الجزيرة:
2025-12-10@15:46:02 GMT

العالم الإسلامي الذي لا يستطيع حلَّ أزماته الخاصة

تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT

العالم الإسلامي الذي لا يستطيع حلَّ أزماته الخاصة

هناك ذكريات مؤلمة في ذهني حول رمضان ومناطق الأزمات. بما أنني كنت أذهب باستمرار إلى مناطق الصراع الساخنة والمناطق المتأزمة كصحفي، فقد شهدت بعض الأمور خلال أشهر رمضان

في عام 2012 خلال الحرب الأهلية في سوريا، كنتُ في حلب في شهر رمضان. وكان جامع حلب في حالة خراب بسبب القصف، وعندما رأيت أن الجهة القبلية للجامع تحت سيطرة قوات النظام، وأن الباب الرئيسي تحت سيطرة المعارضة، فقد تفاجأت كثيرًا.

كانت الأرفف والقرآن الكريم والسجاد كلها تستخدم كدروع داخل الجامع. وتم التقاط صورة أيقونية جدًا في تلك اللحظة. وعندما غادرنا المكان، اندلعت اشتباكات بين المعارضة وعناصر النظام، وشاهدنا الناس يمرون أمامنا وهم ينزفون. قمنا بالإفطار في قرية محاصرة ثم صلينا التراويح في إحدى مساجد ضواحي حلب. وفي صباح اليوم التالي تم قصف ذلك المسجد. شهر رمضان هذا لم يغادر ذاكرتي أبدًا.

في عام 2013 خلال الانقلاب العسكري على مرسي في مصر كنتُ في القاهرة. وكان شهر رمضان قد حل مرة أخرى، فقمت بالإفطار مع الآلاف من الناس الذين كانوا يقاومون الانقلاب في ساحة رابعة. وشهدت ظهور إشارة رابعة أثناء محادثة الشباب في إحدى الخيام وقمت بتغطية الخبر. بعد ذلك، اكتشفت أن العديد من الشباب الذين كنت أتناول الإفطار معهم قد فقدوا حياتهم جراء التدخل بالدبابات. لا يمكنني نسيان شهر رمضان الذي قضيته في مصر أيضًا.

مناظر رمضانية مأساوية في غزة

الآن أنا لست في غزة في شهر رمضان هذا ولكن عندما أشاهد ما يحدث هناك، بدأت أفكر في كيف أن الأزمات في العالم الإسلامي تتحول إلى مأساة مختلفة في رمضان

لا يمكنني تحمل مشاهدة معظم الفيديوهات. ولكن عندما أرى إخواننا المسلمين في غزة يقفون في طوابير بأواني فارغة للحصول على الطعام، وأنهم يأكلون العشب لتناول الإفطار، فإن غضبي تجاه العالم الإسلامي يزداد. لأنني أرى مرة أخرى أننا عاجزون عن حل مشاكلنا الخاصة

خلال الحرب الأهلية في سوريا، والانقلاب في مصر، كانت مواقف الدول الإسلامية بعيدة عن حل المشكلة، وهذا أدى إلى فقدان حياة الآلاف والمئات من الآلاف من الأرواح. الآن، الذين يجلسون ليقطعوا صيامهم على موائد الإفطار الفاخرة، لا ينظرون إلى شاشات التلفزيون كي لا يروا الفلسطينيين في غزة يأكلون العشب. كل يوم يتجاهلون فيه ذلك؛ يفقد مئات الأشخاص حياتهم في غزة، ويصبح الأطفال أيتامًا، والآباء والأمهات يفقدون أبناءهم.

لنرى الحقيقة المؤلمة

لنرى الحقيقة المؤلمة: قضية فلسطين ليست بلا حل بسبب الولايات المتحدة أو الدول الغربية أو القوى العظمى الشرقية.

وإذا كانت القدس قد سقطت، وكانت فلسطين تحت الاحتلال، وتحولت غزة إلى مذبحة، فإن المسؤول الأول عن ذلك هو 54 دولة إسلامية.

دعونا لا نكذب على أنفسنا ونلقي باللوم على الآخرين. إذا كانت هذه الدول تريد حلاً، فلن تتمكن إسرائيل من التحرك في هذه المنطقة مقدار خطوة.

إذا كانت هذه الدول صادقة في حل المشكلة، لن تتحول غزة إلى سجن مفتوح؛ ولم يكن ليموت 31 ألف شخص، ولم يكن ليهاجر ملايين السوريين، ولن يموت آلاف المصريين، ولن يصبح عشرات الآلاف لاجئين، ولم يكن لينقسم العراق إلى ثلاثة، ولن تنقسم ليبيا إلى اثنين، ولن تصبح الصومال في حرب أهلية، ولن تبقى لبنان بلا دولة ومنكوبة… والأمثلة كثيرة…

وفي رمضان هذا، وبينما تحفر في ذهني المشاهد المؤلمة من غزة التي لن تمحى أبدًا، فإنني أؤكد الحقيقة المؤلمة: نحن لا نعترف بأننا غير قادرين على حل مشاكلنا الداخلية، لذا نفضل أن نلقي باللوم على الدول الغربية

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات شهر رمضان فی غزة

إقرأ أيضاً:

أعضاء مجلس "الألكسو" يزورون المتحف المصري الكبير

أجرت وفود الدول أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، زيارة المتحف المصري الكبير، بتنظيم من اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، بعد انتهاء أعمال اجتماعات الدورة العادية (124). 

المجلس الأعلى للجامعات يناقش تطوير آليات تقييم البرامج الأكاديمية كلية إعلام عين شمس تستضيف شريف عامر إعلان قبول تحالف "الجامعة الريادية" بقيادة جامعة القاهرة مبدئيًا أمين المجلس الأعلى للجامعات يشهد افتتاح مؤتمر تطوير الدراسات القانونية وزير التربية والتعليم يشهد توقيع بروتوكول مع معهد السياحة في سالزبورغ بالنمسا مقترحات لتشديد عقوبات الغش في الامتحانات تخصيص 2800 مقعد للطلاب العرب في الجامعات الروسية رئيس جامعة عين شمس يكرّم بطلي العالم في الكاراتيه رئيس جامعة العاصمة: الجامعة تستحق حرمًا جديدًا يخدم الدولة المصرية وزير التعليم العالي: تطوير منصات تعليم رقمية مشتركة مع الجامعات الروسية

وأشاد وفود الدول الأعضاء بما شاهده من صرح ثقافي يجمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر وآفاق المستقبل، مؤكدين المكانة الفريدة لمصر كجسر حضاري يربط بين شعوب العالم المحبة للثقافة والسلام. 

وأعربت الوفود عن إعجابها بالتصميم المعماري الفريد للمتحف، الذي يعكس عبقرية الإنسان المصري ورؤاه التي تتوافق مع ميادين الألكسو التربوية والثقافية والعلمية، كما حرصت على التقاط الصور التذكارية، مؤكدة على أهمية الدعوة الدولية المستمرة لزيارة المتحف والتعرف على محتواه من فكر وإبداع.

وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن زيارة وفود الدول الأعضاء بالمجلس التنفيذي للألكسو للمتحف المصري الكبير تُعد رسالة واضحة للعالم بأهمية الثقافة والتراث المصري في تعزيز قيم السلام والتفاهم بين الشعوب، مشيدًا بالتصميم المعماري الفريد للمتحف الذي يجمع بين عراقة الماضي وإبداع الحاضر وآفاق المستقبل.

وأعرب الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير ورئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، عن إعجابه بما شاهده من وفود الدول الأعضاء من تصميم معماري مبتكر ومحتوى ثقافي وعلمي يعكس عبقرية الإنسان المصري، مؤكدًا أن المتحف يمثل نموذجًا فريدًا يجمع بين الفكر والإبداع ويعكس رؤية مصر كجسر حضاري بين شعوب العالم المحبة للثقافة والسلام.

مقالات مشابهة

  • إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
  • اللي يخسرك خسران.. محمد رمضان يدعم محمد صلاح في أزمته الأخيرة
  • تحالف الثماني العربي الإسلامي.. ظاهرة بنيوية سياسية جديدة أوجدتها حرب غزة
  • تكريم الفائزين بجائزة «حمدان - الإيسيسكو» لتطوير المنشآت التربوية في العالم الإسلامي
  • هل تكون «الترامبية» نهجًا سياسيًّا؟!
  • جرانوتشو : تشيلسي يستطيع القتال على كل البطولات هذا الموسم
  • ذكرى رحيل القارئ الرزيقي.. أحد أعلام التلاوة في العالم الإسلامي
  • التعاون الإسلامي تُنظّم منتدى "تطوير التكنولوجيات في مجال الثقافة" ضمن فعاليات أسبوع باكو الإبداعي 2025
  • أعضاء مجلس "الألكسو" يزورون المتحف المصري الكبير
  • المتحف القبطي ينظم يوما حافلا بالأنشطة لذوي الاحتياجات الخاصة