على أنقاض المساجد المدمرة.. هكذا يحيي الغزيون صلاة التراويح
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
رفح- لا تشعر الطفلة مرح المشوخي بالبهجة التي اعتادتها سنويا مع حلول شهر رمضان المبارك، بفعل حرب إسرائيلية ضارية على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي سلبت من الغزيين أرواحهم وممتلكاتهم ومساجدهم.
هذه الطفلة من أسرة تجاور مسجد الفاروق في قلب مخيم الشابورة للاجئين، وهو أحد أقدم المساجد في مدينة رفح جنوب القطاع، ودمرته غارات جوية إسرائيلية يوم 22 فبراير/شباط الماضي، وهي المرة الثانية التي يدمر فيها الاحتلال هذا المسجد بعد تدميره كليا في حرب عام 2014.
تقول مرح للجزيرة نت: "إحنا صايمين، ولا كأننا صايمين، وما في بهجة لرمضان هذا العام (..)؛ دمروا مسجدنا وما في مكان نصلي فيه التراويح".
في كل عام، وقبيل حلول شهر رمضان المبارك، كانت مرح وأطفال الحارة يلهون ويمرحون في شوارعها بعد مغيب الشمس، وقد تزينت بالألوان والفوانيس، والمصابيح تنير مئذنة المسجد وقبابه، ابتهاجا بشهر الصيام.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4مسلمو جنوب أفريقيا يستعدون لرمضان بمعرض "عيد فيست"list 2 of 4مطبخ الخير.. موروث رمضاني لم يتغير عند بدو سيناءlist 3 of 4عبارة "فلسطين في القلب" تزين مجسما لفانوس رمضاني في القاهرةlist 4 of 4حرب غزة والأوضاع الاقتصادية تلقي بظلالها على استعدادات المسلمين لاستقبال رمضانend of listكل هذا تفتقده مرح، وتقول: "في مثل هذه الأيام نكون سعداء برمضان، نلعب ونلهو، ونصلي التراويح بمسجد الفاروق، لكن الحرب حرمتنا من كل شيء، ودمروا المسجد، والرجال يصلون بالشارع، ونحن لا يوجد لنا مكان نصلي فيه".
ويتحامل محمود الحمايدة (أحد رواد مسجد الفاروق) على آلامه، ويصر على حضور صلاة التراويح على كرسي متحرك، ويقول هذا الشاب الذي نجا من غارة جوية إسرائيلية قبل 4 شهور: "كفى قتلا وتدميرا".
ورغم حزنه الشديد على ما حل بالمسجد، وأجواء البرد والرياح التي تشتد ليلا، فإن محمود يتحلى بعزيمة وإصرار شديدين بالمواظبة على حضور الصلوات، خاصة صلاة التراويح في الشوارع والساحات المحيطة بالمسجد.
وبرأي هذا الشاب فإن "رمضان هذا العام غير (مختلف) عن كل عام"، ويشير بعينيه إلى المسجد المدمر، وهو يتذكر رمضان العام الماضي، حيث كان يعج بالمصلين صغارا وكبارا، وحتى المصلى المخصص للنساء يمتلئ في رمضان عن آخره، إذ يحرص الجميع في قطاع غزة على كسب أجر الصلاة في المساجد خلال هذا الشهر المبارك.
ويقول الحمايدة إن "الاحتلال دمر المسجد وذكرياتنا، وحرمنا من بهجة اصطحاب أطفالنا إلى الصلاة، ولقاء الأهل والأحباب".
وخلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، يواظب نحو ألف مصل من جيران مسجد الفاروق على أداء الصلوات في الشوارع والساحات المحيطة به، ويرى مسؤول لجنة إعمار المسجد خيري أبو سنجر في هذا العدد الكبير من المصلين رسالة بأن "شعبنا الفلسطيني متجذر في أرضه ومتجذر حول مساجده وقبابه، ويصر على الفرح وإحياء الشعائر الرمضانية رغم الآلام والمعاناة".
ويقول أبو سنجر للجزيرة نت إن تدمير مسجد الفاروق يندرج في سياق الحرب التي يشنها الاحتلال على المساجد في قطاع غزة، والتي أسفرت عن تدمير زهاء ألف مسجد كليا وجزئيا.
ويتألف هذا المسجد من 3 طوابق على مساحة 1500 متر مربع، ويتسع في صلوات الجمعة والأعياد والمناسبات الدينية كشهر رمضان لنحو 3 آلاف مصل من الرجال، ووفقا لمسؤول لجنة الإعمار التي تشكلت بعد تدمير المسجد للمرة الأولى عام 2014، فإن هناك مصلى خاصا بالنساء يتسع لنحو ألف امرأة.
وقال إن "كل هؤلاء حرمتهم آلة القتل والتدمير الإسرائيلية من المسجد وفرحة الصلاة والقيام في شهر رمضان المبارك (..) ورغم ذلك، فإن الأعداد الكبيرة التي حرصت على الصلوات اليومية وصلاة التراويح في الشوارع والعراء رغم البرد تبعث برسالة للاحتلال الصهيوني بأننا صامدون وباقون هنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات شهر رمضان المبارک صلاة التراویح مسجد الفاروق فی الشوارع قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
خبير آثار: البدء فى درء الخطورة لحماية مسجد الأشمونى بباب الشعرية
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية من خلال تواصله مع مصدر مسئول بالمجلس الأعلى للآثار بأنه تم معاينة المسجد من لجنة مشتركة من المجلس الأعلى للآثار ووزارة الأوقاف وحى باب الشعرية وإدارة الصرف الصحى وتم الاتفاق على سرعة البدء فى أعمال درء الخطورة وترميم المسجد وتم تسليم الموقع لشركة متخصصة أمس 9 ديسمبر الجارى للبدء فى أعمال درء الخطورة والترميم على نفقة وزارة الأوقاف وإشراف المجلس الأعلى للآثار
وأفاد الدكتور ريحان بأنه منذ عام 2022 وافقت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية على مشروع لترميم المسجد ورفع الأرضية التى تنخفض عن مستوى الشارع 1.5م للتخلص من المياه الجوفية وتم إرسال أوراق المشروع إلى وزارة الأوقاف بصفتها الجهة المالكة للمسجد لتوفير الاعتمادات المالية وفقًا للمادة 30 من قانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 وتعديلاته ونصها "تتحمل كل من الوزارة المختصة بالأوقاف وهيئة الأوقاف المصرية وهيئة الأوقاف القبطية والكنائس المصرية والأفراد والجهات الأخرى المالكة أو الحائزة لعقارات أثرية أو تاريخية مسجلة نفقات ترميمها وصيانتها إذا رأى المجلس ضرورة لذلك ويكون ذلك تحت إشرافه"
ومن عام 2022 حتى 2025 لم يتم تدبير الاعتمادات لترميم المسجد مما تسبب فى سوء حالته حتى تشكيل اللجنة المشار إليها وتدبير الاعتماد والبدء فى أعمال درء الخطورة
وعن تاريخ المسجد أشار الدكتور ريحان إلى بناؤه عام 870هـ-1465م، وهو يقع بحارة مدين فى باب الشعرية وبه ضريح سيدى مدين الصوفي وأمربإنشاء المسجد الخوند مغل بنت القاضى ناصر الدين البارزى كاتم السر بالديار المصرية فى عهد الملك المؤيد شيخ وكان الشيخ محمد بن عبد الدايم المدينى أحد علماء المالكية المتوفى سنة 885هـ/1480م وهو ابن أخت الشيخ مدين، كان هو الوسيط بين الخوند مغل هذه وبين خاله فى طلب إنشاء هذا الجامع، وذلك بحكم صلته بابنة أخيها زينب بنت الكمال البارزي إذ كان فقيهاً لها ومعلما.
يشتمل المسجد على حوش جنائزي إلى جانب حجرتين للدفن إحداهما خاصة بالشيخ مدين، والأخرى ربما خصصت لأولاده وعلى مجموعة من العناصر الزخرفية والمعمارية كلها تمثل الأسلوب الذي ساد عمائر العصر المملوكى الجركسي وعلى الرغم من أن المسجد يتبع طراز المدارس إلا أنه استعمل كمسجد وزاوية للشيخ مدين خصصت للصلاة وإلقائه الدروس على مريديه
تخطيط الجامع من صحن مستطيل تحيط به أربعة إيوانات ،إيوان القبلة وتتقدمه بائكة من ثلاثة عقود على شكل حدوة الفرس المدببة ، تستند على عمودين من الرخام تيجانها إسلامية الطراز على شكل ثمرة الرمان. ويحتوى إيوان القبلة على محراب كبير على كل من جانبيه محرابان صغيران سدت جميعها الآن ويعلو حائط القبلة أربع نوافذ مملوءة بالجص والزجاج المعشق ويعلو المحراب الرئيسى في الوسط نافذة مستديرة مملوءة بالزجاج المتعدد الألوان.