صورة: تدمير مقر مصلحة مياه بلديات الساحل في غزة
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
أقدم الجيش الإسرائيلي على نسف وتدمير مقر مصلحة مياه بلديات الساحل في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة .
واستنكرت مصلحة مياه بلديات الساحل رئيسا وادارة عليا وجميع الموظفين والعاملين العدوان الغاشم الذي استهدف مقرات مصلحة المياه والتي كان أخرها استهداف وتدمير بشكل كامل المبنى الرئيس لمصلحة المياه الواقع في مدينة الزهراء وسط غزة.
وقالت في بيان لها تلقت سوا نسخه عنه :" لم يقتصر عدوان الاحتلال على المبنى الرئيس فقط، بل طال أيضا فيما مضى المخازن الرئيسية لمصلحة المياه والواقعة في جنوب قطاع غزة وتحديدا في منطقة مواصي خانيونس، حيث يعتبر مخزن خانيونس من أكبر مخازن مصلحة المياه على مستوى قطاع غزة والذي كان يضم في محتوياته اغلب معدات وقطع الصيانة اللازمة لصيانة وتشغيل محطات تحلية وضخ المياه ومحطات معالجة الصرف الصحي الموجودة في جميع أنحاء قطاع غزة".
وأضافت مصلحة مياه بلديات الساحل :" لم تكن خسارة مصلحة المياه فقط في تدمير مباني المصلحة ومخازنها وسرقة محتوياتها، فكانت الخسارة الأكبر لمصلحة المياه باستهداف كوادرها ومهندسيها أثناء عملهم في خدمة أبناء الشعب بتزويد المياه الصالحة للشرب لمناطق الإيواء وإصلاح إمدادات شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي".
واعتبرت مصلحة المياه أن استهداف مقراتها وكوادرها هو إصرار من الاحتلال باستهداف المؤسسات التي تقوم بخدمة أبناء شعبنا ومساعدة النازحين لتعزيز صمودهم
وأكدت أن هذه الاستهدافات المتكررة لمقرات وكوادر مصلحة المياه لن يمنعها من القيام بواجبها تجاه أبناء شعبها
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: مصلحة المیاه
إقرأ أيضاً:
تدمير المعنى: السلام أنموذجا
ربما من أصعب الأشياء التي يعيشها العالم منذ سنوات هي الحرب الضروس ضد المعنى والقيمة. هناك من تحدث عن سقوط إمبراطورية المعنى. وهناك من استسلم لسلسة الانقلابات الخطيرة التي بات يعرفها العالم وتأقلم معها، مع ما يعنيه ذلك من تفريط في المنطق والمعاني والقيم التي تمثل ال تنشئة الذهنية للإنسان بصرف النظر عن هويته وانتماءاته الفكرية والعقائدية والعرقية والحضارية.
من ذلك أن الفهلوة وحرير الكلام الذي يبلغ الكذب والنفاق أحيانا أصبحا من علامات الذكاء الاجتماعي والشطارة. كما أن النتيجة هي أهم من الطريقة المعتمدة لبلوغها، ولا مشكلة إذا كانت الطريقة غير شرعية وغير أخلاقية، فكل الطرق تؤدي إلى روما، والمهم هو الوصول إلى «روما» وبديلها لدى كل شخص.
يمكن القول إن أكبر هزيمة عرفتها الأجيال الراهنة هي هزيمة المعاني والصدمة القيمية التي يسمع صداها الموجعون والمهمشون والمقهورون في العالم اليوم وما أكثرهم.
لا يجب الاستهانة بالمرة بسقوط المعنى. فهو الحدث الذي بعده نفقد المرجعيات والأسس والمقاييس. بكل وضوح إننا نفقد هندسة العقل ويصبح المطلوب منا القبول بتفكير ناتج عن ذهن بهندسة البناء الفوضوي.
يمكن توضيح فكرتنا أكثر بالاستناد إلى السريالية كطريقة جمالية ننتقد بها الواقع. ما يحدث منذ سنوات هو الإصرار على تحويل السريالية إلى واقع والتعامل معه على أساس أنه غير سريالي. في هذا الإطار من الحرص المستمر على تحويل الواقع إلى سريالي من دون توصيفه بذلك، نضع مثالاً؛ نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترشيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام.
طبعاً أثار هذا الموضوع جدلا واسعا يصبّ في مجمله في حالة الصدمة من انقلاب المعنى والمعايير. بل إن هذه النية أشبه ما يكون بتتمة للعدوان الإسرائيلي على غزة في ما يمثله من قهر.
أول صدمة تمس العقل مباشرة أن يقترن شخص نتنياهو بكلمة السلام بصرف النظر عن الشخص المستفيد من الترشيح. هنا أول سؤال يطرحه العقل الطبيعي؛ أيّ علاقة بين نتنياهو والسلام؟ هل يعلم بوجود كلمة في اللغة تفيد معنى السلام؟ وإذا كان على علم؛ أليس هذا الرجل هو من أشد أعداء السلام والضاربين به عرض الحائط؟
لنتذكر أن لكل شيء حدودا، بما في ذلك الواقعية والاستسلام والقهر وتحويل الهوية الجنسية للمعاني. وتحت هذا السقف الأدنى من الحدود، فإن العقل لا يستطيع المحافظة على سلامته العقلية عندما يصل الأمر بشخص تسبب في قتل آلاف الأطفال والنساء وقصف المستشفيات ومنع المساعدات الغذائية عن أهالي غزة.
قد يقترح شخص آخر وقد يكون نفس الاقتراح مقبولاً ولكن هذا الأمر مستغرب ومستهجن جدا في حالة نتنياهو. هكذا يمكننا أن نفهم حالة الصدمة من صاحب الترشيح الذي لا نعتقد أن هناك، مع اختلاف المواقف، من يمكن أن يصل بينه وبين فكرة السلام أو الفعل السياسي الذي يهدف إلى خلق السلام. وأغلب الظن أن نتنياهو نفسه لا يصدق ذلك.
لنأتي إلى فكرة ترشيح السيد ترامب نفسها التي تبدو لنا منطلقاً للتفكير في مدى مصداقية ترشيح أي شخصية سياسية. ذلك أن هذه الجائزة المسيسة بطبيعتها، التي لم تمنح لأي معارض أو منتقد لإسرائيل وسياساتها، إنما تقوم على مفهوم خاص للسلام في الشرق الأوسط، أي السلام في عيون الحاكمين في إسرائيل، وليست جائزة في خدمة السلام في المطلق أو خارج المنظور الإسرائيلي.
وفي الحقيقة، فإن مبدأ ازدواجية المعايير في تحويل وجهة معنى السلام وإفراغه من معناه الأصلي ليس مسألة جديدة بسبب الطابع التسيسي للجائزة. كما أن منح جائزة لسياسي هي مسألة من حيث المبدأ تفتقد إلى المصداقية، السياسة عالم البراغماتية والمصالح والصداقات والعداوات غير الدائمة، في حين أن السلام فكرة مثالية نبيلة عالية المعنى والمكانة.
وهو ما يعني أنه من الصعب جدا أن يكون هناك سياسي يستحق جائزة حول السلام. فالسلام لا يقوم على مصلحة طرف واحد، وكل رجل سياسة لا يهمه شيء غير مصلحة بلاده، وإذا كان عكس ذلك فهو سياسي فاشل في تقييم أهل السياسة الجهابذة.
ومَن يعاين واقع الحال على الأرض منذ سنوات فإن السلام شبه غائب وحالة تكاد تكون شاذة، في حين أن التوتر والصراع هما القاعدة.
الشرق الأوسط