يعد شيب الشعر من أكثر الظواهر المخيفة المرتبطة بالعمر، فبعد ظهور أول خصلة باللون الأبيض، يشعر الشخص بالتوتر وخاصة إذا كان في مقتبل العمر، ويبدو أن العلماء تمكنوا من فك الشفرة التي تؤدي إلى هذه الحالة، مما يفتح المجال لعلاجات أكثر فعالية على المدى الطويل.

وجد فريق من الباحثين من جامعة نيويورك (NYU) أن بعض الخلايا العالقة، يمكن أن تكون وراء شيب الشعر.

سر تحول الشعر إلى اللون الأبيض

وقال مؤلف الدراسة تشي صن: «دراستنا تساهم في فهمنا الأساسي لكيفية عمل الخلايا الجذعية الصباغية لتلوين الشعر، إن الآليات المكتشفة حديثًا تثير احتمال وجود نفس الموضع الثابت للخلايا الجذعية الصباغية لدى البشر، وإذا كان الأمر كذلك، فإنه يمثل طريقًا محتملاً لعكس أو منع الشيب».

عادة ما يبدأ الأشخاص باكتشاف الشعر الأبيض أو الرمادي في عمر 35 عامًا تقريبًا، لكن العملية يمكن أن تبدأ مبكرًا، يتساقط شعر الإنسان البالغ طوال حياته، وينمو الشعر المفقود مرة أخرى من البصيلات، وهي مسام حول جذر الشعر في فروة الرأس.

دراسة تبحث كيفية الحفاظ على لون الشعر

الخلايا الصباغية تتواجد أيضًا في هذه البصيلات، إذ تموت هذه الخلايا وتنمو من جديد من الخلايا الجذعية الصباغية (McSCs) ، أو ما يسمى الخلايا العالقة أو ضعيفة النمو، والتي تصبح بطيئة بسبب تساقط الشعر وإعادة نموه، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC».

وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة «Nature Journal»، أنه مع التقدم في السن، تفقد الخلايا المنتجة للصبغة التي تعطي الشعر لونه قدرتها على النضج، ويؤدي توقف هذا النمو إلى فقدان الشعر لونه وتحوله إلى اللون الأبيض أو الرمادي.

وقال العلماء إنه مع تساقط الشعر ونموه مرة أخرى، تعلق مجموعة من الخلايا الجذعية الخاملة في حجرة الخلايا الجذعية، مما يؤدي إلى تغير لون الشعر.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن حركة الخلايا الجذعية الصباغية هي المفتاح للحفاظ على صحة الشعر ولونه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشيب الشعر الأبيض الخلایا الجذعیة

إقرأ أيضاً:

رحلة جمالية في مدونة شعرية

قبل سنوات بعيدة كنت أتابع صفحة مخصّصة للشعر المترجم المكتوب باللغة الإنجليزيّة، في مجلة (دبي الثقافية)، وللشعر الإنجليزي مكانته الرفيعة بين الآداب العالمية لغناه وتنوّعه، وتأثيره في شعراء الحداثة العربية كالسيّاب، وميزة تلك النصوص المترجمة أنها منتقاة بعناية، ويقوم بترجمتها شاعر له تجربة طويلة وقد تُرجم شعره إلى عشرين لغة هو الدكتور شهاب غانم، وإلى جانب ذلك، له باع طويل في الترجمة وحاصل على أكثر من 30 جائزة وتكريما في مجال الشعر والترجمة والبحث العلمي، منها جائزة طاغور للسلام من الهند عام 2012م، وجائزة جمعية الشعر العالمية عبر القارات للثقافة والإنسانية من الهند 2013م وجائزة شخصية العام الثقافية ضمن جائزة العويس للإبداع من الإمارات 2013م، وجائزة أفضل مترجم لعام 2014م من المركز الدولي لترجمة الشعر والبحوث من الصين.

فكنت أحرص على متابعة تلك الصفحة، وأحيانا أنقل النصوص في دفتر خصّصته لنصوص مختارة، وبعد أن توقّفت مجلّة (دبي الثقافية) عن الصدور، فقدتُ تلك المساحة الجميلة، ولكنّ الدكتور شهاب غانم لم يتوقّف عن ترجمة تلك القصائد للشعراء الإنجليز، وقام أخيرا بجمع النصوص التي ترجمها، وأصدرها في كتاب حمل عنوان (اذهب وتلقَّف نجمةً تسقط) نشرته دارة الشعر العربي بالفجيرة، وضمّ مُختارات شعرية لمائة شاعر وشاعرة يكتبون بالإنجليزية، معظمهم من الذين حصلوا على جوائز عالميّة مثل نوبل أو عُيّنوا برتبة شاعر البلاط وبعضهم من المعاصرين الذين عرفهم المترجم شخصيا «وكثير من القصائد المختارة تحمل طابعا إنسانيا خاصا» كما يقول الدكتور شهاب غانم، وبذلك يضع المعيار الذي جعله يختار النصوص دون سواها، وهكذا اختار لمارجريت كافندش (١٦٢٣ - ١٦٧٣م) قصيدة (لم أُولد أو أنشأ شاعرة) ولجون درایدن (١٦٣٠ - ١٧٠٠م) أغنية من (الإمبراطور الهندي) ولإليزابيث توماس (١٦٧٥ - ١٧٥١م) (الزوجة المهجورة)، وللإسكندر بوب - (١٦٨٨ - ١٧٤٤م) قصيدة عن العزلة، ولوليم بليك (١٧٥٧ - ١٨٢٧م) سر الحب وشجرة السم، ولروبرت برنس (١٧٥٩ - ١٧٩٦م) (وردة حمراء.. حمراء) ولويليام وردزورث (١٧٧٠ -١٨٥٠م) (النرجس الأصفر) و(إن قلبي يثب) ولصامويل تیلر ولردج (١٧۷۲- ١٨٣٤م) مقطعا من قصيدة (أنشودة الملاح العجوز) وللورد بایرون (١٧٨۸ - ١٨٢٤م) قصيدة (عندما افترقنا) ولبرسي بسشي شيلي (۱۷۹۲-۱۸۲۲) قصيدة (فلسفة الحب) ولجون كيتس (١٧٩٥-١٨٢١م) (عندما تنتابني المخاوف) ولهنري وادسورث لونجفيلو (۱۸۰۷-۱۸۸۲م) (مزمور الحياة) ولإدوارد فتز جرالد (۱۸۰۹ - ۱۸۸۳م) من ترجمات رباعيات الخيام واختار الرباعية 51 والرباعية 14 والرباعية 36، ولم يكتفِ بترجمة نصّ واحد لكلّ شاعر، فقد ترجم لوليم شكسبير (١٥٦٤ - ١٦١٦م) عدّة نصوص من بينها: السوناتا 18، والسوناتا 116 ومقطع من مسرحيّة (هاملت) هو مقطع (أن تكون، أو لا تكون) ومن مسرحيّة (يوليوس قيصر) ترجم مقطع (لقد جئت لدفن قيصر لا للثناء عليه) ومن مسرحيّة (كما تحب) ترجم مقطعا اختاره من الفصل الثاني والمشهد السابع (هذا العالم مجرد مسرح)، واختتم ترجماته لشكسبير بنص (غداً.. وغداً.. وغداً) وهو مقطع من المشهد الخامس في الفصل الخامس من مسرحية (ماكبث) عندما يصل خبر موت الملكة لماكبث فيقول:

كان ينبغي أن تموت في وقت لاحق

كان سيأتي زمن مناسب لمثل هذه الكلمة

غداً.. وغداً.. وغداً

تزحف هذه الوتيرة التافهة يوما بعد يوم

حتى آخر مقطع في سجل الزمان

انطفئي، انطفئي، أيتها الشمعة الوجيزة

ليست الحياة سوى ظل يمشي

حكاية يرويها أحمق ملأى بالصخب والعنف

فيما اختار لإليزابيث براوننج (١٨٠٦ - ١٨٦١م) ثلاث قصائد هي: (اقرأ بوجهي) و(إن كان لا بد من حب...) و(كيف أحبك؟ دعني أعدد الطرق) وللشاعر جون دون (١٥۷۲-١٦٣١م) قصيدتان هما: (اذهب وتلقّف نجمة تسقط) التي حمل الكتاب عنوانها وقصيدة (لا يوجد إنسان جزيرة)، إلى جانب نصوص أخرى عديدة مترجمة لشعراء آخرين كبار اختارها المترجم ووضعها بين دفّتي كتاب من (384) صفحة من القطع المتوسط.

وفي بعض النصوص التي قام بترجمتها يمدّ الشاعر المخبوء داخله عنقه فيقوم بترجمتها بشكل موزون، كما رأينا في ترجمته لقصيدة الملكة إليزابيث الأولى (١٥٣٣ - ١٦٠٣م) الموسومة (عندما كنت في الصبا ذاتَ حُسن) إذ ترجمها على شكل رباعيّات:

عندما كنت في الصبا ذاتَ حُسن

وحفيّا كان الزمان بشأني

كم أتتني الرجال تخطب ودّي!

إنّما الازدراء قد كان ردّي

كم عيون فيّاضةٍ بالدموع

وقلوب مسعورة بالولوع

فجاء الكتاب ليكون «رحلة جمالية وجسرا وجدانيا يربط الإنسان بأخيه الإنسان متجاوزا حواجز الجغرافيا والتاريخ واللغة»، كما جاء في كلمة الغلاف الأخير من الكتاب الذي قدّم أنطولوجيا في الشعر المكتوب باللغة الإنجليزية، فما أمتعها وما أجملها من رحلة ربّانها شاعر!

مقالات مشابهة

  • نصائح عند اختيار ألوان أبواب الخشب الداخلية لغرف المنزل
  • يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس بشمال وجنوب قطاع غزة إضافة إلى مجموعات أبو الشباب التي تعمل برفح
  • الكركم يحارب سرطان القولون.. دراسة تكشف قدرته على وقف نمو الخلايا السرطانية
  • شاعرٌ، وناقدة
  • رحلة جمالية في مدونة شعرية
  • البيت الأبيض: لن نرسل بعض الأسلحة التي تعهدنا بها لأوكرانيا
  • إذا رأيت هذا اللون في الآيس كريم.. تجنّبه فورًا!
  • العالم على حافة كارثة صحية بسبب قرارات البيت الأبيض| تفاصيل
  • أحد مؤسسي تمرد في حور لـ صدى البلد: الحركة هي «عصا موسى» التي ابتلعت الإخوان.. ومدير مكتب «البلتاجى» هددني بالاغتيال
  • من الثورة إلى القيادة.. كيف أعادت 30 يونيو صياغة علاقة الشباب بالدولة المصرية؟