفهم، لأن هذه البيانات تتطلب أنه لابد من اتخاذ إجراء جذري، فإعادة التأهيل لا تكفي إطلاقًا، لأنها تساعدهم على استعادة عافيتهم، لكنها لا تُمكّنهم من مواصلة حياتهم".
واستدرك بالقول إن "الحكومة تُميز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب الحرب كسياسة مُمنهجة، لأن 50% منهم عاطلون عن العمل، ولدى الدولة نظام قانوني تمييزي بطبيعته، يصعب الوصول إليه، مع أن معظم هؤلاء المصابين ذوي الإعاقة شباب، ومُرجح ألا يتمكنوا من الدراسة أو العمل أو تكوين أسر أو الانخراط في المجتمع".
وختم قائلا إن "الإسرائيليين يعانون من قانون صادم يمنع المصابين باضطرابات الحرب وما بعد الصدمة، من العمل في رياض الأطفال، لأنهم يشكلون خطرًا عليهم، مما يجعل المجتمع الإسرائيلي يعاني من وصمة عار، لأن 48% منه لا يوافقوا على العيش بجوار شخص مصاب بإعاقة ذهنية أو توحّد، و61% لن يوافقوا على تأجير شقة لهم".