الجديد برس:

شدّدت منظمة الصحة العالمية، الخميس، على أن الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي في غزة بات غير ممكن، مشيرةً إلى أن التقارير تتحدث عن اعتقال طواقم طبية من داخله.

وطالبت المنظمة “إسرائيل” بـ”فتح مزيد من المعابر، وتسريع دخول المساعدات الغذائية والطبية لأنحاء قطاع غزة”.

جاء ذلك ضمن حديث لمدير المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منصة “أكس”، مؤكداً فيه أن “التاريخ سيحاكمنا بشأن ما يعانيه أطفال غزة”، تعليقاً على فيديو أعدته المنظمة يعرض حالة الطفل رفيق دغمش، البالغ من العمر 16 عاماً، من مدينة غزة، والذي يعاني سوء تغذية حاد.

وقال غيبريسوس إن “رفيق واحد من كثيرين من الأطفال والشبان في شمالي غزة، ممن يتضورون جوعاً، ويعانون إصابات خطيرة”.

من جهته، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، “الأونروا”، فيليب لازاريني، إن “الحصار والجوع والأمراض ستصبح قريباً القاتل الرئيس في غزة”.

وأضاف لازاريني أنه “لا يزال في الإمكان تفادي هذا المستوى الكارثي من الجوع عن طريق مد غزة بالغذاء والمساعدات المنقذة للحياة، إذا توافرت الإرادة السياسية”.

وشدد المفوض العام لـ”الأونروا” على أنه “يجب عدم استخدام الغذاء سلاح حرب في غزة”، موضحاً أن “هذه المجاعة من صنع الإنسان”.

وقبل يومين، قال لازاريني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن “إسرائيل منعت دخولي رفح”، وإن “الوضع في أرض الواقع في قطاع غزة سيئ جداً”، مؤكداً أن “الأونروا تتعاون مع الجانب الفلسطيني ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، ومع برنامج الغذاء العالمي، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي”.

وأكد الطبيب البريطاني في مستشفى جامعة أكسفورد، البروفسور نيك ماينارد، في وقت سابق، أن “ما يحدث في غزة يشمل عناصر الإبادة الجماعية كافة”.

وأكدت شهادات فلسطينيين تم احتجازهم من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي، احتجاز جميع الأطباء والممرضين في مكان مجهول داخل المجمع، بحيث تم منعهم من ممارسة عملهم، في وقت تُرك المرضى والجرحى من دون أي رعاية صحية أو أدوية، الأمر الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم على الأقل، خلال الساعات الأخيرة الماضية.

“الإعلامي الحكومي”: الاحتلال يرتكب جرائم ضد الإنسانية بصورة فظيعة

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يوم الخميس، أكد فيه أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعمد قتل 13 مريضاً في مجمع الشفاء، ومنع عنهم الدواء والمحاليل الطبية.

وقال المكتب الإعلامي، في بيان، إنه “بحسب المعلومات الواردة إلينا، فإن هناك 4 من المرضى فارقوا الحياة ممن كانوا على أجهزة التنفس الاصطناعي في غرف العناية المركزة، بحيث قطع جيش الاحتلال عنهم التيار الكهربائي، وبالتالي توقف الأوكسجين،ـ إمعاناً في قتلهم”، بالإضافة إلى “اعتقاله الأطباء والممرضين، وإخراجهم من الأقسام، وإجبارهم على خلع ملابسهم، ومنع وصولهم إلى غرف المرضى لمحاولة إنقاذهم”.

وأشار إلى أن “جيش الاحتلال يمارس جريمة الإبادة الجماعية بصورة مُنظمة ومقصودة ووفق نية مبيتة، ويرتكب جرائم ضد الإنسانية بصورة فظيعة”، “من خلال استخدامه سلاح تجويع المرضى والجرحى، وممارسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم وبحق سائر الطواقم الطبية والتمريضية والنازحين، داخل المجمع”.

وحمّل المكتب الحكومي في غزة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي “المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة بحق المرضى والجرحى والطواقم الطبية، وبحق شعبنا الفلسطيني، للشهر السادس على التوالي”.

وطالب بيان المكتب الإعلامي المنظمات والهيئات الدولية ودول العالم الحر بـ”إدانة جرائم الاحتلال ضد الإنسانية، والمخالفة للقانون الدولي”، و”ممارسة الضغط على الاحتلال من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية، ووقف حرب التجويع، ووقف المجازر بحق شعبنا الفلسطيني، وخصوصاً المدنيين والأطفال والنساء”.

وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، من جهته، باعتقال نحو 600 فلسطيني من مستشفى الشفاء الطبي، غربي مدينة غزة.

حماس: صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة معيب

وتعليقاً على ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجمع الشفاء، قالت حركة حماس، في بيان، الخميس، إنه “يواصل، لليوم الرابع على التوالي، عدوانه على مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة، وتدمير كثير من مقدرات المستشفى وتفجير المباني السكنية المحيطة به وإحراقها، واحتجاز النازحين والطواقم الطبية والمرضى والتنكيل بهم، والطلب إليهم مؤخراً النزوح إلى الجنوب تحت تهديد السلاح”.

ورأى البيان أن “الصمت المعيب، تجاه ما يتعرض له مجمع الشفاء والمحاصرون فيه، وصمةُ عار وإخفاق أخلاقي من جانب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، واصفاً إياهما بأنهما “عاجزان عن وقف آلة القتل الصهيونية، وعن الضغط على واشنطن من أجل وقف شراكتها للاحتلال الصهيوني النازي، ودعمه بالسلاح”.

ودعت حماس، في البيان، الدول العربية والشعوب الحية إلى “ضرورة التحرك العاجل من أجل وقف هذه الإبادة وعمليات التدمير الممنهج لمرافق الحياة في قطاع غزة”، وإلى “مزيد من التضامن والنصرة لشعبنا المحاصَر، والذي يتعرض لجرائم بشعة على أيدي النازيين الجدد، منذ نحو ستة أشهر متواصلة”.

وفي اليوم الرابع لحصار مجمع الشفاء، فجّر جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الخميس، المبنى التخصصي في المجمع الذي يقع غربي مدينة غزة، بينما يواصل حصاره واستهداف من فيه من الفلسطينيين.

وهذا المبنى هو عصب القطاع الصحي في مدينة غزة وشماليّها، إذ إنّه يحتوي على أكبر مخزن للأدوية في القطاع كله.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، منذ الـ7 من أكتوبر 2023، إلى 31988 شهيداً، معظمهم أطفال ونساء، بينما أُصيب أكثر من 74188، وفقاً لآخر إحصاء أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال ارتكب، خلال الساعات الـ24 الماضية، 7 مجازر ضد العائلات في غزة، وصل منها 65 شهيداً و92 جريحاً إلى المستشفيات.

وفي السياق، كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الأربعاء الماضي، أن مجموعة من الأطباء الأمريكيين والبريطانيين حذروا من الفظائع المروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

وقالت الصحيفة إن “الأطباء، الذين عادوا من التطوع في المستشفيات المحاصرة في قطاع غزة، سيقولون للمسؤولين الأمريكيين (إدارة بايدن) إن المساعدات الإنسانية لا معنى لها من دون وقف إطلاق النار”.

ومن الجدير ذكره أن الاحتلال يعوق وصول المساعدات الإنسانية منذ بدء عدوانه على غزة، الأمر الذي تسبب بشح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، وأدى إلى مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، في ظل وجود نحو مليوني نازح في القطاع المحاصر.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: جیش الاحتلال الإسرائیلی فی مجمع الشفاء الشفاء الطبی فی قطاع غزة مدینة غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

«الصحة الفلسطينية»: أزمة نقص الوقود تدخل ساعات حاسمة

غزة (وكالات)

أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في غزة أمس، بأن أزمة نقص إمدادات الوقود تدخل ساعات حاسمة قد يتوقف خلالها عمل المستشفيات. 
وقالت الوزارة، في بيان صحفي نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك، إن مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي العربي يتهددهما خطر الخروج عن الخدمة خلال 24 ساعة. وأشارت إلى أن مجمع الشفاء والمستشفى الأهلي يقدمان الرعاية الطبية الطارئة للجرحى والمرضى في مدينة غزة وشمال القطاع بعد خروج المستشفيات فيه عن الخدمة. 
وأوضحت أن خروج مجمع الشفاء والمستشفى الأهلي عن الخدمة يعني انهيار ما تبقى من مؤسسات صحية في مدينة غزة، لافتة إلى أن مجمع ناصر الطبي يعمل ضمن كميات محدودة من الوقود لا تتعدى اليومين. وأشارت إلى أنها حتى اللحظة لم تتلق أي اتصالات تشير بالسماح لإدخال الوقود وتعزيز عمل المولدات الكهربائية، مؤكدة أن توقف عمل المولدات الكهربائية يعني ضرب عصب الخدمة الصحية وتعريض حياة المرضى والجرحى للخطر. 
وطالبت الوزارة الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل بالضغط على الاحتلال والسماح بدخول الوقود وقطع الغيار والزيوت للمولدات الكهربائية بالمستشفيات.

أخبار ذات صلة مسؤول فلسطيني لـ «الاتحاد»: ارتفاع قياسي لأسعار السلع الغذائية مؤسسة غزة الإنسانية تعيد فتح مركز توزيع المساعدات

مقالات مشابهة

  • لجنة أممية: إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة باستهداف المدنيين في مدارس غزة
  • «التعاون الإسلامي» تُدين اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على سفينة «مادلين»
  • “الإعلامي الحكومي” في غزة: مؤسسة GHF ذراع للاحتلال “الإسرائيلي” تسببت باستشهاد أكثر من 130 شخصا
  • «الصحة الفلسطينية»: أزمة نقص الوقود تدخل ساعات حاسمة
  • غزة - تزويد مجمع الشفاء بكميات محدودة من الوقود
  • “الإعلامي الحكومي” بغزة يفند رواية العدو الإسرائيلي الكاذبة حول وجود نفق أسفل المستشفى الأوروبي
  • الصحة بغزة: أزمة نقص إمدادات الوقود تدخل ساعات حاسمة
  • نائب ترامب: إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية في غزة
  • تحذيرات أممية من انهيار آخر مشفيين بغزة
  • نائب ترامب: لا أعتقد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة