شبكة انباء العراق:
2025-05-14@05:29:16 GMT

من يعيد للأسرة التعليمية هيبتها؟

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

بقلم : جعفر العلوجي ..

أولا وقبل أن ابدأ مقالي أود إن أوضح إنني لست بصدد الدفاع عن خرق او جريمة مرتكبة او أي تسمية أخرى عن ما قيل انه ابتزاز أخلاقي لأحد الأساتذة الجامعيين في البصرة ، وحاشا ان تمس سمعة المدينة العريقة بعلمها وإعلامها الكبار وشخوصها وشعبها الكريم عموما ، فما حصل والهب مواقع التواصل الاجتماعي بغزارة مفرطة وصل صداه الى المواقع العربية التي وجدت فيه ضالتها لتبث سمومها على شعبنا والاسرة التعليمية عموما ، بل ان احدى القنوات الفضائية العربية بثت تقريرها بنغمة يؤطرها الحزن وادعت ان هذه الحادثة واحدة من مئات الحوادث في مدينة واحدة وان الطالبات هن ضحيتها ، وتباكت مقدمة البرنامج بخبث عن مصير البصرة وجامعاتها ، واذا ما تابعت تعليقات ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي فانها مزدحمة بقصص مختلقة لا اول لها ولا اخر.


والحقيقة ان موسم الفضائح وازدهار المواقع يصاحب شهر رمضان بالغالب مثل الاعمال الدرامية ولنا في قصة المدرب عماد محمد ومسلسل عالم الست وهيبة الدرامي امثلة ماثلة للعيان ، ولو تتبعنا خيوطها بدقة سنرى ان الضجيج المفتعل هو للنيل من موروثنا واخلاقنا وشعبنا بصورة عامة ، اذ لايمكن لاي منصف ان يعمم حادثة البصرة على الجامعات والاساتذة والطلبة حتى وان حصلت مع العلم ان تداعيات الحادث واشكالياته وفبركته سيكشفها التحقيق لا محالة ، ولكن السؤال الابرز للمروجين والمطبلين لدينا عبر مواقعهم ، نرى هل فكرتم بحجم الاساءة البالغة والضرر الذي الحقتموه بسمعة الجامعة والطالب معا ؟ وهل كان همكم الوحيد مجرد الحصول على لايكات ومشاركات وقصص ؟ كان الاجدر بكم التصدي لمثل هذه الاخبار وعدم نشرها لانها في الحقيقة سلاح من يريد النيل منا وضربنا في عقائدنا واخلاقيات مجتمعنا الرصينة، وانا على ثقة تامة بان التاثر والريبة قد نالت من من مجتمع الاساتذة الذين نكن لهم كل الاحترام وان اختلاق وتظخيم القصص قد عملت طبختها لتصل الى الدول والمواقع العربية والاجنبية بصورة مبالغ بها ولاتمت الى الحقيقة بصلة وصل ولنا شواهد كثيرة جدا لقصص سابقة تبين ان لا اساس لها من الصحة او انها فبركت باساليب برامجية حديثة ،
الحقيقة اننا اليوم جميعا مطالبون بالتصدي والوقوف بوجه مثل هذه الهجمات المريبة وان لانكون اداة لنشرها وترويجها وبكل الجهود الممكنة .
همسة …
اعتقد ان الخطوة المنتظرة من السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد وزير العليم العالي تكمن في زيارة جامعة البصرة ولقاء الاساتذة والطلبة وايصال رسائل ايجابية صريحة على اننا بخير واكبر من مثل هذه الفقاعات الضارة

جعفر العلوجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ترميم الحقيقة في زمن «ما بعد الحقيقة»

قد يظن البعض أن عالم السوشيال ميديا وتكنولوجيا الجوالات المحمولة يشير إلى تقدم حقيقي، وقد يكون هذا صحيحاً جزئياً، لكنه لا ينطبق على جميع المجتمعات. في السياق العربي، قد تكون التكنولوجيا أحد العوامل المعرقلة، إذ تفتقر المجتمعات العربية إلى التقدم التراكمي المبني على أُسس متكاملة. ففي عالمنا العربي، حيث لم تمر التكنولوجيا بمراحل نضج كافية، نعيش في حالة من القفزات السريعة التي تفتقر إلى التأصيل، مما يؤدي إلى «تحديث التخلف».

لنوضح هذه الفكرة، يجب أن نتأمل مسار الثقافة والإعلام في العالم العربي. على الرغم من التحولات الإعلامية والثقافية التي شهدها العالم العربي، فإن معظم المجتمعات العربية لم تشهد نضجاً حقيقياً في أي مرحلة من مراحل التطور، بل مرّت بتغيرات سريعة، حيث تظهر تكنولوجيا جديدة قبل أن نستوعب السابقة. وهذا يخلق نوعاً من «القفزات» التي لا تبني أساساً معرفياً قوياً، بل يسهم ذلك في انهيار البنية المعرفية.

في الماضي، كانت المعرفة في المجتمعات العربية تُنقل عبر وسائل شفاهية، مثل الحكايات الشعبية، والشعر، والمواعظ الدينية. كانت الكلمة المنطوقة هي وسيلة الوعي الأساسية، والحامل للقيم الثقافية والدينية. في هذا السياق، كان هناك نظام صارم للتحقق من الأخبار، مثل الحديث الشريف الذي يعتمد على التواتر، وهو مشابه لأسلوب الصحافة الحديثة التي تتطلب تعدد المصادر لنشر الخبر. هذه الطرق كانت جزءاً من بناء عالم الحقيقة.

مع دخول المطبعة في بداية القرن التاسع عشر، تراجعت الوسائل الشفهية، وحلّت الكتابة المطبوعة بوصفها وسيلة رئيسة لنقل المعرفة. ورغم أن المطبعة قد هيأت المجال لنقل المعرفة، فإنها كانت محصورة في النخب السياسية والثقافية. ثم جاء اختراع المذياع في منتصف القرن العشرين، الذي أعادنا إلى مرحلة الشفاهة ولكن بشكل جماعي، حيث دخل الصوت كل بيت، لكنه لم يخلق ثقافة نقدية لاستقبال المعلومات، بل كان أكثر وسيلة للترفيه والدعاية السياسية.

في السبعينات والثمانينات، جاء التلفزيون، الذي أضاف الصورة إلى الصوت، لكنه بقي أداة دعاية سياسية أكثر من كونه وسيلة تعليمية. ومع دخول الكمبيوتر في التسعينات، تم دمج النص بالصورة، لكنه اصطدم بمستوى تعليمي وثقافي غير مهيأ، فظل أداة فردية محدودة. وفي منتصف عام العقد الأول من الألفية ظهرت السوشيال ميديا، التي جلبت ثورة كبيرة في سرعة وتنوع المعلومات، لكن ذلك كان من دون حراس بوابات التحرير، ومن دون تدقيق للمعلومات، فتراجعت الحقائق أمام الآراء والصور والعالم الحسي والمشاعر.

ومن هنا أخذ مصطلح «ما بعد الحقيقة» رواجاً، رغم أن المفهوم في صورته الأكاديمية كان أقدم من ذلك بكثير، لكنه أصبح أكثر شيوعاً بعد 2016 في سياقات مختلفة، مثل استفتاء بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، ومجيء دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، حيث شنّ حملة شعواء على الميديا التقليدية التي تلتزم المعايير التحريرية والتدقيق المعلوماتي. في عالم «ما بعد الحقيقة» أصبح الرأي العام رهن التحيزات الشخصية والمشاعر، وابتعدنا كثيراً عن عالم الحقائق الموضوعية.
في العالم العربي، دخلنا عملياً في «زمن ما بعد الحقيقة» قبل 2016؛ لأن بنية الحقيقة نفسها لم تكن قد ترسّخت لدينا. لم تنشأ مؤسسات تحقيق قوية، ولا ثقافة إعلامية ناقدة، وضعفت مهارات التمييز بين الرأي والخبر، والمعلومة والشائعة وضرب الودع على الشاشات.

في هذا السياق تصدق منجّمة مرة في لقاء تلفزيوني فيصدقها العالم، ويخطئ عالم مرة فتضيع سمعة إنجازاته العلمية. منجّم يصيب مرّة واحدة في المائة فتنسحب المصداقية على كل أكاذيبه، ويخطئ عالم مرة واحدة في المائة فتسحب الثقة من 99 في المائة من علمه الذي هو صادق بالفعل، ويُرمى بالكذب.

تحديث التخلف عندنا كان ضحية تلك القوى المعطلة. مفهوم «القوى المعطلة» (disruptive forces) ظهر في التسعينات من القرن الماضي، وفحواه هو أن ابتكارات، مثل الإنترنت والجوالات الذكية، تهدم النظم القديمة، وتستبدلها بواسطة أخرى أكثر رشاقة وتأثيراً. مع مرور الوقت، أصبح هذا المفهوم يشمل مجالات أخرى، مثل الاقتصاد والسياسة والإعلام. في الإعلام، ومن هنا كانت السوشيال ميديا القوة المعطلة الأكبر، حيث أخرجت صناعة الإعلام من يد المؤسسات التقليدية ذات المعايير الصارمة إلى مؤسسات ما بعد الحقيقة، وصفحات «اليوتيوب»، و«فيسبوك»، و«إكس» التي يسيطر عليها أفراد لا يتمتعون لا بالمهنية، ولا بصرامة المعايير.

في حالة العالم العربي لم تسهم القفزات التكنولوجية في بناء بنية معرفية قوية، أو ثقافة التحقق من المعلومة. ومع دخول السوشيال دخلنا عالم النميمة، حيث تكون الشائعات أسرع انتشاراً من الحقائق.

لعب كل من الخوارزميات والكمبيوتر الكموني دوراً كبيراً في هذا التحول، إذ يُروج للمحتوى الذي يثير الانفعال والمشاعر بدلاً من المحتوى الأكثر دقة أو فائدة معرفية. وبذلك تسارعنا من بيئة معرفية هشة إلى بيئة أكثر هشاشة، وصولاً إلى عالم تختلط فيه الحقيقة بالرأي، والمعلومة بالدعاية، والخبر بالشائعة.

أصبح العالم العربي اليوم ضحية قوتين كبيرتين: عالم ما بعد الحقيقة، وعالم القوى التكنولوجية المعطلة التي ظاهرها التقدم وباطنها تخلف براق. ما زالت مقولة عالم الإعلام الكندي ماكلوهان قائمة: «الوسيلة هي الرسالة». ليس مهماً أن تكون لديك تكنولوجيا حديثة، ولكن الأهم ماذا تقول فيها أو تكتب أو تنشر. نحن لدينا أدوات حقيقية ومحتوى ما أحوجه إلى معايير صارمة تأخذنا بعيداً عن عالم ما بعد الحقائق إلى عالم الحقائق، وقد يكون الأمر أفضل لو مكثنا قليلاً في هذا العالم حتى ننضح.

(الشرق الأوسط اللندنية)

مقالات مشابهة

  • 80 عامًا من تاريخ هزائم الجيوش العربية أمام كيان العدوّ.. اليمن يصنعُ تاريخًا جديدًا [الحقيقة لا غير]
  • الشرطة يعادل نفط البصرة ضمن نهائيات دوري المحترفين لكرة الصالات
  • البصرة.. مطالبات بالتحقيق في أداة ابتزاز داخل دائرة حكومية
  • بداعي التجاوز.. هدم سوق في البصرة وصاحبه يتهم جهة مجهولة وراء الأمر
  • البصرة.. اعتقال مشجع قتل آخر بمسدس عقب كلاسيكو برشلونة وريال مدريد
  • ارتفاع خام البصرة رغم تراجع أسعار النفط
  • الحقيقة حول بطن ووجه الكورتيزول
  • السفير الياباني يبحث توسعت أنشطة شركات بلاده في البصرة
  • ترميم الحقيقة في زمن «ما بعد الحقيقة»
  • مطار القاهرة صديق للأسرة.. خدمات خاصة للمسافرين الصغار في كافة مباني المطار