بدأت البرامج الإذاعية فى الظهور مع التطور الكبير الذى شهدته إذاعة القرآن الكريم منذ نشأتها وتنوع مدارس التلاوة المختارة من بين نخبة من أعلام القراء المصريين، وبالتزامن مع زيادة ساعات البث على مدار اليوم، وكانت مقدمات وخاتمة البرامج الإذاعية لها ألحان موسيقية خاصة، لكن قررت الإذاعة تعديلها لتتماشى مع طبيعة الإذاعة واستبدالها بتواشيح وابتهالات دينية.

وظهر هذا اللون الفنى الأصيل فى وجدان المصريين، وارتبط ارتباطاً وثيقاً بحب الله والتقرب إليه وبالصفاء الروحى والسمو بالذات، وكان فن المديح والابتهالات موجوداً منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه تجدد فى الإذاعة ونال إعجاب المستمعين بشدة، خاصة أن مصر لديها كوكبة من أعلام الإنشاد والابتهالات، منهم الشيخ نصر الدين طوبار، الشيخ سيد النقشبندى، الشيخ محمد الطوخى، الشيخ محمد الهلباوى، الشيخ طه الفشنى، الشيخ كامل يوسف البهتيمى، وتميز كل منهم بلون محدد من الإبداع، وبشكل عام حولت هذه الكوكبة إذاعة القرآن الكريم إلى محطة إبداع تجمع أفضل الأصوات بالشرق الأوسط.

وقال د. طه عبدالوهاب، خبير المقامات الموسيقية، لـ«الوطن»، إن الجيل القديم كانوا قراء ومنشدين، والقارئ كان لا بد أن يكون منشداً، فالإنشاد بدأ عند استقبال النبى فى المدينة، كما أنشد المسلمون عند حفر الخندق. وأضاف: «أصوات المشايخ الكبار ارتبطت بالمناسبات الكبرى، فعلى سبيل المثال، الشيخ محمد أحمد شبيب مرتبط صوته بيوم العاشر من رمضان، لأنه قرأ القرآن فى فجر نصر أكتوبر، وفى رمضان هناك صوتان لا بد من وجودهما، الشيخ محمد رفعت والشيخ سيد النقشبندى، لأنهما مرتبطان بعقل ووجدان الناس، وصوتاهما عزيزان على قلوبهم، والشيخ نصر الدين طوبار وغيرهم، فهؤلاء الكبار الذين أنشدوا فى محبة الله ورسوله، وأراد الله أن يرفع ذكرهم، فذكرهم باقٍ إلى أن يشاء الله تعالى، والدولة تحتفى بالقراء والمنشدين عبر إذاعة القرآن الكريم، فمصر خادمة للقرآن الكريم وستظل على مر التاريخ».

وامتد دور إذاعة القرآن الكريم ليشمل جيلاً جديداً من القراء والمبتهلين والمنشدين من مختلف المحافظات، ومن بينهم المبتهل الشاب عبدالرحمن أشرف ناجى، الذى نشأ فى كُتاب قرية دست الأشراف بمدينة كوم حمادة بمحافظة البحيرة، وتربى على أثير إذاعة القرآن الكريم وتأثر بتلاوات المبتهلين المصريين، وحصد العديد من جوائز جامعة القاهرة ووزارة الشباب والرياضة.

وقال «عبدالرحمن» إنه نشأ وتربى على سماع إذاعة القرآن الكريم، التى ربت أجيالاً من المبتهلين والقراء والدعاة، بفضل برامجها ومذيعيها والرعيل الأول من المبتهلين والقراء الذين ظلت تلاواتهم وإنشادهم وتواشيحهم باقية حتى الآن، يتعلم منها كل من يحب أن يكون متقناً لفن الابتهال الدينى، وقد واجه العديد من التحديات منذ بدايته فى دخول مجال الابتهال والتواشيح الدينية، فكان مطالباً يومياً بالظهور فى الإذاعة المدرسية بابتهال ودعاء جديد، وكان أبوه يكتب له الابتهالات من إذاعة القرآن الكريم فجر كل يوم، ويتلوها عليه مرة أخرى حتى تمام الحفظ والإتقان، متابعاً: «كنت أقوم بإجادة تقليد بعض المبتهلين حتى أصل إلى صوت منفرد خاص بى، وهو ما نجحت فيه بفضل الله وبدعم والدى ووالدتى وإخوتى وزوجتى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دولة التلاوة إذاعة القرآن الكريم الشيخ محمد رفعت المصحف المرتل إذاعة القرآن الکریم الشیخ محمد

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيل الشيخ الشعراوي.. كواليس اللحظات الأخيرة في حياة إمام الدعاة

الشيخ متولي الشعراوي.. تحل اليوم ذكري رحيل الشيخ الشعراوي، الذي توفي في مثل هذا اليوم يوم 17 يونيو 1998، الذي كان يعد واحد من أبرز رموز الدعوة الإسلامية.

ويوفر «الأسبوع»، لزوارها ومتابعيها كل ما يخص تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الشيخ الشعراوي، وذلك من خلال خدمة شاملة يقدمها الموقع على مدار اليوم من خلال السطور التالية:

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الشيخ الشعراوي

حكى الشيخ عبد الرحيم الشعراوي في لقاء تليفزيوني عن قصة وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي وقال: «والدي كان يكره المستشفيات والذهاب إليها، إلا أنه قبل وفاته بحوالي 18 يوما رفض الطعام والشراب والدواء، وحتى الرد على الهاتف المحمول، وانفصل تماما عن العالم الخارجي، واكتفى فقط بالتواجد بين أحفاده».

الشيخ الشعراوي

وروى أنه امتنع عن تناول الطعام أو المياه أو الدواء بصورة طبيعية، والابتعاد عن الرد على التليفونات، قائلًا: «كنا بنقعد حواليه ننكت ونضحك، وهو ولا على باله، وكأنه حاسس أن موته قرب».

الشيخ الشعراوي

وقال إنه ذات يوم وجد ابنته مسرعة إليه، تحكي له ما حدث بينها وبين جدها الشيخ الشعراوي، عندما سألها عن الطفلة الصغيرة التي تحملها بين يديها، فقالت له إنها ابنتها «ندى»، فطلب منها أن تضعها على «حجره»، ثم تذهب لوالدها وتخبره أن يجهز السيارة، وقبل أن تسير أمامه، سألها عن تاريخ اليوم، لتجيبه الأحد ليردد الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء: «وبعدين قال آه لأ قوليله يجهز العربية بسرعة، ولسه هتمشي قالها النهارده إيه في الشهر، قالتله 14، قال 14، 15، 16 لأ خليه يلحق بسرعة بقى».

الشيخ الشعراوي

ذهب «عبد الرحيم» إلى والده وعندما رآه، انهالت الدموع من عينيه، ليطلب منه الشيخ الشعراوي أن يتمالك نفسه، لأنه شخص قوي وقادر على تحمل المسؤولية من بعده، وسيساعده الله تعالى في خطواته القادمة، وطلب منه أن يجلس بجواره: «قالي تعالى اقعد جمبي يا عبد الرحيم، وطبطب عليا وقالي أنا عارف إنك انت اللي هتتحمل، وبقولك عشان متتفاجئش».

الشيخ الشعراوي

وعن لحظة احتضار الشيخ الشعراوي فكان يلتف حوله الأحباب، وفجأة نظر إلى السماء ليردد، «أهلا سيدي أحمد، أهلا سيدي إبراهيم أهلا سيدة زينب، والله أنا جايلكم، أنا استاهل كل ده، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله»، ليخرج السر الإلهي وتفيض روحه الطاهرة إلى بارئها.

الشيخ الشعراوي أبرز المعلومات عن الشيخ الشعراوي

- ولد الشيخ محمد الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره في عام 1922م.

- التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري.

- حظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلاب، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

- انشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فكان يتوجه وزملاؤه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلاب سنة 1934م.

- التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية عام 1937م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.

- انتقل الشعراوى للعمل في السعودية عام 1950 أستاذا للشريعة في جامعة أم القرى، وعُيّن الشعراوي في القاهرة مديرا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون.

- في نوفمبر 1976م أسند ممدوح سالم رئيس الوزراء للشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر حتى أكتوبر عام 1978م.

- توفي إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، في 17 يونيو عام 1998 عن عمر ناهز 87 عاما، وترك إرثا من الحلقات التليفزيونية من خواطره حول آيات القرآن الكريم، وعدد من المؤلفات المهمة.

اقرأ أيضاًذكرى ميلاد الشيخ الشعراوي.. أبرز محطات في رحلة إمام الدعاة حتى تصدره المشهد الديني

حصن نفسك من السحر.. اقرأ دعاء الشيخ الشعراوي

«الناس بتشوف التليفزيون أكتر ما بتروح الجامع».. قصة عودة سهير البابلي لـ الفن بفتوى الشيخ الشعراوي

مقالات مشابهة

  • ذكرى ميلاد الشيخ مصطفى إسماعيل.. قارئ الملوك وسلطان القراء
  • في ذكرى رحيل الشيخ الشعراوي.. كواليس اللحظات الأخيرة في حياة إمام الدعاة
  • كلية الشريعة تمنح أول درجة دكتوراه نقدية في التفسير العلمي لخلق الإنسان في القرآن الكريم بالعصر الحديث
  • عودة إذاعة المصحف المعلم للشيخ محمود خليل الحصري عبر إذاعة القرآن الكريم
  • الأوقاف تحيي ذكرى وفاة الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي
  • بدء إذاعة المصحف المعلم للشيخ الحصري عبر إذاعة القرآن الكريم
  • إبراهيم نصر الله.. مرشح فلسطيني يتحدى عمالقة الأدب على درب «نوبل»
  • الإجازة في تلاوة القرآن الكريم.. التحديات والفوائد وأهميتها في التعليم الإسلامي
  • رئاسة الشؤون الدينية تحتفي بالفائزين بمسابقة القرآن الكريم لحجاج بيت الله الحرام
  • بدء التسجيل في الدورة الصيفية لحفظ القرآن الكريم والمتون العلمية بالمسجد النبوي