مزرعة ضخمة في صحراء دبي ستُنتج 3 ملايين كيلوغرام من الطعام سنويًا
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في عام 2022، كشفت دبي عن أكبر مزرعة عمودية في العالم. وتنتج المنشأة الداخلية التي تبلغ مساحتها 31 ألف متر مربع في مطار آل مكتوم الدولي بدبي، والتي تتألف من صواني مكدسة في أبراج لزراعة النباتات بأقل قدر ممكن من المياه والتربة، أكثر من مليون كيلوغرام من الخضار الورقية عالية الجودة كل عام.
ولكنها لن تحتفظ باللقب لفترةٍ طويلة.
وفي الجانب الآخر من مدينة دبي، في "وادي تكنولوجيا الغذاء"، يجري الآن العمل على إنشاء منشأة أكبر تُدعى "GigaFarm" يبلغ ارتفاعها 12 مترًا، بينما تبلغ مساحتها 83،612 مترًا مربعًا.
ولن يكون مشروع "GigaFarm"، وتُشرف عليه شركة "ReFarm" التي تأسست في دولة الإمارات العربية المتحدة، أكبر من المزارع الرأسية الأخرى فحسب، بل سيعمل بشكلٍ مختلف أيضًا، حسبما ذكره الرئيس التنفيذي لـ"Christof Global Impact"، وهي الشركة التي تقف وراء "ReFarm"، أوليفر كريستوف.
وتُشير التقديرات إلى أنّ النظم الغذائية مسؤولة عن ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة.
ويشكل القطاع الذي يعتمد على الأراضي، بما في ذلك الزراعة، واستخدام الأراضي، ثلثي الانبعاثات، ويساهم الإنتاج، بما في ذلك الأسمدة، بنسبة 39% من الكمية الإجمالية، وتوزيع المنتجات بنسبة 29%.
ولجعل الزراعة أكثر مراعاة للبيئة، تخطط "GigaFarm" لاستخدام مجموعة من التقنيات التي تستطيع تحويل النفايات، مثل بقايا الطعام، ومياه الصرف الصحي، إلى منتجات زراعية مثل السماد العضوي، والأعلاف الحيوانية، والمياه النظيفة، والطاقة.
وأوضح كريستوف أنه من خلال تقريب المزارع من المستهلكين، واستخدام أساليب إنتاج أكثر كفاءة للحد من استخدام الأسمدة، يَعِد النظام بخفض البصمة الكربونية لإنتاج الغذاء، وزراعة ما يصل إلى 3 ملايين كيلوغرام من الخضار الورقية، والأعشاب، وشتلات الخضار سنويًا، واستبدال ما يصل إلى 1% من واردات الإمارات الغذائية.
"ليست مجرد مزرعة عمودية أخرى"توفّر شركة "IGS" الإسكتلندية، التي تأسست في عام 2013، حل الزراعة العمودية الخاص بـ"GigaFarm".
وتُعد "أبراج النمو" الخاصة بـ"IGS"، التي تبدو كموقف سيارات متعدد الطوابق مكدس بالنباتات بدلاً من المَركبات، بيئة مُتَحكَّم بها تراقب وتنظم بعناية تواتر وكمية المياه والأسمدة.
وباستخدام نظام الزراعة المائية، تزرع كل صينية للنباتات باستخدام ركيزة، مثل السماد العضوي، أو ألياف جوز الهند، بدلاً من التربة، وتوفر شرائط ضوء LED الموجودة أسفل كل صينية أشعة الشمس الصناعية.
وتقوم أجهزة الاستشعار، بما في ذلك الكاميرات، بمراقبة نمو النباتات، ويمكن للأبراج التحكم تلقائيًا بمستويات الضوء، ودرجة الحرارة، والرطوبة، والمياه، والمغذيات.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "IGS"، أندرو لويد، إنّ ارتفاع الأبراج يتراوح ما بين 6 إلى 12 مترًا، وهي عبارة عن وحدات، ما يجعل توسيعها أمرًا سهلاً.
وقال لويد:"ضع 200 منها في مكان واحد، وستحصل على GigaFarm".
وتوفر الزراعة العمودية العديد من الفوائد مقارنةً بالزراعة التقليدية، بما في ذلك نمو المحاصيل بشكلٍ أسرع، وتقليل استخدام المياه بنسبة تصل إلى 98%، والحاجة لمساحة أقل بكثير.
وإلى جانب ذلك، يمكن بناء المزارع العمودية في الأماكن التي تدهورت فيها التربة، وأصبحت غير صالحة للاستخدام فيما يرتبط بالزراعة التقليدية، كما أنّ المزارع الداخلية غير مقيَّدة بالمواسم والمناخ.
ولكنها ليست خالية من العيوب.
وتمثل التكنولوجيا الذكية والبنية التحتية استثمارًا أوليًا ضخمًا، كما أنّ ارتفاع كلفة تشغيل المزارع، والتي تتكون إلى حدٍ كبير من فواتير الكهرباء بفضل مصابيح الـLED، أدّت إلى معاناة العديد من الشركات.
وسلطت سلسلة حديثة من الإخفاقات المالية البارزة في هذا القطاع، بما في ذلك "Fifth Season" و"AppHarvest"، وهما مشروعان أعلنا عن الإفلاس العام الماضي، الضوء على صعوبة التنافس مع التكاليف المنخفضة للزراعة التقليدية.
وفي عام 2023، افتتحت شركة الزراعة العمودية الأمريكية "AeroFarms" منشأة بحث وتطوير تبلغ مساحتها 65 ألف قدم مربع (أكثر من 6 آلاف متر مربع) في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهي الأكبر من نوعها في العالم.
ولكن بعد فترةٍ وجيزة، أعلنت الشركة إفلاسها وإعادة هيكلتها.
ولجعل المزارع العمودية مستدامة ماليًا وبيئيًا، أوضح لويد أنّها بحاجة إلى دمج مجاري النفايات، والطاقة المتجددة، وهو بالضبط ما تخطط "ReFarm" للقيام به.
وستُزوَّد المزرعة بالطاقة من خلال حرق نفاياتها الصلبة، وستُوفَّر المياه عبر تكنولوجيا تعتمد على الحشرات.
وتأكل يرقات ذبابة الجندي الأسود مخلفات الطعام، وفي نهاية دورة نموها، يتم تحويلها إلى علف حيواني غني بالبروتين، مع توفير الماء والسماد كمنتجات ثانوية.
ويتوقع مشروع "GigaFarm" إعادة تدوير 50 ألف طن متري من بقايا الطعام سنويًا، وستكون المياه الناتجة عن هذه العملية كافية "لتشغيل 100% من المزرعة العمودية"، بحسب ما ذكره كريستوف، في حين سيتم استخدام السماد العضوي كركيزة للنباتات.
ويُعد العلف الحيواني من المنتجات الزراعية العديدة التي تخطط "ReFarm" لصنعها في المنشأة، وبيعها للمزارع.
كما أنّها تصنع أيضًا سمادًا حيويًا تدّعي "ReFarm" أنّه يقلل من استخدام الأسمدة بنسبة 50%، إضافةً لمُحسِّن للتربة يمكنه استعادة "التربة أو الرمال المستنفدة"، وجعلها تمتص الماء، والكائنات الحية الدقيقة، والأسمدة بشكلٍ أفضل، وفقًا لما أوضحه كريستوف.
وستقوم المنشأة أيضًا بمعالجة مياه الصرف الصحي، وإزالة الأمونيا منها لإعادة استخدامها في الأسمدة.
ومن خلال استخدام "GigaFarm" لزراعة شتلات للمزارع العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويبلغ عددها 38 ألف مزرعة (وتستخدم الكثير منها الزراعة المائية، أو الدفيئات الزراعية عالية التقنية)، أوضح لويد أنّ شركة "ReFarm" قد تذهب إلى ما هو أبعد من مجرد "خدش سطح" المشكلة، و"إحداث تأثير فعلي" في الأمن الغذائي.
وأكّد لويد: "هذه ليست مجرد مزرعة عمودية أخرى، إنّها شيء مختلف تمامًا"، مضيفًا أن هناك إمكانية لتطبيق نموذج إعادة التدوير هذا في أي منطقة حضرية.
جعل الإمدادات الغذائية مقاوِمة لتغير المناخأصبحت تكنولوجيا الزراعة ذات أهمية متزايدة مع تهديد تغير المناخ للأمن الغذائي.
وتستورد دولة الإمارات أكثر من 85% من المواد الغذائية التي تستهلكها، ما يجعلها عرضة لاضطرابات سلاسل التوريد، وهو أمر شهدته الدولة خلال جائحة "كوفيد-19"، وبداية الحرب الأوكرانية-الروسية، كما قال باحث دكتوراه في مجال سلاسل التوريد في جامعة "ولونغونغ" بدبي، روهيت شارما.
وأفاد شارما أنّ الحكومة الإماراتية حريصة على تنويع مصادر الدخل في البلاد، والابتعاد عن صناعة البتروكيماويات، والتوجه إلى قطاعات أكثر خضارًا، مثل الطاقة المتجددة، والنقل المستدام، وتكنولوجيا الزراعة، ما يخلق الفرص ويعزز الدعم الحكومي للمؤسسات المبتكرة مثل "ReFarm".
وشكّل الأمن الغذائي الموضوع الرئيسي لمؤتمر المناخ COP28، الذي عُقِد في دبي العام الماضي.
وليست الإمارات الدولة الوحيدة المهتمة بالزراعة العمودية، إذ تستثمر قطر بكثافة في مجال الزراعة الذكية، وتتوسع شركات تكنولوجيا الزراعة في المملكة العربية السعودية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأمن الغذائي الشرق الأوسط تكنولوجيا دبي زراعة غذاء الزراعة العمودیة کیلوغرام من بما فی ذلک سنوی ا
إقرأ أيضاً:
الكتلة النقدية تسجل ارتفاعًا سنويًا بنسبة 8% خلال يونيو 2025 (بنك المغرب)
أفاد بنك المغرب بأن الكتلة النقدية بلغت ما مجموعه 1.956,3 مليار درهم خلال شهر يونيو 2025، مسجلة بذلك ارتفاعًا سنويًا بنسبة 8%، مقابل 7,7% في شهر ماي المنصرم، وفق ما جاء في نشرته الأخيرة للإحصائيات النقدية.
ويعزى هذا التطور، بحسب المصدر ذاته، إلى تسارع نمو القروض البنكية الموجهة للقطاع غير المالي بنسبة 4,4% بعد أن كانت 3,4%، وإلى ارتفاع الأصول الاحتياطية الرسمية بنسبة 11,1% مقابل 8,4%، إضافة إلى تباطؤ وتيرة تراجع الديون الصافية على الإدارة المركزية من 1,1% إلى 0,9%.
كما أوضح البنك أن هذا الارتفاع في الكتلة النقدية يعكس بشكل أساسي ارتفاع الودائع تحت الطلب لدى البنوك بنسبة 11,7% مقارنة بـ 10,2% في الشهر السابق، في حين شهدت وتيرة التداول النقدي تباطؤًا من 8,9% إلى 7%. أما الودائع لأجل فقد تراجعت من نمو نسبته 7,5% إلى 3,2%.
وفي السياق ذاته، سجلت حيازات الفاعلين الاقتصاديين من سندات هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة النقدية انخفاضًا في وتيرة النمو، حيث انتقلت من 12,1% إلى 5,7%.
وعلى مستوى القطاعات المؤسساتية، أبانت المعطيات عن تسارع نمو الأصول النقدية للشركات غير المالية العمومية، فيما سجلت الأصول النقدية للأسر تباطؤًا ملحوظًا، حيث استقر نموها عند 6,2%، نتيجة استقرار ودائعها تحت الطلب، وتباطؤ نمو حسابات التوفير، وتفاقم التراجع في الودائع لأجل.
أما الشركات غير المالية الخاصة، فقد عرفت تباطؤًا في وتيرة نمو أصولها النقدية من 15,7% إلى 13,9%، بسبب تراجع حساباتها الآجلة وحيازاتها من سندات التوظيف الجماعي، رغم تسجيل ارتفاع في ودائعها لأجل.
كلمات دلالية اقتصاد الجواهري الكتلة النقدية بنك المغرب