#الصوم سيّد #الأدوية بلا منازع
#ماجد_دودين
في ظل التلوّث والتسمم البيئي والتغير المناخي، فإن أجسادنا تمتص كمية من السموم عبر الهواء والماء والغذاء، ويؤدي تراكم هذه السموم إلى أمراض خطيرة مثل الشيخوخة المبكرة، والسرطان، والموت المفاجئ، وبعد تجارب مُضنية وَجَدَ العلماء شيئاً عجيباً… هل تعلمون ما هو؟
يؤكد الأطباء أنّ الصوم هو الوسيلة الوحيدة التي تمكّن خلايا الجسم من التخلص -بأمان ودون آثار جانبية -من كافة المواد السامة المتراكمة!! يؤكد الأطباء أنّ الصوم ينشّط النظام المناعي لدى الصائم بدرجةٍ كبيرة… وبالتالي فإنّ مقاومة الجسم تزداد ضد جميع الأمراض، ولذلك يمكن اعتبـــــار الصيام سيّد الأدوية بلا منازع!
مقالات ذات صلة عندما يُجزم النّصر بالجهل 2024/03/25تؤكد مئات الأبحاث العلمية أنّ الصوم يساعد على تنظيم عمل القلب وعلاج أمراضه واضطراباته… وهناك أبحاث تؤكد أن الصوم يقي من تصلّـــــب الشرايين واحتشاء العضلة القلبية!
كل واحد منا يستهلك في الهواء الذي يستنشقه عدة كيلوجرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكسيد الكربون والرصاص والكبريت.
ومن أغرب الأشياء التي تلفت الانتباه قدرة الصوم على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام!! حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وبنفس الوقت يقوم بتطهير خلايا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابياً على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم.
لقد عالج الدكتور “يوري نيكولايف” مدير وحدة الصوم في معهد موسكو النفسي أكثر من سبعة آلاف مريض نفسي باستخدام الصوم؛ حيث استجاب هؤلاء المرضى لدواء الصوم فيما فشلت وسائل العلاج الأخرى، وكانت معظم النتائج مبهرة وناجحة! واعتبر ان الصوم هو الدواء الناجح لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض الفصام والاكتئاب والقلق والإحباط.
الصوم دورة تدريبية وصيانة سنوية
إن المهندس الذي صمّم السيارة مثلا أرفق معها دليلاً يرشدنا إلى كيفيّة صيانتها بشكل يومي وشهري ودوري كي تخدمنا وتؤدي الغرض الذي صُنعت له – ولله المثل الأعلى – لقد خلقنا الله سبحانه وأرسل إلينا رسولا منا يعلمنا الكتاب والحكمة وأنزل علينا منهاجاً يدلنا كيف نصون عقولنا وأرواحنا وأجسادنا لنعيش حياة السعادة في الدنيا والآخرة وقدّم لنا الصيانة اليومية لأرواحنا وأجسادنا من خلال الصلوات الخمس، والصيانة الأسبوعية من خلال صلاة الجمعة، والصيانة السنوية المركّزة من خلال شهر رمضان، والصيانة الحياتية الشاملة من خلال الحج
لقد كتب الله علينا الصيام كما كتبه على الأمم من قبلنا ولكنّ تلك الأمم غيّرت وبدّلت أحكام الصيام وحافظنا عليها بفضل الله كمسلمين حيث نؤديها على الوجه الأكمل كما أداها النبي عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم.
أودّ أن أبيّن وأوضّح بأن معرفة العلة من الحكم الشرعي تعتبر أمراً تحسينياً زائدا على الأصل … فالأصل في الصيام أنّه ركن من أركان الأسلام وفريضة وعبادة افترضها الله علينا بشروط معلومة في أوقات وعلومة … فنحن لا نصوم لأن الصيام هو الدواء الشافي لكثير من الأمراض الموجودة داخل كل واحد منا، أو لأن الأطباء يؤكدون اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم، ولا نصوم لأن السموم التي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن إزالتها إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب ولكننا نصوم امتثالا لأمر الله الذي فرض علينا الصيام أما كل الفوائد والمنافع والثمرات والحِكم التي تتحقق بالصيام فهي أمر تحسيني يزيدنا يقينا إلى صحة وسلامة معتقداتنا.
الصلوات الخمس صيانة يومية وطهارة للقلب والروح والعقل والجسد …وكفارة للخطايا والذنوب إذا اجتنبت الكبائر … قال صلى الله عليه وسلّم: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا.) رواه البخاري ومسلم
وصلاة الجمعة صيانة أسبوعية… عن أَبي هُريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ» رواه مسلم.
وعن عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه قالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: «ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ» رواه مسلم.
وموعد الصيانة السنوية -شهر رمضان –الذي يقلب روتين حياتنا قلباً جميلاً … ويزوّدنا بشحنات من التقوى
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: “الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ”. رواه مسلم.
… ثم تأتي العمرة ويأتي الحج -لمن استطاع إليه سبيلا -ليكون الصيانة الحياتية الشاملة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن أبي هريرة قالَ: سَمِعْتُ رسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقولُ: «منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ». متفقٌ عَلَيْهِ.
تأمّلوا عظمة الله تعالى كيف يسّر لنا ما يسعدنا ويصلحنا في الدنيا والآخرة…وهكذا نستمر في برنامج الصيانة الرباني الروحي والقلبي والعقلي والجسدي والنفسي الشامل والمتواصل حتى يأتينا اليقين (الموت) – ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ…)) فتصعد الروح إلى بارئها نقيّة طاهرة من جسد نقي طاهر وقلب صاف وعقل حكيم فتستحق أعلى عليين بفضل وكرم ورحمة الله رب العالمين
ولله المثل الأعلى … كيف يكون حال سيارة يهملها صاحبها فلا صيانة يومية ولا أسبوعية ولا سنوية ولا صيانة شاملة (أفرهول) ماذا تكون النتيجة لمن يضع الماء في مركبته مكان الوقود والزيت مكان الماء؟! تتعطّل السيارة ولا تعمل وتتلف… يصدأ القلب وتهزل الروح ويموت العقل ويمرض الجسد ويسوء المصير …نسأل الله الثبات والعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة …
عن أَنَسٍ رضى الله عنه قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ، وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: ((نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ))
سُبْحَانَ مَنْ أَظْهَرَ الْعَجَائِبَ فِي مَصْنُوعَاتِهِ، وَدَلَّ على عظمته بمبتدعاته، وحث على تصفح عِبَرِهِ وَآيَاتِهِ، وَأَظْهَرَ قُدْرَتَهُ فِي الْبِنَاءِ وَالنَّقْضِ، والهشيم والغض، {قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
سَعِدَ مَنْ تَدَبَّرَ، وَسَلِمَ مَنْ تَفَكَّرَ، وَفَازَ مَنْ نَظَرَ وَاسْتَعْبَرَ، وَنَجَا مِنْ بَحْرِ الْهَوَى مَنْ تَصَبَّرَ، وَهَلَكَ كُلَّ الْهَلاكِ وَأَدْبَرَ، مَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ مَعَ الشَّعْرِ الْمُبْيَضِّ {قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
يَا أَرْبَابَ الْغَفْلَةِ اذْكُرُوا، يَا أَهْلَ الإِعْرَاضِ احْضُرُوا، يَا غَافِلِينَ عَنِ الْمُنْعِمِ اشْكُرُوا، يَا أَهْلَ الْهَوَى خَلُّوا الْهَوَى وَاصْبِرُوا، فَالدُّنْيَا قَنْطَرَةٌ فَجُوزُوا وَاعْبُرُوا، وَتَأَمَّلُوا هِلالَ الْهُدَى فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا، فَقَدْ نَادَى مُنَادِي الصَّلاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ، فَأَسْمَعَ أَهْلَ الطُّولِ وَالْعَرْضِ {قُلِ انظروا ماذا في السماوات والأرض}.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الصوم الأدوية ماجد دودين رضی الله عنه الله علیه من خلال
إقرأ أيضاً:
وفد صيني يبحث مع غرفة القاهرة التعاون في الأدوية ومواد البناء
نظمت الغرفة التجارية للقاهرة برئاسة أيمن العشري لقاءا موسعا جمع بين أعضاء الشعب التجارية بالغرفة و أصحاب عدد من الشركات الصينية لبحث سبل تعاون جديد بين البلدين.
جاء ذلك أمس الاربعاء خلال زيارة وفد غرفة إقليم جيلين الصيني للتجارة والمكون من 20 شركة متخصصة في مجالات الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية ومواد البناء.
وعقد الجانبين لقاءات ثنائية لمناقشة سبل التعاون خلال الفترة القادمة في هذه المجالات.
وأكد أيمن العشري علي أهمية التعاون الاقتصادي بين مصر والصين في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين مما يجعل مثل هذه اللقاءات مثمرة وتدفع الي فتح افاقا جديدا للتعاون الاقتصادي الثنائي.
وتابع "العشري" : مصر تشهد مرحلة تنمية شاملة وبها فرص تجارية وصناعية واستثمارية كبيرة في ظل الدعم الكبير من القيادة السياسية المصرية علي راسها الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو ما يفتح مجالا كبيرا للتعاون بين الشركات المصرية والصينية علي الصعيد التجاري والصناعي والاستثماري.
ونوه "العشري" الي ان مصر تعتبر بوابة لاسواق إقليمية ودولية بجانب سوقها الاستهلاكي الكبير كذلك هناك دعم كبير علي الصعيد الصناعي فمصر تتجه حاليا الي توطين الصناعات المختلفة من خلال تسهيلات وحوافز غير مسبوقة لتشجيع الصناعة والاستثمار وهناك دعم واضح للمستثمرين خاصة ان مصر تضع من ضمن أولوياتها جذب إستثمارات في كافة القطاعات ولذلك توفر الحكومة المصرية بيئة أعمال جاذبة للاستثمار وتشجيع المستثمرين.
وأكد رئيس غرفة القاهرة إن مصر تمتلك موقعا جغرافيا متميزا مما يجعلها بوابة مهمة للاسواق الافريقية والعربية والاوروبية فضلا عن البنية التحتية غير المسبوقة والمتطورة من موانئ وشبكات طرق وخدمات لوجستية تعزز من كونها مركز اقليميا للتصنيع والتصدير.
وختم "العشري" : نتمني الخروج من هذا اللقاء بتعاون مثمر يقوم علي شراكات تجارية واستثمارية وصناعية تنعكس ايجابيا علي اقتصادي البلدين.
من جانبه أعرب الوفد الصيني عن سعادته بزيارة غرفة القاهرة لبحث سبل تعاون جديدة خاصة علي صعيد مجالات الادوية والمستلزمات الطبية ومواد البناء وان هناك شركات صينية ترغب في الاستثمار في مصر بجانب الشركات الصينية الموجودة حاليا بالسوق المصري وانه بعد هذه الزيارة سيكون هناك تعاون جديدا مع غرفة القاهرة بما يعزز العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية.