المؤلف الملكي أوميد سكوبي: فضيحة صورة العائلة المالكة البريطانية المعدلة هي مجرد “قمة جبل الجليد”
تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT
#سواليف
أكد “المؤلف الملكي” أوميد سكوبي أن فضيحة #الفوتوشوب الصادمة التي هزت #العائلة_المالكة_البريطانية هذا الأسبوع هي مجرد “قمة جبل الجليد” (رؤية صغيرة أو جزئية لموقف أكبر أو أكثر تعقيدا).
ويشار عادة إلى أوميد سكوبي، الصحفي الملكي السابق ومؤلف الكتب المثيرة للجدل بما في ذلك “Finding Freedom” و”Endgame”، في حين علق على فضيحة فوتوشوب #أميرة_ويلز #كيت_ميدلتون وأصر على نقاط الانزلاق في “سنوات من الخداع” في تعاملات العائلة المالكة مع الصحافة والجمهور.
وبعد أن قال مدير الأخبار العالمية لوكالة “فرانس برس” لـ”بي بي سي” إن #قصر_كنسينغتون لم يعد “مصدرا موثوقا”، شارك سكوبي أفكاره الخاصة، حيث قال: “هناك عشرات الصفحات من التقارير والبيانات التفصيلية التي تدعم ذلك في كتابي Endgame”.
مقالات ذات صلة “اتركوا مفاتيح السيارة عند الباب”.. الشرطة الكندية تقدم اقتراحا غريبا لتجنب السرقة (فيديو) 2024/03/16وأضاف: “الأمر لا يتعلق فقط بإصدار صورة واحدة سيئة الإدارة، بل هو سنوات من الخداع والتستر والأكاذيب”.
وأصبح خطأ أميرة ويلز في الفوتوشوب حديث مواقع التواصل الاجتماعي منذ أن تبين أن هناك العديد من المناطق المعالجة في الصورة الجميلة التي شاركتها للاحتفال بعيد الأم ولشكر الجمهور على دعمهم، بينما هي تستمر في التعافي من جراحة البطن، حيث كانت الأميرة كيت في الآونة الأخيرة موضع تكهنات، إذ أعرب العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن قلقهم عليها وعلى مكان وجودها بسبب عدم رؤيتها منذ عيد الميلاد.
ويوم الأحد، توجهت كاثرين إلى موقع إنستغرام لنشر صورة لها بجانب أطفالها الثلاثة، الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس، ولكن على الرغم من سعادة الكثير من الناس برؤية كيت، رصد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي عدة “أخطاء” في الصورة، واضطرت الأميرة كيت بعد ذلك إلى الاعتذار عن خطأها وتوضيح أنها قامت بتحرير الصورة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الفوتوشوب العائلة المالكة البريطانية أميرة ويلز كيت ميدلتون قصر كنسينغتون
إقرأ أيضاً:
مشاهير التواصل الاجتماعي
د. هلال الحارثي
لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد أدوات للتواصل، بل أصبحت عالماً موازيًا، وربما بديلاً يغري الإنسان بالهروب إليه من واقعه، ففي هذا الفضاء الرقمي، تتداخل الحقائق بالأوهام، ويصبح التفاعل الافتراضي معيارًا لقياس القيمة الذاتية، حتى أصبح عدد الإعجابات، وعدد المشاهدات وحدهما، مؤشرين على النجاح والقبول الاجتماعي. وهذا التحول لم يكن بلا ثمن نفسي، بل جاء محمّلاً بتأثيرات عميقة تمسّ الفرد في ذاته، وتعيد تشكيل علاقاته الاجتماعية، بدءًا من تصوراته عن ذاته، وصولًا إلى ممارساته داخل أسرته.
إنّ المتلقي العادي، حين يتصفح يوميًا عشرات الصور، ومقاطع الفيديو التي تُظهر حياة الآخرين بكامل أناقتها وبهائها المصطنع، يبدأ لا شعوريًا في المقارنة، فتتسرب إلى عقله اللاوعي، صور لحياة يبدو فيها الجميع ناجحين وسعداء ومحبوبين، بينما يواجه هو واقعه المليء بالتحديات والمشاعر الرمادية، وهذه المقارنات المستمرة، تُضعف التقدير الذاتي، وتغذي شعورًا بالنقص، خاصة عند المراهقين والشباب الذين ما تزال هويتهم في طور التشكُّل. ومع الوقت، قد تظهر أعراض القلق الاجتماعي والاكتئاب، ويصبح التفاعل الرقمي بديلاً للعلاقات الواقعية التي تتطلب جهدًا وصبرًا.
أما أولئك الذين أصبحوا نجوماً في هذا العالم الرقمي، والذين يُطلق عليهم اصطلاحًا “المشاهير” أو “المؤثرين”، فهم ليسوا بأحسن حالًا، فهؤلاء وإن ظهروا في قمة التألق، إلا أن الكثير منهم يقعون تحت وطأة التقدير الذاتي المشروط، حيث ترتبط قيمتهم الذاتية، بردود فعل المتابعين، ويُصبح المزاج اليومي مرهونًا بإحصائيات التفاعل، وتتحوّل هوية الإنسان شيئًا فشيئًا إلى ما يتوقعه الجمهور منه، ثم مع مرور الوقت، يصبح الحفاظ على الصورة التي يحبها الناس، عبئًا نفسيًا، فيعيش المشهور صراعًا بين ما هو عليه فعلاً، وما يتعيّن عليه أن يبدو عليه أمام الناس.
وفي قلب هذا المشهد، تتأثر الأسرة دون أن تشعر، فتتغيّر طبيعة التواصل بين الزوجين، وتتبدّل مفاهيم الخصوصية والاحترام الأسري، وذلك عندما يقضي بعض الأزواج أو الزوجات، ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف، بينما تتباعد المسافة العاطفية بينهم في صمت؛ مما يغذي بعض الخلافات الزوجية داخل المنزل، ثم يزداد الأمر سوءًا عندما يُقارن أحد الزوجين حياته بما يراه من مظاهر “الزواج المثالي” في مقاطع الآخرين، دون إدراك أن تلك اللحظات المعروضة هي انتقائية ومصمّمة بعناية. وشيئًا فشيئًا، تضعف مهارات الحوار الحقيقي داخل البيت، ويصبح عالم الهاتف أكثر حضورًا من العالم المشترك بين الزوجين.
أما الأبناء، فهم ضحايا صامتون لهذا التحول الرقميّ. فمن جهة، يُعرض بعضهم باستمرار في المحتوى اليومي، فيكبر الطفل وهو لا يفرّق بين العالم الخاص والعام. ومن جهة أخرى، يعيش في بيئة يسودها الانشغال الرقمي، فيفقد الكثير من فرص التعلُّم الاجتماعي، والتواصل الإنساني الطبيعي، ثم مع تراجع جودة التفاعل الأسري، تظهر مشكلات في الانتباه واللغة والانضباط، ويضعف بناء الانتماء العاطفي للأسرة، وهو أحد أهم مقومات التربية السليمة.
إن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم ما تحمله من فرص كبيرة في التعلم والتواصل والانفتاح، أصبحت اليوم قوة سيكولوجية مؤثرة، تعيد تشكيل الإنسان من الداخل، وتغيّر أنماط حياته، ويبقى الوعي بهذه التأثيرات، هو الخطوة الأولى نحو استعادة التوازن، حيث إننا لا نحتاج إلى إلغاء هذه الوسائل، بل إلى أن نتعامل معها بوعيٍ ومسؤولية، فنستخدمها دون أن تسمح لها أن تُعيد تشكيلنا، أو تصوغ مشاعرنا وفق مقاييسها، وأن ندرك أن القيمة الحقيقية للإنسان، لا تُقاس بعدد المتابعين، بل بقدرته على أن يحيا حياةً أصيلة، متوازنة، وعميقة الجذور في ذاته وعلاقاته.
*أستاذ علم النفس بالجامعة الإسلامية.