بعد مناقشته في مسلسل بابا جه.. كيف يؤثر التنمر على الصحة العقلية للأطفال؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
على مدار سنوات، كان التنمر أحد السلوكيات السلبية، التي تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للبشر، إلا أن دراسة حديثة كشفت أن خطر التنمر يصل إلى الإصابة بمشاكل في الصحة العقلية أيضا، وهو السلوك الذي يناقشه مسلسل بابا جه من بطولة أكرم حسني والذي ينافس في سباق دراما رمضان 2024.
في أحداث الحلقتين السابعة والثامنة، ناقش مسلسل بابا جه، ظاهرة التنمر من خلال الطفلة دارين، التي ظهرت خلال أحداث المسلسل وهي تتنمر على صديقتها في المدرسة، فضلا عن مشرف الرحلة الذي يجسد دوره الفنان عمرو، كما لم يسلم أكرم حسني الذي يمثل أنه خالها خلال أحداث المسلسل من تنمرها.
الدراسة الحديثة التي نشرتها مجلة الطبيعة للصحة العقلية، والتي نقلها موقع «medical daily»، كشفت أنّ الأطفال الذين يتعرضون للتنمر في سن 11 عامًا، يتطور لديهم انعدام ثقة قوي في العلاقات الشخصية مع نموهم، ويتعرضون لخطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية بمقدار ثلاثة أضعاف في أواخر سن المراهقة.
تشير الدراسة، التي شاركت في إجرائها جامعة كاليفورنيا للصحة وجامعة جلاسكو، إلى أن التهديدات الاجتماعية، مثل التنمر، قد تؤثر على الصحة العقلية للطفل من خلال تعزيز الاعتقاد بأنه لا يمكن الوثوق بالآخرين أو أن العالم عدائي أو خطير أو لا يمكن التنبؤ بما سيحدث به.
دراسة حديثة تكشف تأثير التنمر على الصحة العقليةوتؤدي هذه المعتقدات إلى تطور مشاكل الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب وفرط النشاط والغضب في السنوات اللاحقة.
وقال الدكتور جورج سلافيتش، مدير مختبر تقييم الأبحاث التابع لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: «من أجل مساعدة المراهقين على تحقيق أقصى إمكاناتهم، نحتاج إلى الاستثمار في الأبحاث التي تحدد عوامل الخطر لسوء الصحة والتي تترجم هذه المعرفة إلى برامج وقائية يمكنها تحسين الصحة والقدرة على تحمل ما يتعرضون له مدى الحياة».
وأضاف:«نأمل أن تساعد النتائج التي توصلنا إليها المؤسسات الأكاديمية على تطوير تدخلات جديدة قائمة على الأدلة لمواجهة الآثار السلبية للتنمر على الصحة العقلية» لافتا إلى أن هذه النتائج تشير إلى أننا نحتاج حقًا إلى برامج مدرسية تساعد على تعزيز الشعور بالثقة بين الأشخاص على مستوى الفصل الدراسي والمدرسة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التنمر مسلسل بابا جه بابا جه رمضان 2024 على الصحة العقلیة
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تكثف نشاطها التوعوي بمدارس الدقهلية وأسيوط لمواجهة التنمر
واصلت مديريات الأوقاف في عدد من المحافظات تنفيذ برامجها التوعوية داخل المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، في إطار خطة شاملة تستهدف بناء الوعي لدى النشء، وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، وتعزيز الانتماء الوطني، ومواجهة الظواهر السلوكية السلبية وعلى رأسها التنمر.
وتأتي هذه الجهود ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك» التي أطلقتها وزارة الأوقاف، بهدف تصويب المفاهيم المغلوطة، ونشر الفكر الوسطي المستنير، والتأكيد على دور الدين في بناء الإنسان أخلاقيًا وسلوكيًا.
قوافل دعوية بمدارس الدقهلية: التوكل وصناعة الأمل
في محافظة الدقهلية، نظّمت مديرية أوقاف الدقهلية عددًا من القوافل الدعوية داخل المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تحت عنوان: «التوكل وصناعة الأمل في حياة المسلم»، وذلك برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الشيخ السيد عبد الرحمن ربيع، مدير المديرية.
وأكدت القوافل الدعوية أن الأمل يُعد ركيزة أساسية في حياة المسلم، وينبع من الإيمان بالله وحسن الظن به، موضحة أن التوكل الصحيح لا يعني التواكل، بل يقوم على الجمع بين الاعتماد على الله والأخذ بالأسباب، بما يعزز الثقة في النفس، ويقوّي روح الإيجابية، ويبعد الإنسان عن اليأس والقنوط الذي نهى عنه الشرع الحنيف.
الأمل قوة نفسية في مواجهة التحديات
وأوضحت الندوات أن ترسيخ مفهوم الأمل في نفوس الطلاب يسهم في بناء شخصية متوازنة وقوية، قادرة على مواجهة ضغوط الحياة وتحدياتها بعزيمة متجددة، مشيرة إلى أن القيم الدينية الصحيحة تُعد عنصرًا أساسيًا في دعم الصحة النفسية، وتعزيز الاستقرار المجتمعي.
كما شددت القوافل على أهمية غرس قيم العلم والانضباط وحسن الخلق، وتأكيد رسالة طالب العلم في بناء ذاته وخدمة مجتمعه ووطنه، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ يدرك مسؤوليته تجاه نفسه ووطنه.
أسيوط تواجه التنمر بندوة تثقيفية للطلاب
وفي السياق ذاته، نظّمت مديرية أوقاف أسيوط ندوة تثقيفية بمدرسة النصر الخاصة للتعليم الأساسي، بعنوان: «التنمّر.. مخاطره وآثاره السلبية»، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وذلك في إطار الدور الدعوي والتوعوي للوزارة، وضمن مبادرة «صحح مفاهيمك»، برعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وبإشراف الدكتور عيد علي خليفة، مدير المديرية.
التنمر خطر ديني وإنساني
وتناولت الندوة مفهوم التنمر وصوره المختلفة، مؤكدة أن الإسلام حذّر تحذيرًا شديدًا من إيذاء الآخرين قولًا أو فعلًا، لما لذلك من آثار نفسية واجتماعية خطيرة، تؤدي إلى إضعاف الروابط الإنسانية داخل المجتمع، وتخلّف جراحًا نفسية عميقة لدى المتضررين.
واستشهد المتحدثون بقول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ﴾ [الحجرات: 11]، مؤكدين أن السخرية والاستهزاء والاعتداء اللفظي أو الجسدي تتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية.
صور متعددة للتنمر في العصر الحديث
وأشارت الندوة إلى أن التنمر لم يعد مقتصرًا على الإيذاء الجسدي، بل تعددت صوره لتشمل التنمر اللفظي، والنفسي، والاجتماعي، فضلًا عن التنمر الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الإساءة أو التشهير أو نشر الشائعات، وهو ما يتطلب وعيًا متزايدًا من الطلاب وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية.
رسالة للطلاب: المدرسة بيئة آمنة للجميع
وفي ختام الندوة، وجّهت وزارة الأوقاف رسالة واضحة للطلاب بضرورة الوقوف إلى جانب زملائهم، ورفض جميع أشكال التنمر، والإبلاغ عن أي ممارسات سلبية، مع التأكيد على أن المدرسة يجب أن تظل بيئة تربوية آمنة، قائمة على الاحترام المتبادل، والمودة، والتعاون، بما يحقق رسالة التعليم في بناء الإنسان أخلاقيًا وسلوكيًا إلى جانب التحصيل العلمي.
خطة متكاملة لمواجهة الفكر السلبي
وأكدت مديريات الأوقاف أن هذه الأنشطة التوعوية تأتي ضمن خطة شاملة تستهدف مواجهة الفكر المتطرف، والتصدي لتراجع القيم الأخلاقية، والعمل على بناء الشخصية المصرية على أسس دينية صحيحة، تسهم في صناعة الحضارة، وترسيخ ثقافة التسامح، واحترام الآخر، وقبول الاختلاف.