شبكة اخبار العراق:
2025-07-30@23:51:05 GMT

الحرب الأميركية الخاسرة في اليمن

تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT

الحرب الأميركية الخاسرة في اليمن

آخر تحديث: 14 مارس 2024 - 10:47 صبقلم:فاروق يوسف لا يفكر الحوثيون في إلحاق الهزيمة بالأساطيل الأميركية التي تتجمع قريبا منهم وتقصفهم وتقتلهم. لكنهم على يقين من أن تلك الأساطيل لن تنتصر عليهم. لا لشيء إلا لأنهم على ثقة من أنهم لا يخسرون شيئا. حين أوعزت إيران لهم بالقيام بذلك الدور فإنها كانت على بينة من حقيقة خوائهم.

ذلك لأنهم مجرد انقلابيين، سمحت الظروف لهم بأن يحتالوا على التاريخ ليكونوا جزءا من مرحلة قلقة، لم تعد الشرعية فيها مقياسا. ما من ميزان للعدالة الدولية في إمكانه أن يعيد الأمور في اليمن إلى سويتها. سيُقال إن اليمنيين محوا الخرائط بأنفسهم. لقد هزمت الشرعية نفسها بنفسها. بل إنها تآمرت على نفسها في الكثير من الحالات. غير أن ذلك لا ينفي حقيقة أن الحوثيين مجرد انقلابيين. أما حين لجأوا إلى إيران بمزاعم طائفية فقد ارتكبوا جريمة في حق شعبهم. لقد مزقوه بعد أن أحبطه فشل الشرعية في الدفاع عنه. من جهتها فإن الولايات المتحدة بالرغم من ردود أفعالها الاستعراضية على الاعتداءات الحوثية لا تفكر في الدخول في حرب حقيقية لا خوفا من اتساع دائرة تلك الحرب بسبب ما يجري في غزة، بل لأنها تدرك أنها حرب غير مجدية بعد أن كانت عبر السنوات الماضية رافضة لاتخاذ موقف صارم وجاد على مستوى الدفاع عن الشرعية في اليمن مثلما اعتادت أن تفعل في حالات شبيهة حول العالم، كما لو أنها كانت تسعى إلى استرضاء الحوثيين انطلاقا من قناعة مضللة أن ما جرى في اليمن هو شأن داخلي. وهو ليس كذلك بكل تأكيد. وإذا ما كان الحوثي قد أكد بلسانه حقيقة ارتباطه بالمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة كما أن الوقائع قد أكدت أن إيران مستمرة بتمويله بالسلاح، فإن الولايات المتحدة أظهرت الكثير من الخفة وهي تتعامل مع تلك الحقيقة. ذلك موقف لم يغب عن العقل السياسي الإيراني وهو يضع المبادرة في أيدي الحليف الحوثي مطمئنا إلى أن ردود الأفعال الأميركية لن تكون سوى غبار مؤقت لمعركة لن تحدث. ليس مهما هنا فيما إذا أثبتت الوقائع أن الإيرانيين قد قرأوا الواقع السياسي الدولي خطأً. لن يصيبهم شيء إذا ما قررت الولايات المتحدة كما تفعل الآن أن توجه ضربات مدروسة إلى الحوثيين الذين هم أصلا يعيشون حالة حرب ضد الشعب اليمني. فاليمن بعيد عن إيران. كما أن الولايات المتحدة لن تفكر في احتلاله مثلما فعلت في وقت سابق مع العراق. صحيح أن المصالح الأميركية صارت مهددة بسبب القصف الذي يقوم به الحوثيون للسفن المارة بمضيق باب المندب غير أن الصحيح أيضا أن ذلك القصف سيضر بمصر وهي مالكة قناة السويس التي انخفضت إيراداتها بسبب تغيير طرق الملاحة الدولية. في الظاهر ينفذ الحوثيون أجندة إيرانية للإضرار بالمصالح الأميركية أما في الباطن فإنهم ينفذون الأجندة ذاتها لكن على مستوى ترويع مصر من خلال ضرب اقتصادها. هل يدخل ذلك في نطاق نظرية المؤامرة؟ ولكن مَن يتآمر على مَن؟ أظن أن الطرف الأميركي يمتعه أن يكون شاهدا على ما يحدث في المنطقة العربية من خراب. فالحوثيون وإن وضعوا أنفسهم في خدمة مشروع بائس معاد للأمة العربية يظلون صوريا عربا وحين يلحقون الضرر بمصلحة دولة عربية فإن ذلك يعني أن عربا خانوا عربا وخذلوهم. وهو ما يسيء إلى سمعة اليمنيين في المستقبل. المشكلة أن عقائدية الحوثيين الزائفة أعمت أبصارهم عن رؤية الحقيقة. حقيقة أن وجودهم في الحكم لا يمكن تطبيعه في المنطقة. وحتى لو صاروا جزءا من العملية السياسية في اليمن بعد انتهاء الحرب فإن الجرائم التي ارتكبوها في حق عروبة اليمن لا يمكن نسيانها. فاليمن يظل جزءا من الجزيرة العربية ولا يمكن فصله. الجغرافيا والتاريخ يقولان ما هو مختصر ومفيد. في سياق تلك المعطيات السياسية لن تدخل الولايات المتحدة حربا خاسرة في اليمن. أولا لأنها لا تريد أن تخسر حربا ضد إيران وثانيا لأن الإضرار بمصر هو هدف. هل هو هدف إسرائيلي أم أميركي أم أنه هدف مزدوج؟ لقد طردت مصر جماعة الإخوان المسلمين وأنهت حكمهم. وهو ما أجهض مخططا للانقضاض على المنطقة العربية وإنهاء أملها في التحرر من الربيع العربي الكاذب. الحرب على مصر تفضح أكذوبة حرب أميركية خاسرة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الفلبين تطلب من "الدول الصديقة" المساعدة في تحرير 9 بحارة محتجزين لدى الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)

أعلنت الفلبين، اليوم الثلاثاء أنها ستطلب من "الدول الصديقة" المساعدة في تأمين إطلاق سراح تسعة بحارة فلبينيين محتجزين لدى الحوثيين في اليمن.

 

وقال وكيل وزارة الخارجية الفلبينية، إدواردو دي فيغا، أن الحوثيين يحتجزون تسعة بحارة فلبينيين. وفقا للصحيفة الصينية "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

 

وقال: "لا أريد استخدام مصطلح رهينة. على الأقل نعلم أنهم على قيد الحياة".

 

وأضاف: "لن نتحدث مباشرة مع الحوثيين. سنطلب المساعدة من الدول الصديقة".

 

وأمس الاثنين، نشر الحوثيون المدعومون من إيران لقطات فيديو لأفراد الطاقم المفقودين بعد الهجمات على سفينتي الشحن "إترنيتي سي" و"ماجيك سيز"، زاعمين في بيان مصاحب أنهم "أنقذوا" البحارة.

 

وفي الأسبوع الماضي، قالت هيومن رايتس ووتش إن المتمردين يحتجزون الطاقم بشكل غير قانوني، وإن هجماتهم على السفن ترقى إلى جرائم حرب. واتهمت الولايات المتحدة الحوثيين بالاختطاف.

 

وقالت فرقة العمل البحرية "عملية أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي إن 15 من أصل 25 شخصًا كانوا على متن السفينة "إترنيتي سي" ما زالوا في عداد المفقودين، ويُفترض أن أربعة منهم في عداد الموتى.

 

ولم تستجب وزارة العمال المهاجرين الفلبينية، التي أشرفت على جهود إعادة الناجين إلى ديارهم، فورًا لطلب التعليق.

 

وأغرق الحوثيون السفينتين "ماجيك سيز" و"إترنيتي سي" في هجومين منفصلين في البحر الأحمر هذا الشهر، بعد توقف مؤقت في حملتهم على حركة الملاحة البحرية.

 

وأعلن الحوثيون في بيانهم أنهم أنقذوا 11 من أفراد الطاقم، بينهم اثنان مصابان، كما انتشلوا جثة من على متن السفينة قبل غرقها.

 

يبدو أن الفيديو يُظهر لحظة انتشال الطاقم، الذي كان معظمهم من الفلبينيين، من البحر وهم يرتدون سترات النجاة.

 

يشكل البحارة الفلبينيون ما يصل إلى 30% من قوة الشحن التجاري في العالم. وتشكل الأموال التي أرسلوها إلى ديارهم في عام 2023، والتي بلغت نحو 7 مليارات دولار أميركي، حوالي خمس التحويلات المالية إلى الدولة الأرخبيلية.

 


مقالات مشابهة

  • ترامب: سأسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة حتى انتهاء الحرب
  • تايوان تنفي منع رئيسها من زيارة الولايات المتحدة الأميركية
  • نهب حصة اليمن من أسماك التونة يثير تساؤلات عن دور الحكومة الشرعية
  • الفلبين تطلب من "الدول الصديقة" المساعدة في تحرير 9 بحارة محتجزين لدى الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • مندوبة الولايات المتحدة تؤكد ضرورة دعم ومساعدة الحكومة السورية للانتصار في الحرب على الإرهاب
  • سي إن إن: الولايات المتحدة خسرت ربع صواريخها في الحرب مع إيران
  • بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية
  • إسرائيل تستنزف احتياطي الولايات المتحدة من صواريخ ثاد
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)