لبّت القوى المسيحيّة حضور الإجتماع الذي دعا إليه البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، يوم الخميس الماضي، لمناقشة مواضيع يعتبرها المسيحيّون أنّها أساس المشاكل التي تُهدّد لبنان، والطوائف المسيحيّة بشكل خاص. وشارك مُمثلون عن "القوّات اللبنانيّة" و"التيّار الوطنيّ الحرّ" و"الكتائب اللبنانية"، بينما تغيّب "المردة" عن اللقاء لأسباب ربما معروفة، ولها علاقة بالإشارة إلى "السلاح غير الشرعيّ".

   وبحسب المعلومات المتداولة، فقد تطرّق المجتمعون في بكركي إلى بند السلاح، ووجدت "القوّات" و"الكتائب" وغيرهما من المسيحيين السياديين، الفرصة لتوحيد الرؤى المسيحيّة بشأن هذا الملف الشائك. وتقول أوساط نيابيّة معارضة، إنّ السلاح غير الشرعيّ فجّر اشتباكات عنيفة في مخيّم عين الحلوة قبل فترة ليست ببعيدة، ما عرّض حياة المواطنين في مدينة صيدا وجوارها للخطر، نتيجة الرصاص والقذائف التي وصلت إلى خارج نطاق المعارك بين الفصائل الفلسطينيّة.  
كما تُضيف الأوساط، أنّ سلاح "حزب الله" يُقوّض سيادة الدولة اللبنانيّة، عبر إعلانه الحرب مع إسرائيل كما حصل في العام 2006، أو المشاركة في النزاع الدائر في غزة، والحروب في سوريا واليمن والعراق. وتُشير الأوساط إلى أنّ موضوع السلاح أخذ حيّزاً مهمّاً في الإجتماع، وقد انتقد وجوده العديد، بينما كان لـ"التيّار الوطنيّ الحرّ" رأيه الخاص بشأنه، لأنّه لا يزال من جهّة يُطالب بإبعاد لبنان عن الصراعات في الدول المُجاورة، فيما يستمرّ بحماية السلاح غير الشرعيّ من جهّة ثانيّة، كيّ يحفظ ماء وجهه وخطّ الرجعة مع حليفه الشيعيّ "الحزب".  
ويرى مراقبون في هذا السياق، أنّ تيّار "المردة" لم يحضر إجتماع بكركي، كيّ لا يجد نفسه مُحرجاً أمام "حزب الله"، فالأخير رشّح سليمان فرنجيّة، وليس بوارد التخلّي عنه، لأنّه يرى فيه أنّه قادر على "حماية ظهر المقاومة"، وتأمين الغطاء المسيحيّ لها. ويلفت المراقبون إلى أنّ "المردة" كان بوسعه تناول موضوع السلاح كما "التيّار"، من ناحية التشديد على أهميّته في مُقاومة العدوّ الإسرائيليّ، وأنّه يحتاج لحوار عميق لمُعالجته بين الأفرقاء، والإتّفاق على استراتيجيّة دفاعيّة.  
ولكن، ورغم أنّ المجتمعين في الصرح البطريركيّ لم يطرحوا الإستحقاق الرئاسيّ، يُوضح المراقبون أنّ الكتل المسيحيّة أصبحت مقتنعة أنّه من دون الخيار الثالث، يستحيل انتخاب رئيسٍ، كما أنّها متّفقة في ما بينها على عدم وصول سليمان فرنجيّة، وتعتبر أنّ "حزب الله" يُريد فرض مرشّحه عليها، كيّ يُعزّز هيمنته على السياسة والوضع الأمنيّ.   ويُتابع المراقبون أنّ قيادة "المردة" ربما رأت أنّ الإجتماع المسيحيّ يستهدف ترشّيح فرنجيّة، لذا، لم تُرسل أيّ موفدٍ لحضوره. ويقول المراقبون إنّ "سليمان بيك" أعلن خلافاً لرغبة المسيحيين، أنّه من دون مُوافقة "حزب الله" على أيّ من المرشّحين، يستحيل إنتخاب رئيسٍ، بينما يُحمّل النواب المسيحيّون والبطريرك الراعي "الثنائيّ الشيعيّ" مسوؤليّة الفراغ، عبر تمسّكه بمرشّحه دون سواه، ورفضه البحث في أسماء وسطيّة.  
وبحسب المراقبين، شارك "التيّار" في الإجتماع كيّ يظهر منتصراً أمام الرأيّ العامّ المسيحيّ، بعدما كان يُطالب بكركي بجمع المسيحيين للخروج بورقة مُوحّدة بشأن رئاسة الجمهوريّة ومُختلف المواضيع الأخرى. ويُضيف المراقبون أنّ "الوطنيّ الحرّ" أعلن عن تحفّظه عن موضوع السلاح، وطريقة مُعالجته، بينما يُلاقي "القوّات" برفض فرنجيّة، وبضرورة انتخاب رئيسٍ وسطيّ.  
أمّا في ما يتعلّق بتيّار "المردة"، فيقول المراقبون إنّه ربما وجد نفسه مُستهدفاً في الإجتماع، لأنّ رئيسه هو من أبرز المرشّحين لرئاسة الجمهوريّة، وهو غير قادر على مناقشة موضوع السلاح كما "التيّار"، لأنّ النائب جبران باسيل يشنّ حملة ضدّ مُشاركة "الحزب" في حرب غزة، بينما أهدافه معروفة سلفاً، وهو يُريد أنّ ترجع إليه حارة حريك في مختلف المواضيع، أكان في الإنتخابات الرئاسيّة أمّ بعدم تأمين وزراء "الثنائيّ الشيعيّ" النصاب لجلسات حكومة تصريف الأعمال.  
في المقابل، يُشير المراقبون إلى أنّ علاقة "المردة" مع "حزب الله" مباشرة وصريحة، والتحالف بينهما قديم وأقوى من "إتّفاق مار مخايل" الذي قام على تقاسم المصالح. ويُضيف المراقبون أنّ فرنجيّة يُلاقي "الحزب" في القرارات التي يتّخذها، وقليلاً ما يُعارضها أو بالأحرى يُبدي وجهة نظر مختلفة عنها، بينما "الوطنيّ الحرّ" يبحث عن خلق المشاكل مع حارة حريك، كلما أقصته من المُعادلة السياسيّة، أو اختلفت معه بالآراء. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المسیحی ة حزب الله التی ار فرنجی ة

إقرأ أيضاً:

الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه

ماجد محمد

توقع الناقد الرياضي، عبدالرحمن الجماز، ألا تكون صلاحيات الرئيس القادم للهلال مثلما كانت لدى الرئيس السابق.

وقال الجماز :”الهلال سيدخل مرحلة جديدة ومختلفة لن يكون فيها للرئيس الجديد الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه .. الدور الأكبر مناط بعبدالمجيد الحقباني .. فهل سينجح في كسب ثقة الجماهير الهلالية ؟”.

وكان رئيس شركة نادي الهلال، فهد بن نافل، أعلن أمس عدم ترشحه لرئاسة النادي بالدورة الانتخابية الجديدة.

وكتب بن نافل على حسابه بموقع إكس :”الهلال كيانٌ محطات تاريخه “منصات الذهب”مسيرة ابتدأت من المنصة 59 إلى المنصة 70، وما بينهما ستة أعوام من الفخر بالعمل مع “رجالٍ على قلب رجّال” ساهموا أن يستمر الهلال أولاً -بفضل الله- كما تأسس ونشأ على أيدي رجالاته ودعم جماهيره الدائم.. ليبقى الهلال لنا جميعًا هو “مسيرة العمر”.
لكل رحلة منصّة أخيرة.”.

وتابع :”بقلبٍ يملؤه الامتنان والفخر، كوني فردًا مساهمًا مع زملائي وزميلاتي في مسيرة هذا الكيان العظيم، ليأتي الوقت الذي أسلّم راية قيادة النادي كما كان، أو أفضل ممّا كان -بإذن الله-، مثلما تسلّمتها، وتسلّمها أسلافي، وهذا هو نهج الهلال.
أعلن اليوم دعمي المطلق للمرشح القادم لرئاسة شركة نادي الهلال وفق ما ترتئيه مؤسسة أعضاء نادي الهلال، والجمعية العامة لشركة النادي”.

وأكد أنه يفضل عدم الترشّح في الدورة الانتخابية الجديدة، وإتاحة الفرصة لطاقات جديدة تكمل المسيرة، سائلاً المولى القدير أن يوفق الهلال حاضرًا ومستقبلًا.

مقالات مشابهة

  • ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق
  • لا نفط ولا قمح.. هذا ما ينتظر لبنان إذا لم يُسلم السلاح
  • حزب الله على موقفه من تسليم السلاح: اي تداعيات على لبنان؟
  • رسالة من أمين عام حزب الله بشأن تسليم السلاح
  • حزب الله: لن نسلّم سلاحنا من أجل الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • بث مباشر.. مؤتمر صحفي لرئيس مجلس الوزراء عقب الإجتماع الأسبوعي للحكومة
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • إجتماع موسع في بلدية صيدا.. وهذا ما بحثه
  • قراءة في موقف جعجع.. هل تدفع القوات نحو المواجهة مع حزب الله؟!
  • محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل