صديقك الوفي مفيد لصحتك.. التفاعل مع الكلاب قد يؤثر إيجابيًا على الدماغ بحسب دراسة
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا كنت تخفف من الضغوط التي تشعر بها عن طريق اللعب مع الكلاب، أو مشاهدة مقاطع الفيديو الظريفة لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فمن المحتمل أنّ ذلك مفيد لك.
والتفاعل مع الكلاب بهذه الطرق قد يؤدي إلى تقوية موجات الدماغ المرتبطة بالراحة والاسترخاء، بحسب ما قاسته اختبارات الدماغ الناجمة من دراسة صغيرة نُشرت الأربعاء في مجلة PLOS One.
وأظهرت دراسات متعددة الفوائد العاطفية، والفسيولوجية، والمعرفية للتفاعل مع الحيوانات، وخاصةً الكلاب، مثل زيادة الطاقة، والمشاعر الإيجابية، أو تقليل خطر فقدان الذاكرة.
وأفاد مؤلفو الدراسة أنّ هذا هو السبب وراء استخدام التدخلات الصحية المدعومة بالحيوانات بشكلٍ متزايد في مجالات متنوعة.
وخلال رسالة عبر البريد الإلكتروني، أفاد المؤلف الأول للدراسة، أونيو يو، وهو طالب دكتوراه في قسم التقارب الحيوي والشفاء في كلية الدراسات العليا بجامعة "كونكوك" في كوريا الجنوبية، أنّه غالبًا ما اتبعت الدراسات السابقة "نهجًا شاملاً، إذ قامت بمقارنة الحالة المزاجية للأشخاص، أو مستويات الهرمونات قبل وبعد قضاء الوقت مع كلب".
وفي هذه الدراسة الجديدة، كان هدف يو وزملائه هو معرفة كيفية تأثّر الحالة المزاجية بأنشطة محددة، بدلاً من التفاعل مع كلب بشكلٍ عام فحسب، من خلال قياس نشاط الدماغ بشكلٍ موضوعي وطرح أسئلة على المشاركين عن مشاعرهم الشخصية.
وشملت الدراسة 30 شخصًا بالغًا يتمتعون بصحة جيدة، وبلغت أعمارهم حوالي 28 عامًا في المتوسط، وتم تجنيدهم من صالونات الحيوانات الأليفة، ومدرسة للعناية بالكلاب في كوريا الجنوبية بين مايو/أيار ويونيو/حزيران من عام 2022.
وفي غرفة هادئة بأكاديمية محلية للعناية، قام كل مشارك بثمانية أنشطة مع أنثى كلب تبلغ من العمر 4 سنوات تنتمي للمؤلف الرئيسي للدراسة، وهي من فصيلة "بودل"، ومُدرَّبة جيدًا.
وشملت الأنشطة الاجتماع مع أنثى الكلب، واللعب معها، وإطعامها، وتدليكها، والعناية بها، وتصويرها، ومعانقتها، والمشي معها.
وقبل بدء الأنشطة، جلس المشاركون وحدقوا في الحائط لثلاث دقائق لتقليل أي تحفيز قد يفسد النتائج.
وقاس الباحثون موجات دماغ المشاركين باستخدام اختبارات تخطيط كهربية الدماغ (EEGs) لثلاث دقائق خلال كل نشاط.
وبعد كل مهمة، منح المؤلفون للمشاركين عدة دقائق للإجابة على الأسئلة المتعلقة بحالتهم العاطفية، استغرقت العملية بأكملها ساعة تقريبًا.
وبما أنّ الكثير من الأبحاث في هذا المجال كانت سردية أو ذاتية، "فمن المثير للغاية" أنّ توفر الدراسة الجديدة المزيد من المعرفة حول كيفية حدوث الفوائد المعروفة بالضبط، بحسب ما ذكرته الأستاذة ورئيسة الأبحاث في مختبر One Health & Wellness في جامعة "ساسكاتشوان" بكندا، الدكتورة كولين ديل، عبر البريد الإلكتروني.
ولم تشارك ديل في البحث.كيف يؤثر التعامل مع الكلاب على الدماغ
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث الحيوانات حيوانات أليفة دراسات مع الکلاب
إقرأ أيضاً:
دراسة: علاج قصير المدى قد ينهي معاناة مرضى سرطان الدم
شهد مجال علاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL)، أحد أكثر أنواع سرطانات الدم شيوعا في العالم، تطورا مهما بعد إعلان نتائج دراسة دولية جديدة قد تعيد رسم ملامح البروتوكولات العلاجية المتبعة حاليا.
وتأتي هذه النتائج، التي نُشرت في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين" الطبية، لتفتح بابا واسعا من الأمل أمام مئات الآلاف حول العالم ممّن يخضعون لعلاج طويل الأمد وما يرافقه من آثار جانبية مرهقة وتكاليف مرتفعة.
شملت الدراسة، التي قادتها مجموعة ألمانية متخصصة في أبحاث أمراض الدم وبمشاركة 174 مركزًا طبيًا في عدة دول، 909 مرضى جرى توزيعهم على ثلاثة مجموعات علاجية: الأولى تلقت العلاج التقليدي المستمر بحبوب إمبروفيكا (Ibrutinib)، بينما تلقت المجموعة الثانية علاجًا مركبًا من إمبروفيكا وفينتوكالكس لمدة 15 شهرًا، فيما عولجت المجموعة الثالثة بمزيج من فينتوكالكس وعلاج بيولوجي يُعطى عن طريق الحقن، لمدة 12 شهرًا فقط، وتمت متابعة جميع المرضى لما يقارب ثلاث سنوات بعد انتهاء فترة العلاج الزمني.
وكشفت النتائج أن العلاجات قصيرة المدى حققت فعالية مماثلة للعلاج اليومي المستمر في إيقاف تطور المرض، إذ ظل نحو 80 بالمئة من المرضى في كل المجموعات الثلاث من دون عودة للمرض خلال فترة المتابعة، وتعد هذه النسبة مفاجأة علمية لافتة، كونها تثبت للمرة الأولى أن العلاج الموقّت ليس أقل كفاءة من العلاج المتواصل الذي يُعد معيارًا طبيًا لدى معظم الأنظمة الصحية.
وأشار أحد الأطباء المشرفين على الدراسة، إلى أن أهمية الاكتشاف الجديد لا تقتصر على الفعالية، بل تمتد لتقليل المخاطر المرتبطة بالعلاج المستمر، خصوصًا تلك المتعلقة بتلف القلب، وهو أحد الآثار الجانبية المعروفة لبعض العلاجات المستخدمة حاليًا، "إمكانية إيقاف العلاج بعد فترة قصيرة نسبيًا، مع الحفاظ على نفس مستوى الفعالية، تُعد تحولًا جذريًا قد يُغيّر حياة المرضى والأطباء معًا".
ويعتبر سرطان الدم الليمفاوي المزمن أكثر أنواع سرطانات الدم شيوعًا في العديد من الدول، ويتطور ببطء شديد بحيث يكتشف في كثير من الأحيان صدفة عبر فحوصات الدم الروتينية.
ولجأت الدراسة الجديدة إلى استخدام مؤشرات حساسة للغاية يمكنها اكتشاف خلية سرطانية واحدة بين مليون خلية، وهو معيار لم يكن متاحًا في أغلب الدراسات السابقة، وأظهرت هذه التحاليل ميزة إضافية للعلاجات محدودة المدة مقارنة بالعلاج المستمر، ما يشير إلى إمكانية تحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل عبر بروتوكولات علاجية أكثر اختصارًا وأقل عبئًا.
ويؤكد الباحثون أن أهمية هذه الدراسة تكمن في أنها الأولى التي تجري مقارنة مباشرة بين نهجين علاجيين كانا يستخدمان سابقًا دون وجود حسم علمي حول أيهما أكثر جدوى، كما أن إنجاز الدراسة على يد باحثين مستقلين وليس شركات دواء، يعزز من قوتها ومصداقيتها، خصوصًا أنها اعتمدت على بيانات ضخمة وتقييمات طويلة المدى.
وأشارت النتائج إلى أن التحول الذي بدأ في العقد الأخير من العلاج الكيميائي إلى العلاجات البيولوجية الموجهة قد دخل مرحلة جديدة أكثر تطورًا.