إقبال في مصر على حملات إغاثة غزة رغم الأزمة الاقتصادية
تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT
القاهرة- دون مبالاة بالأزمة الاقتصادية الصعبة وبارتفاع تكلفة الأنشطة، تواصل الجمعيات الخيرية المصرية تفعيل حملاتها الرمضانية السنوية، تحت إشراف التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي (هيئة حكومية) إلى جانب حملات إغاثة الشعب الفلسطيني، وبالتزامن مع انتشار مبادرات خيرية فردية وسط إقبال كبير من المصريين.
ويصف الناشط في العمل الخيري محمد شاكر -في حديثه للجزيرة نت- إقبال المواطنين على العمل الخيري بأنه "كبير رغم الضيق" مؤكدا تحدي المصريين في رمضان للظروف الاقتصادية الصعبة واستمرارهم في عمل الخير، رغم ارتفاع الأسعار والتكلفة، حيث يرصد حرص بعض المتعاملين معه في أعمال الخير على مضاعفة إحسانهم هذا العام، لتعويض أي تقصير من متبرع آخر.
ويوجد في مصر 52 ألفا و500 جمعية ومؤسسة اجتماعية وفق بيانات رسمية، بينما يتكون "التحالف الوطني" من 34 كيانا تنمويا وخدميا من كبرى الكيانات الخيرية، ويوجد لديه شركاء في جميع المحافظات.
ما شعر به الناشط محمد شاكر سجلته "مرسال" -إحدى مؤسسات العمل الخيري الطبي بمصر- في إعلان دعائي لها، بمناسبة تدشين حملة "خلي رمضانك مرسال" مؤكدة أن رمضان صعب هذا العام، ولكنها تواصل أعمالها بفضل تبرعات المقتدرين.
وتستهدف المؤسسة خلال رمضان -بحسب بياناتها- دعم 958 طالبا جامعيا من غزة، و742 أسرة من العالقين في مصر، بالإضافة لآلاف الأسر المصرية الذين يتلقون دعما ماليا شهريا منها، كما أعلنت تجهيز قافلة رابعة باسم المؤسسة لصالح غزة خلال الأيام القليلة القادمة.
وتؤكد معطيات مصادر مفتوحة -اطلعت الجزيرة نت عليها- انتشار الحملات الرمضانية للعديد من المؤسسات الخيرية البارزة في البلاد، التي تجمع بين دعم غزة والمستحقين المحليين، ومنها جمعية رسالة، ومؤسسة حياة كريمة (مبادرة رئاسية) ومؤسسة مصر الخير، وعمار الأرض.
وتميزت جمعية الهلال الأحمر المصري بدورها على الحدود، حيث دشنت حملة رمضانية بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني، عبر "المطبخ الإنساني" التابع لها، لإعداد وتجهيز وجبات الإفطار والسحور للنازحين في قطاع غزة، مطالبة المصريين بالتبرع عبر حسابات بنكية وتطبيقات إلكترونية.
كما أعلن بيت الزكاة والصدقات المصري الذي يشرف عليه شيخ الأزهر في ثالث أيام رمضان نجاحه في إدخال قافلته الخامسة لغزة، والتي ضمت 100 شاحنة بمشاركة 80 دولة، ليلحق به بنك الطعام المصري الذي أعلن تجهيز قافلته الخامسة لإغاثة غزة خلال الأيام المقبلة، مع استمرار أنشطته الرمضانية للمصريين.
روافد العمل الخيرييرى أستاذ الاقتصاد عبد النبي عبد المطلب في حديثه للجزيرة نت أن "العمل الخيري في مصر يزيد كل عام، خاصة شهر رمضان، رغم ارتفاع نسبة الفقر" وهو ما اعتبره أمرا محيرا له بشكل كبير، حيث يرى أن أغلب من يقدم التبرعات هم أفراد الطبقة المتوسطة رغم ما يعانونه من مشاكل، ولكن تصميمهم على العمل الخيري غير قابل للتراجع.
ويرصد عبد المطلب مشاركة الطبقات الفقيرة بشكل فعال في العمل الخيري، حتى ولو بمبالغ زهيدة، لكن في النهاية يشارك عدد كبير منها، وبالتالي تصبح الحصيلة كبيرة، ويضيف "هناك رافد آخر في منتهى الأهمية لاستمرار العمل الخيري، سواء المساعدات لأهل غزة أو للمصريين، وهو الجمعيات الخيرية الإسلامية".
ويوضح أن هذه الجمعيات تحصل على دعم كبير جدا من كافة فئات الشعب، كل حسب مقدرته، إلى جانب المصريين العاملين بالخارج، فكثير منهم يخصصون جزءا من مدخولهم للعمل الخيري بشكل ثابت خاصة في رمضان.
يتميز هذا الشهر بانتشار المبادرات الخيرية الفردية، سواء عبر المطابخ الخيرية التي توزع وجبات الإفطار على الصائمين في مصر، أو عبر المبادرات التي تصل إلى غزة، ويوثقها الناشطون في العمل الخيري عبر مواقع التواصل.
وقد لاحظ الناشط في مجال العمل الخيري محمد مصطفى انتشار مسار العمل الفردي مع بداية الشهر، وذكر -في حديثه للجزيرة نت- أن العديد من المقتدرين والمتاجر سعوا إلى تجهيز الشنط الرمضانية والعبوات الغذائية بأنفسهم.
واختارت هذا المسار أيضا المواطنة إسراء محمد التي أوضحت للجزيرة نت أنه في ظل أوضاع غزة الصعبة، قررت أن يكون تبرعها المادي عبر إحدى المبادرات المستقلة، لأنها ترى توثيق عملها مع كل حملة في غزة بشكل مباشر عبر مواقع التواصل.
وفي هذا السياق، نشط الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالقاهرة، الذي كرس جهدا كبيرا مع بداية رمضان، لمد يد العون للفلسطينيين العالقين في مصر، والمنكوبين في قطاع غزة، وفق حديث رئيسة الاتحاد آمال الأغا للجزيرة نت.
وتشعر الأغا بامتنان كبير للجهود التضامنية الشعبية والرسمية المصرية، التي تخفف من مشاعر الحزن والأسى المسيطرة عليها بسبب الظروف الفلسطينية الصعبة الحالية، حيث حرصت على أن تكون من أولويات الاتحاد الأيام الماضية تجهيز شنط غذائية رمضانية للجالية الفلسطينية، وبخاصة للعائلات العالقة، أو التي فقدت عائلها، أو الطلاب الذي فقدوا ذويهم في العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، مع تقديم الدعم المناسب قدر الإمكان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات مواقع التواصل العمل الخیری للجزیرة نت فی مصر
إقرأ أيضاً:
32 قرار إزالة ضمن حملات موسعة لضبط المخالفين بالعاشر من رمضان
نفذ جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، خلال الأيام الماضية، حملات رقابية موسعة على مختلف الأحياء السكنية والمناطق الصناعية، أسفرت عن تنفيذ 46 قرار غلق وتشميع و32 قرار إزالة استحواذات، في إطار جهود المدينة لفرض الانضباط ورفع كفاءة الخدمات وتحسين البيئة العمرانية.
وأكد الجهاز أن الحملات تأتي تنفيذًا لتوجيهات المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وبمتابعة مباشرة من المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز العاشر من رمضان والمشرف على جهاز حدائق العاشر، بهدف مواجهة أي مخالفات تخل بالنظام العام وتؤثر على مظهر المدينة وحركة السكان.
وشملت القرارات التنفيذية عدداً من الأحياء السكنية المهمة بالمدينة، وهي الحي الأول (الزهور)، الحي الثاني (الصفوة)، الحي الخامس (الكوثر)، والحي السادس (النخيل).
وتم خلالها إزالة التعديات على الأرصفة والمناطق العامة، وتشميع المحال المخالفة التي لم تلتزم بالاشتراطات القانونية أو تمت الاستحواذ على أراضٍ مخصصة للخدمات العامة.
كما شملت الحملات المنطقة الصناعية، حيث تم رفع الإشغالات وتنظيم الحركة داخل الممرات الصناعية، بالإضافة إلى ضبط سيارات مخالفة وتروسيكلات وعربات فول كانت تعيق انسيابية المرور داخل المنطقة الإنتاجية.
وأكد الجهاز أن هذه الإجراءات تهدف إلى تهيئة بيئة عمل منظمة للمصانع والمشروعات، بما يضمن سلامة العاملين وسهولة حركة المركبات والمعدات.
وجاء تنفيذ هذه الحملات بمشاركة فرق متخصصة من إدارات الإشغالات والتعديات، والأمن والحركة والمعدات، والأحياء السكنية، وإدارة النظافة والتجميل، بالتنسيق مع شرطة التعمير ومباحث التعمير وشرطة المرافق، لضمان تطبيق القانون بشكل كامل وسريع دون تعطيل الحياة اليومية للسكان.
وأوضح الجهاز أن هذه الحملات تأتي ضمن خطة شاملة للمتابعة المستمرة لكافة مناطق المدينة، حيث تم التأكيد على أهمية التزام الجميع بالقوانين المنظمة للبناء والإشغالات، كما تم اتخاذ إجراءات صارمة تجاه المخالفين لضمان استعادة الانضباط في المدينة.
وأشار الجهاز إلى أن تنفيذ هذه القرارات يعكس حرص الإدارة على مواجهة العشوائية وتطبيق القانون بكل حزم، مع مراعاة توفير خدمات حضارية متكاملة، وتحسين جودة المرافق العامة، بما يساهم في رفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين وسكان المدينة.
وشدد رئيس الجهاز على استمرار الحملات الرقابية بشكل دوري، مع متابعة شاملة لكل الأحياء والمناطق الصناعية لضمان الحفاظ على النظام العام، وتوفير بيئة آمنة وسليمة للمواطنين، وتحقيق الانضباط الكامل داخل مدينة العاشر من رمضان.