رئاسة الشؤون الدينية بالحرمين: نعمل وفق الحوكمة والعمل المؤسسي المُتقن لراحة ضيوف الرحمن
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
هيأت رئاسة الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الأجواء التعبدية الإيمانية، لقاصدي وزائري الحرمين، من خلال إثراء التجربة الدينية، للمصلين والمعتمرين، الذين يفدون للمسجد الحرام لآداء المناسك وسط منظومة من الخِدْمَات الدينية المتكاملة لقاصدي وزائري الحرمين، التي تُعين قاصدي بيت الله الحرام على أداء مناسكهم في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان.
وأكد المشرف على شؤون الأئمة والمؤذنين والتوجيه والإرشاد برئاسة الشؤون الدينية عبدالله الصولي، أن خطط رئاسة الشؤون الدينية لموسم رمضان لهذا العام ماضية وفق المستهدفات المخطط لها، خصوصًا في جوانب محورية خدمة الضيف، وإثراء تجربة القاصدين والزائرين، وتهيئة الأجواء الإيمانية لقاصدي المسجد الحرام.
من جهته أوضح وكيل رئيس الشؤون الدينية بالمسجد النبوي الدكتور محمد الخضيري، أن خطة وكالة المسجد النبوي لشهر رمضان تقوم على الحوكمة والعمل المؤسسي المقنن، وهي تسير وفق المنطلقات المرسومة لها، مؤكدًا حرص الرئاسة على التكامل والتناغم مع شركاء النجاح في منظومة العمل؛ لإنجاح موسم شهر رمضان المبارك، وتحقيق التميز والجودة، في إطار مستهدفات رئاسة الشؤون الدينية، ولتمكين المعتمرين من أداء العبادات في بيئة دينية خاشعة، فضلًا عن استثمار التقانة والتطبيقات الذكية؛ لإثراء تجربة الزائرين الدينية، وتعزيز مسارات برنامج إرشاد السائلين، والبرامج العلمية والتوجيهية وحِلق القرآن، وبيان المسائل الشرعية في شهر رمضان الكريم؛ ترسيخًا لرسالة الحرمين الشريفين الوسطية، وتكريسًا لمنهج التسامح والاعتدال الديني.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: ضيوف الرحمن الشؤون الدينية بالحرمين رئاسة الشؤون الدینیة
إقرأ أيضاً:
المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات
بقلم : علي الحاج ..
لطالما كانت المرجعية الدينية في العراق الملاذ الآمن والحصن الحصين عند اشتداد الأزمات، والدليل الحي على ذلك ما شهدته البلاد من مواقف مصيرية، أبرزها ما بعد عام 2003، حيث أسهمت المرجعية بدور محوري في إعادة تنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والأمنية.
يشير سماحة الشيخ قيس الخزعلي في كلمته إلى أن المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، كانت بحق صمام الأمان، ليس فقط للمذهب الشيعي، بل لكل العراقيين. وقد تجلّى هذا الدور في دعوة المرجعية للاستفتاء على الدستور، وفي فتوى الجهاد الكفائي التي أوقفت تمدد تنظيم داعش الإرهابي، وحمت العراق من الانهيار الكامل.
لم تكن الفتوى مجرد بيان ديني، بل كانت تحوّلًا استراتيجياً في مسار الأحداث، جمعت تحت رايتها آلاف المتطوعين ممن لبّوا نداء المرجعية وحققوا أعظم الانتصارات، مثبتين أن المرجعية ليست طرفاً سياسياً، بل قيادة أخلاقية وروحية وشرعية تتدخل عندما يبلغ الخطر ذروته.
يؤكد الشيخ الخزعلي أن المرجعية تمثل الامتداد الطبيعي للمعصومين في زمن الغيبة، فهي المرجع في الفتوى والحكم الشرعي. ومن هنا فإن كل من يخالف فتوى المرجعية أو يتنصل منها فهو يخالف الحق، لأن الحكم الشرعي الصادر عن الفقيه الجامع للشرائط هو الموقف الذي يُبرئ الذمة أمام الله.
وقد واجهت المرجعية محاولات متكررة للتشكيك بمكانتها، خصوصًا بعد الانتصار على داعش، حيث برزت أصوات تشكك في أصل التقليد وتدعو إلى الاستقلال عن العلماء، مدفوعة بمخططات هدفها تفريق كلمة الشيعة وإضعاف وحدتهم. إلا أن هذه المحاولات فشلت، لأن وعي الجماهير وتمسكهم بقيادتهم كان أقوى من حملات التضليل.
وفي زمن تتعدد فيه العناوين وتتكاثر فيه الدعوات، تبقى المرجعية الدينية هي البوصلة التي توجه الناس نحو الحق، وهي القلعة التي تتحطم على أسوارها مؤامرات الخارج وأصوات الداخل المنحرفة. فالمرجعية لم تكن يومًا عبئًا على الدولة أو المجتمع، بل كانت رافعة للمشروع الوطني والديني، ومصدر إلهام للصبر والثبات وتحقيق الانتصار.
وهكذا، فإن التمسك بالمرجعية هو تمسك بالثوابت، والابتعاد عنها هو تضييع للبوصلة. فبها يُعرف الحق، وعندها يُفصل النزاع، ومن خلالها يُحفظ الدين والوطن.