الجديد برس:

أكدت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن قوات صنعاء تمكنت فعلياً من السيطرة على أحد أهم ممرات الشحن في العالم، بعدما كان ذلك يعتبر حكراً على القوى التي تمتلك ترسانة كبيرة ومتطورة من السفن الحربية.

وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير لها، إن “الحوثيين يصنعون التاريخ بأحدث الطرق المبتكرة”، مؤكدةً أن “الجماعة أصبح لديها قدرات تمكنها من توسيع حملتها غير المسبوقة من البحرين الأحمر والعربي إلى عمق المحيط الهندي الشاسع، مشترطة لوقف عملياتها أن توقف “إسرائيل” حربها على قطاع غزة”.

وأشارت إلى أن قدرة جماعة أنصار الله اليمنية على استهداف السفن كانت- قبل نوفمبر الماضي- حكراً على القوى التي تمتلك ترسانة كبيرة ومتطورة من السفن الحربية. موضحةً أن “الجماعة (أنصار الله) التي لا تمتلك أسطولاً بحرياً تمكنت فعلياً من السيطرة على أحد أهم ممرات الشحن في العالم، حيث استولت على سفينة شحن”. في إشارة إلى سفينة الشحن الإسرائيلية غالاكسي ليدر التي استولت عليها قوات صنعاء في الـ19 من نوفمبر الماضي.

وحسب تقرير المجلة، فقد أطلقت قوات صنعاء (الحوثيين) وابلاً شبه يومي من الصواريخ والطائرات بدون طيار على عشرات السفن في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن خلال الأشهر الخمسة الماضية، والتي جاءت ضمن مساندتها لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

وحول ما تشكله العمليات البحرية التي توجهها قوات صنعاء (الحوثيين) من ضربات مؤلمة للملاحة التجارية الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، قال تقرير مجلة نيوزويك: “إن التهديد الذي تشكله جماعة أنصار الله غير عادي إلى حد ما”.

ونقلت المجلة عن إيان رالبي، خبير الأمن البحري الرائد الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة المحاماة “آر كونسيليوم” قوله: “المشكلة هي أنهم (حركة أنصار الله اليمنية) مختلفون بعض الشيء عن أي شخص آخر هاجم السفن”. في إشارة إلى الفارق بين مطالب قوات صنعاء بوقف المجازر في غزة، والدوافع الاقتصادية لعمليات القراصنة في شمال الصومال.

وتبعاً لذلك قالت “نيوزويك”: إن “جزءاً مما يميز أنصار الله عن الجهات الفاعلة الأخرى التي لديها الرغبة والقدرة على مهاجمة السفن التجارية- وهي السفن المرتبطة بإسرائيل- هو سلسلة متسقة من الانتصارات التي تعود إلى عقد من الزمن على الأقل في تحدي القوى الإقليمية والعالمية”.

وقال رالبي، الذي شهد أمام الكونجرس بشأن تهديد أنصار الله: “إنهم (الحوثيون) يظهرون أنهم لم يحققوا سوى النجاح”.

وتابع قائلاً: إن جماعة أنصار الله ”ليسوا مثل طالبان، وليسوا حتى مثل القاعدة”. “إنهم يتطلعون إلى التوسع العالمي”.

وقال رالبي أيضاً: “فيما يتعلق بالحوثيين، فإنهم يعيشون الفترة الأكثر نجاحاً في تاريخهم بأكمله في الوقت الحالي”.

وأوضحت المجلة في تقريرها أن تحالف “حارس الازدهار” الذي أنشأه الرئيس جو بايدن في ديسمبر لم يتمكن حتى الآن، رغم قيامه بعدة جولات من الغارات الجوية المشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على المواقع العسكرية لأنصار الله في اليمن، من ردع موجة الهجمات المستمرة في البحر الأحمر وخليج عدن.

في ذات السياق، نقلت “نيوزويك” عن سلفاتوري ميركوجليانو، الأستاذ المشارك في جامعة كامبل والأستاذ المساعد في الأكاديمية البحرية التجارية الأمريكية، قوله إن “الولايات المتحدة الأمريكية تخسر هذه الحرب، لأن الشحن لا يعود إلى المنطقة بسبب مخاطر الحرب والتكاليف المرتبطة بالإبحار عبرها”، في إشارة إلى الضغط على كيان الاحتلال لإيقاف حربه وحصاره على قطاع غزة، لضمان إيقاف صنعاء لعملياتها البحرية.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن صنعاء تتطلع إلى توسيع حملتها غير المسبوقة في عمق المحيط الهندي الشاسع، مطالبةً “إسرائيل” بإنهاء حربها في قطاع غزة.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: قوات صنعاء أنصار الله

إقرأ أيضاً:

“الحاصدة” تُصبح صيداً سهلاً.. وكالة روسية: كيف يُسقط الحوثيون طائرات “إم كيو-9” الأمريكية الأكثر تقدماً؟

الجديد برس:

قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية، إن قوات صنعاء أثبتت تفوقاً كبيراً في مواجهة القدرات الجوية الغربية من خلال الإسقاط المتكرر لطائرات “إم كيو-9” الأمريكية التي يطلق عليها اسم (الحاصدة) والتي أصبح اليمن يشكل أكبر تهديد لها.

ونشرت الوكالة الروسية، تقريراً أمس الأول حمل عنوان: “لماذا لا يخاف الحوثيون من الحاصدة؟” وهو الاسم الذي يطلق على طائرة (إم كيو -9) الأمريكية بدون طيار.

وتساءل التقرير في البداية: “كيف تمكنت قوات تنحدر من واحدة من أفقر البلدان في العالم، والعديد منها يقاتل حرفياً حفاة، من إنشاء نظام دفاع جوي متطور بما يكفي لتحدي قوة عظمى؟”.

وذكر التقرير أنه بعد “عملية الإسقاط المحرجة التي قام بها الحوثيون لطائرة أمريكية أخرى بدون طيار من طراز (إم كيو-9 ريبر) بقيمة 31 مليون دولار، قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بهجوم أسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل (معظمهم من المدنيين) وإصابة 35 آخرين في غارات جوية واسعة النطاق في صنعاء والحديدة وتعز في وقت متأخر من ليل الخميس”.

وأضاف أن “الهجمات الأمريكية البريطانية جاءت بعد أقل من 48 ساعة من إسقاط الحوثيين طائرة بدون طيار أخرى من طراز ريبر، يوم الأربعاء، وهي السادسة منذ تصاعد الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية في أكتوبر الماضي، وأظهرت لقطات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي طائرة ريبر مستلقية على بطنها في صحراء في مكان ما بمحافظة مأرب، وقد تحطمت مجموعة ذيلها جزئياً، لكن الطائرة بدون طيار سليمة، مع وجود مجموعة من المسلحين، اثنان منهم حفاة القدمين، يقفون فوق الحطام”.

وذكر التقرير أنه “منذ 2015 جمع الحوثيون عدداً مثيراً للإعجاب من طائرات ريبر التي تم إسقاطها، بما في ذلك، إسقاط طائرة من هذا النوع في 1 أكتوبر 2017 فوق صنعاء، وتدمير طائرة ريبر أخرى في 6 يونيو 2019 في مكان ما فوق اليمن، وهذه باستخدام نظام صاروخي أرض-جو متوسط المدى من طراز كوب2 من الحقبة السوفيتية، وفقاً للقيادة المركزية للولايات المتحدة”.

وتابع: “تم إسقاط طائرة ريبر ثالثة في 21 أغسطس 2019 فوق ذمار، جنوب صنعاء عاصمة اليمن، وهذه المرة باستخدام نسخة محلية محسنة من صاروخ كوب المعروف باسم فاطر-1، وطائرة أخرى من الطراز نفسه تابعة للقوات الجوية الأمريكية تم تدميرها فوق البحر الأحمر في 8 نوفمبر 2023، كما تم إسقاط طائرة ريبر خامسة فوق مدينة الحديدة، غرب اليمن، في 19 فبراير، وتم تدمير طائرة سادسة فوق محافظة صعدة شمال غربي اليمن، وتم إسقاط طائرة سابعة يوم 17 مايو فوق محافظة مأرب، فيما تم تدمير طائرة ثامنة فوق صنعاء في 24 مايو، وأخيراً تم إسقاط طائرة ريبر التاسعة في 29 مايو في مأرب”.

وأضاف: “بعبارة أخرى، بين عام 2017 وحتى الوقت الحاضر، أسقط الحوثيون ما قيمته 279 مليون دولار من طائرات ريبر، ليصبحوا إلى حد بعيد أكبر تهديد لبرنامج الطائرات بدون طيار الأمريكي القاتل، بصرف النظر عن الحوادث والأعطال الميكانيكية”.

وأوضح التقرير أن “طائرات ريبر ليست الطائرات الوحيدة التي تصنعها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والتي أثبتت أنها معرضة للخطر أمام الحوثيين، فوفقاً لإحصاء نشرته مجلة أخبار العالم الإسلامي هذا الأسبوع، تشكل طائرات ريبر أقل من عُشر الطائرات الغربية، المأهولة أو غير المأهولة، التي تم إسقاطها أو إلحاق أضرار بها أثناء قتال أنصار الله والجهات الفاعلة الأخرى في اليمن”.

وبحسب التقرير فإن الأنواع الأخرى من الطائرات تشمل “طائرة هليكوبتر أمريكية من طراز بلاك هوك فقدت قبالة سواحل اليمن خلال مهمة تدريبية غامضة في 26 أغسطس 2017، وثلاث طائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز F-16 (مملوكة للمغرب والبحرين والأردن، فقدت فوق اليمن في مايو 2015، وديسمبر 2015، وفبراير 2017، على التوالي)، إلى جانب ما لا يقل عن 64 طائرة استطلاعية وهجومية بدون طيار، تشغل معظمها قوات التحالف الخليجية التي تستهدف الحوثيين، بما في ذلك طائرات (إم كيو1- بريداتور) الأمريكية والأوروبية الصنع، و(سكان إيغل)، و(سيكر 400) وطائرات بدون طيار أخرى”.

وأضاف أن “هناك 11 طائرة خليجية مأهولة غربية الصنع (غير طائرات إف-16 المذكورة آنفاً)، بما في ذلك طائرات ميراج 2000، ويوروفايتر تايفون، وإف-15، وتورنيدو، بالإضافة إلى طائرات أباتشي، وأيه إتش -60، وإس-70 بلاك هوك، وطائرات هليكوبتر من طراز إس إيه -365”.

وحول القدرات الدفاعية لقوات صنعاء أشار التقرير إلى أن “الحوثيين قاموا بتحديث نظام الصواريخ السوفييتية كوب إلى الصواريخ المعروفة باسم فاطر-1” مشيراً إلى أن “مهندسين من مركز أبحاث وتطوير الصواريخ اليمنية قاموا بتحويل نظام صاروخي جو -جو كانت تستخدمه طائرات ميج وسو، وحولوه إلى صواريخ سام يمكن إطلاقها من شاحنات النقل الصغيرة”.

وأضاف أن هناك “صاروخ جو – جو سوفيتي آخر هو آر -73 تم تعديله إلى صاروخ سام يعرف باسم ثاقب-1” بالإضافة إلى “صواريخ (آر-27) و (آر-77) جو -جو، حولتها اليمن إلى صواريخ ثاقب -2، وثاقب-3، على التوالي”.

ونقل التقرير عن اللفتنانت جنرال (متقاعد) أيتك بيزيف، النائب السابق لقائد نظام الدفاع الجوي المشترك لرابطة الدول المستقلة قوله إن “الحوثيين وجدوا على ما يبدو طرقاً لتحويل صواريخهم المضادة للطائرات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية لاستخدام الكيروسين النقي بدلاً من الوقود الدفعي التقليدي، وهو ما يتطلب مصانع متخصصة ومعرفة فنية لتصنيعه”.

وأشار التقرير إلى أن “ما يعنيه هذا بالنسبة للدفاعات الجوية الحوثية هو توفير تكنولوجيا الصواريخ (ولكن ليس الصواريخ الجاهزة نفسها)، حيث رصد مراقبون مستقلون ما يبدو أنها نسخ يمنية الصنع من صواريخ إيرانية مثل نظام صواريخ طائر متوسط المدى، ورادارات إيرانية التصميم”.

ونقل التقرير عن الضابط المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية والمحلل السابق بوزارة الدفاع الأمريكية كارين كوياتكوفسكي قوله إن “الحوثيين اكتسبوا الكثير من الخبرة ضد الأسلحة الغربية، بما في ذلك طائرات ريبر، وذلك باستخدام المعدات القديمة والمعدات التي تم تعديلها وتحديثها من قبل متخصصين محليين وأجانب، لكن صواريخ سام التي يملكونها لن تعني شيئاً بدون المقاتلين ذوي الخبرة الذين يديرونها”.

وأضاف: “هؤلاء الرجال لديهم خبرة في استخدام المعدات القديمة، لكنهم يستخدمونها ضد بعض المعدات الحديثة، أنا أعرف الرؤية الليلية والاستهداف بالأشعة تحت الحمراء، لديهم طرق لتتبع طائرات ريبر هذه، وهذا ما يحدث عندما يكون لديك مجموعة من الجنود ذوي الخبرة أو خبراء في الدفاع الجوي”.

وتابع: “لن أقول بالضرورة إن المعدات التي لديهم هي الأفضل، ولكن الجمع بين المقاتلين ذوي الخبرة العالية الذين يفهمون التكنولوجيا الغربية، والتكتيكات الغربية واستخدام المعدات مثل ريبر، هو مشروع ناجح للغاية وبتكلفة منخفضة للغاية مقارنة بالمعدات الباهظة الثمن التي لدينا”.

وأضاف كوياتكوفسكي أن “الحوثيين أثبتوا أيضاً براعتهم الهندسية، وسيكون من الخطأ التقليل من كفاءة الحوثيين في تعديل وفحص المعدات، بما في ذلك الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها”.

وأشار إلى أن “البنتاغون أظهر ميلاً خطيراً للتقليل من شأن خصومه.. نعتقد أن اليمنيين لا شيء، ولكن حسناً، في ساحة المعركة هذه، يعتبر اليمنيون منافساً شبه نظير”.

مقالات مشابهة

  • تناقض تصريحات محافظ البنك المركزي في عدن: “لا نستطيع نقل البنوك من صنعاء” ثم “ننقلها بأمر أمريكي” (فيديو)
  • “الحاصدة” تُصبح صيداً سهلاً.. وكالة روسية: كيف يُسقط الحوثيون طائرات “إم كيو-9” الأمريكية الأكثر تقدماً؟
  • قوات صنعاء تنفذ 6 عمليات عسكرية ضد حاملة الطائرات “أيزنهاور” ومدمرة أمريكية وسفن تجارية في 3 مسارح بحرية
  • أنصار الله تعلن استهداف مدمرة أمريكية شمالي البحر الأحمر.. ثاني عملية خلال ساعات
  • البحرية البريطانية تنصح السفن بالحذر بعد حادث قبالة سواحل اليمن في البحر الأحمر
  • حزمة مساعدات أوروبية جديدة لـ “الأونروا”
  • الجيش الأمريكي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن
  • صنعاء قادرة على منع تصدير النفط السعودي رداً على “الحرب الاقتصادية”.. فهل حان وقت الحساب؟
  • صنعاء تصعد هجماتها البحرية ومعركة “المتوسط” نحو الاحتدام
  • “الدارة” تترجم كتابًا يناقش التحديات الفلسفية التي تواجه علم التاريخ ومنهجيته