الأمُ هى أَمْيَز النساء، فهى مصدر العطف والأمان لكل من حولها، وهى التى تحمل طفلها تسعة أشهر وتتحمل كثيرا من المتاعب والمصاعب طوال فترة الحمل، وبعد ولادته تبدأ معه رحلة جديدة فى الحياة.
وتحتفل كثير من البلدان فى الواحد والعشرين من شهر مارس من كل عام بعيد الأم، وكان أول احتفال بهذا اليوم عام ١٩٠٨، عندما أقامت «آنا جارفيس» ذكرى لوالدتها فى أمريكا.
ويختلف تاريخ عيد الأم من دولة إلى أخرى، ففى العالم العربى يكون اليوم الأول من فصل الربيع والموافق يوم ٢١ مارس، بينما يكون الاحتفال بهذا اليوم فى ٢ فبراير فى النرويج، و٢٢ ديسمبر فى إندونسيا، أما فى الولايات المتحدة وألمانيا فيكون الاحتفال فى الأحد الثانى من شهر مايو من كل عام، وغير ذلك من التواريخ التى تتباين من دولة إلى أخرى للاحتفال بعيد الأم.
وإذا كان للأم يوم فى السنة يتم الاحتفال بتكريمها فيه، فقد أوصى القرآن الكريم بالأم وأكد تكريمها فى الأوقات كلها، وكرر تلك الوصية لفضل الأم ومكانتها، فقال سبحانه وتعالى فى سورة الإسراء: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً».. (سورة الإسراء، الآيتان ٢٣-٢٤)، فالأم لها مكانة عظيمة وقد أُمرنا بطاعتها والإحسان إليها وبرها.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: «جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك (متفق عليه). ويبرز ذلك ما حظيت به الأم من تكريم خاص فى الدين الإسلامى، فجعل لها مراتب عالية ومتميزة من غيرها من البشر.
وإذا رأى بعضهم أن الاحتفال بعيد الأم ما هو إلا تقليد أعمى للغرب وليس له أصل من الصحة، حيث إن الاهتمام بالأم وبرها يكون طوال العام، فإنه لا يوجد فى الشرع ما يمنع من أن تكون هناك مناسبة لذلك يعبر فيها الأبناء عن برهم بأمهاتهم؛ فإن هذا أمر تنظيمى لا حرج فيه، ويعد من مظاهر تكريم الأم والاحتفاء بها وحسن برها، فمن منا فى طفولته، بعيدا عن أى فكر متشدد، لم يهد أمه هدايا عيد الأم؛ التى مهما بلغت فى بساطتها، إلا أنها قد تم اختيارها باهتمام شديد من أجل مجرد رؤية بسمة صادقة على وجه الأم، تزيل عنها كل ما واجهته وما تواجهه من أجل تربية الأبناء!
وفى النهاية، فليبارك الله فى عمرك يا أمى.. وليحفظك يا أَمْيَز النساء.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب
جامعة المنصورة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة أ م ي ز النساء د أحمد عثمان الأم شهر مارس احتفال أمريكا
إقرأ أيضاً:
القبض على رجل قام بالاعتداء على ابنه أخيه
القاهرة
شهدت محافظة الجيزة بمصر جريمة مروعة، حيث قام فرد أمن بالاعتداء الجنسي على ابنة أخيه التي تبلغ من العمر 8 سنوات، أثناء وجود والديها في العمل.
وقدمت الأم بلاغًا تتهم فيه شقيق زوجها بهتك عرض طفلتها، مستغلًا تواجدها وزوجها في العمل وترك الطفلة معه بمفردها.
وأسفرت التحقيقات عن أن والدة الطفلة معلمة تترك ابنتها في رعاية عمها فرد الأمن لتواجد والدها أيضًا في العمل ، إلا أن الأم فوجئت بسوء حالة طفلتها الجسدية والنفسية، وعندما تحدثت إليها أصابتها الصدمة مما أخبرتها به ابنتها عن تعدي عمها على جسدها، ما دفعها لإبلاغ الشرطة.
وبمواجهة عم الطفلة اعترف بارتكاب الواقعة، فتم تحرير المحضر اللازم وأحيل للنيابة العامة للتحقيق.