أوردت صحيفة الغارديان البريطانية، الاثنين، عن عدد من الخبراء، أن الغرب لن يتمكن من إيقاف هجمات المليشيا الحوثية على الملاحة البحرية ما لم يتعاون مع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن هناك دعوات مكثفة في أمريكا وأوروبا للتعاون الوثيق بين الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا، وبين الحكومة اليمنية الشرعية لردع المليشيا الحوثية واستعادة السيطرة على محافظة الحديدة وشريطها الساحلي بالكامل، وعزل المليشيا عن الوصول إلى منفذ بحري.

وأشار التقرير إلى أن سياسيين أوروبيين وأمريكيين ويمنيين أطلقوا تحذيرات واضحة نهاية الأسبوع الماضي من أن الجهود الغربية لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر ستفشل ما لم تقم الولايات المتحدة وحلفاؤها ببناء علاقات عسكرية أقوى مع الحكومة اليمنية.

ونقلت الصحيفة عن السفير اليمني في لندن ياسين سعيد نعمان، قوله محذرا من أن جميع المؤشرات والدلائل على الأرض تفيد بأن هناك ضرورة لمواجهة الحوثيين وإبعادهم عن موانئ البحر الأحمر مثل الحديدة، وهي نفس التحذيرات التي أطلقها سياسيون يمنيون عندما زاروا لندن الشهر الماضي.

وأضاف التقرير إن الدبلوماسيين الأمريكيين والبريطانيين حتى الآن مترددون في تقريب الحكومة الشرعية من عملياتها في البحر الأحمر، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى إشعال الحرب شبه المتوقفة منذ هدنة أبريل 2022. كما أشار التقرير إلى أن الأمريكيين والبريطانيين "يشعرون بالقلق من أن خطة السلام الشاملة التي تم الاتفاق عليها في أكتوبر الماضي بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية يمكن أن يتم التخلي عنها إذا بدأوا في تعزيز الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة".

وقالت الصحيفة، إن الأمريكيين والبريطانيين يعترفون مع ذلك بأنه لا توجد دلائل تذكر على أن الضربات التي تشنها قواتهم على مواقع الحوثيين على طول الساحل لها تأثير رادع كامل، وأنهم يدرسون ضرورة إبقاء الخيارات الأخرى مطروحة على الطاولة.

ونوهت الغارديان إلى أنه تم التأكيد على هذا التقييم في نهاية الأسبوع الماضي عندما أجبرت هجمة للحوثيين بطائرات بدون طيار على السفن الغربية في وقت مبكر من صباح السبت الماضي، أجبرت السفن الأمريكية والفرنسية والبريطانية والدنماركية على المشاركة في عملية معقدة وناجحة إلى حد كبير لإسقاط أكثر من 35 طائرة بدون طيار وصاروخ للحوثيين. وفي تفاصيل هذا الهجوم قالت الغارديان إن 4 مسيّرات حوثية استهدفت ناقلة البضائع السائبة "ترو كونفيدنس" المنكوبة بالفعل، والتي كانت ترافقها الفرقاطة الفرنسية "ألزاس" بعد أن تعرضت للقصف يوم الأربعاء الماضي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة بحارة، كما أسقطت السفن البريطانية والدنماركية عدة مسيرات في المناطق المجاورة لها.

وقامت المدمرة الإيطالية كايو دويليو بتنسيق السفن الأربع العاملة كقوة حماية تابعة للاتحاد الأوروبي، بحسب الغارديان التي أشارت في تقريرها أيضا إلى فيديو بثه الحوثيون على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد الماضي للمناورة التي حاكوا فيها مهاجمة موقع إسرائيلي في صحراء النقب، حيث هاجم المناورون مباني ترفع أعلام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل. 

وتطرق التقرير إلى دعوة عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الدول الغربية إلى تقديم المساعدة للقوات الحكومية في بناء قواتها البحرية. كما نقل عن الدكتور ياسين سعيد نعمان قوله إن هناك فرصة لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي من سيطرة الحوثيين. 

وأضاف نعمان، واصفاً المليشيا الحوثية: "نحن نواجه جماعة لا تستطيع العيش بدون حرب، وليس من المستغرب أن تعرقل كل جهود السلام بإصرارها على إغراق البلاد في كارثة الدمار"، لافتا إلى أن السلام لن يتحقق دون تحرير محافظة الحديدة من قبضة الحوثيين، وأن تركها في أيديهم لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب.

وفي حين أشارت الصحيفة إلى افتقار أمريكا وبريطانيا إلى المعلومات الدقيقة عن الحوثيين وقدراتهم العسكرية، وافتقارهما كذلك لرؤية شاملة لكيفية إعادة بناء تحالفاتهما في اليمن والمنطقة العربية، أوردت في السياق مقتطفات من حديث عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، طارق صالح في ندوة تشاتام هاوس في لندن مطلع مارس الجاري. 

ونقلت الصحيفة عن طارق صالح قوله، إنه "من غير الممكن أن يكون الحوثيون قد حصلوا على هذا الكم من الأسلحة كرد فعل على ما يحدث في غزة. لقد تم التخطيط لهذا مسبقًا منذ سنوات. كمية الصواريخ والطائرات بدون طيار لم تأت أبدًا من مخزوننا، فلديهم علامات وألوان الإيرانيين، ويحاول الإيرانيون والحوثيون اختطاف القضية الفلسطينية من العالم العربي".

وقال إن الأزمة لن تنتهي بحل الحرب على غزة، لأن الإيرانيين يريدون السيطرة على مضيق هرمز والبحر الأحمر. 

وفي سياق ضرورة تعامل الغرب مع الحكومة اليمنية، قال براء شيبان، الزميل المشارك في مركز روسي للأبحاث الدفاعية: "الحكومات الغربية ليس لديها حزمة من الخيارات الجيدة، لكنها بحاجة إلى العمل بشكل أكبر مع الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة- الكتلة المناهضة للحوثيين- بحيث يكون لديها المزيد من الخيارات"، لافتا إلى أن قنوات الاتصال بين الحكومة اليمنية والحكومات الغربية محدودة بشكل يثير الاستغراب. 

وأضاف شيبان إنه ليس بالضرورة إشعال الحرب الأهلية برمتها مرة أخرى، ولكن على الحكومات الغربية أن تقدم للحكومة اليمنية ما يكفي من المساعدة لمنحها أفضلية عسكرية واضحة على الحوثيين، وهذا ليس ما يحدث حاليا.

وأوضحت الصحيفة، أن القوات المدعومة من الأمم المتحدة على الساحل الغربي في الوقت الحالي تنتظر أن يهاجمها الحوثيون الذين يقولون أمام الرأي العام إنهم بحاجة إلى السيطرة على الساحل بأكمله أسفل مضيق باب المندب لأنهم بحاجة إلى ذلك من أجل ضرب سفن الشحن البحري بدقة أكبر.

وقال شيبان: "سيكون هذا صعبًا. لقد أصبح لدى الحوثيين أخيرًا نفوذ على المجتمع الدولي ولن يتخلوا عن ذلك بسهولة"، كما أن الحرب على غزة ساعدتهم في تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين مؤخراً.

وخلص التقرير إلى أنه في غياب تعاون أكبر مع الكتلة المناهضة للحوثيين داخل اليمن أو أي قوات على الأرض، فإن القوات الغربية لديها خيارات أخرى محدودة باستثناء الأمل في أن تؤدي المزيد من الهجمات على مواقع إطلاق الصواريخ اليمنية إلى إضعاف فعالية الحوثيين في النهاية، أو أن يلتزم الحوثيون بإيقاف هجماتهم في حال التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة. ومع ذلك -تقول الصحيفة- إن الدبلوماسيين الغربيين والأمميين سيحتاجون إلى التأكد من أن الحوثيين شركاء موثوقون في عملية السلام في اليمن بعد هجماتهم المنفلتة على الشحن البحري.

ولم تستبعد الصحيفة أن تنفذ الولايات المتحدة غارات تستهدف قادة الحوثيين الرئيسيين، في حين يريد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي أن تقوم الولايات المتحدة بإغراق السفينة الإيرانية "بيشاد"، التي تم الاستشهاد بها منذ أشهر على أنها سفينة تجسس في تقارير المخابرات الأمريكية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی الولایات المتحدة الحکومة الیمنیة السیطرة على التقریر إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

فيلم علي صالح يثير جدلاً داخل مجلس القيادة والتحالف

الجديد برس| توالت ردود الأفعال، الأحد، داخل أوساط القوى اليمنية الموالية للتحالف، بشأن دوافع إعادة انتاج الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح عبر الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة العربية مؤخراً، في خطوة يرى مراقبون أنها تحمل أبعاداً سياسية تتجاوز السرد التاريخي. وأبرز المتفاعلين كان عبدالغني الريمي، المسؤول في المكتب الفني والإداري لرئاسة الجمهورية، الذي وصف بث الفيلم بأنه مقدمة لحراك سياسي مرتقب، في إشارة إلى احتمال دفع نجل صالح، أحمد علي، إلى واجهة المشهد السياسي مجدداً. وفي السياق ذاته، أشار محللون إلى أن رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قد يكون الجهة الدافعة لإنتاج الفيلم، بهدف تحجيم نفوذ طارق صالح، قائد ما يسمى بـ “المقاومة الوطنية” المدعومة إماراتياً في الساحل الغربي، والذي يعتمد في شرعيته السياسية على إرث عمه. واستندت هذه التحليلات إلى تجاهل الفيلم لشخصية طارق صالح، رغم كونه كان قائد الحراسة الخاصة لصالح وأحد أبرز رجاله خلال سنوات حكمه، ما اعتُبر رسالة سياسية واضحة باستبعاده من حسابات إعادة إنتاج النظام السابق. يُذكر أن العلاقة بين العليمي وطارق شهدت توترات متصاعدة مؤخراً، كان أبرزها رفض العليمي لقائمة مرشحين قدمها طارق لتعيينهم في مناصب حكومية رفيعة، ما فجر صراعاً صامتاً داخل المجلس الرئاسي، حتى الآن. ويرى مراقبون أن إعادة نجل صالح للمشهد قد تسهم في توحيد شتات حزب المؤتمر الشعبي العام في مناطق سيطرة التحالف، لكنها في الوقت ذاته تهدد طموحات طارق صالح الذي يسعى إلى الهيمنة على الحزب تحت مظلة بما يسمى بـ “المقاومة الوطنية”. وتكشف هذه التطورات عن صراع أجنحة محتدم داخل السلطة الموالية للتحالف، في وقت يزداد فيه الفراغ السياسي والانقسام الحزبي تعقيداً في المشهد اليمني، في ظل انهيار اقتصادي وفساد مالي غير مسبوق تسبب في معاناة كبيرة للمواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل التحالف جنوب اليمن.

مقالات مشابهة

  • مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
  • “البعثة الأممية” : انتخابات المكتب الرئاسي لمجلس الدولة تعكس توافقاً واسعاً بين الأعضاء
  • غوتيريش: الأفعال المقوضة لحل الدولتين وضم الضفة الغربية يجب أن يتوقفا
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • جنرال أمريكي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ساهمت في تطوير التكتيكات العسكرية الأمريكية
  • تدخل رئاسي لإنتشال شركة الخطوط الجوية اليمنية يفضي للكشف عن الجهة التي تسببت في تدهورها الكبير
  • الحكومة اليمنية: فيلم صالح شهادة دامغة على بشاعة الحوثيين وحقيقة مشروعهم الدموي
  • الرئاسي يبحث التحديات التي تواجه شركة الخطوط الجوية اليمنية
  • اليمن.. الحكومة تطالب بموقف داخلي وخارجي لمواجهة مهزلة استمرار ضح الحوثيين عملات مزوّرة
  • فيلم علي صالح يثير جدلاً داخل مجلس القيادة والتحالف