أكد الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، دور ومكانة الأزهر الشريف تحت قيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في ترسيخ ونشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة، وتقوية أواصر الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن هذا الدور غير قاصر على الداخل المصري، وإنما يمتد عالميا على مستوى الدول العربية والشعوب الإسلامية، باعتباره منارة علمية ودعوية وصرح ورمز للأمة العربية والإسلامية، مؤكدا اهتمام ودعم القيادة السياسية لدور الأزهر الشريف في مختلف المجالات.

الذكرى 1084 لتأسيس الجامع الأزهر الشريف

كما تقدم محافظ بني سويف بالتهنئة لأبناء وعلماء وقيادات وخريجي مؤسسة الأزهر الشريف، بالذكرى السنوية لتأسيس الجامع الأزهر، مؤكدا أن الأزهر كان ولا يزال أحد جناحي الأمة المصرية وصمام الأمان مع الكنيسة المصرية، واللذان يمثلان قوة مصر الناعمة ذات التأثير الكبير على المستوى الداخلي والدولي والإقليمي.

تاريخ إنشاء الأزهر الشريف

جاء ذلك خلال حضوره الاحتفالية التي أقامتها المنطقة الأزهرية ببني سويف بقاعة نادي الإدارة المحلية، ضمن فعاليات احتفال مشيخة الأزهر الشريف بالذكرى 84 بعد الـ1000 على إنشاء الجامع الأزهر، منذ تأسيسيه في 7 رمضان 361 هجريا / 972 ميلاديا.

بدأت الحفل بالسلام الجمهوري، ثم الاستماع لبضع آيات من القرآن الكريم، ثم كلمة لرئيس الإدارة المركزية للمنطقة الأزهرية، أشار خلالها إلى الدور التاريخي والوطني للأزهر الشريف باعتباره حصن الإسلام وقلعة العروبة والحارس الأمين على الثقافة الإسلامية ومنبر الريادة الوطنية وضمير الأمة والمؤسسة الحاضرة في كل قضايا الأمة.

دور ومكانة الأزهر الشريف 

وأشار إلى أن دور ومكانة وتاريخ الأزهر أكبر من معطيات الكلام، وهو حامل مشاعل الهدى ومصابيح الهداية، والذي لم يقتصر دوره وتأثيره على الداخل المصري فقط بل يفتح أبوابه أمام أبناء كافة دول العالم الإسلامي، لينهلوا من روافده ومكوناته المتنوعة التي تشع نورا وهداية.





المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الشريف احتفالية الأزهر الشريف بني سويف محافظ بني سويف الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

"مادلين"!

 

 

 

ماجد المرهون

majidomarmajid@outlook.com

 

 

الأمانُ الحقيقي لا يعني حرفيًا توفر الحقوق الماديَّة الكاملة دون نُقصان، ويكفي أن يتوافر أهمها وأكثرها ضرورةً لاستمرار الحياة وخاصة في مراحل الأزمات التي تمر بها المُجتمعات الإنسانية، لاسيَّما عند الكوارث الطبيعية وحين التقلُبات الطارئة جراء غوائل الساسة وزخارفهم وألاعيبهم المُفضية الى ظُلم الشُعوب وتحديدًا مخابيل ساسة الغرب، ولا أقول ساسة العرب لأنهم إمَّعات في مُعظمهم ولا يحدثون إلا بما يُملى عليهم ضحى وعشاء، ولعل ما يحدث في المشرق الإسلامي هو انصع دليلٍ وشاهد عيانٍ يُؤصل لمفهوم ما تقدم، ويُميط الضماد عن الجروح الغائرة في وجه الحقيقة والتي كان ولايزال يشكك في عمقها بعض الكاذبين أو الشامتين.

إن الأمانَ الحقيقي هو ضمان الإنسان الذي ألمَّت به مُصيبةٌ عدم الشعور بالوحدة والنبذ، فضلًا عن الشعور بالشماتة أو السُخرية والاستهزاء والتي قد يكون وقعها على النفس اشد وطأةً من واقع المُصيبةُ نفسها، وعليه فإن رمزيَّة الأمان المعنوي تُكافئ أو قد تُسامي الأمان المادي، وهنا تتجلى دلالة الأمان في تكامُليته بشقيه المادي والمعنوي، وهو ما تحاول مُفتريات آلة الحرب والإعلام الصهيونية إظهاره ولو كذبًا وزيفًا، مع هتكها لكل الحقوق المادية والمعنوية والتي استثارت به المشاعر الإنسانية لكُل الشعوب الحرة النبيلة كنتيجةٍ حتميةٍ لما شهدته من جرائم قتلٍ مُتعمد لمجرد التلذذ بالقتل وحصار آثمٍ هو الأطول في تاريخ الحروب بهدف تحطيم كل أنواع الأمان المُتعارف عليه.

لا أعلم إن كان "مادلين" هو الاسم الحقيقي لسفينة الحرية القاصدة كسر حصار الإرهاب والخوف والعزلة والجوع على غزة، أم هو اسم أطلق عليها مؤقتًا في رمزيةٍ لمريم المجدلية المُنتسبة إلى مدينة مَجدل الفلسطينية؛ وهي دلالةٍ معنويةٍ عميقة قد لا تُعجب الصهيوني المُفترس فيما وراء الحدث، كما أنه اسم فرنسي يُطلق على نوعٍ من الكعك الصغير ويُشير من جانب آخر إلى استثارة مشاعر الحنين لذكريات الماضي، ولكن ما أعلمهُ أن مادلين هي طفلة فلسطينية كانت تصطاد السمك من بحر غزة وشاهدةٌ على قتل بُغاة الاحتلال والدها. كما إنَّ الألمان يذهبون إلى تعريف الاسم بالفتاة الصغيرة.

وعلى كُل حالٍ، فإن البُعد هنا مع 12 ناشطًا وصحفيًا من جنسياتٍ مُتعددة على متن سفينة مادلين يُظهر أن مشاعرهم قد أبت إلّا إظهار حقيقتها، ليس بالتباكي وإنما علنًا وفعلًا بعدم رضاهم عمَّا تقوم به الصهيونية الفاجرة ضد الإنسانية في الأراضي المُحتلَّة، فهبُّوا لكسرِهِ في صورةٍ رمزيةٍ تستنهض عواطف وأحاسيس شعوب العالم وتُرسل لهم رسالة صريحة بأنكم قادرون في حالةٍ واحدة فقط وهي التغلب على خوفكم.

سفينة مادلين الصغيرة تطعن في افتئات وافتراء نظام الحصار وتخيفهُ في تمثيلها للسلام الذي يكبح جماح خُططه الاستعمارية، ولذلك فإنَّ الكيان المارق هو أول من يعاديه حتى يضمن لنفسه بيئة ذرائعٍ خصبة وحجج ومُبرراتٍ للتمدد والتوسع، كما إنه لن يُسالم إلّا من اختط خُطاه وسار على نهجه؛ لأنه يعلم بأنه كيان مُشوَّةٍ غريب اقتحم حرية المكان في غمرة ظلام من الزمان، ثم عمد إلى صناعة الوهم ونظريات اكاذيب تؤصل لوجوده وتمنحهُ الصفة الوجودية والاعتبارية لفعل ما شاء بلا مبالاة، إلا أنه استمرأ العملية ولم تعد انتهاكاته دون رقيب وإثخانه في الجريمة دون حسيب يُشكلان له مصدر قلق أو مُراعاة لاي اعتبار، وقد اغفلت حساباته انه بهذه الطريقة قد نبه وعي الجيل الغربي الجديد على حقيقتهُ التي اخفاها لسبعة عقودٍ، وها هي الآن مادلين وأخواتها الـ35 التي سبقتها بإيمان الحرية نموذجًا يضع أصابعه في عيني الإجرام الصهيوني المُنظم ويُماريه ويتحداه، ويقول: نحن أهل سلام، فإذا كنتم أهل سلام اثبتوا ذلك.

بالطبع نحنُ لم نعد نُعول على معظم الدور العربي ولا الغربي على مستوى القيادات السياسية من الذين صمتوا صمت القبور وأحجموا عن التدخل مع كل ما يرونهُ من مجازر ومذابح يومية لأهل غزة، ولا يُبرر صمتهُم إلّا الخوف على أنفسهم ومصالحهم، ولكننا وفي الوقت نفسه نُعوِّل على دور الشُعوب الحرة النزيهة التي لا تخشى في قول وفعل الحق لومةَ لائم، وهو ما بدأ يحدث اليوم ونشاهده عيانًا بيانًا وعلى الهواء منقولًا.

لم تتردد اسرائيل في مَنع سفينة مادلين السلمية من الوصول الى هدفها حتى لا تزيد من فضحهم؛ بعد أن أوقفتها في عرض البحر واقتادتها إلى مرفأ أسدود المُحتل، ولا نستبعد خلال الساعات المقبلة إفراغ محتوى السفينة من المُساعدات البسيطة وإلقائها في البحر واعتقال من على متنها.

لكن ستبقى رمزية هذه المُحاولة وسابقاتها شاهدةٌ على كُل متخاذلٍ وعلى رأسهم كل القيادات العالمية من جبناء السَّاسة الذين ألجمت أفواههم عن قول الحق، وعكسوا لنا صورة تفيد بأن ما يحدث لا يُحرك فيهم شيئًا؛ بل يُعجبهم وينال رضاهم واستحسانهم وأنهم يتلذذون بمشاهدة دماء واشلاء اطفال غزة الأبرياء، وإن لم تكن تُعجبهم تلك المشاهد لاطلعوا بدورهم وما سكتوا ولا استكانوا.

"مادلين" تُعيد التذكير بضمان أخلاقيات الأمان في مرحلة الحروب والكوارث من خلال دلالته المادية بتقديم المساعدات الأساسية والضرورية التي تحملها، ودلالته المعنوية في كسر إقصاء وحصار اهل غزة بأننا معكم ولسنا من السكاتين عن الصواب أو الشامتين في المُصاب، ولو أن روح مادلين وَجدَت من يقوم بمثل دورها من المحيطين بفلسطين، لما غامرت بركوب محيط الماء ومحيط الطغيان.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محافظ بني سويف يتفقد كنترول دبلوم المدارس الصناعية «نظام 3 سنوات»
  • محافظ بني سويف يتفقد المركز التكنولوجي بناصر ويشدد على تيسير إجراءات التصالح
  • محافظ بني سويف يتفقد المركز التكنولوجي ويستمع لمطالب المواطنين
  • “الشريف”: صرف الدفعة الأولى من مستحقات المعلمين تدخل حيز التنفيذ
  • "مادلين"!
  • للموظفين والبنوك والمدارس.. موعد إجازة مولد النبوي الشريف 2025 في مصر
  • أخبار بني سويف| 230 محضر مخالفات بالأسواق.. واستلام 273 ألف طن قمح
  • استلام 273 ألف طن..استمرار أعمال توريد القمح خلال عطلة العيد ببني سويف
  • موعد بدء الكنيسة الأرثوذكسية صيام الرسل.. مدته 55 يوما
  • محافظ بني سويف يناقش مع وكيلة وزارة الصحة نتائج حملة رقابية بشرق النيل