شبكة اخبار العراق:
2025-05-22@06:54:04 GMT

لن تقع القيامة بعد غزة

تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT

لن تقع القيامة بعد غزة

آخر تحديث: 25 مارس 2024 - 10:33 صبقلم:فاروق يوسف من حق الفلسطينيين أن يفكروا في قضيتهم بالطريقة التي لا يتسرب منها ما بقي من أحلامهم في استعادة وطنهم المغتصَب. من حقهم أيضا أن لا يعترفوا بالواقع الذي تم فرضه بالقوة وليس فيه شيء من العدل. كما أن من حقهم أن ينظروا إلى مستقبلهم بعيدا عما صاروا يعتبرونه أخطاء ارتكبها في الماضي سياسيوهم ولم تنتج عنها إلا اتفاقيات لم تلزم إسرائيل بشيء ولم تضعهم على الطريق التي تقودهم إلى دولتهم التي وعد بها ياسر عرفات.

ولكن بالقوة نفسها ليس من حقهم أن يفرضوا طريقة تفكيرهم على أحد لم يشركوه في أفكارهم ولم يعرضوا عليه مخاوفهم بروح أخوية إيجابية. لقد شهدت العقود الثلاثة الأخيرة انكفاء فلسطينيا على الذات إلى الدرجة التي صار الفلسطيني فيها يشعر بأنه غير ملزم بتقديم شيء ما يعزز من خلاله ثقة الآخر به. لقد جرى تعميم نظرة فوقية متعالية على أسلوب التعامل مع أطراف عربية بعينها وهي الأطراف التي لم تتأخر عن إسناد ودعم الفلسطينيين ماديا ومعنويا. خرج علينا مَن يقول “إن على العرب أن يدفعوا من غير أن يملكوا الحق في السؤال عما يفعله الفلسطينيون”. لا أعتقد أن علاقة غير متوازنة من ذلك النوع يمكن أن تستمر طويلا. صحيح أن سلطة القرار الفلسطيني قد تشظت وصار الفلسطينيون حائرين بين أن يتبعوا حلمهم في بناء دولتهم بناء على ما يُسمى بحل الدولتين أو يقفوا على حافة الواقع الذي ضمته سلطة رام الله إلى مقتنياتها الورقية أو يضعوا كل أوراقهم في ملف تنظيم ديني مسلح لم يخف ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين وانتسابه إلى المشروع الإيراني في المنطقة. ولا يمثل أي واحد من تلك الخيارات حجرا ثابتا للانطلاق بالقضية في اتجاه هدفها. فالقضية قد سقطت من حقائب المتفائلين باعتبارها ملفا يمكن العودة إليه إذا ما تعلق الأمر بالمآسي اليومية التي يعاني منها شعب تقطعت به السبل. فهو لاجئ في لجوئه وغائب في غيابه. بمعنى أنه لاجئ حتى لو كان على أرض وطنه، فأهل غزة معظمهم لاجئون، وهو غائب عن قضيته حين يكون مغيبا تحت حجر العقيدة التي يتداخل فيها الخداع بفنون اللعب على حبال الوقت. هناك مَن يأمل أن تُدخل حرب غزة القضية الفلسطينية في مسار جديد. في ذلك المسار يتخلص الفلسطينيون مما يسمونه بـ“الوصاية العربية”. ذلك مصطلح يعبر عن عقدة وعقيدة في الوقت نفسه. وإذا ما عدنا إلى الواقع فإن الأنظمة السياسية العربية التي تدخلت في النضال الوطني الفلسطيني بطريقة سلبية ذهبت إلى المتحف وصار كل ما يتعلق بها شيئا من الماضي. لقد قتل الفلسطينيون بعضهم البعض الآخر تحت إشراف عربي. ولكنها عقدة ينبغي التعلم منها وتجريدها من عناصر قوتها بعد أن وصلت إلى ابتذالها. أما العقيدة التي كانت عربية خالصة فإنها لم تعد موجودة. وإن كانت موجودة فإن هناك مَن يفكرون في فلسطين عربية التي نادى بها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على منصة إعدامه وهم قلة من البشر الذين لا يملكون مكانا على الخريطة السياسية. مثلما يفكر الإسرائيليون يفكر الفلسطينيون في اليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة. كما لو أن القيامة ستبدأ في تلك اللحظة. وهي كذبة سعى الإعلام المقاوم مستندا إلى رؤية إسرائيلية إلى تمريرها. ستكون فلسطين أخرى بعد غزة. أسوأ ما صار يفعله الفلسطينيون أنهم يصدقون أنهم يصنعون واقعا بديلا عن ذلك الواقع الذي فُرض عليهم وهم في الحقيقة لا يعملون سوى على زيادة نسبة المخدر بما يُطيل غيبوبة المريض. فيما تقيم قيادة حماس في قطر وتراقب ما يحدث في غزة من خلال قناة الجزيرة صارت صور الأبطال الذين يديرون الحرب من داخل غزة تتقدم صور المليون مشرد ولا صور لأكثر من ثلاثين ألفا من القتلى، أما المعاقون والجرحى فلا صور لهم. ومَن يتذكر القتلى والجرحى والمعاقين في الحروب؟ “ما بعد غزة” صار شعارا وهو شعار مضلل. ذلك لأن هذه الحرب عزلت غزة عن القضية الفلسطينية ودفعت بإيران إلى موقع لم يكن لها لولا أن حركة حماس مدفوعة بمنطلقاتها العقائدية قد قررت أن تقطع صلة العرب بالقضية الفلسطينية وهو مطلب إسرائيلي. لكن على الفلسطينيين الذين مازالوا يصطفون وراء حماس التفكير في الطريقة التي تخدم قضيتهم التي إذا غادرت حاضنتها العربية ستضيع.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يوافق على تقديم 4 مليارات يورو لدولة عربية

الاقتصاد نيوز - متابعة

توصل ممثلو البرلمان الأوروبي وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يقضي بتقديم قروض بقيمة 4 مليارات يورو (نحو 4.5 مليار دولار) إلى مصر، بهدف دعم اقتصادها وتعزيز التعاون ضمن إطار شراكة استراتيجية.

وقال البرلمان الأوروبي في بيان صدر مساء الاثنين: "أبرم ممثلو البرلمان والرئاسة البولندية لمجلس الاتحاد الأوروبي اتفاقًا مؤقتًا لتقديم مساعدات مالية كلية لمصر من أجل دعم اقتصادها".

وأضاف البيان أن قرضًا قصير الأجل بقيمة تصل إلى مليار يورو تم صرفه بالفعل في نهاية عام 2024، على أن يتم الآن صرف قرض إضافي بقيمة تصل إلى 4 مليارات يورو، وفق وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

 

وأوضح البرلمان أن مصر ستحصل على فترة سداد تمتد إلى 35 عامًا.

ووفقًا لعواصم الاتحاد الأوروبي، ستُصرف هذه القروض على عدّة دفعات، وستكون مشروطة بتحقيق متطلبات محددة.

ولا يزال الاتفاق بحاجة إلى موافقة رسمية نهائية. وتندرج هذه القروض ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية التي وقعها الاتحاد الأوروبي مع مصر في مارس/آذار 2024.

وتأتي هذه الخطوة في سياق ارتفاع أعداد اللاجئين آنذاك، وسعي الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز علاقاته مع مصر من خلال تعاون أوثق يهدف إلى الحد من الهجرة غير النظامية، فضلًا عن تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: الفلسطينيون بحاجة ماسة إلى أفعال لا أقوال
  • هؤلاء هما أفضل عباد الله يوم القيامة فحاول أن تكون منهم.. الأزهر للفتوى يوضح
  • عربية النواب: زيارة رئيس لبنان لمصر تاريخية
  • نسخة عربية من كتاب «الشيخ التنفيذي»
  • دولة عربية تستعد لإقلاع أول تكسي طائر
  • هكذا تفاعل الفلسطينيون مع بيان الغرب ضد إسرائيل
  • الاتحاد الأوروبي يوافق على تقديم 4 مليارات يورو لدولة عربية
  • نظرة ما.. مواجهة عربية لاقتناص ثاني أهم جوائز مهرجان كان السينمائي
  • العراق يعتزم إطلاق مبادرات للوساطة في 3 دول عربية
  • مغردون: نصف ساعة من “أهوال يوم القيامة” في خان يونس